رغم إعلان موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار الأمريكي-الروسي في سوريا، والذي يُفترض أن يبدأ تطبيقه بعد ساعات، شن النظام الروسي، أمس، غارات مكثفة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، مما أدى لمقتل العشرات، الأمر الذي يثير شكوكا ومخاوف حول إمكانية تنفيذ الاتفاق، وفق ما يراه مراقبون. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير نشرته، اليوم الأحد، إن الغارات التي شنها الجيش السوري وأسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصا في إدلب وحلب ضاعفت الشكوك التي عبرت عنها المعارضة في إمكانية تفعيل هذا الاتفاق، مشيرة إلى أن الأخير يحمل عددا من التناقضات التي تهدد بقاءه كسابقه. وكان وزيرا الخارجية، الأمريكي جون كيري، والروسي سيرجي لافروف، قد أعلنا، أمس، في جنيف عن توصلهما للاتفاق، بعد شهور من الخلاف حول التفاصيل، وأشادت عدة دول بذلك الاتفاق كتطور من شأنه المساعدة في جهود التسوية وإنهاء الحرب المندلعة في سوريا منذ أكثر من خمسة أعوام. وأشارت "واشنطن بوست" إلى تمتع الاتفاق الجديد ببنود تجعله أقوى من اتفاق وقف الأعمال العدائية غير الناجح في حلب قبل أشهر، إذ يضع التعاون العسكري المشترك بين واشنطن وموسكو لمحاربة الإرهاب في قلب جهود إنهاء الصراع، مؤكدة أنه يؤدي -حال تطبيقه وفقا للمعلن من جانب كيري في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع لافروف في جنيف - في تحويل مسار النزاع وتخفيف المعاناة، بالإضافة لحماية المدنيين من الغارات الجوية وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، فضلا عن التمهيد لمفاوضات لإنهاء حكم النظام السوري. لكنها لفتت إلى أن الاتفاق لا يعالج التناقضات التي عطلت الجهود السابقة لإنهاء القتال، ومن بينها جدلية إشراك حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في عملية تصر الولاياتالمتحدة أنها تهدف إلى إسقاطه من السلطة في النهاية، أو مسألة ما إذا كانت روسيا تدعم ذلك الهدف. كما لا يوضح الاتفاق سببا لالتزام جماعة فتح الشام -والتي كانت تخضع سابقا لتنظيم القاعدة وتحمل اسم جبهة النصرة- تُصنف وفقا للتعاون العسكري المقترح بين واشنطن وموسكو كهدف أساسي، بعملية تهدف في النهاية إلى تدميرها.