تعتبر محافظة كفر الشيخ من أكثر المحافظات التي تتعرض في الوقت الحالي للتلوث البيئي بشتي انواعه ومع دخول فصل الصيف تزداد الآثار الضارة للتلوث وقد يظن البعض ان مصرف كوتشنر( الغربية الرئيسة) هو السبب الوحيد للتلوث بالمحافظة خاصة ان هذا المصرف اللعين يبلغ طوله85 كيلومترا ويمتد من محافظة الغربية إلي محافظة كفر الشيخ التي يقع بها90% من طول المصرف الذي يبلغ عرضه أكثر من300 متر وتصب فيه15 منشأة صناعية مخلفاتها ولكن الحقيقة ان هناك مصادر كثيرة للتلوث في المحافظة لاتقل خطورة عن كوتشنر منها وجود مايقرب من1000 ترعة ومصرف مكشوفة تمر داخل الكتل السكنية وتم تغطية بعضها إلا ان عمليات التغطية تتم ببطء شديد والغالبية العظمي منها مكشوفة ويلقي الاهالي مخلفات منازلهم فيها ومعظمهم يفتح مواسير الصرف الصحي فيها وللاسف الشديد مسئولو البيئة ودن من طين وآخري من عجين ومن مصادر التلوث بالمحافظة سيارات مجالس المدن الخاصة بنقل المجاري وشفط المياه التي تطفح في الشوارع بين الحين والآخر تلقي بمخلفاتها في الترع والمصارف بل ومياه بحر تيرة العزبة لاتسلم من إلقاء مياه المجاري ويشارك في هذه الجريمة ايضا جرارات الكسح الخاصة بنقل الصرف الصحي من الترنشات في القري.. والمصدر الرابع للتلوث هو خزانات الصرف( الترنشات) التي تنتشر بالقري ويجد الكثيرون صعوبة في توفير جرارات الكسح يوما بعد يوم مثلا خاصة مع كثرة استخدام المياه في فصل الصيف وارتفاع تكاليف الكسح للجرارات الصغيرة التي تصل إلي30 جنيها للمرة الواحدة ونظرا لصعوبة الظروف المادية للاهالي يتركون الخزانات تطفح في الشوارع وبجوار جدران المنازل ومايتبع ذلك من انتشار الحشرات والقوارض والذباب والناموس وتعرض المواطنين لاخطر الأمراض والغريب ان مصيف بلطيم نفسه يعتمد علي نظام الترنشات حتي الآن بحجة ان الرمال تشفط مياه الصرف وهي مشكلة مقززة ودليل عدم صحة تلك الادعاءات هو عوم المصيف علي بركة من المياه الجوفية مما أدي إلي غرق منطقة الزهراء بمياه المجاري طوال فصل الصيف الماضي وعجز سيارات نقل المجاري من شفط المياه الملوثة ولو ليوم واحد بسبب ظهور المياه مرة أخري فكيف يكون مصيفا للراحة والمتعة ويعوم علي الصرف الصحي؟!! مقالب قمامة ومن مصادر التلوث ايضا مقالب القمامة التي تنتشر في كل مكان ويساعد علي انتشارها قلة الوعي لدي المواطنين وامية نسبة كبيرة منهم خاصة ان معظم ابناء المحافظة من المزارعين والصيادين الذين يمثلون80% من السكان تقريبا وتعاني المحافظة ايضا من تلوث مياه الشرب في بعض المناطق وكذلك انفجارات الصرف الصحي وبالنسبة للاولي توجد عدد من المحطات النقالي القديمة التي لايوجد بها كيميائيون ولايتم تطهير خزاناتها ومعظمها ملوث يضاف إلي ذلك جرارات نقل مياه الشرب إلي القري المتاخمة في مركز الحامول علي سبيل المثال مثل قري الخاشعات ومعزور وغيرهما وهذه الجرارات تحمل خزانات غير آدمية بالمرة ولايتم تطهيرها نهائيا ويباع جركن المياه الملوث بجنيهين أو ثلاثة ولاتوجد أي رقابة وبالنسبة للصرف الصحي فإن مشروعاته بالقري معظمها لم يكتمل حتي الان وبعضها يثبت فشله والانفجارات لاتنتهي ناهيك عن الصرف الصحي بالمدن الذي لم يتم تسليمه حتي الآن رغم ان بداية تنفيذ المشروع في بعض المدن في منتصف التسعينات من القرن الماضي وربما قبل ذلك. مصرف كوتشنر بؤرة تلوث يقول عبدالناصر ابو الفتوح عضو مجلس محلي المحافظة: مصرف كوتشنر اللعين من اهم اسباب التلوث بالمحافظة لاحتوائه علي العديد من المواد السامة بسبب صرف مصانع من الغربيةوكفر الشيخ فيه ونظرا لنقص مياه الري يتم خلط مياه كوتشنر مع بحرتيرة بنسبة3 إلي1 لري أراضي الحامول وبلطيم وقطاع المنصور وغيرها وسمعنا انه علي المدي الطويل يؤثر تأثيرا مباشرا علي صحة الإنسان بسبب تناول المحاصيل والخضراوات التي يتم ريها من مياه هذا المصرف بالاضافة إلي قيام بعض معدومي الضمير بصيد الاسماك منه وبيعها للمواطنين وهو مايؤثر تأثيرا مباشرا وسريعا علي صحتهم الدكتور صلاح علي عبد الوهاب استاذ البيئة والأراضي والمياه بمركز البحوث الزراعية وابن كفر الشيخ أكد ان كوتشنر يحتوي علي مواد سامة كثيرة منها النحاس والحديد والزرنيخ والكادميوم والنيكل والرصاص والكوبالت وغيرها من المواد التي لايتم علاجها عن طريق محطات مياه الشرب مشيرا إلي ان الآثار السلبية الخطيرة للمصرف اللعين تمتد لمياه بحرتيرة ذي المياه العذبة فاثناء السدة الشتوية أو انخفاض منسوب المياه في بحر تيرة تعود كميات كبيرة من مياه مصرف كوتشنر لترتد الي بحر تيرة عند الملتقي بينهما والكارثة تكمن في أن المياه الملوثة في هذه الحالة تصبح مصدرا رئيسيا لمحطة مياه الحامول وبالتالي فإن تلوث مياه الشرب يكون مؤكدا خلال تلك الفترة. مصارف مكشوفة بالجملة ويشير المهندس فؤاد الرفاعي عضو مجلس محلي المحافظة إلي ان هناك مايقرب من1000 ترعة ومصرف مكشوف تمر داخل الكتل السكنية بالمحافظة ورغم الجهود المبذولة لتغطية بعضها إلا ان عمليات التغطية تسير ببطء شديدا جدا حتي ان هناك مصرفا في قرية مسير مركز كفر الشيخ استمرت عملية تغطيته مايقرب من10 سنوات ومصرف نشرت بسيدي سالم بدأت تغطيته منذ مايقرب من15 عاما وهناك مصارف كثيرة غير مغطاة ربما تزيد عن رقم ال1000 منها ترعة داير الناحية ومصرف المسجد الكبير بالاضافة إلي مصارف الراشدين بمطوبس ومصارف كرم الحجر والزعفران وغيرها وهناك مصارف كثيرة في مصيف بلطيم تحتاج الي تغطية بالاضافة الي عشرات الترع غير المغطاة بجميع المراكز واوضح أحمد عبد الرافع عضو محلي بالمحافظة ان هذه الترع والمصارف تتسبب في انتشار العديد من الامراض بين المواطنين في القري خاصة في فصل الصيف حيث تنتشر امراض التيفود والاسهال والالتهاب الكبدي الوبائي وغيرها ويقوم الاهالي بإلقاء مخلفات المنازل والقمامة فيها كما يقوم البعض بالصرف الصحي في هذه الترع ويقوم البعض بتوصيل مواسير من دورات المياه مباشرة عليها رغم انها تقع امام منازلهم إلا ان عدم وجود وعي وغياب مسئولي البيئة عن اداء دورهم يجعل كل مواطن يفعل مايحلوله. سيارات متهالكة محمد بلال محام أكد ان السيارات التابعة للوحدات المحلية للقري والمدن تلقي بمياه المجاري في الترع والمصارف وحتي مياه بحر تيرة النظيفة تقوم السيارات التابعة للوحدة المحلية بمركز ومدينة الحامول والجرارات التي تقوم بكسح مياه المجاري من خزانات الصرف( الترنشات) بالقري كلها تلقي بمخلفاتها في الترع والمصارف وأقسم انه رأي احدي السيارات تفرغ حمولتها في بحر تيرة وعندما تحدث مع السائق ان هذا حرام قال له ماذا أفعل وأين ألقي هذه المياه القذرة مشيرا إلي ان بعض هذه الجرارات والسيارات التابعة للوحدات المحلية تلقي بحمولتها علي الطرق دون اي شعور بالمسئولية لانهم لا يجدون من يحاسبهم ولكنهم سوف يحاسبون من الله عزوجل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتي الله بقلب سليم. غياب للصرف الصحي ويقول محمد البسطويسي بكالوريوس تجارة إن من أهم اسباب التلوث في المحافظة عدم وجود صرف صحي بالغالبية العظمي من القري وانتشار الترنشات التي يتم انشاؤها بدون اي مواصفات ويجد الاهالي صعوبة شديدة في كسحها نظرا لقلة الجرارات التي تقوم بهذه المهمة من ناحية بالإضافة إلي ارتفاع سعر الكسح حتي وصلت النقلة الواحدة إلي مايقرب من30 جنيها فمن اين بأتي فلاح غلبان او عامل بسيط بهذا المبلغ كل يوم أو يومين خاصة ان استخدام المياه يتضاعف في فصل الصيف والنتيجة هي ترك الخزانات تطفح في الشوارع وبجوار جدران المنازل وتنتشر الروائح الكريهة والحشرات التي تصيب المواطنين وخاصة الأطفال في مقتل مشيرا إلي انه لا يوجد منزل واحد خاصة في قري كفر الشيخ خال من اصابة فرد او اثنين منه بأمراض الفشل الكلوي او سرطان الكبد او الفيروسات المختلفة ناهيك عن اصابة الاغلبية بامراض الاسهال المزمن كنتيجة طبيعية لهذا التلوث وتقول عبير محروس مدرسة ان من أهم مصادر التلوث انتشار مقالب القمامة في كل مكان وحتي امام المدارس رغم وجود اعداد كبيرة من عمال النظافة الا انهم لا يستطيعون نقل الكميات الكبيرة التي يلقيها المواطنون يوميا ويساعد علي هذه الظاهرة قلة الوعي لدي المواطنين وعدم حصول نسبة كبيرة منهم علي قسط كبير من التعليم وانتشار الأمية خاصة في القري التي تزيد نسبة الأمية فيها علي35% ويقول عبدالحميد عبدالفتاح رئيس مجلس محلي قرية كفر الجرايدة مركز بيلا سابقا ان القرية بها عدد من المحطات النقالي القديمة التي تدار بطريقة عشوائية عن طريق العاملين وحراس المحطة وهذه المحطات لا يوجد بها كميائيون متخصصون ولا يتم تطهير خزاناتها باستمرار وبالتالي فإن المياه الناتجة عنها لابد ان تكون ملوثة مشيرا إلي ان البعض يقوم بغلي المياه قبل شربها ولا ندري متي يتم عمل محطة مياه رئيسية بالقرية خاصة أن عدد سكانها وتوابعها لا يقل عن150 ألف نسمة وهي اكبر قرية بالمحافظة. يضيف حامد القصاص مزارع قائلا: إن قري معزور مركز الرياض وقري الخاشعات بالحامول معظمها لا تصلها مياه الشرب باستمرار ونعتمد علي مياه الجرارات التي نشتريها بسعر جنيهين او ثلاثة للجركن الواحد ورغم ذلك فهي دائما عكرة ورائحتها كريهة لأن الخزانات التي تحملها لا يتم تطهيرها باستمرار لان اصحابها لا يهمهم الا بيع المياه.. فأين الضمير؟ ويقول خالد حسن السيد مهندس زراعي ان معظم القري والعزب لا يوجد بها صرف صحي وحتي التي بها صرف وهي معدودة علي الاصابع تعاني الامرين بسبب الانفجارات المتكررة وغرق الشوارع بمياه المجاري وقد تستمر الانفجارات أياما او اسابيع حتي يتم علاجها كما ان الصرف الصحي بالمدن لم يستكمل بعد ولم يتم تسليم مدينة واحدة حتي الآن بعد أن تم تكسيرالشوارع مرات عديدة ورصفها ثم كسرها مرة أخري مشيرا إلي ان مشروع الصرف الصحي بدأ في بعض المدن منذ15 عاما وحتي الآن لم يستكمل ورغم توالي المسئولين علي المحافظة الا ان وعودهم دائما تذهب ادراج الرياح!! بمواجهة المهندس فايد الشاملي مسئول البيئة بالمحافظ أكد مشاكل البيئة كثيرة ونحاول التدخل لحلها قدر الاستطاعة مشيرا إلي أنه تمت تغطية العديد من الترع والمصارف المكشوفة بالمحافظة خاصة التي تمر داخل الكتل السكنية حيث تم تغطية22 مصرفا وترعة بعضها لم يستكمل منها ترعتي القضابة بمطوبس وفوة وترعة سنهور بدسوق وسيدي جامع والكرادوة وسنهور الصغيرة.. واستطرد قائلا انه لم يتبق الا231 مصرفا وترعة فقط لم يتم تغطيتها بالمحافظة. في حين أكد المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ انه يولي هذه المشكلة اهتماما كبيرا منذ تعيينه حيث تم تخصيص مئات الآلاف من الجنيهات لتغطية واستكمال بعض الترع طبقا للاولويات وفيما يتعلق بمصرف كوتشنر اكد المحافظ ان وزير الاستثمار الدكتور محمود محيي الدين وافق علي اعتماد مبلغ220 مليون جنيه للبدء في انشاء محطات تنقية للمنشآت الصناعية التي تصرف في كوتشنر وتم طرح العملية وترسيتها علي احدي الشركات خلال الفترة الماضية كما يتم تطهير بحيرة البرلس حاليا من الحشائش والبوص بعد تخصيص50 مليون جنيه من وزارة الاسكان للبدء في المرحلة الأولي من التطهير حتي تندفع المياه إلي البحيرة وتقل الخطورة الناتجة عن صرف عدد من المصارف في البحيرة وبخصوص الصرف الصحي بالقري فإنه تم ادخال الصرف الصحي لعدد22 قرية بعضها تم الانتهاء منه والباقي يتم استكماله حاليا وأعد بالانتهاء من تنفيذ الصرف الصحي بجميع المدن خلال شهرين!! وفيما يتعلق بالقمامة فقد تم تخصيص اكثر من40 جرارا لنقل القمامة بالقري وفي حالة المساهمة بالجهود الذاتية بنصف ثمن الجرار فاننا لا نتأخر في توفير جرار لنقل القمامة في اي قرية.