صاحب الصورة الأشهر لحرب فيتنام المصور «نيك يوت» بعد أكثر من أربعة عقود على التقاطه للصورة التي باتت رمزا لمآسي الحرب، يرافق الضحية «كيم فوك» في رحلة علاج جديدة. كان «يوت» قد التقط صورة تظهر فيها كيم فوك، حين كانت طفلة، وهي تجري عارية بعد إصابتها بحروق بالغة من جراء قصف قرية قرب العاصمة سايغون بقنابل النابلم الحارقة، عام 1973، وأصبحت تلك الصورة التي التقطها يوت رمزا لمآسي حرب فيتنام، التي استخدم فيها الجيش الأميركي والقوات الموالية له كافة أنواع الأسلحة المدمرة والحارقة، ومن بينها النابلم المحرم دوليا. لم تتمكن الأعوام ال43 الماضية من إزالة الندوب والحروق من جسد الطفلة، التي أصبح عمرها اليوم 53 عاما، وعمدت طوال عقود إلى إخفاء حروقها بارتداء ملابس ذات أكمم طويلة. قبل أيام، سافرت «فوك» إلى مدينة «ميامي» الأميركية لتقلي العلاج بالليزر لإزالة ما تبقى من آثار الحروق في يدها اليسرى وعنقها وظهرها. وفي رحلة العلاج الجديدة التي ستستمر 9 أشهر، سيرافق المصور يوت، السيدة الفيتنامية وزوجها، حيث كان في استقبالها لدى صولها إلى مطار مدينة ميامي. وعبرت فوك، التي تعيش في كندا منذ العام 1990، عن فرحتها بمرافقة المصور، وقالت: «إنه البداية والنهاية، فقد التقط صورتي، والآن سيكون معي في رحلة جديدة وصورة جديدة». في 8 يونيو 1972 قامت الطائرات الفيتنامية الجنوبية بالتنسيق مع القوات الأمريكية بقصف قرية تراج بانج بقنبلة نابالم بعدما إحتلتها القوات الفيتنامية الشمالية، نال «نيك بوت» جائزة بولتيزر أهم مسابقة تصوير في العالم كما حصلت الصورة على صورة العام من الوورلد برس فوتو. بعد عدة سنوات صرحت الفتاة بأنها كانت تصرخ قائلة ساخن جداً ساخن جداً، وبعد ذلك إصطحب المصور «نيك أوت» الطفلة وآخرين إلى مستشفى بارسكاي في مقاطعة سايجون، وتوقع الأطباء أنها لن تعيش طويلا بسبب الحروق العنيفة، ولكن بعد 14 شهراً و17 عملية جراحية عادت «كيم فوك» إلى المنزل وإعتاد المصور «نيك» زيارتها حتى الآن، ونشرت الصورة في الصحف بعد أربعة أيام من إلتقاطها، وشكك الرئيس الأميركي نيكسون وقتها في صحتها.