رصدت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية تصريحات مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية حول سعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما توضيح سياسته إزاء سوريا. ونقلت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية القول ، إن أوباما يبحث طرقا لتوضيح سياسته إزاء سوريا ، بما في ذلك كيفية التوفيق بين معارضته لكل من نظام الرئيس بشار الأسد ومسلحي تنظيم داعش المعارضين للأسد. وأوضحت أن المناقشات تجرى وسط ضغوط متزايدة يمارسها حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط على الإدارة الأمريكية لمواجهة أكثر وضوحا لنظام الأسد. ولفتت إلى أن الغارات الجوية الأمريكية ضد مسلحي داعش التي دخلت الآن شهرها الرابع أثارت شكاوى من حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة والجمهوريين ، لما يبدو أن تلك الغارات تدعم نظام الأسد. ونقلت (وول ستريت جورنال) عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية ، لم تسمه ، القول " في ذهن العديد من أعضاء المعارضة السورية ، هناك شعور بعدم الرضا إزاء حقيقة أن هناك الكثير من التركيز على داعش ، بدلا من اعتقادهم بضرورة إعطاء الأولوية للحرب ضد النظام السوري ، ومن الواضح أن هذا أمر علينا مواجهته ونبحث طرقا لزيادة دعمنا للمعارضة". وأضافت أن البيت الابيض يدرس أيضا إنشاء منطقة آمنة على طول الحدود السورية التي من شأنها أن تكون منطقة محظورة على طائرات نظام الأسد ، وستوفر الملاذ للاجئين ولقوى المعارضة المدعومة من الغرب ، لافتة إلى إشارة مسؤول كبير بالإدارة بأنه مع ذلك ، فإن الرئيس أوباما يبدو الآن أقل انفتاحا على هذه الفكرة عن ذي قبل. وقال مسؤولون بالادارة إن الجلسات الاستراتيجية الأسبوعية للبيت الأبيض حول العمليات ضد داعش تحولت خلال الشهر الماضي من التركيز على الهجوم العسكري إلى النظر في مسألة توسيع العمليات في سوريا ، مشيرين إلى أن المناقشات استعرضت كيفية دمج مواقف الرئيس أوباما التي تبدو متناقضة ، حيث طالب الإطاحة بالأسد ، في الوقت الذي يشن فيه أيضا الحرب ضد متشددي تنظيم داعش المعارض للأسد. ورأت الصحيفة أن هناك هدفا واحدا لإعادة التفكير في السياسة المتبعة إزاء سوريا ، وهو السماح للرئيس بصياغة استراتيجية أكثر وضوحا في الوقت المناسب لاستباق استجواب مكثف يتوقع مسؤولون أمريكيون أن يتعرض له وزير الدفاع الجديد آشتون كارتر من قبل النقاد الأكثر صخبا لنهج الإدارة ، بمن فيهم السيناتور جون ماكين الرئيس القادم للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي. وقالت إن سوريا ظلت واحدة من قضايا السياسة الخارجية الأكثر إرباكا لأوباما ، حيث دعا الرئيس الأمريكي منذ فترة طويلة الأسد إلى التنحي ، قائلا له مرارا وتكرارا إن ايامه باتت معدودة ، ولكن الرئيس السوري لا يزال باق على رأس السلطة ، في حين أبدى بعض المشرعين في الكونجرس وحلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة إحباطهم من أوباما إزاء عدم رغبته في الانخراط بقوة أكبر ضد نظام الأسد.