كتب: محمد ربيع – محمود دوير: مأساة حقيقية تشهدها قرى محافظات الدلتا، بسبب توقف مشروعات الصرف الصحي بها، مما شكل أزمة حقيقية تهدد المواطنين والدولة على حد سواء، فيمثل توقف الصرف بتلك القرى إهدارًا للمال العام للدولة، وكابوسًا مزعجًا يؤرق الأهالي منذ فترة طويلة، حيث تحولت شوارع تلك القرى إلى حفر وبالوعات مفتوحة تهدد الأهالي، الذين يستخدمون الترنشات والبيارات حتى الآن، التي من شأنها أن تهدد أساسات المنازل واختلاط المجاري بمياه الشرب، ما يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض، ويظل الأهالي ضحية الوعود الزائفة بالانتهاء منها في أقرب وقت، لكن دون جدوى. الصرف الصحي.. معاناة حقيقية بالغربية يرجع مشروع الصرف الصحي بقرى الغربية إلى عام 2005، ورغم مرور أكثر من 11 عامًا إلَّا أن المشروع لم يكتمل بعد بقرية كتامة، وكانت الدولة قد اعتمدت مبلغ 20 مليون جنيه لإنجاز المشروع بالقرية، على أن يتم في 2011، لكن توقف العمل به مع قيام ثورة يناير، ثم تم استئناف العمل بالمشروع من جديد بعد إعلان الدولة ضرورة الانتهاء من المشروعات المتوقفة؛ حفاظًا على المال العام، لكن دون جدوى. وقال أحمد السيد درويش، موظف: تم تحديد أكثر من موعد لتسليم المشروع وأخيرًا افتتح المحافظ محطة الصرف بقرية كتامة، ولكن للأسف لم تتم حتى الآن عملية التوصيل، بعد أن اعترض الأهالى على القيمة المالية التى تم تحديدها، والتي تخطت 5 آلاف جنيه، عكس جميع القرى التى حدد لها قيمة توصيل 250 جنيهًا فقط للوحدة السكنية، مؤكدًا أن المشروع أصبح حلمًا يراود الجميع، بعد أن أصبحت القرية تعوم على مياه الصرف، ويسكن القرية نحو 40 ألف نسمة، لافتًا إلى أن مواسير الصرف التى تم وضعها منذ 11 عامًا مهددة بالتلف، بعد أن توقف العمل بالمشروع لعدة سنوات، مما يعد إهدارًا للمال العام. واتهم فوزى إبراهيم غنيم، مزارع من سكان منشية جنزور بمركز طنطا، شركات المقاولات التي تتولى عمليات تنفيذ مشروع الصرف الصحى بالقرية، بتعطيل الانتهاء من المشروع والبطء في العمل، موضحًا أن العمل بالمشروع بدأ منذ سنوات طويلة ضمن خطة الدولة، لكن لم ينته حتى الآن، مضيفًا: منازل القرية تعوم في مياه الصرف التي تتسرب في جوف الأرض؛ نتيجة اعتماد معظم منازل القرية على البيارات الموجودة أمام كل منزل، والتي يتم نزحها بواسطة جرارات الكسح القديمة، والتي تسببت مؤخرًا في كثير من الحوادث ومصرع العديد من الأطفال. وأوضح اللواء مهندس طارق الحجار، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية، أن نسبة تنفيذ خدمة الصرف الصحي على مستوى قرى المحافظة بلغت حاليًا أكثر من 31% وسترتفع النسبة إلى 60% من خدمة الصرف الصحي هذا العام، بعد إدراج باقي قرى المحافظة ضمن خطط الهيئة المستقبلية. وأضاف الحجار أن مدينة طنطا تضم 50 قرية منها 20 بها خدمة الصرف الصحي و10 جاري توصيل الخدمه بها و20 قرية أخرى تم إدراجها ضمن الخطط المستقبلية، بعد توفير الاعتمادات المالية اللازمة لها، لافتًا إلى أن مركز المحلة الكبرى يضم 53 قرية بها 18 قرية مخدومة بالصرف الصحي، وجاري العمل ب29 قرية، وتم إدراج 6 قرى في خطط العامين المقبلين، كما يجرى العمل حاليًا في مشروعات صرف صحي داخل مدينة المحلة الكبرى بتكلفه 700 مليون جنيه، عبارة عن شبكات جديدة وتوسعات وإحلال وتجديد للشبكات القائمة، مبينًا أنه يأمل بنهاية عام 2018 يتم تغطية جميع قرى المحافظة بخدمة الصرف الصحي، وبنهاية عام 2020 تغطية جميع التوابع بالخدمة، بتكلفة تصل إلى 3 مليارات جنيه. توقف المشروع بقرى البحيرة توقفت مشروعات الصرف الصحي بمعظم قرى محافظة البحيرة، التي كانت قد دخلت خطة الدولة قبل ثورة 25 يناير إلَّا أنها توقفت بشكل كامل رغم تخصيص ملايين الجنيهات للانتهاء منها. ويعد مركز الدلنجات الأكثر تضررًا من توقف تلك المشروعات، حيث تغرق قرى كوم زمران والوفائية في مياه الصرف الصحي طول العام، إضافة إلى كارثة اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي. وأكد خالد سعد، أحد أبناء كوم زمران، أن المشروع متوقف منذ خمسة أعوام تقريبًا، بعدما تم الانتهاء من 50% تقريبًا من أعماله، إلَّا أن هذا التوقف أدى إلى إهدار ملايين الجنيهات؛ بسبب تهالك الجزء المنتهي منه، خاصة في مداخل القرى، كما أنه تعرض للتخريب والسرقة، مما أضاع على الدولة أموالًا باهظة، مضيفًا أن المسؤولين يعدون مع بداية كل عام باستئناف أعمال الصرف إلَّا أنه لا يحدث. من جانبه قال سمير قاسم، رئيس مدينة الدلنجات: إنه تم حصر المشروعات التي بلغت نسبة التنفيذ فيها 80% كالوفائية وكوم زمران ومحطة مياه العباسي ومحطة صرف الدلنجات ومساكن الصفيح وعزبة المخازن، وتم ضح اعتمادات مالية إضافية بناء على الخطاب الصادر من المحافظ إلى رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي ووزير الإسكان، وتم اعتماد مبلغ 8 ملايين جنيه لاستكمال هذه المشروعات وجاري التنفيذ. وفي قريه سيدي غازي، التابعة لمركز كفر الدوار، فإن مشروع الصرف الصحي متوقف بواحدة من أكبر قرى البحيرة؛ بسبب خلاف بين سكان إحدى القرى التي تمر بها مواسير الصرف الصحي. ويقول علاء صباح، أحد شباب القرية: إن مواسير المشروع موجودة منذ 6 سنوات، والمشروع لم ينفذ بسبب رفض أهالي قرية الغرياني، الذين اشترطوا توصيل الصرف لقريتهم أولًا وألَّا تمر مواسير الصرف من أراضيهم إلى قريه سيدي غازي، كما طالبوا بأن تسدد الدولة لهم قيمة الأراضي التى يمر بها المشروع. تهالك البنية التحتية بالمنوفية تحتل مشكلة الصرف الصحي بمحافظة المنوفية المرتبة الأولى بين مشكلات المحافظة، ويعاني منها 57% من قرى ومراكز المحافظة، حيث تعاني قرى محافظة المنوفية من تدنى مستوى شبكة الصرف الصحي، وتهالك البنية التحتية؛ بسبب عدم الانتهاء من مشروعات الصرف الصحي التي بدأت عام 2007. وأشار علاء السيد عنتر، موظف، إلى أن قرى المحافظة تعاني من الإهمال الشديد في توفير منظومة الصرف الصحي، لافتا أن الأزمة لا تكمن في وجود شبكة متهالكة، لكن في عدم وجود شبكات صرف لا تغطي سوى 30% فقط من مدن وقرى المحافظة، مما أسفر عن حدوث انهيارات لبيوت فلاحي القرى؛ نتيجة تسرب الصرف الصحي تحت البنايات واختلاطها بمياه الشرب، وتفشي الأمراض، واعتماد الأهالي على جرارات الكسح؛ للتخلص من الصرف الصحي لتفرغ في النهاية بالترع التي تروي الأراضي الزراعية. الدقهلية.. تجاهل تام من المسؤولين تعاني 300 قرية وعزبة بمحافظة الدقهلية من عدم وجود صرف صحي، بالإضافه إلى تهالك مواسير شبكة الصرف الصحي بأغلب القرى والمدن بالمحافظة، من تراكم الملوثات دون أدنى اهتمام من مسؤولي الوحدة المحلية، مما يؤدى لانفجارها، وزادت مخاطرها حتى أوشكت أن تهدم بيوت الفقراء بقرى مركز المنصورة ونبروة. غضب شعبي بدمياط بسبب الصرف حالة من الغضب تنتاب أهالي قرى ميت الخولي والبصارطة وأبو جريدة وكفر حميدو وطبل وسيف الدين وكفر سعد بمحافظة دمياط؛ بسبب توقف مشاريع الصرف بها. وقال ثروت عبد الرازق ، أحد أهالي قرية ميت الخولي عبد الله الملاصقة لمدينة الزرقا بمحافظة دمياط: إن هيئة الصرف الصحي بدأت منذ عام 2003 في إنشاء الصرف الصحي، وتم الانتهاء من الكثير من شوارع القرية، وهناك أخرى لم تنته، ومنذ ذلك التاريخ لم يتم الانتهاء من البيارات ولا المحطة الرئيسة للصرف، لذا فإن المواسير في باطن الأرض عرضة للإتلاف، وأن جميع المنازل في القرية تقوم بالصرف في نهر النيل عن طريق عربات صرف تنقل 100 متر كل يوم، وهناك قرية البساتين التابعة لمدينة كفر البطيخ، وهي عبارة عن مجموعة عزب لها تجمعات سكنية كبيرة، وهي السواحل واللضامين والقفاصين وطريق الميناء، وكل تلك العزب تعاني من عدم وجود صرف صحي. مشكلات الصرف.. كابوس مزعج بكفر الشيخ تعاني كفر الشيخ هي الأخرى من توقف تنفيذ مشاريع الصرف، تحت زعم عدم وجود ميزانية من الدولة للجهاز التنفيذي لمشروعات الصرف الصحي التابع لوزارة الإسكان، أو العمل فيه ببطء شديد جدًّا، مما أهد على ملايين الجنيهات، باعتبارها أموالًا عامة دون الاستفادة منها، وصار ما تم تنفيذه من هذه المشروعات معرضًا الآن للتلف الشديد؛ بسبب الاستخدام السيئ للأهالي وطبيعة هذه القرى وشوارعها الترابية. وناشد أهالي القري المحرومة من الصرف محافظ كفر الشيخ التدخل لإنهاء هذه المأساة، وإلزام الجهاز التنفيذي بسرعة تدبير الاعتمادات الباقية لإنهاء مشاريع الصرف المتوقفة؛ لإنقاذ هذه القرى من التلوث الشديد والأوبئة والأمراض الفتاكة، حتى لا تهدر أموال الدولة التي أنفقتها قبل ذلك هباء.