تتجه أنظار العالم إلى تركيا، بينما تبدأ الانتخابات البرلمانية التي يصفها محللون بأنها "مصيرية" حيث ستقرر مستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي حكم البلاد على مدى 11 عامًا كرئيس وزراء بقبضة من حديد، وانتخب رئيسًا للدولة أغسطس الماضي. ووسط منافسة محتدمة واحتجاجات شعبية، فتحت لجان الاقتراع أبوابها اليوم الأحد، أمام 54 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم لانتخاب برلمان جديد يتألف من 550 مقعدًا موزعين على 81 منطقة، حيث يسعى أردوغان إلى الفوز بالأغلبية فيها ليتمكن من تحويل النظام الحكم إلى "رئاسي" بدلًا من برلماني، والتالي تعزيز قبضته على السلطة. والمنافس الأبرز لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية، هو حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي إذا تجاوز 10% في نتائج الانتخابات، قد يحرم الحزب الحاكم من الحصول على 330 مقعد في البرلمان، الذي يحتاجه لتعديل الدستور، ويقول رئيس الحزب، صلاح الدين دميرتاش نأمل توسيع قاعدته التقليدية في حال دخول حزبه البرلمان. أما حزبا المعارضة الآخران الكبيران حزب الشعب الجمهوري وحزب العمل القومي فنددا طوال الحملة بسعي أردوغان لإحلال "دكتاتورية دستورية"، داعيين إلى حرمان حزبه من غالبيته المطلقة. وفي حال فاز الحزب الحاكم بثلثي المقاعد،367 من أصل 550، سيكون بإمكان الرئيس التصويت منفردًا على الإصلاح الدستوري، أما في حال حصوله على 330 مقعدًا فقط فسيتمكن من طرح مشروعه في استفتاء، وما عدا ذلك، فسوف تخيب طموحاته. وسيتم الإعلان عن النتائج مساء الأحد، وسط توقعات بفوز جديد للعدالة والتنمية الذي فاز بجميع الانتخابات المتتالية منذ 2002. يشار إلى أن أردوغان تولى قيادة الحملة الانتخابية بنفسه برغم الانتقادات مروجًا لتعديل الدستور، مخالفًا الدستور الحالي الذي يفرض عليه عدم الانحياز لأي حزب، وعشية الانتخابات دافع أردوغان مرة أخيرة السبت عن قناعاته في مؤتمر انتخابي في أردهان "يقولون إذا حصل أردوغان على ما يريد يوم الأحد فإنه سيصبح شخصًا لا يقف شيء في طريقه، إنهم يقصدون أن تركيا لن يستطيع أحد إيقافها". وهاجم أردوغان مجددًا وسائل الإعلام الأجنبية، في التجمع الانتخابي ذاته، بقوله "هل تعلمون ماذا كتبت صحيفة بريطانية – في إشارة للجارديان - في شأن هذه الانتخابات؟ قالت إن المسلمين الفقراء الذين لم يتأثروا بالغرب بشكل كامل لا يحق لهم حكم بلادهم". وأضاف على وقع الهتافات "من أنتم؟ لا تتجاوزوا الحدود.. منذ متى يسمح لكم بإصدار أحكام علينا؟". وكرر أردوغان هجماته على نيويورك تايمز الأمريكية، التي توعدها في وقت سابق بعدما نشرت مقالًا نددت فيه بحكمه، وأمام الآلاف من أنصاره، جدد اتهام الصحيفة بإطلاق حملة ضد تركيا منذ عقود، وقال "الآن، يمارسون كراهيتهم ضدي.. إننا نعرف القائمين عليها.. فإن رأس المال اليهودي الكبير يقف وراء كل ذلك للأسف".