رغم أن المصريين شعب متدين، إلا أنهم فى حياتهم العادية يتطيرون، يتفاءلون ويتشائمون ويخافون من شر حاسد إذا حسد، ولهذا ليس غريباً ما يرددونه عن رئيسهم الدكتور محمد مرسى من أنه إنسان «شرارة» حيثما يكون تقع حوادث ومصائب.. اللهم احفظنا! هناك ملايين من المصريين لا يؤيدون محمد مرسى، لا يحبونه، ولم ينتخبوه، وأغلبهم يعلن ذلك صراحة وبلا خوف، وكثيرون من هؤلاء يبررون موقفهم بأنهم متأكدون من أن محمد مرسى ليس رئيساً لكل المصريين، وأنه يمثل جماعته الإخوان المسلمين، إنه لم يخرج من عباءة الإخوان، ومازال وسيظل تابعاً لأفكار ومصالح الجماعة، قبل مصلحة مصر والمصريين غير الإخوان المسلمين.
وهؤلاء الذين يقفون فى الخندق المعارض لرئيس الجمهورية، يعلنون معارضتهم صراحة وبلا خوف، لم تكن لأغلب المصريين زمان الجرأة على معارضة الحاكم، أو الاقتراب منه بالنقد أو السخرية، لكن الدنيا تغيرت بعد ثورة 25 يناير، وأغلب المصريين كشفوا عن جرأة وشجاعة، وكل مصرى أصبح يقول ما يريد بلا خوف.
وإعلان المعارضة ضد رئيس الجمهورية لم يتوقف فقد أصبحت هناك نكت ساخرة ومريرة ويرددها الناس على الدكتور مرسى، وكثير من هذه النكت والتلميحات الساخرة تقول إن مرسى «شرارة»، فقد انقطع النور وهو يحلف اليمين الدستورى، ثم تعاقبت على البلد مصائب وحوادث لا حصر لها، حوادث قطارات يموت فيها أطفال وأبرياء، وحرائق ومظاهرات، ولأن رئيس الجمهورية ينافس الفنان الكوميدى الراحل محمد عوض فى المسلسل الشهير القديم، وبطله «شرارة» النحس.. الذى تهبط المصائب حيث يكون!
وحكاية أن الرئيس مرسى أصبح «الرئيس شرارة»، قد لا يكون لها نصيب من الحقيقة، لكن هناك حوادث ومصائب وقعت بالفعل، والناس لا يجدون شماعة يلقون عليها، بأحاسيس الغضب والتعاسة، وليس أمامهم سوى الرئيس المنتخب بالصندوق، يلقون عليه التهمة، خاصة أن نصف الشعب لا يحبه وليس تابعاً لجماعته وعشيرته!
وما يردده الناس عن نحس الرئيس لا يحدث سراً أو همساً، صحف كثيرة اهتمت بهذا الموضوع، وعلى شاشة الإنترنت عشرات من التعليقات الساخرة، عن سوء الطالع الذى يلازم الرئيس.. ورغم أن فكرة الإنسان النحس ترفضها الأديان، لكن البشر يصدقون ويقولون «المنحوس منحوس ولو علقوا على راسه فانوس»!
ويتندر هؤلاء بأن الرئيس محمد مرسى حيث يسافر إلى الخارج يسافر معه النحس السيئ فى نفس الرحلة، فعندما سافر إلى المملكة العربية السعودية انقطعت الكهرباء، ولحق بالسوق السعودى خسارة مادية كبيرة، وحدث حريق فى الطائف، وأصيب ملك السعودية بوعكة صحية منعته من حضور مؤتمر مهم..بل ويقولون إن الرئيس عندما سافر إلى الصين سقط جزء من سور الصين العظيم، الذى كان يتحدى الزمن، وفى اليوم التالى لمقابلته هيلارى كلينتون ماتت أمها.
ويتندر الناس على نحس الرئيس حتى فى زياراته الداخلية فى مصر، قبل زيارته إلى مدينة الإسماعيلية حتف بعض النشطاء هناك «الله حى.. الله حى.. مرسى شرارة النحس جاي»، بل إن بعضهم أشعل البخور فى شوارع الإسماعيلية وهم يهتفون «بخروها.. بخروها.. مرسى النحس جاى يخرب بيت أبوها»!
وقد يكون الرئيس محمد مرسى مظلوماً وبريئاً من هذه التهمة، وكل هذه تشنيعات من أعدائه، لكن الأحداث والوقائع تؤكد أن مصر لم تشهد يوماً طيباً فيه خير منذ تولى رئاستها.
يقول المولى سبحانة وتعالي: «ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما يكسبون».. صدق الله العظيم.