وضع العارف بالله السيد البدوى مدينة طنطا على خريطة السياحة الدينية، وأصبح مسجده بالمدينة من أشهر المساجد ليس فقط فى مصر، وإنما على مستوى العالم الإسلامى والغربى، الأمر الذى وصل إلى حرص السفير الأمريكى السابق ريتشارد دونى على زيارته على مدار عامين للاحتفال بمولده. وقدم السيد احمد بن على بن ابراهيم بن محمد بن ابى بكر الى مدينة طنطا عام 637هجرية الموافق 1240م ومازالت طنطا وقتها قرية صغيرة يطلق عليها (طندتا)وعرف بذى اللثامين لأنه كما يقول المتصوفة كان يحجب نور عينيه عن مريديه حتى لايفتنوا به وقد قاد” طندتا“ فى الحروب الصليبية وأسروا لويس التاسع بالمنصورة بالعبارة الشهيرة(الله الله يا بدوى جاب الاسرى)ولقب البدوى بألقاب عديدة منها(الملثم والفتى والعطاب والزاهد والقطب والصامت وابو فراج والصالح والمعتقد وابو الفتيان واخيرا العارف بالله وللبدوى كما يقول أقطابه ومريدوه كرامات فى حياته وبعد وفاته من بينها. أما مسجد البدوى نفسه والذى تم تطويره مؤخرا بمبلغ 24مليون جنيه ليصبح على غرار القاهرة الفاطمية بتدعيم أساسات المسجد وأرضيات وأسقف وعزل الأسطح وأعمال الإنارة وصوتيات بشبكات جديدة وترميم الواجهات الحجرية من الداخل والخارج وتدعيم للأعمدة الداخلية وكسوتها بالرخام وكذلك أعمال الساحة الخارجية وترميم المآذن والقباب وإحلال وتجديد دورات المياه الرجالى والحريمى علاوة على فش المسجد بالسجاد كاملا. ويعتبر منبر المسجد البدوى آية فى الفن وأعظم منابرالمساجد في مصر، حيث صنع من قطع متداخلة ولم يدق فيه مسمار واحد، أما مقام سيدى مجاهد، فهو مقام خليفة من خلفاء الطريقة الأحمدية الصوفية وهو مقام متواضع فى سعته وزخرفته وانتحائه بعيدا عن عمران الحركة بالمسجد وعلى ضريحه مقصورة خشببة وجدرانه أقل زخرفة من جدران المزارات الاخرى. أما مقام سيدى عبد العال، فله بابان متجاوران وهو أضيق كثيرا من مقام البدوى ومقصورته من الخشب المطعم بالصدف وكان يتميز بجلوس العجائز الكفيفات وفى الناحية الغربية منه مقصورتان نفيستان بإحداهما ضريح سيدى عبد الرحمن وضريح سيدى نور الدين وبالآخر ضريح الشيخ أحمد محمد حجاب، وفى جدار المقام صوان أثرى نفيس أعد لحفظ الشعرة النبوية المهداة من بعض أعيان الترك. ويحتل المولد الاحمدى أو مولد السيد البدوى مكانة مرموقة منذ 7قرون، ويعتبر من أكبر الموالد الدينية فى العالم العربي ويرجع هذا المولد إلى أن الآلاف من أتباع البدوى حضروا إلى طنطا بمجرد أن ذاع خبر وفاته لتأدية واجب العزاء فلم تسعهم طنطا فضربوا خيامهم حول المدينة 3أيام واتسع المولد ليصل عدد الرواد مؤخرا الى 2مليوني زائر من أشهرهم وأبرزهم ريتشارد دونى السفير الأمريكى والعديد من الفنانين الذين اعتادوا على زيارة المولد من أمثال فيفى عبده ونبيلة عبيد وفاطمة عيد ومحمد ثروت وغيرهم كثيرون بالإضافة إلى مشاهير القراء والمبتهلين والعلماء من مصر وغيرها.