مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية تحولت - مساء أمس - إلى مقبل العشرات من مريدي مولد العارف بالله السيد أحمد البدوي، حيث تزينت المدينة لاستقبال الملايين من قرى ومدن مصر في ليلته الختامية الخميس القادم، ويبدأ الاحتفال سنويا بعد صلاة الجمعة، ويمتد أسبوعا كاملا، حيث يصل إلى ذروته في الليلة الختامية التي تواكب يوم الخميس من نهاية الأسبوع. وقد أقيمت كالعادة نقطة شرطة السيد البدوي خارج ساحة المسجد ونقاط للدفاع المدني، ومركز للإسعافات الأولية، وانتشرت عناصر الأمن حول المسجد امتدادا إلى الشارع الواصل بين كل من ميدان المحطة وستوتة حتى منطقة سيجر مركز تجمع الطرق الصوفية، وبرغم توافد العشرات من المواطنين في اليوم الأول إلا أن الأعداد تتزايد تدريجيا حتى يصل إلى ما يقرب من مليوني زائر في الليلة الختامية. وفى ساحة المسجد افترش العديد من الزائرين الفناء الواسع وتسوق البعض الآخر حول محلات الحمص والحلويات و عربات لعب الأطفال والمراجيح، أما داخل المسجد نفسه فقد عاش المصلين في جو روحاني وفى حلقات القرآن الكريم وتزاحم العشرات على الضريح النحاسي الذي شيد عام 1186 ه للدعاء والتوسل للسيد البدوي وتقبيل صخرة عليها اثر قدمين يقال أنهما قدما الرسول صلى الله عليه وسلم. بعض مشايخ الطرق الصوفية من الوطن العربي جاءوا من أقطارهم للاحتفال بالمولد، أمير الكوقيلى - شيخ الطريقة الكوقلية القادرية العلوية الفاطمية المحمدية بدولة السودان - أكد أنه يحضر المولد الأحمدي كل عام، موضحا أن السيد البدوي هو أحد أقطاب الصوفية الأربعة في الوطن العربي وهم عبد القادر الجيلانى ، أحمد الرفاعى من بغداد، السيد أحمد البدوي وأبو الحسن الشاذلي من مصر، بالإضافة إلى إبراهيم الدسوقي، مشيرا إلى أن هناك أتباع للسيد البدوي بالسودان. تاريخيا يمثل العارف بالله السيد البدوي نقلة كبيرة في تاريخ مدينة طنطا، وهو الشيخ العلوي أحمد أبو العباس بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر، ولد في زقاق الحجر بمدينة فاس المغربية سنة 596ه، في عهد خليفة دولة الموحدين الناصر محمد، حيث نشأ في بيئة علمية، ثم هاجر مع أبيه إلى مكة سنة 603ه ، وهو ابن 7 سنوات ، واستغرقت الرحلة إلى مكة 4 سنوات، حيث استقر فيها من 607ه وحتى وفاة والده، ثم عاد لمصر بعد رحلة إلى العراق التقى فيها مع عبد القادر الجيلانى وأحمد الرفاعى. أقام البدوي بطنطا ضيفاً على أحد تجارها وهو الشيخ ركن الدين، وذلك في عهد السلطان العادل الأيوبي بن الكامل محمد ، آثر البدوي الإقامة على سطح منزل ركن الدين ما يقرب من 12 سنة لم يفارقه، لذاك عرف بالسطوحي وتوفى في 12 ربيع الأول عام 675 ه، ومنصب الخليفة هو منصب قديم كان يختص بجمع الصدقات وتوزيعها وكان أول خليفة للمسجد هو عبد المتعال الأنصاري وله مقام بالمسجد وكان يساعد السيد أحمد البدوي، حتى صدر قرارا من وزارة الأوقاف منذ ثلاثة أعوام يمنع توريث منصب الخليفة كما كانت العادة ، حيث تم نقل تخصصاته إلى إدارة البر بالأوقاف.