أصدرت وزارة البيئة تقريرها السنوى فى برنامج الرصد البيئى للبحيرات الشمالية حيث تمثل البحيرات الشمالية (البردويل - المنزلة – البرلس – إدكو – مريوط) أهمية اقتصادية بالغة فإنتاجها من الأسماك يبلغ حوالى 75% من إجمالى الإنتاج فى مصر. ونظرا لما تتميز به من أعماق ضحلة وحركة مياه هادئة وخصوبة عالية فإنها تعتبر مربى وحضانات طبيعية لمختلف أنواع الأسماك الاقتصادية، كما تعتبر مآوى لمئات الآلاف من الطيور المهاجرة. ولكن تتعرض هذه البحيرات لمجموعة من التحديات والتى منها نقص واضمحلال مساحتها ومشاكل التلوث الناتج من عمليات التوسع فى الأنشطة الزراعية والصناعية والمزارع السمكية، وتعتبر مصبا نهائيا لعدد من المصارف وكل هذه العوامل والظروف تؤدى إلى تأثيرات ضارة لهذه البحيرات وتشكل خطراً على الأحياء المائية وتؤثر بالسلب على التنوع البيولوجى فى هذه البحيرات. وقد صرح المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة بأنه تم الاتفاق بين جهاز شئون البيئة والمعهد القومى لعلوم البحار والمصائد لتنفيذ برنامج للرصد البيئى للبحيرات الشمالية خلال الفترة من يوليو 2009 حتى يونيو 2010 يهدف الى تقييم الوضع البيئى الحالى لكل بحيرة من خلال رصد عدد من الخصائص مثل (الملوحة، الأكسجين الذائب، المواد العضوية، المبيدات،.....) مما يساهم فى بناء قاعدة بيانات شاملة للبحيرات الشمالية ترتكز على أعمال التحكم فى النوعية وتوكيد الجودة والتى سوف يتم الاعتماد عليها فى إدارة كل هذه البحيرات. أوضحت نتائج رصد البحيرات تباين ملوحة المياه فيها ما بين الملوحة فى المناطق القريبة من ساحل البحر المتوسط إلى قليلة الملوحة أو العذوبة فى المناطق البعيدة عن البحر مما يدل على التنوع البيولوجى والبيئى لتلك البحيرات. وجاءت قيم متوسط تركيزات الأكسجين الذائب لمياه البحيرات فى الحدود المسموح بها. حيث بينت النتائج وجود الأكسجين الذائب فى كل البحيرات أعلى من الحد الأدنى المسموح به عالميا ومحليا (5 مليجرامات/لتر) والمناسب لملائمة حياة الكائنات الحية المختلفة وتكاثر الأسماك وهذا دليل على حيوية المياه. وسجلت المواد العضوية فى عدد من البحيرات قيما قليلة جداً دليلا على عدم وجود تلوث بالصرف الصناعى والصحى، وكان هناك ارتفاع لبعض القيم فى عدد من نقاط الرصد فى بحيرتى المنزلة ومريوط أمام مصبات المصارف، ولكن تقل تلك القيم كلما اتجهنا بعيداً عن تلك المصبات. وبوجه عام فإن المواد العضوية لا تمثل خطورة، بالإضافة الى انه يتم حالياً تنفيذ الاجراءات لتوفيق اوضاع الصرف على المصارف التى تصرف على البحيرات. وسجلت نتائج الرصد للبحيرات قيما ضئيلة جداً من المبيدات (تشمل المبيدات الكلية ومركبات الفينيل متعددة الكلور) مما لا يؤثر على جودة المياه بتلك البحيرات. إدكو ترتبط البحيرة بالبحر المتوسط خلال فتحة ضيقة تعرف ببوغاز المعدية. لذا جاءت قيم ملوحة المياه متباينة ما بين الملوحة فى المناطق المتصلة بالبحر عند البوغاز وقليلة الملوحة فى المناطق البعيدة عنها مما يسمح بتنوع الكائنات الحية بالبحيرة. وجاء متوسط قيم الأكسجين الذائب للبحيرة مرتفعا فى العموم مما يدل على حيوية مياه البحيرة وسجلت المواد العضوية قيما قليلة بينما سجل متوسط تركيزات المبيدات بمياه البحيرة قيما ضئيلة جداً فى معظم اجزاء البحيرة ما عدا المناطق القريبة من مصبات المصارف حيث سجل ارتفاعا طفيفا للأجزاء الشمالية من البحيرة وذلك نظراً إلى قربها من مصب مصرف الخيرى. البردويل تعتبر بحيرة البردويل من أهم البحيرات المصرية لكونها من أنقى البحيرات الشمالية وتقع بحيرة البردويل على الشاطئ الجنوبى للبحر المتوسط، حيث يفصلها عن البحر المتوسط شريط ضيق من الرمال وتتصل بالبحر المتوسط من فتحتين صناعيتين يطلق عليها البواغيز التى تعتبر مصادر المياه الوحيدة للبحيرة، حيث يحدث تبادل للمياه بين البحيرة والبحر المتوسط من خلال عملية المد والجذر. ولهذا السبب تتميز مياه بحيرة البردويل بملوحتها العالية نتيجة لقلة هطول الأمطار وزيادة عملية البخر نتيجةً لضحالة بحيرة البردويل، وتختلف ملوحة المياه تبعاً لقربها أو بعدها من البواغيز حيث تقل فى فصل الشتاء وتصل إلى أعلى مستوياتها فى فصل الصيف مما يزيد من مدى التنوع البيولوجى للبحيرة. أوضحت نتائج رصد نوعية المياه بالبحيرة أنها تتميز بوفرة الأكسجين الذائب فى المياه بمختلف أوقات العام مما يجعلها ملائمة لحياة ونمو الأسماك، حيث تحتوى على أنواع عالية الجودة من الأسماك والتى يصدر معظم انتاجها للخارج، كما أشارت متوسطات تركيز المواد العضوية بالبحيرة إلى قيم ضئيلة جداً مما يؤكد على نقاء مياه البحيرة من التلوث وعدم وجود تلوث بها بالصرف الصحى والصناعى. وقد جاءت قيم تركيزات المبيدات أقل من الحدود المسموح بها بحيث لا تؤثر على جودة المياه. البرلس تعتبر من أقدم البحيرات فى مصر حيث تتصل بالبحر المتوسط عن طريق فتحة بوغاز البرلس وتتصل بنهر النيل عن طريق قناة برمبال لتغذية البحيرة بالكميات الوفيرة من مياه النيل والأسماك النيلية وكذلك تتصل بالنيل عن طريق 8 مصارف شرقى وجنوب البحيرة ولهذا السبب فإن ملوحة مياه البحيرة تقل من الشرق إلى الغرب وتتباين ما بين المياه المالحة من البحر والمياه العذبة من نهرالنيل مما يدل على وجود تنوع بيولوجى فى الكائنات الحية وأيضا فى أنواع الأسماك الموجودة بالبحيرة، حيث تعد بحيرة البرلس من أهم المصادر الرئيسية للأسماك فى محافظة كفر الشيخ على الإطلاق ويبلغ متوسط انتاجها من الأسماك 49 ألف طن سنويا. وجاءت قيم تركيزات الأكسجين الذائب فى الحدود المسموح بها عالمياً ومحلياًً لتؤكد حيوية مياه البحيرة وملاءمتها لحياة ونمو الاسماك وباقى الكائنات الحية حيث اوضحت النتائج وجود الأكسجين الذائب طوال العام. وتباينت تركيزات المواد العضوية بالبحيرة حيث كانت القيم مرتفعة نسبياً بالقرب من مصبات المصارف فقط، ولكنها تقل كلما اتجهنا بعيدا عنها وكذلك كان تركيز المواد العضوية قليلا جداً عند اتصال البحيرة بنهر النيل (قناة برمبال) مما يدل على عدم وجود مواد عضوية فى نهر النيل أيضاً. وسجلت النتائج ارتفاعا طفيفا فى قيم تركيزات المبيدات فى بعض المناطق بالبحيرة ويعزى ذلك لقرب تلك المناطق من مصبات المصارف التى تصرف على البحيرة، وبوجه عام فإن قيم المبيدات تظل قليلة جدا بحيث لا تؤثر على جودة مياه البحيرة. المنزلة تعتبر أكبر البحيرات الشمالية، حيث تقع بحيرة المنزلة على الجانب الشرقى لفرع نهر النيل جنوب ساحل البحر المتوسط حيث ترتبط البحيرة بالبحر المتوسط عن طريق ثلاث فتحات والتى تسمح بتبادل المياه والأحياء بين البحيرة والبحر، حيث أوضحت النتائج أن هناك تفاوتاً كبيرا بين ملوحة المياه بالقرب من البحر المتوسط (عند البوغاز) وبين باقى قطاعات البحيرة. وكان توزيع الأكسجين الذائب فى البحيرة غير منتظم حيث سجل أقل قيمة أمام مصرف بحر البقر، بينما كانت تركيزات الأكسجين فى المناطق البعيدة عن مصبات المصارف مرتفعة بنسب كبيرة، مما يؤكد قدرة البحيرة على التغلب على تأثير مياه المصارف واستعادة توازنها من حيث وجود الأكسجين. كما أشارت النتائج إلى وجود ارتفاع نسبى فى كل من قيم تركيز المواد العضوية والمبيدات أيضاً بالقرب من مصبات المصارف بينما كانت التركيزات قليلة فى الأجزاء الجنوبية والغربية من البحيرة لبعدها عن المصارف. مريوط تعد أصغر البحيرات الشمالية، حيث تقع بحيرة مريوط جنوب مدينة الإسكندرية وليس لها اتصال مباشر بالبحر المتوسط, وتدخلها مياه الصرف الزراعى من عدة مصارف تصرف عليها. لذا فهى تعتبر أكثر البحيرات تلوثاً بمياه المصارف حيث تستقبل منها كميات كبيرة من مياه الصرف الصناعى والصحى والزراعى. أوضحت النتائج أن هناك تفاوتاً كبيرا بين ملوحة المياه فى الحوض الرئيسى بالبحيرة وباقى أحواض البحيرة، حيث تقل درجة الملوحة بالقرب من مصبات المصارف وتزيد كلما اتجهنا بعيدا عنها مما يدل على التنوع البيولوجى للبحيرة. أوضحت نتائج برنامج الرصد أن تركيز الأكسيجين الذائب فى المناطق المختلفة فى البحيرة يتأثر بقربها من مصادر التلوث (المصارف) حيث يتلاشى تماما أمام مصرف القلعة بينما تزداد تركيزات الأكسجين كلما ابتعدنا عن المصارف جنوب البحيرة. جاءت تركيزات المواد العضوية مرتفعة عن باقى البحيرات ويعزى ذلك لكميات مياه الصرف الصحى والصناعى والزراعى غير المعالج والتى تأتى من المصارف التى تصب على البحيرة.