الغاية تبرر الوسيلة شعار المتسولين فى مصر إحصائية : مليونى متسول بمصر من بينهم 47% نساء
"حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة " ، "هنيالك يا فاعل الخير و الثواب" ، "ساعد راجل فقير محتاج ولك الأجر و الثواب عند الله ،هى عبارات تعودنا جميعا على سماعها من المتسولين سواء في الشارع أو وسائل المواصلات ولكن هذه الطرق المباشرة قد عفا عليها الزمن وخاصة أنها أصبحت لا تجدى ومن هنا بدأ المتسولين في إبتكار حيل لخداع المواطنين لأخذ النقود منهم بالخدعة طالما أن الشفقة و الإستجداء لم يفلحا في تحقيق الهدف المطلوب حتى الصورة الذهنية عن المتسول تغيرت بشكل جذرى فلم يعد المتسول فقط هو صاحب العاهة أو مدعيها الذي يقوم بتجبيس إحدى قدميه أو يديه أو إظهار جرح متقيح بصورة تدعو للضيق والاشمئزاز. كما تجد امرأة تجلس على أحد جنبات الطريق وتحمل طفلا لم يتجاوز سنوات عمره عدد أصابع اليد الواحدة، أو رضيعا نائما بل طور المتسولين من أدائهم وخداعهم وأصبحت الضحية تقبل بالخداع و إعطاء نقودها لمن لا يستحق ومرسوم على وجهها علامات الرضا ولا تعرف أنها وقعت ضحية لإحدى خدع المتسولين. في هذا الإطار حاولت جريدة الفجر إختراق عالم المتسولين بعد أن وصل عددهم لمليونى متسول من بينهم 47% من النساء ورصد أبرز الخدع التى يقومون بها لحصد الأموال من ضحاياهم. تجربتى الشخصية سيده تخطى عمرها الخمسين عاما جالسة بمحطة المترو يبدو عليها علامات التعب و الإرهاق ترتدى ثوبا ممزقا و "شبشب " تسأل الناس عن كيفية الذهاب إلى محطة المرج الجديده و طلبت من البعض الطعام لشعورها بالجوع و أستطاعت كسب تعاطف كل من كان بالمترو و أعطاها البعض طعاما وأخرون نقود. وأثارت تلك السيدة الفضول لدى فسألتها لماذا تريد الذهاب للمرج و لمن ستذهب ؟ قالت لى أنها آتيه من أسوان و جاءت القاهرة لإجراء عملية قلب مفتوح وتريد الذهاب للمرج للعودة مرة أخرى إلى أسوان بعدما فقدت جيرانها الذين أتوا معها و سط "العيطة" وهو لفظ صعيدى يعنى الزحام. وبسؤالها عن أية أوراق خاصة بها قالت أنها مع ذويها الذين اصطحبوها للقاهره و هى أميه لا تعرف القراءه و الكتابة وذكرت أن لديها شقيق واحد فقط لقى حتفه خلال حادث عباره السلام 95 ونظرا لتأخر الوقت وكان تقريبا الساعه تخطت العاشره مساءا و بكلماتها المؤثرة عن حالتها و أنها أمرأه مسنة تسير فى ظلمات الليل وحدها لا تعرف أحدا فى محافظة صاخبة كالقاهرة تعاطفت معها و أصطحبتها معى إلى المنزل وقامت والدتى بإعداد العشاء لها و أعطتها ثيابا نظيفا وعرضت عليها المبيت لدى حتى الصباح ومن ثم توصيلها للوجهه التى تريدها. جلست معنا وحدثتنا عن عمها عضو مجلس الشعب رافضة ذكر أسمه و كيف يريد الإستيلاء على البيت الذى ورثته عن والدها وحكت لنا أنها تعيش على الصدقات من المقتدرين فى المحافظة وبعدها غلبها النعاس وذهبت لتنام نوما عميق بعد يوم مرهق بالنسبة لها. وفى الصباح بعد تناولها الإفطار طلبت من والدتى زيت و سكر لأنها فى حاجة إليهم وقامت والدتى بإعطائها ما طلبت و أكثر فضلا عن مبلغ مائتى جنيه لشراء دجاج و تربيته و العيش من أرباحه وبسؤالها عن الأجرة اللازمة لإيصالها من المرج لأسوان قالت أنها تحتاج مبلغ 150 أعطته أياها وعرضت إليها إيصالها لموقف السيارات رفضت بشده ومن هنا بدأ الشك يتخللنى وتأكد لدى بعد نزعها ملابسها النظيفة التى أعطيناها إياها و إرتدائها الملابس الممزقة مرة اخرى وراقبتها من بعيد فأكتشفت أنها أمطت السيارة المتجهة لدار السلام و ليس سوهاج كما أدعت فى هذه اللحظة أيقنت أنها حيلة وقعت فيها وتركتها مبتسمة لتكرر القصة مع ضحية جديده وداخلى يردد " حقا أنها ممثلة بارعة " متسولى الرقم القومى أريد نقودا لشراء طعام لأولادى هكذا بدأت إمرأة في الثلاثينات من عمرها حديثها داخل عربة المترو التى كانت ترتدى ثيابا ممزقا ومتسخا وطفليها الاثنين أيضا فملامحهم لا تكاد تظهر من كثرة الإتساخ والروائح الكريهة تنبعث منهم مما سبب نفورا لمعظم الجالسين بالعربه وكان الأمر مستفز مما حدا بإحدى السيدات للتشاجر معها وبدورها أكدت تلك السيده أنها لجأت للتسول لأنها لا تجد عملا بسبب عدم إمتلاكها بطاقة رقم قومى وان ذلك دفعها للتسول على حد قولها. تسول المثقفين حالة أخرى لإمرأة تجلس على أحد الارصفة في وقت متأخر من الليل بمنطقة راقية ومعها أولادها ممسكين بالكتب وتقوم بالمذاكره لهم، مما يدفع المارة للتعاطف معها و إعطائها نقود . عناية مركزة متنقلة لا تتعجب إذا جلست بعربة المترو ووجدت مستشفى متنقلة بأكملها تتحرك أمامك و كأنك بقسم العناية المركزه لا داخل وسيلة مواصلات حيث تجد أحد الأشخاص معلق كمية لا حصر لها من المحاليل و الجلوكوزو يطلب من الركاب مساعدته لإتمام العملية الجراحية في هذه الحالة يجب أن تنسى المنطق و لا تدع عقلك يتسائل كيف يستطيع هذا الرجل االذهاب و الإياب خلال كل هذه المحطات وحالته الصحيه متدهوره هكذا و معلق محاليل كما يدعى !!! التسول بالقوة الجبرية لا تنزعج إذا وجدت شىء ما يدفع بالقوه الجبرية على قدميك سواء مناديل أو حلوى أو ورقة مكتوب عليها "صحيفة الحالة الإجتماعية للشخص الذى قام بإلقأها على سيبل المثال " أنا أرمله و لدى ثلاث أطفال يتامى و لا أجد مال لإطعامهم "وانت جالس بالمترو أو أية وسيلة مواصلات أخرى فهذه هى الشحاذه على الطريقة الجبرية فأن تعطى لى نقود ليس إختيار فلا مجال للتفكير في أن تساعدنى أو لا. التسول بالغناء "اللي معاه فلوس يدينى وإلا ستصيبك اللعنة"، هذا هو شعار إحدى السيدات التى تبيع مناديل بالمترو وتستخدم الغناء بلهجتها الغريبة و التى لا تبدو مصرية كوسيلة لجذب الركاب فإذا لم تفلح " الفرفشة " لجذب الزبون تكون الدموع هى البديل حيث تنهار باكية كوسيلة لإستعطاف من حولها ومن ثم تبدأ في سرد قصتها ومعاناتها للركاب وبعدها تنهال المساعدات عليها. شحاته مودرن على طريقة عادل إمام في فيلم المتسول و الشحاذه بأسلوب أنيق أو مودرن أن تقترب منك آنسة تبدو عليها الأناقة وترتدي ملابس مرتفعة الثمن، وتطلب منك المساعدة لأنها فقدت أموالها ولا تملك ما يمكنها من الذهاب إلي منزلها، وبالطبع تجد نفسك مجبرا علي أن تعطيها ما فيه النصيب. التسول من أولياء الله الصالحين سيدة بملابس مهلهله تجلس أمام مسجد سيدنا الحسين و تطلب من الزائرين بركة الزيارة و التبرك بأولياء الله الصالحين فهى طريقة للشحاذه و لكن تصحبها بركة الأولياء فإذا لم تدفع تكون أفسدت بركة الزيارة وفى النهاية بإرادتك أو رغما عنك سترضخ وتدفع للتخلص من إلحاهها الشديد . والغريب في الأمر أن أحد قاطنى المنطقة أكد لنا أن هذه السيده من ذوى الأملاك فهى تمتلك ثلاث منازل ولديها ثروة من الشحاذه . التسول على طريقة إكرام الميت دفنه .. وإكرام الميت الشحاته عليه لم يترك المتسولين حيلة لخداع المواطنين إلا و استخدموها فحتى حرمة الموت لم يراعوها طالما ستحقق غرضهم و هو الحصول على النقود من الضحية ولأن المتسول يعرف جيدا أن المصري عاطفى بطبعه فيلجأون إلى هذه الحيلة حيث تجد أحد الأشخاص صعد إلى الأتوبيس وبدأ يستجدى الناس لدفع ثمن كفن إحد الفقراء الذى لا يمتلك مالا لدفنه و تكفينه وفى ثوان معدودة تنهال على الرجل النقود عملا بمقولة إكرام الميت دفنه و بعد إستكمال المبلغ المحدد تجد نفس الشخص يقوم بنفس الفعل مرة أخرى وكأنه حانوتى تخصص في دفن الموتى ولما لا وقد نجحت الحيلة وحصد من خلالها مبلغ كبير في وقت قياسى و بدون مجهود. تسول البطالة شاب أنيق يتجول داخل عربات المترو ممسكا بروشتة علاج يطلب من الركاب مساعدته قبل أن تتدهور حالته الصحية و يريد مبلغ من المال لإجراء تحاليل طبية لازمة لحالته وفى نبرة إستعاطف يؤكد الشاب أن هذه هى المرة الأولى التى يلجأ فيها لذلك و أنه غير قادر على العمل و الغريب في الأمر أن هذا الشاب يكرر نفسي الفعل كل يوم وكأن التحليلات تجرى يوميا !!. تسول المحافظات لم يقتصر التسول على القاهرة فقط بل يأتى العديد من المتسولين من المحافظات إلى العاصمة لأنها فرصة ذهبية لهم لإحتلالها نصيب الأسد حيث تجد إحدى المتسولين يؤكد لك أنه يريد العودة إلى محافظته و لا يملك نقود العود بعد سرقته وبعد إعطائه النقود تجده يكرر نفس العمل بمحطة القطار مع ضحية جديدة.