أشارت وسائل أنباء أمريكية إلى تنامى «الغضب السعودى» من سياسات الولاياتالمتحدة فى الشرق الأوسط، خاصة تهدئتها مع كل من سوريا وإيران من جهة، فى مقابل تصعيدها التوتر مع مصر. وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن مدير المخابرات السعودى الأمير بندر بن سلطان قد أخبر دبلوماسيين من أوروبا الغربية أن بلاده تنوى خفض تعاونها مع الولاياتالمتحدة، فيما يتعلق بتدريب وتسليح المعارضة السورية احتجاجا من الرياض على سياسة واشنطن فى المنطقة. وربطت الصحيفة فى تقريرها أمس بين هذا الغضب والقرار السعودى بالاعتذار عن العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن الجمعة الماضية، عقب حصولها للمرة الأولى على 176 صوتا من اصل 192 دولة. وقالت وول ستريت جورنال إن السعودية وبعد عام من التحضير والحملات الدبلوماسية للفوز بعضوية المجلس، احتجت على عجز الأممالمتحدة إزاء الصراع العربى الإسرائيلى والأزمة السورية. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسى قوله إن الأمير بندر قال «لقد كانت رسالة للولايات المتحدة وليس الأممالمتحدة». وأفادت الصحيفة الأمريكية واسعة النفوذ فى دوائر المال العالمية، بأن الأمير السعودى قال للدبلوماسيين أواخر الأسبوع الماضى، إن بلاده تعمل مع حلفاء آخرين لتدريب وتسليح المعارضين السوريين المناوئين لنظام الرئيس السورى بشار الأسد. وخصت الصحيفة الأردن وفرنسا بالذكر من بين الحلفاء الذين تتعاون معهم المملكة. فى المقابل، أفادت الصحيفة أن وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل لم يثر مخاوف بندر خلال لقائه مع نظيره الأمريكى جون كيرى، وهو ما اعتبرته وول ستريت جورنال خلافات داخل الأسرة المالكة السعودية. من ناحيتها، قالت مجلة فورن بوليسى الأمريكية المعنية بالشئون الدولية أن علاقات واشنطنوالرياض القوية والراسخة منذ عقود، بدأت تشهد خلافات حادة خلال الشهور القليلة الماضية. أولها بحسب كاتب تقرير فورن بوليسى كولم لينش كان رفض الولاياتالمتحدة تسليح المعارضة السورية «خوفا من وصول هذا السلاح للأيدى الخطأ» فى إشارة لتنظيمات جبهة النصرة والدولة الإسلامية فى العراق والشام. وزاد الأمر سوءا مع بدء أجواء التهدئة بين الولاياتالمتحدة وخصم المملكة الإقليمى إيران، لهدف التوصل لاتفاق حول البرنامج الإيرانى المثير للجدل، بين طهران والقوى الغربية. وبلغ الأمر ذروته مع الموقف المتردد من الإدارة الأمريكية حيال التطورات فى مصر عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى المنتمى لجماعة الأخوان المسلمين. وكانت الإدارة الأمريكية قد قطعت جزءا من المعونة العسكرية السنوية المقدمة لمصر منذ ابرام اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية أواخر السبعينيات. وتنقل وول ستريت جورنال عن مسئول عسكرى أمريكى رفيع قوله «السعوديون محبطون لأنهم لا يعرفون إلى أين تمضى الولاياتالمتحدة».