تعيش قرية كفر السودان التابعة للوحدة المحلية لشباس الملح مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ أسوا أيامها بعد أن تحولت شوارعها إلى برك من المياه الراكدة بسبب توقف مشروع الصرف الصحي والذي بسببه تفاقمت الأوضاع داخل القرية وتزايدت حدة الانتقادات من جانب الاهالى للمسئولين الذين تجاهلوا حل الأزمة التي تعيشها مئات الأسر بعد تسرب مياه الصرف الصحي أسفل جدران منازلهم . وتسببت في إصابة العديد من اهالى القرية خاصة الأطفال بمرض التيفود حتى أصبحت مستشفى حميات دسوق تستقبل يوميا عدد من اهالى القرية المصابون بمرض التيفود بعد اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي غير انتشار التلوث البيئي بكل أنواعه وانتشار الروائح الكريهة والحيوانات النافقة والحشرات الناقلة للأمراض والأزمة ازدات أكثر بعد توقف المشروع وعدم الانتهاء من التوصيلات الداخلية عقب ثورة 25يناير مما أدى إلى غرق القرية بأكملها في مياه الصرف .فقرية كفر السودان تجسد المأساة التي تعيشها عشرات القرى بكفر الشيخ المنسية التي لا يهتم بها احد فرغم النداءات والاستغاثات إلا أن المسئولين يتعللون دائما بنقص الاعتمادات ويعيش أهلها في رعب خوفا من سقوط منازلهم . يقول سامح عبد الهادي مدرس انجليزى مشروع الصرف الصحي بالقرية حول حياتنا إلى جحيم بعد أن تم إهماله فالمشروع بدا العمل فيه قبل الثورة وتوقف بعد ثورة 25 يناير ولم يتم العمل به حتى الآن رغم أن المتبقي منه شيء بسيط وهى التوصيلات المنزلية فقط ولكن لم يستمع لنا احد حيث ذهبنا إلى المسئولين ومنهم رئيس مدينة دسوق أكثر من مرة الذي قال لنا لا توجد أوامر بالعمل في استكمال المشروع وبسبب تعطيل الصرف يضطر اهالى القرية حاليا من صرف المجارى بمصرف الصرف الزراعي المغطى والذي أصبح يهدد عشرات المنازل الواقعة على هذا المصرف بالانهيار مما اضطر أصحاب هذه المنازل من القيام بنزح المياه من أمام منازلهم والقيام بتسليك البلاعات والتي باتت هي الأخرى تهدد الأطفال بعد أن تم تركها مفتوحة وأصبحت تمثل خطرا على المارة. وتقول عطية دياب صبح ربة منزل مياه الصرف الصحي تراكمت أمام منزلي حتى أن كميات كبيرة من المياه تسربت أسفل جدران المنزل وتهدده بالسقوط في أية لحظة غير أنني أصبحت أنا وأولادي وزوجي نعيش في مأساة يوميا حيث نضطر صباحا ومساءا من نزح المياه من داخل المنزل وتضيف بان المنزل أصبح لا يصلح للمعيشة به خاصة وان احد أحفادي أصيب بالتيفود والحمى منذ أيام وتم حجزه بمستشفى حميات دسوق لمدة أسبوع لتلقى العلاج بسبب مياه الصرف فنحن نستغيث بالمسئولين لإنقاذنا من هذا العذاب الذي نعيشه يوميا بعد أن أصبحت الحياة داخل منزلنا شبه مستحيلة. وتضيف صباح شعبان على الصعيدي ربة منزل : منزلي مهدد بالانهيار بسبب مياه الصرف الصحي وأصبحت أنا واسرتى لا نتحمل المعيشة به وكل يوم مهددون خوفا من سقوط المنزل علينا في أية لحظة فوق رؤوسنا وبسبب المياه أصيبت ابنتي بالعديد من الأمراض منها التيفود غير أننا كل يوم في شجار مع الجيران بسبب قيامهم بوضع روث المواشي وقش الأرز لردم الشارع من أمام منازلهم فرحمة بنا وبأولادنا أنقذونا مما نحن فيه. وتقول عفاف احمد محمود داود أصيبت ابنتي التي تبلغ من العمر 18 عاما بالتيفود وأمراض أخرى كثيرة لقيامها بمساعدتي يوميا بنزح مياه الصرف من داخل منزلنا وقمت بعلاجها داخل مستشفى الحميات من مرض التيفود. وتقول تهاني الفضلى الشيخ أغيثونا من مياه الصرف الصحي والقمامة التي حاصرتنا وأصبحنا لا نطيق المعيشة بمنازلنا التي أصبحت مهددة بالسقوط بعد أن غمرت المياه جميع حجرات المنازل فانا أعيش أنا واولادى الثلاثة وزوجي المريض والمصاب بشلل نصفى وسط برك من المياه وأصبحنا مهددون بأخطر الأمراض خاصة وان المنطقة التي نعيش بها من أكثر المناطق التي غمرتها المياه لقيام معظم القرية بصرف الصرف الخاص بها بشارع وسط البلد الذي نعيش به حيث كان يوجد به مصرف صرف زراعي قديم وتم ردمه إلا أن جميع منازل القرية تلقى به حتى جعلت منازلنا تعوم فوق بركة من المياه وبسبب هذه المياه الراكدة توفى لي ابن منذ سنوات كان يبلغ من العمر12عاما بعد إصابته بمرض التيفود غير أن هناك بلاعات كثيرة مفتوحة أمام منازلنا وتهدد بسقوط الأطفال حتى انه منذ أيام سقطت طفلة بإحدى البالوعات وتم إنقاذها فبل أن تلقى حتفها. وتضيف سومة محمد السيد أبو رخا بسبب الصرف الصحي أصبت بمرض الحساسية لقيامي يوميا بنزح المياه من الشارع أمام منزلي بعد تسربها تحت الجدران وباتت تهدده بالانهيار. ويقول دسوقي احمد دسوقي العرجاوى بسبب مياه الصرف الصحي أصبح مسجد عبد الصبور الموجود بالقرية والذي تم إنشاؤه بالجهود الذاتية مهدد بالانهيار لتسرب مياه لمجارى أسفله وذهبنا إلى مجلس مدينة دسوق نستغيث به ولكنه لم يفيدنا بشيء فذهبنا إلى الوحدة المحلية بشباس الملح والتي تتبعها قرية كفر السودان إلا أن أحدا لم يعتني بنا واضطر الاهالى هنا من إصلاح الصرف بالجهود الذاتية رغم أننا جميعا من محدودي الدخل والكارثة الأكبر هنا أن مياه الصرف اختلطت بمياه الشرب والتي بسببها أصيب عدد كبير خاصة الأطفال بمرض التيفود غير أن جميع القرى التي تقع في نهاية ترعة يوسف افندى والتي تمر بقرية كفر السودان يشربون مياها ملوثة بسبب قيام نصف القرية بصرف المجارى بالترعة والتي تروى ما يقرب من 50فدانا وتعتبر قرية السعادة التابعة لمركز مطوبس من اكبر القرى التي تعتمد في شربها على مياه الترعة بعد قيامها بتركيب ماكينة لسحب المياه وتحليلها لاستخدامها للشرب وهذا يمثل خطورة كبيرة على اهالى هذه القرية الذين يشربون مياه مخلوطة بالمجارى ورغم أن الصرف بقرية كفر السودان تم الانتهاء من حوالى90% منه ولم يبقى إلا القليل إلا انه توقف تماما ولم نجد احد يعاوننا على إنهاء المشكلة . ويشير محمد احمد حسن تم حفر حفرة بعمق 16 مترا لإقامة محطة للصرف الصحي بها خاصة بالقرية وتم وضع الكتل الخرسانية لها لإنشاء المحطة ولكن منذ الثورة تم تركها دون استكمال حتى تحولت إلى بركة من المياه الراكدة وأصبحت تهدد بحصد الأرواح خاصة الأطفال وبسبب المياه الراكدة انتشر البعوض رغم أننا في فصل الشتاء وبسبب المجارى أصيب ابني بالحمى والتيفود وتم علاجه بمستشفى حميات دسوق فنحن نطالب بسرعة إنقاذ القرية من كارثة محققة.