طهران (رويترز) - قالت ايران يوم الاربعاء انها على اتصال بالقوى الكبرى لإجراء محادثات جديدة قريبا لكن الاتحاد الاوروبي نفى ذلك وقالت بريطانيا ان طهران لم تبد حتى الان استعدادا لإجراء مفاوضات بشأن أنشطتها النووية دون شروط مسبقة. وبعد نحو عام من انهيار اخر محادثات تلوح مواجهة في الأفق مع استعداد الاتحاد الاوروبي لتشديد العقوبات على ايران من خلال حظر صادراتها النفطية الحيوية للاقتصاد.
وقال دبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي يوم الأربعاء ان حكومات الاتحاد اتفقت من حيث المبدأ على تجميد أصول البنك المركزي الايراني الى جانب حظر مزمع لواردات النفط الخام من الجمهورية الاسلامية لكنها لم تتفق بعد بشأن كيفية حماية التجارة غير النفطية من العقوبات.
وهددت ايران باغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره ثلث تجارة النفط المنقولة بحرا اذا لم تتمكن من بيع نفطها مما أجج المخاوف من حرب في الخليج يمكن أن تشعل منطقة الشرق الاوسط.
وقال سياسيون ايرانيون ان الرئيس الامريكي باراك أوباما عبر في رسالة الى طهران عن استعداده للتفاوض وهي خطوة ربما تخفف التوتر الذي تسبب في ارتفاع أسعار النفط وتزايد المخاوف من صراع عسكري في الخليج.
وقال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي للصحفيين يوم الأربعاء خلال زيارة لتركيا "المفاوضات جارية بشأن المكان والزمان. نود اجراء هذه المفاوضات. على الارجح.. وان كنت غير متأكد بعد.. ستجري في اسطنبول. الموعد لم يتحدد بعد لكنه سيكون قريبا."
ونفى متحدث باسم كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي التي تمثل القوى العالمية الست وجود أي مناقشات جديدة مع الجمهورية الاسلامية لترتيب اجتماع.
وقال في بروكسل "لا توجد أي مفاوضات على اجراء محادثات جديدة." واضاف "ما زلنا ننتظر رد ايران على الاقتراحات الجوهرية التي قدمتها الممثلة العليا (اشتون) في خطابها في أكتوبر."
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه يجب على ايران أن تكون مستعدة لاجراء مفاوضات جادة.
وتابع "انه لامر ذو مغزى انه بينما نبحث عقوبات اضافية في الاتحاد الاوروبي يخرج من ايران عرض لاجراء مفاوضات."
وأضاف في مؤتمر صحفي في البرازيل "لن يمنعنا عن فرض عقوبات اضافية مجرد اقتراح باحتمال اجراء مفاوضات. نريد رؤية مفاوضات حقيقية."
ومضى يقول "في غياب مفاوضات حقيقية سيستمر بالطبع العمل على تشديد الضغط السلمي والمشروع" في اشارة الى اجتماع مقرر يوم الاثنين لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيبحث حظر النفط الايراني.
وتنفي ايران سعيها لصنع اسلحة نووية وتقول ان أنشطتها موجهة لتوليد الكهرباء وللتطبيقات الطبية.
ولم ترد واشنطن حتى الان على التلميحات الايرانية الى اجراء محادثات.
وقال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا يوم الأربعاء ان الجيش الامريكي مستعد تماما للتصدي لاي تهديدات من ايران باغلاق مضيق هرمز.
وبعثت اشتون برسالة الى المفاوض الايراني سعيد جليلي لتأكيد ان الغرب ما زال مستعدا لاستئناف المحادثات لكن ينبغي أن تكون ايران مستعدة للدخول "بجدية في محادثات حقيقية".
واصرت الجمهورية الاسلامية في اجتماعات متفرقة على مدى السنوات الخمس الماضية على أن تركز المحادثات على القضايا الامنية العالمية الاوسع وليس على برنامجها النووي.
وكانت اخر محادثات بين ايران والقوى الست وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا قد توقفت في اسطنبول قبل نحو عام بعد أن فشل الطرفان في الاتفاق حتى على جدول الاعمال.
ومنذ ذلك الحين عزز تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشكوك في أن ايران سعت لتصميم سلاح نووي وشددت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي العقوبات التي تهدف لدفع ايران لتعليق أنشطتها النووية الحساسة ودخول مفاوضات حقيقية.
وقال دبلوماسيون ان من المتوقع أن يقر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي حظرا للنفط الايراني في اجتماع في 23 يناير كانون الثاني.
وقال دبلوماسي في الاتحاد اليوم "بخصوص البنك المركزي سارت الامور في الاتجاه الصحيح في الساعات الاخيرة. هناك حاليا اتفاق واسع النطاق من حيث المبدأ. المناقشات مستمرة بشأن التفاصيل."
وقالت ايران انها مستعدة لاجراء محادثات لكنها بدأت أيضا نقل تخصيب اليورانيوم الى منشأة حصينة تحت الارض أقل تعرضا لخطر الهجمات الجوية التي تقول اسرائيل انها يمكن أن تشنها اذا فشلت الدبلوماسية في وقف برنامج طهران النووي.
وقالت روسيا التي انتقدت العقوبات الجديدة الاوروبية والامريكية ان الخيار العسكري الذي تبحثه الولاياتالمتحدة واسرائيل كخيار أخير سيكون كارثة تشعل حربا واسعة النطاق بالشرق الاوسط.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو "فيما يتعلق باحتمالات ما اذا كانت هذه الكارثة ستحدث ام لا عليكم أن تسألوا من يتحدثون عن هذا بشكل متكرر."
وتابع "ليس لدي شك في أن هذا سيصب الوقود على نار مشتعلة بالفعل. النار المشتعلة الخفية الخاصة بالمواجهة بين السنة والشيعة والاكثر من هذا (أنه سيحدث) تفاعلات لا أدرى أين ستتوقف."
وكرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة لهولندا اليوم وجهة نظره بأنه "يجب عدم السماح لايران بتطوير اسلحة نووية."
وفي وقت سابق يوم الأربعاء قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان أي قرار بشأن هجوم اسرائيلي على ايران "بعيد تماما".
وقالت الصين التي تشاطر روسيا رفضها للتحركات الاوروبية الجديدة لحظر النفط الايراني ان العقوبات الامريكية التي وقع الرئيس باراك اوباما قانون فرضها في 31 ديسمبر كانون الاول لا سند لها في القانون الدولي.
وقال سياسيون ايرانيون ان أوباما كتب رسالة الى الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي ردا على تهديد طهران باغلاق مضيق هرمز اذا منعتها العقوبات من بيع نفطها.
وقال عدد من أعضاء البرلمان الايراني الذين بحثوا المسألة اليوم الاربعاء انها تضمنت عرض اجراء محادثات.
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للانباء عن النائب علي مطهري قوله "في هذه الرسالة قيل ان اغلاق مضيق هرمز هو الخط الاحمر (للولايات المتحدة) كما دعي الى مفاوضات مباشرة."
واضاف "الجزء الاول من الرسالة تضمن نهجا تهديديا والثاني تضمن نهجا يقوم على المفاوضات والصداقة."
وكثيرا ما قالت واشنطن انها تتبع مسارا مزدوجا مع طهران حيث تبقي عرض المحادثات مفتوحا وتسعى في الوقت نفسه لتشديد العقوبات ما دامت طهران لا تحد من أنشطتها النووية.
غير أن أي انفتاح جديد على ايران ربما يكون استراتيجية محفوفة بالمخاطر بالنسبة لاوباما في عام انتخابات الرئاسة حيث يتبارى المرشحون الجمهوريون المحتملون في التشدد ضد بلد طالما اعتبرته واشنطن دولة منبوذة.