تعيش قرية «الصافية» بمركز دسوق محافظة كفر الشيخ، والتى تضم 50 ألف نسمة، أزمة حقيقية بسببب تلوث مياه الشرب بعد اختلاطها بالصرف الصحى. القرية أصبح اسمها على النقيض من حالها، فالأهالى يعانون الطفح المتكرر لمياه الصرف منذ ما يقرب من عامين، والتى أعياهم البحث عن مصدرها، فمنازل القرية تحولت إلى مستنقعات من المياه الملوثة، وهو ما جعلها مرشحة للانهيار فى أى لحظة. يقول رجب رشاد «موظف»: «لقد تجاهل مسئولو المحليات والحزب المنحل والحكومة الإلكترونية شكاوى أهالى القرية، ومنها ما أرسلناه للواء أحمد زكى عابدين وهذا منذ عام مضى، وشكوى أخرى تقدمنا بها فى شهر مايو الماضى، وقام المحافظ بالتأشير عليها، وتوجيهها لمدير شركة مياه الشرب والصرف الصحى بدسوق ومحطة أبوعلى، إلا أنهم تجاهلوها، وتركونا فريسة للأمراض، تنهش فى أجساد أطفالنا الذين أصيبوا جراء اختلاط مياه الشرب بمياه جوفية، لا نعلم مصدرها، وطفح الصرف الصحى بعد امتلاء الطرنشات التى قام أهالى القرية بإنشائها بالجهود الذاتية. فالقرية يزيد عدد سكانها على 50 ألف مواطن، وليس بها صرف صحى حكومى، مما أدى إلى إصابة الاطفال والشباب والشيوخ بالأمراض المتوطنة مثل «التيفود»، ويشهد مستشفى حميات دسوق على الواقع المرير الذى تعيشه هذه القرية المنسية، من مسئولى المحليات، وبرغم تقدم الأهالى ببلاغ إلى مأمور مركز شرطة دسوق تحت رقم 482 لسنة 2011، لمعاينة المنازل الغارقة فى مياه الصحى والمياه الجوفية. فايز إبراهيم يونس «مزارع» يقول: «لقد أغلقت ابواب المسئولين فى وجوهنا، وأصبحنا نعيش بعد الثورة على أمل اللقاء بمسئول يراعى الله فينا، وأرسلنا شكاوى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، والحاكم العسكرى بكفرالشيح، ورئيس مدينة دسوق، ولكن لا حياة لمن تنادى، وتركونا نشرب المياه مخلوطة بالصرف، مما أصاب الأهالى بالأمراض المعوية والمغص الكلوى والتيفود. وعن معاناة أخرى، يقول رمضان أبوخضرة: «منذ 3 سنوات قامت جمعية تنمية المجتمع بالقرية، بوضع اساسات لقاعة ودار مناسبات، ولكن أهملت بسبب تدخل بعض فلول الحزب الوطنى المنحل، من أجل المصالح الشخصية، وتعطيل بناء دار المناسبات وحولوها لمقلب زبالة، ومأوى للكلاب الضالة والحيوانات النافقة، مثل الحمير والدجاج والأبقار»، وأضاف: «نعانى انتشار الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم جبال القمامة على مرأى ومسمع من مسئولى المحليات».