يتسبب مصرف كوتشنرفي كارثة بيئية، قد تصيب آلاف المواطنين بأمراض خطيرة كالفشل الكلوي وسرطان الكبد؛نتيجة إلقاء محافظتي الغربية وكفر الشيخ مخلفاتهما الصناعية بالمصرف، إضافة إلى توصيل الصرف الصحى به، فى ظل فشل الحكومات المعاقبة فى إيجاد حل للمشكلة، واقتصار دورها على إصدار توصيات دون تنفيذ علي أرض الواقع. تكمن المشكلة فى خلط مياه "كوتشنر" بالمواد السامة نتيجة صرف 40 منشأة صناعية بالغربية وكفر الشيخ به، خاصة أنه مصدر المياه العزبة لري أراضي بخمسة مراكز فى المحافظتين، حيث يخدم زمام مساحته 457 ألف فدان، بالإضافة إلي وصول مياهه إلي مصدر محطة مياه الشرب بالحامول، ليتحول الأمر إلى كارثة حقيقية. يقول الدكتور صلاح علي، أستاذ البيئة والأراضي والمياه بمركز البحوث الزراعية، إن مصانع الغربية وكفر الشيخ تلقي سمومها في مصرف كوتشنر، نافيا وجود محطات تنقية للمصانع من أجل معالجة ناتج الصرف قبل وصوله إلى المصرف، ما يؤدى إلى استقبال "كوتشنر" للعديد من المواد السامة مثل الكادميوم، والنحاس، والزرنيخ، والحديد، والنيكل، والماغنسيوم، والكوبالت، التي تعد سببا رئيسيا في زيادة انتشار أمراض الفشل الكلوي وسرطان الكبد وتدمير خلايا المخ فى المناطق التي يمر بها المصرف. وأضاف "على" أن هذه السموم تصل إلي الإنسان بطريق غير مباشر، حيث يتم خلط مياه المصرف الملوثة بمياه بحر تيرة النقية بنسبة 1 :3 والنسبة الأكبر لمياه كوتشنر، ويتم استخدام ناتج الخلط في ري الأراضي الزراعية بالحامول وبلطيم وغيرها، وبالتالي تترسب السموم داخل جسم الإنسان مع مرور السنين، مؤكدا صعوبة التخلص من سموم المصرف، إلا بإنشاء محطات لتنقية ومعالجة الصرف الصناعي لجميع المنشآت الصناعية التي تصرف في "كوتشنر". وأوضح أستاذ البيئة والأراضي أن المشكلة تكمن في خلط مسئولي الري مياه مصرف كوتشنر بمياه بحر تيرة العزبة بنسبة معينة لري أراضى بقطاع المنصورة والحامول وبلطيم وبعض أراضي في الرياض وسيدي سالم، مؤكدا أن الطامة الكبري تكمن في وصول مياه كوتشنر السامة إلي بحر تيرة عن طريق نقطة الالتقاء بينهما في منطقة محطة صرف رقم 5 عندما تشح المياه أثناء السدة الشتوية، حيث تعود مياه المصرف إلي بحر تيرة فتصبح مصدرا لمحطة مياه الشرب بالحامول ناقلة معها جميع السموم. من جانبه، قال المهندس ماهر إسكندر، رئيس هيئة الصرف بوزارة الموارد المائية والري، إن مشكلة تلوث بعض الترع الرئيسية؛ نتيجة إلقاء بعض مصانع القطاع العام والخاص مخلفاتها في المجارى المائية، لافتا إلى خطة للوزارة تلزم المصانع بتركيب فلاتر لتنقية مياه الصرف بالتنسيق مع وزارة البيئة والاستثمار والصحة، الأمر الذى يتطلب اعتمادات مالية لإنشاء محطات تنقية على مصارف التلوث ومنها "كوتشنر" بتكلفة أكثر من 80 مليار جنيه. وأكد "إسكندر" الانتهاء من إنشاء محطة تنقية بالمحلة خلال منتصف العام الماضي؛ لتحسين نوعية المياه بمصرف كوتشنر، وسيكون هناك عدالة في توزيع المياه بجميع الترع والمصارف على مستوى الجمهورية، إضافة إلى إزالة جميع مزارع الأسماك المخالفة بكفرالشيخ بعد اتخاذ المحافظة الإجراءات الأمنية اللازمة. واختتم بأن الدكتور حسام مغازي، وزير الري، أصدر تعليمات بوضع مجموعة من الحلول العاجلة للمصرف، تتمثل فى دراسة إنشاء قناة خرسانية مجاورة للمصرف وموازية له، تخصص لاستقبال مخلفات الصرف الصحى والصناعى، وتكون منفصلة عن قطاع مصرف كوتشنر، مع تحديد دقيق لمصادر التلوث على مسار المصرف من حيث الكمية والنوعية؛ لدراسة تركيب وحدات تنقية على المصارف الفرعية التى تغذى المصرف لتقوم بمعالجة وتنقية المياه قبل وصولها للمصرف الرئيسى من خلال تجميع مناطق بؤر التلوث وكمياته ولإعداد دراسة علمية لمنع تلوث مياه المصرف.