أكد ناجح إبراهيم، القيادي السابق في الجماعة الإسلامية والمفكر الإسلامي، ضرورة النظر لمستقبل الحركة الإسلامية بعد الإطاحة بنظام الإخوان. وقال "ابراهيم" فى تصريحات ل"العربية.نت" إن "الأخطاء التي وقع فيها الإخوان معروفة، وأهمها عدم إدراكهم طبيعة الشعب المصري، واستحواذهم على السلطة وتجاهل الحركة الثورية، ولكنني الآن أنظر للمستقبل، فالحركة الإسلامية برمتها الآن أمام سيناريوهين: أولهما السيناريو الجزائري ووقوع أعمال عنف من جماعات سلفية جهادية، وستحسب هذه الأعمال على الإخوان حتى لو لم يكونوا متورّطين فيها، وهذا السيناريو راح ضحيته في الجزائر أكثر من 100 ألف قتيل وأكثر من 180 ألف جريح، ولكني أستبعد أن يحدث هذا السيناريو نظراً لأن تجربة الإسلام السياسي في مصر أكثر عمقاً وخبرة من تجربة الحركة الإسلامية في الجزائر. ودعا إبراهيم الحركة الإسلامية في مصر إلى تجنب هذا السيناريو لأنه لن يعيد الشرعية ولن يعيد الحركة الإسلامية في الشارع". أما السيناريو الثاني الذي يتوقعه فهو سيناريو التجربة التركية، أو كما يسميه "سيناريو أربكان - أردوغان"، حيث انقلب الجيش على رئيس الحكومة الإسلامي نجم الدين أربكان تقريباً لأنه ارتكب نفس أخطاء الرئيس مرسي، وكان أربكان أستاذاً جامعياً مثل مرسي ووصل الى الرئاسة بالانتخابات الشرعية مثل مرسي أيضاً، لكن أربكان لم يستطع التعامل مع مؤسسات الدولة، ولم يتحالف مع الشعب، وتجاهل الانفتاح على العالم الغربي، حيث كان همُّه الانفتاح على العالم العربي لتحقيق حلم الخلافة الإسلامية. وأضاف أن "الجيش التركي انقلب على أربكان، ثم جاء أردوغان وهو تلميذ أربكان، واستوعب أخطاء أستاذه، واستوعب الأطياف السياسية المختلفة، ولم يستأثر بالسلطة، ولم يعش في وهم الشرعية التي استلبت، وأدرك أن الاسلام والأوطان باقيان، أما المناصب والأحزاب فهي زائلة، وأجرى مراجعات فكرية على أخطاء أربكان وترك لغة الاستعلاء، وبدأ بداية صحيحة حتى وصل الى السلطة". وختم د. إبراهيم حديثه بتوجيه كلمة للحركة الإسلامية وشبابها قائلاً: "إن المناصب والكراسي لا تصنع الدين ولا الدعوة، ولكن الدعوة هي التي تبقى وتصنع القلوب والمناصب".