في وطنٍ ينتصر الشيب ويصمد الركود أمام الإبداع، يتضارب الإدراك والمفاهيم بين الكبار والشباب حول من يستحق حُلم المستقبل، من هذا الظلام يبثق نورًا قدمه مجموعة شباب لم يلقوا أي دعمًا رسميًا، سوى إيمانًا بأحلامهم البسيطة التي يحملونها فوق أكتافهم مُصرين على تحقيقها. هذا العام كنا على موعد مع مجموعة من أبرز التجارب الإبداعية منها: «كتابي لأجلك».. مطرقة في جدار المعتقلات استمد 9 شباب حماساتهم للتنديد باعتقال المئات من أقرانهم، لكن هذه المرة أخذ التنديد طابع مختلف وإيجابي يبدأ من العقل وتطوير الفكر، يكون الكتاب فيه خير جليس، دون تميز بين انتماءات سياسية أو دينية. دشن هؤلاء الشباب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي عُرفت باسم «كتابي لأجلك»، لدعم المعتقلين معنوياً ومساعدتهم على تقليل إحساسهم بالوقت في السجن، إذ بدأت الفكرة مع طلب أصدقائهم المعتقلين لإمدادهم بالكتب، كي تهون عليهم الوقت في السجن، من هنا بدأ تطوير الفكرة لتصل الكتب إلى كل سجون مصر ليس لأصدقائهم فقط، نجحت ولاقت إقبالًا كبيرًا من الشباب على الفيسبوك، ففي مدة الزمنية قصيرة جمعوا 300 كتاب، تم توزيعهم على سجون: المرج وطره ووداي النطرون والقناطر، بفضل تبرعات الكثير من الأصدقاء وبعض الكُتاب، ك«بلال فضل» الذي تبرع ب40 كتاب، والشاعر بهاء جاهين الذي تبرع ب14 كتاب. في البداية لم يكن دخول الكتب للمعتقلين بالأمر السهل، وبناء عليه قاموا بالتواصل مع أهالي المعتقلين كي يتم تسهيل مرور الكتب بوضعها داخل المأكولات الخاصة بالزيارة، لكن الآن أصبح الأمر أكثر سهولة، فقد عُرفت الفكرة بين إدرات السجون، إذ ترجع سهولة مرور الكتب والتعسف ضدها حسب مأمور كل سجن، من الجدير بالذكر هنا أن الكتب لم تقتصر فقط على الروايات والأعمال الفكرية، بل هناك كتب دراسية وعلمية يطلبها المعتقلون في التخصصات الطبية والهندسية وبيتم توفيرها وتوصيلها إليهم. الدعم المعنوي يظل الأساس الذي تقوم عليه حملة «كتابي لأجلك»، لذا لم يقتصر الأمر على إرسال كتاب من متبرع لشخص يشاطره أحزانه وأحلامه فقط، بل شهدت صحفات الكتب رسائل حب ومواساءه من المتبرع للمعتقل والعكس، فكتبت أميمة صادق- إحدى المتبرعين، تقول لهم: لا أدري كيف تحتملون ما أنتم فيه، الحرارة الشديدة والنوم على الأرض واللا آدمية في التعامل في كل لحظات حياتكم، كلكم من أفاضل الناس، أطباء ومهندسين وعلماء وأوئل في مراكزكم ودراستكم. «شاور شعر».. صدفة توذن لذوي الاحتياجات الخاصة الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة، احتل قدرًا عظيمًا من تفكير الشباب، فمن أبرز وأهم التجارب الإبداعية في عام 2014، مشروع الشاعر حسام جويلي «شاور شعر»، بمعنى أن يمنح الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم للمشاركة في الحياة الثقافية، وذلك من خلال تسجيل القصائدبلغة الإشارة على CDوتوزيعها مع الدواوين الشعرية، أيضًا تنظيم ورش عمل لاكتشاف المواهب في هذه الفئة. وأثناء حوارنا السابق مع جويلي، كان له مقولة غاية في الأهمية: ذوي الاحتياجات الخاصة أنُاس لهم الحق في الحياة، لكننا على الصعيد الفني والثقافي في مصر لا أتذكر أن هناك فنان أو شاعر ذهب إليهم وتعرف على مشاكلهم، وبصفتي شاعر قررت أن أذهب إليهم بشعري وأقيم لهم أمسيات ثقافية دون وسيط بيننا "مترجم إشارة" وبذلك نستطيع أن نكسر هذا الباب الذي يفصلنا عنهم. صالون عشرة كتاب لذوي الاحتياجات الخاصة «من حق كل مواطن مصري أن تصل الثقافة إليه»، من هذا المبدأ انطلق صالون عِشّرة كتاب للمكفوفين من ذو الاحتياجات الخاصة، والذي اسسته الدكتورة أميرة تواضروس- المدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إذ هدفت إلى دمج متحدي الإعاقة من الشباب مع نظرائهم في جو صحي، يتيح قدر من الحرية وإبداء الرأي وقبول الآخر المختلف في الرأي. وتقوم فكرة الصالون على اختيار موضوع أو قضية محل نقاش وجدل وطرحها للدراسة والنقاش لمدة شهر، وذلك عن طريق جلسات للعصف الذهني وعرض بعض الأفلام الوثائقية والقصيرة، التي تتعلق بالموضوع أو استضافة أحد المتخصصين في المجال؛ لإلقاء كلمة عن الموضوع وفتح الباب مرة أخرى للشباب للتعليق على الكلمة، وكذلك اقتراح كِتاب أو أكثر يتناول كل منهم الموضوع محل النقاش من وجهة نظر مختلفة، وطرح الكتب للقراءة لمدة شهر ثم الاجتماع مرة أخرى؛ لمناقشة ما تمت قراءته بشكل نقدي، إذ يتم تسجيل الكتاب صوتيًا على CDحتى يتمكن المكفوف من الاستماع إليه ومشاركة الطلاب. «هنلونها».. انتصار للألوان في الحرب ضد الرمادي في محاولة لتجميل وتزيين شوارع القاهرة، أطلق طلاب قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة حملة تحت شعار "هنلونها". وقال الطلاب على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك":" احنا مجموعة طلاب قسم تصوير بكليه الفنون الجميلة، عجبتنا فكرة قسم الديكور فى تلوين سلالم الكبارى فى العاصمة، وذلك نظراً لانتشار اللون الرمادى المثير للكآبه والملل لذلك قررنا إضافه الألوان المبهجه للشارع المصري، وخاصه شوارع العاصمة، وذلك تحت شعار "هنلونها". وبدأت الحملة بمجموعة من الكباري، كان أبرزها، كوبري أكتوبر نزلة ماسبيرو، الذي ظهر بشكل رائع، دفع رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لمساندة الحملة وامتدح أعمالها. «غزة تستحق» وفي الميناء هم يرسمون بعيدًا عن الحدود؛ حيث فلسطين وميناء غزة الرائع، أطلقت الشاعرة الفلسطينية هند جودة، مبادرة لتنظيف وتجميل ميناء غزة من مخلفات العدوان الإسرائيلي الأخير، إذ خلف وراءه الكثير من الأوراق والمهملات والأسماك الصغيرة الميتة، وأطلقت «جودة» على هذة المبادرة اسم «غزة تستحق» عبر صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». قالت صاحبة ديوان «دائمًا يرحل أحد»: إن حبها للمكان وحزنها عليه مما لحق به من دمار هو ما دفعها لهذة المبادرة، مشيرة إلى أنها في كل زيارة للميناء كانت ترهق نفسيًا لما تلاحظه من إنعدام الوعي عند بعض الباعة المتجولين وبعض الزائرين أيضًا، فقررت أن تطلق مبادرة ينظم إليها الشعب الفلسطيني لتنظيف الميناء بأنفسهم.