بدأ السوريون بالخارج الإدلاء بأصواتهم فى انتخابات الرئاسة السورية أمس، وذلك قبل أيام من تصويت السوريين فى الداخل فى الانتخابات التى تنطلق فى الثالث من يونيو المقبل. ووفقا للقوانين السورية، يحق لكل سورى غير مقيم على الأراضى السورية الإدلاء بصوته فى أى سفارة سورية شريطة أن يكون اسمه واردا فى السجل الانتخابى وألا يكون ثمة مانع قانونى يحول دون ممارسة حقه فى الانتخاب. وتقدر الأممالمتحدة عدد اللاجئين السوريين بنحو ثلاثة ملايين لاجيء. وتجدر الإشارة إلى أن كثيرين منهم لا يملكون جوازات سفر ممهورة لأنهم نزحوا عبر حدود بلادهم جراء أعمال العنف الدائرة هناك. ووصفت وكالة الأنباء السورية (سانا) الانتخابات بأنها «أول انتخابات رئاسية تعددية فى سوريا حسب الدستور السورى الجديد» الذى تم اقراره مطلع عام 2012. وعلى الصعيد الأمنى، أغار الطيران الحربى السورى على منطقة البقاع شمال شرقى لبنان أمس، وأفادت المعلومات الأولية أن الطائرات السورية شنت أربع غارات على وادى حميد فى السلسلة الشرقية فى بلدة عرسال. حيث يوجد آلاف النازحين السوريين، كما يعتقد بوجود أعداد كبيرة من المسلحين فى جرود البلدة، التابعة لعرسال. ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الرئيس الامريكى باراك اوباما يعتزم السماح للقوات الامريكية بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة للتصدى لتصاعد نفوذ المتطرفين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» فى سوريا. ورفض البيت الابيض تأكيد أو نفى الخبر مكتفيا بالقول إن الرئاسة تواصل تقييم الخيارات المتاحة لمكافحة المخاطر الارهابية الصادرة من سوريا والمساعدة على وضع حد للأزمة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكى للصحفيين إن السياسة الحالية تقوم على تعزيز المعارضة المعتدلة التى تقدم بديلا لنظام الاسد الوحشى وللعناصر الاكثر تطرفا داخل المعارضة. وأضافت لدينا منذ وقت طويل مجموعة من الخيارات. أعلنا بوضوح إننا ننظر إلى سوريا كمشكلة طابعها مكافحة الارهاب وبالتأكيد إننا نأخذ هذا الأمر فى الاعتبار فى الخيارات التى نبحثها. ويتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما الموقف الامريكى الجديد فى خطاب يلقيه غدا «الجمعة» فى كلية وست بوينت الحربية. ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسئول كبير فى الادارة إن أوباما سيعلن بوضوح نيته توسيع دعم للمعارضة السورية المعتدلة وزيادة الدعم لجيران سوريا الذين يواجهون التهديدات الارهابية الناجمة عن الوضع الذى تسبب به الاسد فى سوريا«. ووصفت الصحيفة هذا الموقف بأنه ثمرة مشاورات داخل الإدارة الأمريكية استمرت عاما كاملا وسط تجاذب بين تيار يطالب بزيادة الضغط على النظام السورى واخر يخشى الانزلاق نحو نزاع جديد فى الشرق الاوسط. غير أن «وول ستريت جورنال» كتبت إن تنامى قوة المتطرفين فى صفوف المعارضة السورية والضغط الذى مارسه حلفاء واشنطن فى المنطقة وخصوصا السعودية افضيا الى هذا القرار. وكان مصدر فى المعارضة السورية المسلحة أفاد فى الاسابيع الماضية عن تسلم المقاتلين 20 صاروخا مضادا للدبابات أمريكى الصنع من طراز «تاو» من «جهة غربية». وقال المصدر الذى طلب عدم الكشف عن هويته إن «عناصر منضبطة ومعتدلة من حركة حزم» التى تعد جزءا من «الجيش السورى الحر» حصلت لأول مرة على 20 صاروخ «تاو» مضاد للدبابات «من جهة غربية». وتضم حركة حزم عددا من ضباط الجيش والجنود السابقين الذين انشقوا عن الجيش للانضمام إلى الحركة المسلحة المعارضة للنظام. وأضاف المصدر إن المعارضة تلقت وعدا بامدادها بمزيد من الصواريخ فى حال استخدمت «بطريقة فعالة»، مضيفا أن هذه الصواريخ استخدمت حتى الأن فى مناطق أدلب وحلب واللاذقية شمال سوريا. ومن ناحية أخرى،كشفت تقارير إخبارية أمس أن كتائب المعارضة السورية تسلمت صواريخ فرنسية مضادة للطائرات، واصفة ذلك بأنه »خطوة كبيرة نحو تغيير ميزان القوى على الأرض. ونقلت صحيفة «الجريدة» الكويتية عن مصادر مطلعة قولها إن الجولة المهمة لرئيس ائتلاف المعارضة السورية المعارض أحمد الجربا والتى التقى فيها الرئيسان الأمريكى باراك أوباما والفرنسى فرنسوا أولاند قبل أسبوعين أثمرت اتفاقاً لتسليح الجيش السورى الحر بسلاح نوعى، فى إطار سياسة تصعيدية ضد النظام السورى. وأفادت المصادر بأن كتائب المعارضة فى إدلب ودرعا تسلمت بالفعل صواريخ مضادة للطائرات فرنسية الصنع، موضحة أن هذه الصفقة مولها بلد عربى بهدف تغيير ميزان القوى ودفع النظام وحلفائه لقبول المفاوضات وصولاً إلى حل سياسى. وفى موسكو، ذكرت تقارير إخبارية أمس إن روسيا تخصص لسوريا هذا العام أكثر من 11.2 مليار روبل (نحو 325 مليون دولار) بهدف حل القضايا الاجتماعية. وقال مصدر رفيع المستوى فى الحكومة فى تصريحات نقلتها صحيفة »كوميرسانت«، إن الحكومة الروسية قررت الاستجابة لطلب تقدمت به الحكومة السورية. وتم تخصيص المبلغ لتقديم مساعدة مالية طلبتها الحكومة السورية لحل القضايا الاجتماعية.