تبرع من أجل مصر .. شعار رفع كثيرا خلال الثلاث سنوات الماضية، صناديق وحسابات وارقام واسماء ارتبطت باحداث سياسية في مصر واختلطت الاسماء والاحداث بعضها البعض ولم نعلم مدى جدوى هذه الحسابات على ارض الواقع وهل نجحت في دعم الاقتصاد لنرى حساب جديد باسم "تحيا مصر"؟ فعقب ثورة يناير اسس الدكتور سمير رضوان وزير المالية في ذلك الوقت صندوق "25 يناير"، وبعده وتبنى الفنان محمد صبحي حملة لتطوير العشوائيات برقم حساب "444333" تحت اسم "معا"، وتبنى الشيخ محمد حسان مبادرة صندوق "المعونة المصرية" لدعم الاقتصاد الوطني بأيدي مصرية حين هددت أمريكا بقطع المساعدات المالية عن مصر بعد ثورة يناير. وعقب ثورة 30 يونيو تم فتح حساب فتح حساب صندوق دعم مصر 306 306 لدعم مصر والذي دعى اليه رجل الاعمال محمد الامين وعدد من رجال الاعمال والذي تم تشكيل مجلس امناء له برئاسة فاروق العقدة محافظ البنك المركزي السابق وبلغت حصيلته وفقا للامين مليار جنيه. وبالامس فتح البنك المركزي حساب رقم "03070307 " تحت اسم" تحيا مصر" لتلقي التبرعات من أجل دعم الاقتصاد وذلك ردا على مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتبرع بنصف راتبه الشهري وممتلكاته للدعم الاقتصاد. كان الرئيس عبد الفتاح السيسى أعلن امس الثلاثاء أنه لن يتقاضى سوى نصف راتبه، وسيتنازل عن نصف ممتلكاته لمصر، وذلك خلال الاحتفال بخريجى 6 دفعات جديدة من الضباط المقاتلين والمتخصصين بالكلية الحربية. التجربة مختلفة والحصيلة لا تهم وقال فرج عبد الفتاح عبد الفتاح – أستاذ الاقتصاد وعضو اللجنة الاقتصادية بحزب التجمع– انه لا يحوز مقارنة حساب "تحيا مصر" وغيره من الحسابات لان الظروف مختلفة، فهذا الحساب جاء بعد مبادرة غير مسبوقة من رئيس الجمهورية بالتبرع بنصف راتبه ونصف ميراثه، لذلك فهو رجل قدوة ومحبوب. وتوقع عبد الفتاح ان يكون هناك تدفق قوي للتمويل وشفافية في الكشف عن حجم الاموال به واوجه صرفها، ويرى ان هناك حسابات سرقت كالذي دعى اليها احد الشيوخ ابان ثورة يناير وجمع نحو 3 ملايين جنيه ولا نعلم عنها شئ، لكن ذلك لن يحدث الان في ظل الظروف الحالية وفي وجود الرئيس من جهته، قال فخري الفقي الخبير الاقتصادى والمستشار السابق بصندوق النقد الدولى" مش مهم هنجمع كام المهم اننا نظهر للعالم وخاصة الاشقاء العرب الذين دعمونا بالمليارات خلال عام باننا ايضا ندعم بلدنا". واضاف ان حساب صندوق تحيا مصر يختلف عن الصناديق السابقة لان الذي دعى اليه هو راس الدولة الذي يحظى بثقة كبيرة من الشعب والذي بادر وتخلى عن نصف ثروته ونصف مرتبه. واوضح الفقي ان هذه ليست المرة الاولى التي يتبرع فيها الشعب لمساندة الوطن، فلقد سبق وتبرعنا جميعا عقب نكسة 1967 للمجهود الحربي وعقب ثورة يناير وثورة يونيو.، لافتا الى ضرورة يجب توجيه هذه الأموال الى الاستثمارات في البنية التحتحية لتشجيع القطاع الخاص للاستثمار مما يخلق فرص عمل ويقلص من البطالة والفقر. لا جدوى من صندوق جديد وعلى الجانب الاخر انتقد خبراء انشاء صندوق جديد لدعم مصر، وقالت بسنت فهمي الخبيرة المصرفية ان انشاء صندوق "تحيا مصر" خطوة غريبة من جانب محافظ البنك المركزي، لافتة الى ان السيسي لم يطلب انشاء صناديق وانما تكلم عن عجز الموازنة. واضافت " نحن لا نعلم ماذا فعلوا باموال صندوق 306306 حتى ينشئوا صندوق اخر، اين الموازنة الشهرية لهذا الصندوق". وتوقعت فهمي ان لا يلقى هذا الصندق دعما ماليا كبيرا نظرا لغياب المعلومات الكافية عن اوجه انفاق الصناديق السابقة. ووافقها في الراي هشام ابراهيم استاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة واصفا مبادرة صندوق تحيا مصر انها لا تتعدى "استعراض" ومحاولة للتقارب من رئيس الجمهورية باتخاذ شعار حملته الانتخابية كأسم للحساب وهو امر لا يهتم به الرئيس. واضاف "بدلا من فتح حساب جديد وتشكيل مجلس امناء وعمل دراسات لمشروعات كان من الابدى اضافة الأموال الى اي من الصناديق السابقة." التبرعات لا تقيم اقتصاد وقال هشام ابراهيم استاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة "انا لست ضد تبرع الشعب للبلد ولكن الاقتصاد لا يقوم على تبرعات.خاصة ان الرئيس الحكومة لديهما القدرة على صنع سياسات واتخاذ قرارات المناسبة لدعم الاقتصاد. واضاف ابراهيم "من الممكن ان ازود ايرادات الدولة عن طريق تنفيذ القوانين بحزم مع المتهربينمن الضرائب واحكام القبضة على المنافذ الجمركية، واعادة النظر في التعريفة الجمركية لكي نقلل الواردات ونشجع الانتاج المحلي ونقلص الطلب على العملات الأجنبية.واقلل النفقات عن طريق الزام مؤسسات الدولة على استخدام اللمبات الموفرة والاستغناء عن المستشاريين الذين يكلفون الدولة مبالغ طائلة. واتفق معه في الراي عيسى فتحي نائب رئيس شعبة الأوراق المالية بالاتحاد العام للغرف التجارية، واوضح ان ارقام الحسابات الخاصة بالتبرعات هزيلة ومن الافضل ان يكون هناك خطط محددة لإشراك رجال الاعمال ومن يرغب في دعم الاقتصاد عن طريق تحديد مشروعات خدمية تتمثل في انشاء مدارس او مستشفيات لتخيف الاعباء عن موازنة الدولة. واوضح ابراهيم ان الشق الاخر هو انشاء الصناديق وحسابات في البنوك وهناك تجربتين ناجحتين هما صندوق العشوائيات الذي تبناه محمد صبحي وعدد من رجال الاعمال والذي اختار مواقع محددة للاهتمام بها وراينا على ارض الواقع المشروع بدا في الظهور.