إطلاق برنامج "لقاء الجمعة للأطفال" بمسجد الشامخية ببنها    جوائز تصل ل25 ألف جنيه.. جامعة الأزهر تنظم مسابقة القراءة الحرة للطلاب    محمد الباز: جماعة الإخوان عصابة حكمت مصر    بحضور 400 مشارك .. وكيل أوقاف القليوبية يطلق برنامج لقاء الجمعة للأطفال    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    صوامع وشون الاقصر تنتظر توريد 34 ألف طن قمح محلى    وزيرة التعاون الدولي تلتقي نائبة رئيس مجموعة البنك الدولي لبحث الشراكات    شرب وصرف صحي الأقصر تنفى انقطاع المياه .. اليوم    جامعة جنوب الوادي توفر سكن فاخر لمرافقي مصابي الأشقاء الفلسطينيين    فريق حاسبات عين شمس الأول عربياً وأفريقياً في المسابقة العالمية 24 ICPC"    تهديد خطير تتلقاه باريس.. والأمن ينتشر في موقع القنصلية الإيرانية    درعا والسويداء ,, تفاصيل استهداف إسرائيل مواقع عسكرية فى سوريا    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    بدء أكبر انتخابات في العالم بالهند.. 10% من سكان الأرض يشاركون    الدوري الألماني يقترب من مقعد خامس في التشامبيونزليج    أخبار الأهلي : ربيعة: لن ننظر إلى التاريخ وهدفنا الفوز على مازيمبي وسط جماهيره    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة.. مباريات اليوم السادس    فرصة أمام آرسنال وليفربول لتضميد الجراح    مشجع وعضو فخري.. الأهلي ينعى صلاح السعدني    ب 16 مليون جنيه.. سقوط متهمين بحوزتهم 36 كيلو هيروين وحشيش بالقليوبية| صور    اخبار التعليم|قرارات جديدة بشأن امتحانات الثانوية العامة .. حسم أزمة تدريس مناهج غير أخلاقية بإحدى المدارس    اصطدام 3 سيارات واشتعال النيران بإحداهم في التجمع الأول    غرق شابين أثناء استحمامهما بمياه النيل أمام قرية أبو صالح ببني سويف    شكوى من انقطاع المياه لمدة 3 أيام بقرية «خوالد أبوشوشة» بقنا    يسرا تنعى صلاح السعدني وتعتذر عن عدم حضور الجنازة    ابن عم الراحل صلاح السعدنى يروى كواليس من حياة عمدة الدراما بكفر القرنين    انتهاء أعمال المرحلة الخامسة من مشروع «حكاية شارع» في مصر الجديدة    يحييه الله حياة طيبة ويكون أطيب الناس عيشا.. خطيب المسجد الحرام: بهذا العمل    دعاء لأبي المتوفي يوم الجمعة.. من أفضل الصدقات    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    طريقة قلي الباذنجان الصحية.. النتيجة مدهشة جربها دلوقتي    الصحة: المجتمع المصري أصبح يعاني أمراضا نفسية بسبب الظروف التي مرت بالبلاد    لمحبي الشاي بالحليب.. 4 أخطاء يجب تجنبها عند تحضيره    كل ما تريد معرفته عن قانون رعاية حقوق المسنين| إنفوجراف    محافظ أسيوط يعلن ارتفاع معدلات توريد القمح المحلي ل 510 أطنان    احذر| ظهور هذه الأحرف "Lou bott" على شاشة عداد الكهرباء "أبو كارت"    الخشت: تخصص الصيدلة وعلم الأدوية بجامعة القاهرة أصبح ال 64 عالميًا    الأربعاء.. انطلاق مهرجان الفيلم العربي في برلين بمشاركة 50 فيلما عربيا    إقبال جماهيري على جناح مصر في بينالي فينيسيا للفنون 2024    الصحة: فحص 432 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    1490 طنا.. وصول القافلة السادسة من مساعدات التحالف الوطني لأهالي غزة (صور)    إسعاد يونس تنعى الفنان صلاح السعدني بصورة من كواليس «فوزية البرجوازية»    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    "رصدته كاميرات المراقبة".. ضبط عاطل سرق مبلغا ماليا من صيدلية بالقليوبية    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    كشف لغز بلاغات سرقة بالقاهرة وضبط مرتكبيها وإعادة المسروقات.. صور    للبقاء مدى الحياة؟ سكاي: بايرن يجهز عرضا لتمديد عقد موسيالا    رضا عبد العال يعلق على أداء عبد الله السعيد مع الزمالك    فتح ممر إنساني نهاية إبريل.. إعلام عبري: عملية رفح محسومة والسؤال عن توقيتها    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    موعد مباراة الترجي وصن داونز بدوري أبطال أفريقيا    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صرف صحي .. "مسدود"!!
نشر في المساء يوم 11 - 01 - 2013

تعاني معظم المدن والقري من عدم استكمال مشروعات الصرف الصحي بها. وأصبحت الحفر والبالوعات المفتوحة كابوسا يهددها. فضلا عن ان بطء تنفيذ تلك المشروعات يعتبر اهداراً للمال العام. ونتيجة لتوقف التنفيذ استمر الاهالي في استخدام الترنشات والبيارات التي تهدد اساسات المنازل فضلا عن اختلاط المجاري بمياه الشرب لما نتج عنه انتشار العديد من الامراض.
المواسير تاهت تحت التراب.. بقري الأقصر
الأقصر عمر شوقي:
معاناة كبيرة يعيشها أبناء محافظة الأقصر الذين لم يتم توصيل الصرف الصحي لقراهم ومراكزهم حتي الآن بسبب اعتمادهم علي البيارات القديمة التي تسبب العديد من الأمراض ويتم ري الأراضي الزراعية بمياهها الأمر الذي جعل محافظة الأقصر في أزمة مستمرة بسبب عدم إنهاء أعمال الصرف الصحي بها بعد تقليص الميزانية وتوقف الاعتمادات أكثر من مرة خاصة بعد الثورة.
يقول مصطفي حجاج أحد المواطنين بمدينة الأقصر إن المدينة لا تعاني من مشكلة الصرف الصحي لإنها مغطاة تماماً بشبكة كبيرة منذ سنوات مما ساهم في حل الأزمة بالمدينة وكذلك المناطق التي حولها كالكرنك والعوامية والسمانين وشرق السكة والمناطق القريبة من مدينة الأقصر أما قري ونجوع مركزي إسنا وأرمنت فمعظمها لم يتم توصيل الصرف الصحي لها ويعانون أشد المعاناة بسبب اعتمادهم علي البيارات القديمة والتي تهالك معظمها.
محمد أحمد من قرية الدير بإسنا أكد أن العمارات السكنية في قرية الدير عائمة علي مياه الصرف الصحي وأن الأهالي ملوا الشكوي والانتظار وعانوا لعقود طويلة من عدم إدخال الصرف الصحي بحجة نسبة المياه الجوفية الكبيرة بالمدينة مشيراً إلي أنه توجه أكثر من مرة إلي المسئولين بمجلس مدينة إسنا لكسح مياه الصرف الصحي وتنظيف المكان ولكن دون جدوي.
أضاف أن استقرار مياه الصرف الصحي بين العمارات تسبب في انتشار "الناموس" و"الباعوض" اللذين ينقلان الأمراض القاتلة كالالتهاب الكبدي الوبائي والفشل الكلوي والتيفود وغيرها من الأمراض الخبيثة.
لا يختلف الحال كثيراً في مدينة أرمنت عن مدينة إسنا فيقول محمد أبوالحجاج إن معظم قري أرمنت لا يوجد بها صرف صحي كالغرز والجزيرة والرزيقات والرياينة والمحاميد وأجزاء كبيرة من أرمنت الحيط والتوابع وجزء منها بدأ فيها المشروع وتم ردمه مرة أخري وجزء لم يبدأ نهائياً ومن فترة قريبة تم تشغيل محطة الصرف الخاصة بمدينة أرمنت.
أما في إسنا فقري النواصر وخط الغرب كله لا يعرف الصرف الصحي ونفس الحال بالنسبة لقري مدينية الزينية فقرية العشي بالزينية التي يتجاوز عدد سكانها العشرة آلاف لا يوجد بها صرف صحي.
وفي مدينة الأقصر لازالت معاناة أهالي منطقة منشأة العماري من عدم إدخال الصرف الصحي مستمرة ولم تنته منذ أكثر من ست سنوات منذ أن بدأ العمل به وتوقف أكثر من مرة بسبب قلة الاعتمادات المالية ورفض شركة المقاولة إكمال العمل بالمحطة بعد أن توقف الدعم المالي مما أدي إلي ردم الكثير من المواسير والمناطق التي تم حفرها.
يقول عبدالمنعم عبدالمعطي أحد أهالي المنشاة إنهم في معاناة لا تنتهي منذ أكثر من ست سنوات حيث تم حفر الطريق ووضع المواسير وبعد ذلك توقف العمل مما أدي إلي ردم المواسير بالتراب وكذلك تهالك الطرق بسبب عدم تمهيدها وتسويتها فانتشرت الأتربة والطوب والزلط في وسط الطريق مما تسبب في أزمة مرور مستمرة خاصة وأن الطريق الرئيسي للمنشاة والذي أصبح غير ممهد للمرور تمر به سيارات النقل والمواصلات وأصبح الطريق عرضة لا يتجاوز الأربعة أمتار بسبب عدم إزالة أكوام التراب بعد أن كان طريقاً عريضا.
يضيف عبدالعاطي عبدالحميد أن مشروع الصرف الصحي بالمنشأة هو المشروع الوحيد الذي لم ينته في موعده وبسبب توقف العمل به عدة مرات ظن الجميع أنه لن يكتمل أبداً ومازال هذا الظن قائماً بسبب تهميش القرية التي تعاني يومياً بسبب نقص عدد سيارات الكسح التي نشاهدها يومياً وبانتظام تمر داخل الشوارع الضيقة بصعوبة لكسح البيارات وبعد ذلك تقوم بتفريغ حمولتها في الأراضي الزراعية مما يعرض حياة المواطنين للخطر.
أضاف أن الحكومة التي لم تضع في حسباتها الزيادة السكانية والتوسعات السكانية والذي بدوره أدي إلي انفجار البالوعات والبيارات.
تطالب دعاء أحمد محمد بسرعة إنهاء المشروع وإعادة رصف الطرق التي أدت لتلف العديد من السيارات بسبب تهالك الطريق فضلاً عما تسببه الأتربة من أمراض وتلوث خاصة وأن الطريق به مجمع يضم أربعة مدارس ووحدة صحية ويعد أحد الشوارع الرئيسية بالمنطقة.
تضيف أن المنطقة تعاني من ارتفاع نسبة المياه الجوفية وعدم إنهاء مشروع شبكة الصرف الصحي يعرض المنازل إلي خطر كبير يجعلها موشكة علي الانهيار.
أكدت المهندسة أماني مدني مسئولة الإعلام بشركة مياه الأقصر أن جهوداً تبذل بإشراف الوزير عبدالقوي خليفة والسفير عزت سعد محافظ الأقصر واللواء محمود زكي رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالأقصر لزيادة عدد مشروعات الشركة بالأقصر مؤكدة علي ضرورة الانتهاء من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي الجاري العمل بها بالمحافظة.
أشارت إلي أن مياه الشرب النقية وصلت لمعظم مدن ومراكز وقري محافظة الأقصر بنسبة كبيرة جداً وأنه يجري حالياً تنفيذ بعض مشروعات تحسين نوعية المياه في بعض المحطات لرفع الطاقة الإنتاجية لمواكبة الزيادة السكانية.
أكد محافظ الأقصر الدكتور عزت سعد أنه تم افتتاح عدد من المشروعات بالمحافظة في الفترة الماضية والتي ساهمت في حل بعض مشاكل الصرف الصحي بالمحافظة منها مشروع محطة الصرف الصحي بمدينة أرمنت والذي يخدم 190 ألفاً من سكان المدينة بطاقة 136 ألف متر مكعب في اليوم وهو عبارة عن أربعة محطات تعمل بنظام الأكسدة أنشئت علي حوالي عشرين قيراطاً بتكلفة إنشائية بلغت 160 مليون جنيه والمشروع بإشراف الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي وتنفيذ شركة المقاولون العرب وجاري العمل بمحطات مياه مدينتي إسنا والطود مشيراً إلي ضرورة وجود ميزانيات واعتمادات مالية لعودة كافة أعمال الصرف الصحي بالمحافظة ودعم القري التي لم يتم توصيل الصرف الصحي لها بعربات كسح إلي أن يتم الانتهاء من المشروعات.
بطء السلحفاة.. بالبحيرة
البحيرة كارم قنطوش:
مشروعات الصرف الصحي تعد واحده من المشروعات المكلفة في التنفيذ رغم حاجتها لضخ الكثير من الأموال. الا ان العائد منها مردوده كبير علي الصحة العامة للمواطنين والبيئة المحيطة بهم وهو ما يوفر علي الدوله أموالا تفوق ما تم انفاقه علي هذه المشروعات التي تعد في حال تنفيذها جزءا من منظومة الطب الوقائي لانها تجنب الأهالي تعرضهم لأمراض خطيرة وقد تكون مزمنة في أغلب الأحيان.
محافظة البحيرة بها 37 مشروعا يجري العمل بها الآن . منها 27 مشروعا بالقري تحتاج الي 218 مليون جنيه للانتهاء منها. والعمل في اغلب هذه المشروعات يسير بقوة السحلفاه برغم الجهود الفائقة التي يبذلها المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة الذي يحرص علي عقد اجتماع شهري لمتابعة الموقف التنفيذي بها وتذليل أي مشكلات يكون قرارها في يده. ولكن هذه المره قرار الحل بيد الحكومة وليس المحافظ . والمؤسف ان ما أعلنه مؤخرا د. عبد القوي خليفة وزير المرافق قد لا يبشر بخير عندما أعلن أن هناك 4627 قرية. و30 ألف تابع بمحافظات الجمهورية في حاجة للصرف الصحي.
يتطلب توصيل الصرف الصحي لها 80 مليارات جنيه وإن وزارة المرافق تقوم حاليا بتنفيذ مشروع مع الجمعيات الأهلية لتوفير سيارات للكسح تحمل مخلفات الصرف الصحي وتلقي بها في أقرب محطة للمعالجة . ولسان حال المواطنين لا يتوقف عن أن عدم الأنتهاء من هذه المشروعات في أقرب وقت هو في حد ذاته اهدار للاموال التي تم انفاقها عليها .
هذه حقيقة موجودة علي الأرض حيث توجد مشروعات مفتوحة لم تستكمل منذ قرابة العشرين عاما. بالنسبه لمشروعات تشمل تأهيل مشروع كفر الدوار وتوسعات واستكمال شبكات ومحطات تنقية لمشروعات دمنهور وكوم الطرفاية وإيتاي البارود ورشيد وأبوحمص وشبراخيت ووادي النطرون والمحمودية وأبوالمطامير. وبالنسبة للمشروعات المفتوحة بالقري وعددها 27 مشروعا بقري صفط الحريه. صفط خالد. قليشان. الضهرية وتوابعها . دمسنا. منشاة دمسنا. أبوالخزر. منشاة الوكيل. أمين سيد احمد. الغابه. الوفائية. كوم زمران. عزبة الصفيح . محلة صا. كفر السابي. محله بشر. النجيله.الصواف. كفر الرحمانية. جزيرة نكلا. سرنباي وسنباده. البيضا. معمل القزاز. الطرح. المعدية. الحجانية. وكفر سنطيس وقرية شابور.
إهدار الموارد.. في كفر الشيخ
كفر الشيخ عبدالقادر الشوادفي:
صرخة مدوية أطلقها 250 ألفاً من أهالي قري كفر الشيخ إلي المهندس سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ والتي بدأ فيها تنفيذ مشروع الصرف الصحي قبل ثورة 25 يناير بعامين حيث كان هذا المشروع حلماً جميلاً يداعب مخيلتهم منذ سنوات طويلة وكلف الدولة أكثر من 150 مليون جنيه لإنقاذهم من التلوث الشديد والحياة البدائية التي يعيشونها بهذه القري.. إلا أن هذا الحلم الوردي الجميل أصبح بعد أكثر من عامين ومنذ قيام ثورة 25 يناير كابوساً مزعجاً لهذه القري بسبب توقف تنفيذه واستكماله تحت زعم عدم وجود ميزانية من الدولة للجهاز التنفيذي لمشروعات الصرف الصحي التابع لوزارة الإسكان أو العمل فيه ببطء شديد جداً وبسرعة السلحفاة مما أضاع علي الدولة هذه الملايين الكثيرة هدراً باعتبارها أموالاً عامة دون الاستفادة منها.. وصار ما تم تنفيذه من هذه المشروعات معرضاً الآن للتلف الشديد بسبب الاستخدام السييء للأهالي وطبيعة هذه القري وشوارعها الترابية.
لم يكن يدري أبناء قريتي أبوطبل وشنو التابعتين للوحدة المحلية للقرية الأم الحمراوي مركز كفر الشيخ.. بالإضافة لقرية محلة موسي المجاورة أن مشروع الصرف الصحي الجاري تنفيذه حالياً والذي تنفذه الدولة بالقري الثلاث منذ أكثر من ثلاث سنوات وكلفها أكثر من 150 مليون جنيه حتي الآن ولم يتم الانتهاء منه سوي بنسبة 60 أو 70% فقط سوف يكون وبالاً شديداً علي هذه القري وبؤرة تلوث شديدة بها تعرضهم للأوبئة والأمراض الفتاكة بعد أن كان هذا المشروع المهم جداً والحيوي لهذه القري حلماً جميلاً منذ سنوات طويلة لإنقاذهم من التلوث الذين يعانون منه هم وآبائهم وأجدادهم السابقين حيث يعتمدون علي الطرنشات الوبائية الخاصة بتجميع مياه المجاري أمام منازلهم بالإضافة إلي المجاري الأهلية التي يتم توصيلها خلسة رغماً عنهم علي مصارف الصرف المجاورة الملوثة للبيئة والضارة جداً بصحة المواطنين الأبرياء.
ناشد أهالي هذه القري ومن بينهم محمد إبراهيم عطا عمدة قرية أبوطبل وعادل السيد أبوالفتوح موظف بديوان عام المحافظة ومصطفي خضر رجل أعمال والسيد درويش سكرتير الوحدة المحلية لقرية الحمراوي وإسماعيل محمد الوحيشي وعبدالعال عبدالسلام مدرس ثانوي ورمضان شحاتة عبدالرازق وأحمد رجب جاد والمهندس سعد الحسيني محافظ كفر الشيخ الحالي التدخل لإنهاء هذه المأساة وإلزام الجهاز التنفيذي بسرعة تدبير الاعتمادات الباقية لإنهاء هذا المشروع الحيوي لإنقاذ هذه القري من التلوث الشديد والأوبئة والأمراض الفتاكة وذلك حتي لا تضيع أموال الدولة والملايين التي أنفقتها قبل ذلك هباء.
قال المهندس رأفت المنياوي رئيس الوحدة المحلية لقرية الحمراوي هذه مسئولية الجهاز التنفيذي وعليه تدبير الاعتماد اللازم لإنهاء هذا المشروع والاستفادة منه وقد أرسلت العديد من المذكرات للمحافظين السابقين والمحاسب عبدالرحمن الجزار رئيس المدينة الحالي والمهندس عبدالسند خاطر نائب رئيس المركز والمدينة لشئون القري لإنهاء هذا المشروع للاستفادة من الملايين التي تم إنفاقها دون جدوي والأمل معقود حالياً علي المحافظ الحالي لإلزام الجهاز علي التنفيذ لتحقيق حلم أهالي هذه القري وإعطائه أولوية قصوي لحماية هذه القري من التلوث الشديد والأوبئة والأمراض الفتاكة الناجمة عنه.
المهندس إبراهيم الأشقر رئيس الجهاز التنفيذي لمشروع مياه الشرب والصرف الصحي بكفر الشيخ قال: ذهبت إلي هذه القري علي الطبيعة ومن بينها قرية أبوطبل التي تقع بمدخل المحافظة علي الطريق السريع كفر الشيخ طنطا.. وتجولت في شوارعها وشاهدت الشبكات والتوصيلات المنزلية ومحطة تنقية وتجميع مياه الصرف الجاري إنشاؤها وكان برفقتي المسئولين عن الشركة المنفذة وهالني ما رأيت من بطء شديد في التنفيذ وأملهتهم مهلة لا تتجاوز شهرين لإنهاء هذه الأعمال المتبقية لكي يستفيد الأهالي من هذا المشروع الحيوي.. وإلا سوف نقوم آسفين بسحب العمل من الشركة المنفذة وإسنادها إلي أخري جادة في التنفيذ لأن هذه الملايين التي تم إنفاقها هي أموال عامة مهدرة.
مصير غامض.. في قنا
قنا - عبدالرحمن أبو الحمد:
ما بين أمل ورجاء ينتظر أهالي مراكز وقري محافظة قنا سرعة الانتهاء من مشروعات الصرف الصحي العالقة أو المعطلة فرغم تشغيل مشروع الصرف الصحي بمدينة نجع حمادي الذي استغرق 11 عاماً إلا أن هناك مئات القري لم تدرج علي أجندة المسئولين للبدء في تنفيذ المشروع بها إلي جانب تزايد معاناة أهالي مركزي قوص ونقادة لبطء تنفيذ المشروع لتظل المدينتين غارقتين في المياه الجوفية مع سوء لأحوال الطرق التي تم تكسيرها ولم يعاد تمهيدها من قبل الشركة المنفذة وتزداد المأساة داخل منطقة مساكن عثمان بمركز قنا التي تغرق في المياه وتهدد أكثر من 200 عمارة سكنية حتي أصبحت المنطقة أشبه بالبنايات العشوائية بعدما غاب عنها طابع المدينة وكل من تلك المناطق في انتظار المصير الغامض للمشروع ويضاف إلي كوارث الصرف الصحي التي خلفها داخل قنا انهيار ترعة الصرف بمنطقة الجبلاو لأكثر من 9 مرات مما تسبب في تلف 27 فداناً من أجود الأراضي الزراعية.
أكد محمود عبدالسلام الضبع - عضو مجلس محلي سابق انه رغم التحذيرات العديدة من حدوث كارثة بمنطقة الصالحية وقرية الجبلاو بسبب محطة المعالجة لمياه الصرف الصحي إلا أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أبت الانصياع والانتباه لتلك التحذيرات بل ساهمت بشكل كبير في حدوث الكارثة عدة مرات حتي انهار جسم الترعة وتسبب في غرق الأراضي الزراعية وغرق مركز شباب الشوينة وتضررت أيضاً العديد من الأفدنة وكانت آخر تلك الحوادث خلال عام 2012 التي أدت إلي تلف أكثر من 27 فداناً.
أضاف ان الواقعة بدأت منذ عام 1986 عندما تم إنشاء وتشغيل محطة المعالجة بالصالحية ونفذته شركة المقاولات المصرية بقدرة 5.12 ألف متر مكعب في اليوم والواردة من ثلاث محطات رفع فرعية وهي محطة النحال والمنشية ومحطة رفع مدينة العمال علي ان يتم تخصيص 600 فدان كمزرعة خشبية بالصالحية للاستهلاك من تلك المياه ولكن بدأ الاهمال من هنا حيث تم استصلاح 100 فدان فقط وزراعة 100 فدان آخرين فقط ولم يتم الاهتمام ب400 فدان الباقية وربما لو تتم زراعتها لحالت دون حدوث أي انهيار أو زيادة في منسوب المياه لأن ال100 فدان التي تمت زراعتها أشجار خشبية لم تستوعب كميات كبيرة من المياه بسبب تشبع الأراضي بالمياه ومع ازدياد الضغط قامت الشركة منذ عام 1995 حتي 2000 بتنفيذ خط طرد رئيسي وكان من المفترض ان يصب في مرحلة التوسعات الجديدة بمحطة المعالجة والتي كانت مكلفة بها في ذلك الوقت شركة المقاولات المصرية وقامت بتنفيذ المرحلة الأولي التي رفعت قدرة استيعاب محطة المعالجة إلي 25 ألف متر مكعب يومياً ولكن قامت الهيئة بعدم تنفيذ المرحلة الثانية واكتفت بمرحلة التوسعات لأحواض الترسيب الابتدائي والنهائي والبيولوجي والتجفيف الذي لم يعمل حتي الآن كما أن هذه المرحلة من التوسعات لم تعد أي نتائج ايجابية لمراحل معالجة مياه الصرف الصحي حيث أن وقت ذاك كانت كميات التصرفات الواردة لمحطة المعالجة تزيد عن 35 ألف متر مكعب يومي الأمر الذي أدي إلي تعطيل أحواض البيولوجي والترسيب النهائي عن أداء عملها لزيادة الضغط عليها وعليها قامت الشركة المقاولات المصرية وبتكليف من وزير الإسكان بإعداد الدراسات والرسومات لإنشاء توسعات كاملة جديدة بقدرة 55 ألف متر مكعب في اليوم ولكن فوجئ الجميع بعد مرور خمسة أعوام قيام الوزير بإلغاء هذا التكليف وإصدار تكليف جديد لشركة المقاولون العرب الأمر الذي أدي لإعادة الدراسات وانتظار وقت طويل آخر وتبقي المشكلة في الترعة تستوعب أكثر من طاقتها مع عدم عمل المحطة بكفاءة وتعطل بعض مراحل التنقية بها أمر ينذر بكارثة قد تضرب مدينة قنا بأكملها.
وفي نقادة أكد أحمد فهمي عبدالحق - محام - أن مشروع الصرف الصحي يسير بسرعة السلحفاة حيث تم البدء به من أكثر من 8 سنوات رغم أن المسئولين اعلنوا ان المشروع سينتهي في غضون خمس سنوات إلا أن الشركة المنفذة تتعمد التعطيل ولم يتم الانتهاء من المشروع الأمر الذي يهدد منازل المواطنين بالانهيار من آثار المياه الجوفية خاصة وأن تلك المنازل معظمها مقام بالطوب اللبن إلي جانب سوء أحوال الطرق التي تم تكسيرها وأصبحت مليئة بالحفر والمطبات ورئيس المدينة يرفض البدء في تنفيذها لحين الانتهاء من مشروع الصرف الصحي الذي أعلنوا أنه سيستغرق عاماً آخر.
أكد أحمد عنتر - أن منطقة مساكن عثمان بمدينة قنا أصبحت عرضة للأمراض وانتشار الأوبئة حيث أن أكثر من 200 عمارة سكنية تحيطها المياه الجوفية وسط غياب تام لمجلس المدينة وغياب سيارات الكسح حتي تحولت المنطقة إلي منطقة عشوائية وضاعت عنها طبيعة المدينة
وفي أبو تشت قال محمد حسين خلف الله - مأذون ناحية الحبيلات الشرقية - أن مشروع الصرف الصحي مازال حلماً بعيد المنال بالنسبة لسكان القري حيث أن المشروع لم ينفذ سوي بالمدينة والقري الأكثر فقراً التابعة لمجلس قروي قصير بخانس ولكنه مازال معطلاً ولم يستكمل حتي الآن مشيراً إلي انفجار ماسورة صرف منذ أسبوع بالقرب من مجلس المدينة كادت تؤدي إلي انهيار المنازل المجاورة لها مطالباً بسرعة الانتهاء من المشروعات العالقة لقضاء علي مثل هذه الحوادث.
قال حميد الكاشف عضو مجلس محلي سابق بمركز قوص أن المشروع كاد أن يقضي علي الحياة التجارية بالمدينة بسبب البطء الشديد في التنفيذ الأمر الذي يتكرر معه حوادث انهيار المنازل القديمة التي لا تتحمل جدرانها رشح مياه البيارات التي تعتمد عليه المدينة موضحاً أن مشروع الصرف الصحي في المدينة غير مكتمل لان الجزء الغربي من المزلقان لم يتم افتتاحه حتي الآن لعدم موافقة السكة الحديد علي إنشاء نفق للصرف الصحي تحت خط السكة الحديد مؤكداً أنه تم عمل خرائط لمشروع الصرف الصحي بقرية حجازة وتم تخصيص مواقع لمحطات الرفع كمرحلة أولي ورغم ذلك فالعمل يسير بسرعة السلحفاة ويطالب بسرعة الانتهاء من التنفيذ لارتفاع منسوب المياه الجوفية بالقري بشكل يهدد منازل المواطنين بالسقوط.
أضاف الشيخ فوزي أحمد عباس - إمام مسجد البحاروة بقرية الخرانقة بقوص - أن قرية الخرانقة تبعد عن قوص ثلاثة كيلو مترات فقط ومع ذلك سقطت من حسابات المسئولين عند تنفيذ المشروع مطالباً بسرعة إدراجها في الخطة الحالية للقضاء علي مشاكل المواطنين مشيراً إلي أن الجهود الشعبية من خلال الجمعيات الأهلية نجحت في تنفيذ مشروع مياه الشرب والصرف الصحي بمجلس قروي جراجوس بتكلفة إجمالية بلغت 65 مليون جنيه لتستفيد منه خمس قري وبدأ تنفيذ المشروع منذ عام 2004 واستمر قرابة خمسة أعوام لينتهي العمل به في 2009 ورغم تسليم المشروع للجهة المسئولة إلا أنه لم يدخل الخدمة حتي الآن بسبب عجز الشركة المنفذة عن إمداد المشروع بوصلة طولها 83 متراً فقط لتشغيل المشروع الذي أصبح معرضاً للانهيار.
قال مصطفي محمود من أبناء نجع حمادي أنه رغم تشغيل المشروع بالمدينة مؤخراً إلا أن هناك 9 قري ملاصقة للمركز معرضة للغرق بالمياه الجوفية خاصة مع تزايد تضررها من ارتفاع منسوب المياه بعد إنشاء قناطر نجع حمادي.
من جانبه قال اللواء عادل لبيب محافظ قنا ل"المساء" أن قطاع مياه الشرب والصرف الصحي شهد خلال العام المنقضي اعتماد 559 مليون جنيه للانتهاء من مشروعات الصرف الصحي وتوصيل المياه للقري المحرومة حيث تم تخصيص 150 مليون جنيه للانتهاء من توسعات محطة الصرف الصحي بقنا و255 مليون جنيه للانتهاء من مشروع الصرف الصحي بنجع حمادي
"مفيش فلوس".. في المنوفية
المنوفية نشأت عبدالرازق:
182 قرية بمحافظة المنوفية بدون صرف صحي. الأمر الذي يشكل معاناة مستمرة للأهالي.
من قرية كفر ربيع مركز تلا كواحدة من هذه القري يقول أشرف عبدالفتاح أبوحسين عمدة القرية ان ارتفاع منسوب المياه الجوفية يهدد المنازل بالانهيار. خاصة أنه تم البدء بالفعل في مشروع الصرف الصحي منذ عامين ثم توقف بسبب الاعتمادات المالية.
أضاف ماهر عبدالظاهر شيخ البلد أن كفر ربيع من القري الكبيرة بمركز تلا من حيث الكثافة السكانية ورغم ذلك منسية في الخدمات الأساسية خاصة الصرف الصحي الذي تم البدء فيه بمساع من بعض كبار القرية وفرح الأهالي. إلا أنه سرعان ما انتهت الفرحة بتوقف المشروع.. موضحا ان الأهالي يعتمدون علي سيارات الكسح للتخلص من مخلفات المجاري مما يرهقهم ماديا. فضلا عن تعرضهم للإصابة بالأمراض الربائية.
أكد سعد عامر تاجر ان كافة المنازل عائمة علي مياه "الطرنشات". علاوة علي ان المياه الجوفية تتسرب الي جدرانها وتتسبب في سقوط المحارة والطلاء الزيتي. وغالبا ما يحدث انهيار للمنازل القديمة.. مشيرا الي ان مياه الشرب تعتبر مصدرا خطيرا للإصابة بالأمراض. حيث تختلط بمياه المجاري ومعظم الأسر تعتمد عليها في الشرب. وطالب المسئولين بسرعة استكمال مشروع الصرف الصحي بالقرية رحمة بالأهالي وحفاظا علي صحتهم.
أوضح عبدالجواد شكري موجه بالتعليم ان معظم القري التي لم تر النور حتي الآن رغم ثورة 25 يناير المباركة والتي تعتبر من القري سيئة الحظ خاصة بالنسبة لمشروع الصرف الصحي الذي مازال خصما لها تلاحظ غرق شوارعها ومنازلها في مياه المجاري وغالبا ما تسد تلك الشوارع بسبب هذا الطفح في المياه القذرة.
من جانبه قال اللواء ياسين طاهر السكرتير العام للمحافظة.. ان المنوفية بها 10 مراكز ومدن و315 قرية. ويبلغ اجمالي عدد السكان 3 ملايين و656 ألفا و839 نسمة منهم 213 ألفا و337 مشتركا في خدمة الصرف الصحي. حيث تصل تغطيتها الي 99% للمدن و18% للقري أي أن 39 قرية مخدممة و182 قرية محرومة من تلك الخدمة.. مشيرا الي ان عدد محطات المعالجة 18 ومحطات الرفع الرئيسية 44 والفرعية 44. ويبلغ طول شبكات مياه الصرف الصحي 2026 كيلو مترا علي مستوي المحافظة.
أكد اللواء محمد عزت السكرتير العام المساعد انه يجري حاليا تنفيذ خدمة الصرف الصحي في 148 قرية و3 توابع. موضحا تم المدرج بخطة 2012/2013 هو 27 مشروعا لخدمة 30 قرية باعتماد قدره 127 مليون جنيه. و79 مشروعا لخدمة 100 قرية و3 توابع بتكلفة اجمالية تبلغ مليارا و48 مليون جنيه الي جانب مساهمة البنك الدولي لخدمة 16 قرية. فضلا عن خطة التنمية المحلية الموحدة لخدمة قريتي تلبنت أبشيش وميت الواسطي بالباجور بتكلفة 3.19 مليون جنيه.
أضاف ان هناك مشروعات غير مدرجة بمخطة العام الحالي 2.12/2.13 رغم البدء فيها منذ 2003 وما بعدها وهي: 11 قرية وعزبة بمركز شبين الكوم وتحتاج الي 96 مليون جنيه للانتهاء منها و16 قرية بمنوف بتكلفة 204 ملايين جنيه و19 بقويسنا بتكلفة 154 مليون جنيه و8 بتلا بتكلفة 110 ملايين جنيه و19 بالباجور تتكلف 153 مليون جنيه. و11 بأشمون بتكلفة 92 مليون جنيه و4 بالشهداء تحتاج 51 مليون جنيه و5 ببركة السبع بتكلفة 76 مليون جنيه و7 بالسادات بتكلفة 113 مليون جنيه..أوضح اللواء سيد سالم المستشار المهندسي لمحافظ المنوفية ان اجمالي تكلفة مشروعات الصرف الصحي المدرجة بالخطة الحالية 127 مليون جنيه والمطلوب 239 مليونا. في حين يبلغ اجمالي التكلفة المطلوبة لمشروعات القري غير المدرجة مليارا و48 مليون جنيه.
أضاف ان وزارة مرافق مياه الشرب والصرف الصحي فتحت الباب لمساهمة رجال الأعمال والمستثمرين والجمعيات الأهلية لانشاء شبكات صرف صحي بالكامل أو محطات رفع فيما يسمي "المشروع القومي للصرف الصحي بالقري بالمشاركة المجتمعية" قال المهندس عزت الصياد رئيس فرع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية ان كافة مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي توقفت في الفترة الماضية بسبب عدم توافر اعتمادات مالية لها.. وأضاف ان وزير المرافق د. عبدالقوي خليفة خلال زيارته لمحافظة المنوفية الأسبوع الماضي أكد أنه تم توفير 2 مليار جنيه لسداد مستحقات المقاولين والشركات المنفذة لعمليات مياه الشرب والصرف الصحي علي مستوي الجمهورية.
نقص التمويل .. في سوهاج
سوهاج محمد حامد:
الصرف الصحي في سوهاج مسير علي طريقة "إدي زوبة ذقة" يسير خطوة للأمام ثم يعود عشرات الخطوات للوراء. فهو علي هذا الحال منذ سنوات فلا جديد يذكر ولا قديم استجد حيث تعاني المحافظة وخاصة قراها من عدم وجود شبكات الصرف الصحي بصورة متكاملة. بل أن المسئولين بها أعلنوا بان 20% من السكان البالغ عددهم ما يزيد عن 4.3 مليون نسمة هم المستفيدون من الصرف الصحي أي أن أكثر من 80% خارج الحسابات تماما. وما يثير للدهشة أكثر أن هناك 266 قرية بسوهاج ليس بها صرف صحي فيما المضحك المبكي والمدهش في بعض الأحيان ان هناك مدن بسوهاج ليس بها صرف صحي!! لكن الأكيد أن مشروعات الصرف الصحي المعتمدة حاليا في سوهاج تسير بسرعة السلحفاة فمنذ سنوات بدأ العمل في مشاريع للصرف الصحي بعدد من مراكز المحافظة الا انها متوقفة!!
يؤكد خالد رياض من مركز العسيرات بأن مشكلة الصرف الصحي منذ سنين تعاني منها محافظة سوهاج وما أكثر المشاكل التي تواجدت بسبب الصرف الصحي خاصة في القري مشيرا الي أن مدينة المنشأة والعسيرات التي ينتمي اليها مشروع الصرف الصحي بها والذي بدز العمل به منذ اكثر من 9 سنوات للأسف الشديد لم ينته حتي الآن وأصبحت الشوارع والمصالح الحكومية مليئة بمياه المجاري.
أما اشرف عبد الوارث اخصائي نفسي بمدينة المنشأة فيؤكد ان الشوارع فيها تحولت الي برك ومستنقعات بسبب طفح المجاري حتي أن الأهالي لا يستطيعون الدخول الي المصالح الحكومية والمنازل.
يضيف عثمان ابراهيم محاسب بالمنشأة ان المنازل مهددة بالانهيار نتيجة رشح المياه علي جدرانها وأن مشروع الصرف الصحي للمنشأة توقف ولا يعرفون السبب حتي الآن رغم مرور اكثر من 9 أو عشر سنوات علي بدء العمل به.
يشير محمد صديق حمدان سكرتير مدرسة إلي أن قرية الديابات التابعة لمركز أخميم مع كل عام جديد يقال انها مدرجة في إدخال الصرف الصحي الي أننا نفاجأ بعدم تنفيذ الوعود وهكذا علي هذا الحال سنوات وسنوات مشيرا الي عدد كبير من المنازل فيها أصبحت مهددة بالانهيار لعدم وجود صرف صحي حيث ان اغلب الاهالي يقومن بحفر بيارات أو طرنشات للصرف فيها.
يؤكد محمد راغب عضو بمنظمة حقوق الإنسان بأخميم أن قري مركز اخميم خالية من الصرف الصحي وتعتمد علي حفر البيارات او الطرنشات وتلك مصيبة كبيرة لأنها تجلب الكثير من الأمراض للاهالي وتسبب تصدع للمنازل لان المياه ترشح علي الجدران ولابد من النظر الي قري مدينة اخميم وإدخال الصرف الصحي لها. ويتفق معه اشرف حسني صابر موظف بالأزهر علي ذلك محذرا أن بعض القري بمركز اخميم اهلها يقومون بحفر بيارات للصرف الصحي والي جوارها طلمبات ارتوازية للشرب أو للمعيشة وتلك كارثة.
يضيف ابوالحسن محمد مدرس من قرية السلاموني التي تعتبر من أفقر قري سوهاج بأن الاهالي يستخدمون البيارات او الطرنشات ولكن هناك البعض يستخدم البراميل لقضائء حاجتهم وصرف المياه فيها لأنهم فقراء علي حد تعبيره وهذا يهدد بكارثة بيئية لأن تلك البراميل التي يستخدمها البعض تجلب الرائحة الكريهة التي تسبب كثيراً من الأمراض.
يؤكد عبد النبي خلف هريدي مدرب كونغ فو بسوهاج علي أن بيارات الصرف الصحي خاصة في القري اصبحت تهدد المنازل والمباني لأنها تجلب الأمراض للإنسان وخطر علي حياته مشيرا الي أن قرية مثل الحواوويش بات معظم الناس فيها يستخدمون الايسونات التي يتم حفرها علي عمق 15مترا بعد ان كانوا يستخدمون الطرانشات وهذا يجعل المياه الجوفية التي يشرب منها الناس مختلطة بمياه الصرف الصحي مما تسبب ذلك في انتشار مرض الفشل الكلوي بين المواطنين.
في قرية نجع الدير بمركز دار السلام يقول الشيخ عبد الرحمن محمد "موظف" أن اهالي القرية يستخدمون بيارات الصرف داخل منازلهم بجانب طلبات الشرب الارتوازية.
أشار المهندس محمود نافع رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج والعضو المنتدب أن عددا من مشروعات الصرف الصحي بسوهاج والتي تنفذها الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي تسير الأعمال بها ببطء نتيجة عدم توافر الاعتمادات المالية لها والتي تتمثل في مشروع صرف صحي المنشاه التي تخدم مدينة المنشاه حيث يبلغ نسبه التنفيذ 65% وتبلغ تكلفتها الإجمالية 250 مليون جنيه وتتطلب 100 مليون جنيه لاستكمالها. أما عن مشروع صرف صحي ساقلته والذي يخدم مدينة ساقلتة حيث يبلغ نسبه التنفيذ 70% وتبلغ تكلفتها الإجمالية 200 مليون جنيه وتتطلب تسليم الأرض المخصصة لاستكمالها المشروع. وكذلك مشروع صرف صحي دارالسلام والذي يخدم مدينة دار السلام لم يتم التمويل ولم يتم تخصيص أرض وتم احتساب تكلفة المشروع بمبلغ 200 مليون جنيه وتتطلب تخصيص الأرض لاستكمالها المشروع.
تأخر 10 سنوات.. في دمياط
دمياط لمعي ماضي:
ميت الخولي عبدالله الملاصقة لمدينة الزرقا من القري الكبيرة في محافظة دمياط حيث نسبة التعليم العالي بها يصل إلي أكثر من 50% والتعليم المتوسط 40% وبها أكبر عدد من العاملين في مصلحة الضرائب العامة وتعد تلك القرية بها أكبر مستوردي البورسلين "الأطباق الصيني" في مصر. لذا هذه ليست قرية بل تعد مدينة لما فيها من مبان وعمارات وأبراج حديثة.
يقول محمد الأديب أحد أهالي القرية إن هيئة الصرف الصحي بدأت منذ عام 2003 في إنشاء الصرف الصحي وتم الانتهاء من الكثير من شوارع القرية وهناك أخري لم تنته ومنذ ذلك التاريخ وهو عشر سنوات لم يتم الانتهاء من البيارات ولا المحطة الرئيسية للصرف لذا فإن المواسير في باطن الأرض عرضة للإتلاف.
أضاف سعد سليم أن جميع المنازل في القرية تقوم بالصرف في نهر النيل عن طريق عربات صرف تنقل 100 متر كل يوم.
وهناك قرية البساتين التابعة لمدينة كفر البطيخ وهي عبارة عن مجموعة عزب لها تجمعات سكنية كبيرة وهي السواحل واللضامين والقفاصين وطريق الميناء وكل تلك العزب تعاني من عدم وجود صرف صحي.
يقول سعد غانم إن مياه الصرف في ترنشات المنازل تطفح في الشوارع مما تسبب في نقل الأمراض للأطفال والكبار.
وفي قرية البصارطة حيث توجد الكثير من الشكاوي لأهالي القرية لعدم اهتمام المسئولين بتنفيذ مشروع الصرف الصحي وتوقف العمل بعد تنفيذه في جزء من القرية والباقي بدون صرف صحي.
قرية أبوجريدة إحدي قري محافظة دمياط التي يعيش سكانها علي كسب الرزق من صيد الأسماك من بحيرة المنزلة والزراعة وهي تابعة لمركز فارسكور تعاني من نقص في الكثير من الخدمات الضرورية للمواطن البسيط سكانها الذين يزيدون عن 14 ألف نسمة وجدنا العديد من المشكلات والتي يمكن أن نعتبر كل مشكلة منها أكثر من سابقتها. تفتقر قرية أبوجريدة إلي وجود شبكة صرف صحي بها منذ القدم. والبديل عن شبكة الصرف وجود بيارات للصرف الصحي التي تطفح في الشوارع
قرية كفر حميدو هي إحدي القري التابعة لمدينة عزبة البرج بمحافظة دمياط وتتبع إدارياً قرية الشيخ ضرغام. تقع القرية علي نهر النيل في مواجهة منطقة الجربي برأس البر. ويبلغ عدد سكانها 7 آلاف نسمة ويقول محمد نصر عيسي أحد سكان القرية إنها ليس بها شبكة صرف صحي لأن القائمين علي المشروع لا يراعون الأصول الفنية ويضعون مواسير الصرف فوق مواسير مياه الشرب ومواسير الصرف مليئة بالمياه الجوفية قبل أن يعمل المشروع ومواسير الفرعيات قريبة جداً من سطح الأرض.
قرية طبل هي إحدي قري مدينة عزبة البرج بمحافظة دمياط سقطت سهواً من حساب المسئولين وانعدمت بها النظافة وتدني مستوي قطاع الصحة والتعليم بها وحل محل الصرف الصحي بها البيارات أو كما يقول أهل القرية عنه الطرانشات.
وقرية سيف الدين وعدد سكانها 30 ألف نسمة وهي من القري المعدومة التي يدخل بها شبكة صرف صحي ويوجد أمام كل منزل بئر لصرف المخلفات ثم تقوم عربات الصرف بنقله إلي المصرف الزراعي مما يسبب تلوثاً كبيراً للبيئة رغم أن هناك اعتماداً لمشروع الصرف الصحي يصل إلي 38 مليون جنيه لسيف الدين والكاشف الجديد وتم طرحه لشركة المقاولون العرب وحتي الآن منذ عام 2010 والعمل بطيء جداً.
ومركز كفر سعد والذي يعتبر أكبر مراكز المحافظة مساحة وكثافة سكانية يوجد به عدد من القري محرومة من دخول مشروعات الصرف الصحي بها كما أن هناك عدداً من القري تحتاج إلي الانتهاء من استكمال شبكات الصرف الصحي مثل قرية كفر المنازلة والمتوقف فيها المشروع من 1/11/2010 بالإضافة إلي ضرورة ربط قري مثل العباسية والإبراهيمية البحرية علي محطة التنقية بالمحمدية والسابق عمل دراسة لها منذ عام 1993 ولم تنفذ حتي الآن ويستخدم الأهالي في تلك المناطق طرقاً بدائية جداً للتخلص من مياه الصرف.
محلك سر.. في الشرقية
الشرقية عبدالعاطي محمد:
العشرات من مشروعات الصرف الصحي بجميع مراكز محافظة الشرقية تم تنفيذها منذ أعوام والأهالي ينتظرون التشغيل لكن العمل توقف بحجة عدم توافر الاعتمادات لاستكمال المشروعات التي أنفق عليها المليارات من الجنيهات مما يعد إهداراً للمال العام كما أن هناك شبكات أصبحت خارج الخدمة منذ أعوام وبمثابة كارثة علي السكان.
"المساء" التقت بالأهالي للوقوف علي حجم معاناتهم علي الطبيعة.
أشرف محمد من قرية المسلمية مركز الزقازيق يقول مشكلة الصرف الصحي بالقرية عندنا قديمة وكنا نقوم بإلقاء مياه الصرف الصحي عن طريق جرارات الكسح في ترعة المسلمية التي تروي الآلاف من الأفدنة ورغم أنها جريمة ومصيبة ولكن ما باليد حيلة واستبشرنا خيراً بالبدء في تنفيذ مشروع الصرف الصحي وتم مد الشبكة بالفعل ولكن توقف العمل فجأة وحاولنا مع المسئولين إيجاد حل علي مدي 5 سنوات متواصلة لاستئناف العمل ولكن مازلنا محلك سر وبالتالي أغطية البالوعات وتم سرقتها والفئران سكنت الشبكات وأصبحت مصيبة وعدنا إلي إلقاء مياه الصرف الصحي في المياه العذبة بالترع وكل ما نطلبه من المسئولين استكمال المشروع الذي حلمنا به.
أما أحمد سليمان موظف من قرية غزالة فيشير إلي أنه تم مد شبكات الصرف الصحي بالقرية منذ خمس سنوات ومازلنا نعيش علي أمل تشغيلها لكن العمل توقف لعدم توافر الاعتمادات لاستكمال المشروع الحيوي والمواسير مازالت أشبه بجثث هامدة تحت الأرض.
أضاف أحمد رزق من الحسينية أنه تم تنفيذ العديد من مشروعات الصرف الصحي بالعديد من القري ولكن لم يتم التشغيل حتي الآن ولابد من العمل علي استكمال العمل في المشروعات التي تم تنفيذ نسب منها وعدم البدء في مشروعات جديدة للحفاظ علي المال العام.
قال سمير بسيوني مدينة أبوكبير لم تستكمل بها شبكات الصرف الصحي الجديدة لمعالجة تهالك الشبكة القديمة التي دائماً ما تطفح وأصابت المياه المنازل بالرشح والبرك في كل مكان بالمدينة علاوة علي توقف العمل بالشبكة الجديدة بسبب الحفر بأعماق كبيرة داخل الشوارع الرئيسية مما أدي لانهيار عدد من المنازل وتوقف العمل بهذه الشوارع مما أدي إلي عدم تنفيذ المشروع بالكامل حتي الآن رغم مرور 15 عاماً مما يعد إهداراً للمال العام كما أن أصحاب المنازل المضارين أقاموا دعاوي قضائية ضد الشركة المنفذة كما أن الشركة وعدت بتعويضهم منذ 3 سنوات لكن ذلك لم يحدث واكتفت باستئجار عدد من الشقق البديلة للأهالي المضارين.
أما في هربيط فيقول محمد عبدالعظيم إنها تعد من ضمن القري الأكثر فقراً وتم البدء في تنفيذ مشروع الصرف الصحي لكن توقف بعد الثورة لكون المشروع تابعاً لحكومة الحزب الوطني المنحل وأصبحنا نحن الضحايا.
أضاف صلاح بسيوني من قرية منشأة رضوان: نعيش معاناة لعدم استكمال المشروع الذي بدأ منذ عامين في عهد النظام البائد عندما أختيرت القرية ضمن القري الأكثر فقراً.
أوضح محمد صبحي أن عدم تشغيل مشروعات الصرف الصحي التي تكلفت المليارات وتحتاج للملايين يجعل عمرها الافتراضي ينتهي قبل تشغيلها ولابد من محاسبة المسئولين عن إهدار المال العام كما أن إلقاء مياه الصرف الصحي في المياه العذبة بالترع ناهيك عن الوصلات المباشرة للصرف الصحي للمنازل وغيرها خاصة علي بحر مويس الذي توجد عليه محطات مياه الشرب تتسبب في إلحاق أذي بالمواطنين وبالتالي انتشار الأمراض وتكون خسارة الدولة مرتين.
قال محمد حسن من كفر عبدالعزيز: الكفر يسبح في مياه المجاري رغم أننا نتبع مدينة الزقازيق والطفح مستمر في الشوارع ونضع قوالب الطوب أمام المنازل لدخولها لكون الشبكات لا تستوعب التوسعات العمرانية الجديدة علاوة علي انتهاء عمرها الافتراضي.
أضاف حسين سالم: طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع جعلها تأكل الأسفلت وأصبحت خطراً علي الصحة العامة وعمليات الشفط المستمرة من قبل قطاع مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة مشهد متكرر خاصة بطريق هرية رزنة الزقازيق القديم الذي يشهد حالة انفجارات شبه يومية.
قال عاطف علي مزارع بالوعات الصرف الصحي أصبحت مصائد للموت وسبق أن سقط فيها طفلان شقيقان تم إنقاذهما بالصدفة عند مرور أحد أبناء البلدة وبقدر الإمكان قمنا بردم بعضها أو وضع الدبش أمامها ولكن ليس ذلك هو الحل.
يقول السيد رحمو نقيب الفلاحين بالمحافظة من مدينة الحسينية تم تنفيذ المرحلة الأولي للصرف الصحي بالمدينة منذ أكثر من 10 أعوام ولم تعمل حتي الآن رغم أن المرحلة الثانية تم تنفيذها ودخلت الخدمة لافتاً إلي أن خطوط الصرف الصحي للمرحلة الأولي كانت مخالفة للمواصفات وعبارة عن "مشي حالك" ودخلت في دور خلافات بين المقاول والجهاز التنفيذي ومازال السكان يستخدمون الطرنشات في الصرف ومازالت المرحلة الأولي معلقة ولا أحد مصيرها حتي الآن ولابد من فتح هذا الملف ومحاسبة المسئولين عن ضياع أموال الدولة.
أضاف أحمد محمد من قرية بحر البقر: تم مد شبكات الصرف الصحي بالقرية بعد أن أختيرت ضمن الأكثر فقراً وبعد ذلك توقف العمل بالمشروع وأصبح محلك سر ولابد من استكمال المشروع للحفاظ علي المال العام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.