أصبحت منازل قرية سدس الأمراء التابعة لمركز ببا بمحافظة بنى سويف مهددة بالسقوط بعد أن وصلت مياه صرف الخزانات (المجارى) إلى حجرات النوم وقاعات المعيشة، وهجر الأهالى المنازل بسبب مياه الخزانات الأرضية التى هاجمتهم فجأة، وأصبحوا يعيشون فوق أسطح المنازل، وانتشرت الأمراض بجميع أنواعها داخل القرية، وخاصة بين الأطفال. فى البداية تقول عطيات أحمد صقر (65 سنة) أنا مريضة بالسكر وقعيدة الفراش منذ سنوات، وأسكن فى منزل مكون من طابق واحد وزوجى متوفى، وأعيش معى ابنتى وأولادها الأربعة بعد وفاة زوجها أيضاً، وفوجئت بمياه صرف الخزانات الأرضية تدخل إلى حجرة النوم وسدت مياه الخزان الأرضى مدخل المنزل، وأصبح أحفادى يسيرون فى مياه المجارى الملوثة. وتضيف عطيات، نحن نعيش على معاش مبارك، ومسئولو المجلس القروى أرسلوا سيارات لكسح المياه، ولكن المياه عادت فى اليوم الثانى فتركناها، لأن ثمن النقلة الواحدة 25 جنيهاً، ولا نمتلك أموالاً لتلك السيارات. ويقول جميل عبد الغفار محمود (موظف) إن طفح الخزانات اليومى بالقرية أصبح يهدد منازلها بالسقوط، فالمياه رشحت على الجدران واقتلعت بلاط الأرضيات، وبذلك يحتاج الفرد إلى 750 جنيهاً شهرياً لكسح المياه الموجودة داخل المنازل، كما أن هناك بركة مياه فى شارع الأربعين نتيجة طفح المجارى، وأطفال القرية كلهم يلعبون فى المياه، وهناك ترعة تمر أمام القرية مخصصة لصرف مياه الرى الزائدة لمزرعة سدس، وهذه الترعة كارثة لأن بها قمامة، ولجأ الأهالى إلى مد مواسير لها من منازلهم لإلقاء مياه المجارى بها. ويؤكد على مخمير حسين (45 سنة) عامل باليومية، أن ابنته أصيبت بمرض الجفاف واحتجزت فى مستشفى ببا، وابنه يعانى من الفشل الكلوى، فأصبح خارج المنزل أكثر أماناً من داخله لمياه الصرف التى تملأها، واضطررت إلى أن أقيم أنا وأسرتى فوق سطح المنزل، لحين التخلص من المياه التى دخلت منزلى، وأغلب أهالى القرية لجأوا إلى هذه الفكرة. وتقول نادية عبداللطيف أبوصبرة (55 سنة) أن هناك حديقة كلها امتلأت بمياه صرف الخزانات الأرضية، وأصبح يعلوها البكتريا والناموس، وهذه الحديقة أصبحت مصدراً للوباء على أهالى القرية، وتركها أصحابها بعد أن غطتها مياه الصرف، لذلك نحتاج إلى حل عاجل لرفع المياه بصفة يومية لإنقاذ أرواح الأطفال وأثاث المنازل. ومن ناحيته يقول اللواء محمد أبو الخير رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، إن قرية سدس منذ أسبوعين بدأ العمل فى إقامة مشروع للصرف الصحى بها بتكلفة قدرها 20 مليون جنيه، وهى منحة من الصندوق الاجتماعى لإدخال الصرف الصحى إلى القرية، والمقاول بدأ العمل والتشوينات، وبعد توصيل الصرف الصحى داخل القرية ستنتهى هذه المشاكل. أما د.عزت عبد الله محافظ بنى سويف، فأكد أنه أعطى تعليمات فورية إلى رئيس مدينة ببا لكسح المياه من المنازل المضارة، ومتابعتها بصفة يومية، وقال إن قرية سدس وعدداً آخر من القرى تم مناقشة مشاكلها منذ توليت منصبى كمحافظ، وانتهزت فرصة منحة الصندوق الاجتماعى، وتم إدخال القرية ضمن المنحة لإقامة مشروع الصرف بها، وتمت الموافقة على إدخال الصرف الصحى لقرية أخرى معها، وهى نزلة أقفهص بمركز الفشن.
