تعد صناديق التبرعات إحدى السبل التي يلجأ إيها الرؤساء على مر الأنظمة لدعم الاقتصاد، والتي يدعمها المواطنون أملًا في مستقبل أفضل.. "تجارب فاشلة فعلتها الأنظمة" البداية كانت في عصر الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، حين أمر الشعب بالتبرع عام 1985 في مشروع"الصحوة الكبرى"؛ لتعمير سيناء، والتوسع بها وإنشاء مشروعات بها للقضاء على البطالة ودعم الاقتصاد، وبالفعل استجاب الكثير من رجال الأعمال والمصريين البسطاء، وفي عام 2002 طالب مبارك أيضًا الشعب المصري بمساندة مصر من خلال التبرع لسداد الديون المصرية بالخارج وكالعادة استجاب المصريون، دون تحقيق أي مكسب على أرض الواقع من التبرعات التي جمعها مبارك، والتي اكتشف الشعب المصري في نهاية عهده عند قيام الثورة المصرية سرقة تلك الأموال من جانب رجال الأرصدة والشيكات في سويسرا. وحين قيام ثورة يناير جاءت حكومة أحمد شفيق بشكل مؤقت، ووقتها أنشأت صندوقًا تحت عنوان "دعم الاقتصاد القومي"، وكالعادة لم يعلم أحد أين ذهب الصندوق وأين الاقتصاد الذي تم دعمه. وأثناء حكم الإخوان الذي جاء بعدد من الشيوخ الذي يتاجرون بالدين، فقد استغل محمد حسان حماس القوى الشبابية للمطالبة بإلغاء المعونة الأمريكية وأنشأ صندوقًا للتبرع لتتخلى مصر عن تلك المعونة المعيبة، ومثل الأنظمة السابقه التي رحلت دون أن نعلم أين ذهبت تلك الأموال. وبعد رحيل نظام الإخوان شكل عدد من رجال الأعمال والسياسيين في مصر صندوق يحمل اسم ثورة 30 يونيو، وطالبوا فيه الجميع بالتبرع تحت حساب 306306 لدعم الاقتصاد المصري، في 3 يوليو من العام السابق. "صندوق تحيا مصر نحو مستقبل أفضل أم لا؟ إلى أن جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وأنشأ صندوق "تحيا مصر" تحت رقم 3737، مطالبًا رجال الأعمال المصريين والعاملين بالخارج وعموم الشعب المصري بالتبرع في هذا الحساب، ويستهدف أن تصل تلك البترعات إلى 100 مليار جنيه لدعم مصر على المستويات كافة. في الوقت ذاته الذي أثار هذا الصندوق جدلًا على المستويات كافة؛ لاستغلال رجال الأعمال الصندوق للتهرب من الضرائب أو الإذاعة بوطنيتهم المزيفة أو غسل التاريخ سيء السمعة عن طريق التبرع لذلك الصندوق مثلما فعل رجل الأعمال "أحمد عز"، لييثر ذلك آراء عدد كبير من القوى السياسية، التي تسعى إلى أن يكون هذا الصندوق حقيقيًّا يدعم اقتصاد مصر وينهض بدولة مصر شعبًا ودولة عريقة. "الحركات السياسية: تحيا مصر سرقة الشعب المصري بالإكراه في البداية قال محمود فرج منسق العمل الجماهيري باتحاد شباب الثورة: إن صندوق تحيا مصر سرقة للشعب الإكراه، مشيرًا إلى أن الرئيس الذي يريد بناء مصر، وأن يجعل شعبها يتبرع فعليهم التبرع إلى الخزانة العامة للدولة، وليس لصناديق في بنوك ثم تهرب تلك الأموال إلى الخارج مثلما فعل نظام المخلوع، على حد قوله. وأضاف أن تلك المشروعات كلها لن تخرج عن حيز التبرع، وبعد ذلك يتم التعميم عليها من الجميع فلا أحد يعلم أين ذهبت الأموال، ويظل الاقتصادي المصري متعثرًا على الأنظمة كافة، وتابع: إن السيسي عليه أن يحدد للشعب الخطة المحددة من هذا الصندوق ومن ثم يتم التعامل على أساسه". في الوقت ذاته أكد مصطفى وهبة، القيادي بلجنة الشباب بالجمعية الوطنية لتغيير، أن صندوق تحيا مصر في البداية كان قائمًا على أساس دعم الاقتصاد، لكن حين بدأ تبرع الجيش له وتبرع عدد من رجال الأعمال ممن عليهم علامات استفهام، بدأ الصندوق فقدان مصداقيته. وأشار إلى أن السيسي حين تبرع براتبه صفق له الجميع، لكن حين يجبر الشعب المصري على التبرع، فهذا لا يعني إلَّا إجبار المواطن الفقير على تحمل عبء ليس له دخل فيه، وتابع: أتمنى أن يكون هذا الصندوق حقيقيًّا ويحقق التنمية لمصر، لكن المؤشرات التي بدأ بها لا توضح ذلك".