طهران (رويترز) - ارجأت ايران اطلاق صواريخ طويلة المدى خلال مناورة بحرية يوم السبت واشارت الى استعدادها لاجراء محادثات جديدة بشأن برنامجها النووي. وكانت وسائل اعلام حكومية ايرانية ذكرت في بادئ الامر في الساعات الاولى من الصباح ان صواريح طويلة المدى اطلقت اثناء المناورة وهو تحرك ربما يغضب الغرب القلق من تهديدات ايران باغلاق مضيق هرمز في الخليج وهو ممر ملاحي حيوي لتجارة النفط.
لكن نائب قائد البحرية الايرانية محمود موسوي نفى اطلاق الصواريخ في حديثه لقناة (برس تي.في) التلفزيونية الايرانية الناطقة بالانجليزية في وقت لاحق من يوم السبت.
وقال "تدريبات اطلاق الصواريخ ستنفذ في الايام المقبلة."
وتزامنت المناورة البحرية مع تصاعد التوتر في الخلاف النووي الايراني مع واشنطن وحلفائها بعدما قال الاتحاد الاوروبي انه يدرس فرض حظر تطبقه الولاياتالمتحدة بالفعل على واردات النفط الايرانية.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الالمانية ان برلين تتابع الاحداث عن كثب. واضافت قائلة "وزير الخارجية جيدو فسترفيله مهتم بألا يؤدي التصعيد الكلامي في الايام القليلة الماضية الي تصعيد فعلي."
ويقول محللون ان التقارير المتضاربة عن اطلاق الصواريخ يهدف الى تذكير الغرب بعواقب لا يمكن توقعها اذا زادت الضغط على ايران بشأن نشاطها النووي والذي يقول الغرب انه يستهدف صنع قنابل نووية وهو ما تنفيه طهران.
وقال المحلل حميد فرحواشيان "احدى الرسائل (من هذه المناورات) انه اذا اختلفت مع ايران فستعاني من فوضى اقتصادية. الايرانيون يستخدمون دائما طريقة العصى والجزرة هذه.. اولا هم استخدموا عصى اغلاق مضيق هرمز والان (يستخدمون) الجزرة وهي استعدادهم للمحادثات."
في غضون ذلك قال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون انها بعثت برسالة الي المفاوض النووي الايراني سعيد جليلي في أكتوبر تشرين الاول ولم تتلق ردا حتى الان. لكنه قال ان الاتحاد مستعد لاجراء محادثات مجدية مع طهران دون أي شروط مسبقة من جانب ايران.
واضاف مايكل مان في رسالة بالبريد الالكتروني الي رويترز "نحن مستمرون في متابعة اتجاهنا الذي يتحرك في مسارين ومستعدون لاي مناقشات مجدية بشأن اجراءات لبناء الثقة دون شروط مسبقة من الجانب الايراني."
وهددت طهران يوم الثلاثاء الماضي بوقف تدفق النفط في مضيق هرمز اذا اصبحت هدفا لحظر نفطي بسبب طموحاتها النووية في خطوة يمكن ان تثير صراعا عسكريا مع دول تعتمد على نفط الخليج.
ونقلت مجلة اسمان الاسبوعية يوم السبت عن وزير النفط الايراني رستم قاسمي قوله ان أسعار النفط ستتجاوز 200 دولار للبرميل اذا فرضت عقوبات أجنبية على صادرات البلاد النفطية بسبب أنشطتها النووية.
وأبلغ قاسمي المجلة "ما من شك ان سعر سيزيد النفط بشكل كبير اذا فرضت عقوبات على نفطنا... انه سيصل على الاقل الي اكثر من 200 دولار للبرميل."
وكانت التقارير عن تهديد ايران باغلاق مضيق هرمز كافية لاحداث هزة في اسواق النفط ورفع اسعار الخام.
وانعكس استعراض ايران للقوة العسكرية في حجم التدريبات التي تقول وسائل اعلام ايرانية انها اكبر من اي مناورات حربية سابقة. غير ان ايران اطلقت خلال المناورات العسكرية في 2009 صاروخها ارض -ارض شهاب 3 الذي يعتقد انه قادر على الوصول الى اسرائيل والقواعد الامريكية في الشرق الاوسط.
وعبرت واشنطن عن قلقها بشأن الصواريخ الايرانية التي تشمل الصاروخ شهاب 3 متوسط المدى الذي يبلغ مداه الف كيلومتر وكذلك الصاروخ قادر 1 بمدى يصل الى 1600 كيلومتر والصارخ سجيل 2 بمدى يصل الى 2400 كيلومتر.
وتخصص وسائل الاعلام الايرانية مساحة كبيرة لتغطية المناورات حيث يبثها التلفزيون الايراني على الهواء في محاولة فيما يبدو لاثارة النزعة الوطنية بين الايرانيين العاديين القلقين من ضربة عسكرية.
ولم تستبعد الولاياتالمتحدة واسرائيل الخيار العسكري اذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع النووي مع ايران.
ويقع مضيق هرمز -وهو ممر ملاحي حيوي لاربعين في المئة من شحنات النفط العالمي- في المياه الاقليمية لايران وسلطنة عمان. غير ان القانون البحري الدولي يعتبره مفتوحا للملاحة الدولية وسينظر الى اغلاقه على انه عمل حربي.
وقال الاسطول الخامس الامريكي انه لن يسمح بأي عرقلة للملاحة في اهم ممر نفطي في العالم والذي يربط اكبر منتجي النفط في الخليج بمن فيهم السعودية بخليج عمان وبحر العرب.
ويقول محللون ان اغلاق المضيق سيضر باقتصاد ايران المعتمد على النفط خاصة بعد ان تعهدت السعودية بتعويض اي نقص في صادرات الخام الايرانية الي اوروبا.
كما لا توجد مصلحة لروسيا والصين -حليفي ايران الرئيسيين واللذين حالا دون تعرضها لعقوبات اقوى في الاممالمتحدة- في عرقلة مرور النفط في الخليج وتؤيدان حل النزع النووي من خلال المحادثات.
وكانت وكالة انباء مهر شبه الرسمية الايرانية نقلت في وقت سابق يوم السبت عن مسؤول كبير قوله ان جليلي سيبعث رسالة الى اشتون يبدي فيها استعداد طهران لاستئناف المحادثات النووية مع القوى الكبرى.
وقال السفير الايراني لدى ألمانيا علي رضا شيخ عطار "سيبعث جليلي قريبا برسالة الى كاثرين اشتون بشأن شكل المفاوضات... وبعد ذلك ستجري محادثات جديدة مع القوى الكبرى."
وتوقفت المحادثات بين ايران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي -الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا- ومعها المانيا في يناير كانون الثاني.
وتتجاهل ايران حتى الان مطالب مجلس الامن لوقف نشاطها النووي الحساس وينظر الى التهديد باغلاق مضيق هرمز على انه اشارة واضحة الي قلق المؤسسة الدينية من احتمال تعرض البلاد لعقوبات أشد. وسبق ان هددت ايران باغلاق مضيق هرمز اذا تعرضت لهجمات امريكية واسرائيلية.
وقال دبلوماسي غربي بارز طلب عدم نشر اسمه "زيادة الايرانيين لمستوى التهديد يظهر بوضوح انهم قلقون من فقدان الدولارات البترولية التي يعتمد اقتصادهم عليها في أكثر من 60 بالمئة (من ايراداته)."