منذ سنوات طويلة وتذكرته لا تتعدى الخمسة والعشرين قرشًا.. يستقله معظم مواطنى الإسكندرية، خاصة الطلاب ومحددوى الدخل، فهو الوسيلة الآمنة والرخيصة التى لم تتأثر بكل أشكال الغلاء من رفع الوقود عى مدار تعاقب الحكومات.. إنه ترام الإسكندرية المتجه من محطة النصر "فيكتوريا"، مرورًا ب 22 محطة، وانتهاء بمحطة الرمل، وأيضًا ترام وسط الإسكندرية المتجه من محطة مصر القبارى، والمتجه من محطة مصر إلى محرم بك. ويبدو أن وسيلة مواصلات الغلابة أصبحت هى الورقة الأخيرة للضغط على الدولة من قِبَل بعض الإرهابيين المخربيين فى مدار الأيام الماضية، وبعد الذكرى الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير، توالت محاولات إحراق الترام، بدءًا من إحراق الترام بمحطة العطارين، ثم ترام الرمل بمحطة "فيكتوريا" أمس الأول الثلاثاء، وانتهاء بإحراق ترام آخر أمس الأربعاء بمحطة سيدى جابر. وتوقفت حركة سير الترام لعدة ساعات، مما أصاب الكثير من المواطنين بحالة من الغضب والحزن. تقول فاطمة محمود موظفة بحى شرق "أستقل ترام الرمل يوميًّا للذهاب والعودة من وإلى عملى بمنطقة سيدى جابر، نظرًا لانخفاض سعر التذكرة به، خاصة وأن سيارات الأجرة (الميكروباص) ضاعفت أجرتها بعد رفع الدعم عن الوقود، ولكن فوجئنا بإضرام النيران فى عربات الترام، مما جعل الحركة تتوقف نهائيًّا، واضطررت أنا وزوجى الموظف بذات الحى لركوب السيارة الأجرة التى تقوم بتجزئة الطريق حتى تحصل على ضعف الأجرة، مما جعلنا نتكبد مصاريف زائدة عن طاقتنا ونحن موظفون بسطاء". يذكر أن ترام الإسكندرية أو ترامواي الإسكندرية هو أول وسيلة نقل جماعية في مصر وإفريقيا وأكثرها شعبية، حيث بدأ تشغيله في عام 1860، وبهذا يعتبر ترام الإسكندرية أقدم ترام في إفريقيا، ومن بين الأقدم في العالم. ويبدأ ضجيج الترام في تمام الساعة الرابعة فجراً، ليستقله العمال في الذهاب إلى الورش والمصانع، ويستمر في العمل حتى الواحدة بعد منتصف الليل، وسعر التذكرة يبلغ 25 قرشاً للترام الأزرق، و50 قرشاً للترام الأصفر، وهناك ترام من عربة واحدة ذات درجة سياحية، وتكلفة تذكرته جنيه واحد، وهو بلا أبواب، ونوافذها عريضة، بحيث يتمكن الراكب من مشاهدة بانوراما للمدينة، ويستشعر نبضاتها. وحتى قيام ثورة يوليو عام 1952 كان سائقو الترام من الإيطاليين، وكان محصلو التذاكر (الكمساري) من المالطيين، وكانت تلحق بالترام عربة لنقل الموتى ذات لون أسود وبدون أبواب أو نوافذ، وكانت تستغل لنقل الموتى من مختلف الديانات على حد سواء.