لم تتوصل الولاياتالمتحدةوروسيا اليوم الأحد إلى اتفاق لإنهاء أكثر من خمس سنوات من الحرب الأهلية بين الحكومة السورية المدعومة روسيا وبين قوات المعارضة المدعومة من واشنطن. من المقرر أن تستمر المفاوضات اليوم الاثنين، بالرغم من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعرب عن شكوكه في أن الدبلوماسية ستؤتى ثمارها. تسعى موسكووواشنطن منذ أسابيع لتأمين وقف إطلاق النار بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة المعتدلة، بما يسمح بتوسيع عملية الوصول إلى مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في تبادل إطلاق النار. تتوقف هذه الاستراتيجية على الشراكة العسكرية غير المحتملة بين الولاياتالمتحدةوروسيا في مكافحة الجماعات المتطرفة التي تنشط في سوريا. لكن بعيدا عن تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، لدى القوتين (روسياوالولاياتالمتحدة) أراء متعارضة بشأن الخيار الأفضل في هذا الخصوص. في هذا السياق، قال أوباما "لم نصل إلى اتفاق بعد. أعتقد أنه من السابق لأوانه أن نقول أن هناك طريقا واضحا إلى الأمام، لكن هناك إمكانية على الأقل بالنسبة لنا لتحقيق بعض التقدم." جاء ذلك على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، حيث يحاول وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ونظيرها الروسي سيرغي لافروف التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السورية. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية إن المحادثات تعثرت السبت عندما انسحبت روسيا من الاتفاق على خلفية قضايا كان المفاوضون الأمريكيون يعتقدون أنه تمت تسويتها. ولم يخض المسؤول، الذي تحدث شريطة التكتم على هويته لأنه غير مخول بمناقشة المفاوضات علنا، في أية تفاصيل إضافية. كان كيري ولافروف يتشاوران مع حكومتيهما قبيل مواصلة المناقشات الاثنين. محادثات كيري- لافروف على هامش قمة العشرين تعد ثالث محاولة كبيرة من يوليو / تموز لوضع اللمسات النهائية على شراكة عسكرية بين البلدين والتي تسعى إليها موسكو منذ فترة طويلة. تشمل هذه الشراكة شروطا لضمان وصول المساعدات إلى المناطق السورية المحاصرة وتدابير لمنع حكومة الأسد من قصف المناطق التي ينشط فيها المقاتلون المدعومون من الولاياتالمتحدة. وقال مسؤولون أمريكيون إنه في إطار الاتفاق، سيتحتم على روسيا وقف هجمات حكومة الأسد، وهو ما فشلت في القيام به خلال أشهر من الجهود الدبلوماسية. وأضافوا أنه يجب على الولاياتالمتحدة إجبار مسلحي المعارضة على الانفصال عن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وهي المهمة التي أصبحت أكثر صعوبة بعد كسر مقاتلي النصرة الشهر الماضي حصار حلب، كبرى المدن السورية، والتي كانت مسرحا لقتال عنيف في الآونة الأخيرة. كان المفاوضون يأملون في التوصل لاتفاق بينما يجتمع زعماء العالم في مدينة هانغتشو الصينية في قمة العشرين، بحيث تتم دعوة المراسلين والصحفيين لإعلان من قبل كيري ولافروف. غير أن المسؤولين أزالوا منصة لافروف قبل أن يخرج كيري بمفرده، ليعلن أنه لم يتم إبرام أي اتفاق. وقال كيري، الذي تفاوض في عدد من الهدنات الفاشلة مع روسيا خلال الأشهر الماضية "لن نتعجل في ذلك". ولفت إلى أن الجانبين عكفا على كثير من القضايا الفنية، لكنه قال إن واشنطن لا تريد الدخول في أي اتفاق غير شرعي. خلال الأيام الأخيرة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تريد فقط وقفا عاما لإطلاق النار بين جيش الأسد وقوات المعارضة وليس "وقف الأعمال العدائية" المحدد بإطار زمني، ووقف القتال فقط في بعض المدن والمناطق. قضى مفاوضون من كلا الجانبين أسابيع لبحث خريطة المناطق المحتملة التي تنشط بها جماعات المعارضة والتي ستمنع قوات الأسد من شن غارات جوية عليها. والفكرة في ذلك هي أنه ينبغي على روسيا أن تستخدم نفوذها الكبير على الأسد في ضمان الامتثال لهذا الاتفاق. لكن الولاياتالمتحدة كانت حذرة منذ فترة طويلة من زيادة التنسيق العسكري مع روسيا في الحرب الأهلية السورية لأنها تقول إن موسكو لا تزال تستهدف جماعات المعارضة المعتدلة المدعومة من واشنطن، في محاولة لدعم الأسد. تريد الولاياتالمتحدة من روسيا التركيز فقط على تنظيم الدولة والجماعات المرتبطة بالقاعدة. عبر وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر ومدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر عن شكوكهما بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية ومعلومات الاستهداف مع موسكو. لم يوضح كلا الجانبين اليوم الأحد بالتفصيل ماهي النقاط العالقة، حيث قال كيري إن بلاده تريد اتفاقا يحظى بأفضل فرصة للصمود، بينما قال نائب لافروف، سيرغي ريابكوف إن الاتفاق "قريب" لكن واشنطن لابد أن تنأى بنفسها عن النصرة. وقال ريابكوف لوسائل الإعلام الروسية "كثير من الجماعات التي تعد مقبولة من الولاياتالمتحدة تابعة بالفعل لجبهة النصرة، حيث تستخدمهم الجبهة لتجنب مهاجمتها"، وهي شكوى ترفعها الحكومة السورية منذ فترة طويلة.