أعلنت جبهة «أنصار بيت المقدس» مسؤليتها عن اغتيال المقدم محمد مبروك – ضابط الأمن الوطني المسئول عن ملف جماعة الإخوان بمدينة نصر، الذي ارتكبه مسلحون مجهولون. في المقابل، أكد خبراء أمنيون أن هذا الإعلان ربما يكون من قبيل التضليل الأمني أو بهدف إيهام السلطات المصرية أنهم أصبحوا داخل مصر وبإمكانهم تنفيذ عمليات داخل الأراضي المصرية. قال العميد حسين حمودة – المفكر الأمني وخبير مكافحة الإرهاب، إن تصريح جماعة أنصار بيت المقدس ينبئ عن وجود اتفاق عضوي بين التنظيم الدولي الإرهابي لجماعة الإخوان وبين تنظيم القاعدة، وهي حرب يديرها تنظيم القاعدة والتنظيمات التابعة له للوكالة عن تنظيمات الإخوان. وأكد أن التشكيك الوحيد بشأن ارتكاب الجبهة للحادث من عدمه، هو أن يكون اسم «أنصار بيت المقدس» اسما وهميا لجماعة أخرى. والجانب الأهم هنا هو أن الأسلوب الذي تمت به العملية يشبه أسلوب تنفيذ عملية اغتيال الضابط محمد أبو شقرة، وهو القتل بوابل من الرصاص بالقرب من محل إقامة الضحية وليس في مقر عمله، واعتراضهم المستهدفين بسيارات نصف نقل، واستهدافهم لتعلق عملهم الأمني بمكافحة التطرف والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان؛ وهناك ملاحظة أخرى: أن أحدهما ظهر في فيديو كليب إبان القبض على خيرت الشاطر، في حالة وفاة، والآخر كان في فريق القبض على خيرت الشاطر. وأضاف أن إعلان مسئوليتهم عن الجريمة ربما يكون بهدف التضليل والتمويه على هوية الفاعلين الحقيقيين، مشيرا إلى أن أول ترديد لاسم هذه الجبهة كان في محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، أما الاحتمال الثاني لهذا الإعلان، فهو إشعار الدولة المصرية بأنها في خطر، وأن التنظيم مصمم على ارتكاب قضايا نوعية منها استهداف ظباط الأمن، وتصوير مصر أمام المجتمع الدولي بأنها دخلت عصر الإرهاب مثل سوريا والجزائر. من جانبه، قال اللواء محمود جوهر – الخبير الأمني، إن جماعة أنصار بيت المقدس جماعة إرهابية تعمل داخل في مصر، وربما تكون هي المسئولة عن أحداث إرهابية كثيرة. وأضاف أن إعلانهم المسئولية عن تنفيذ الجريمة يعد نوعًا من التعبير عن سعادتهم بتحقيق هدفهم الإرهابي داخل مصر. في سياق متصل، قال اللواء علي الدين النجار – الخبير الأمني، إن جبهة أنصار بيت المقدس هي أحد مساوئ نظام «المخلوع»، حيث ترك لنا خلايا إرهابية وسمح لها بالاستيطان . وأشار إلى أن جبهة أنصار المقدس ما هم إلا أشخاص ليس لديهم وطنية على الإطلاق ، مشيرا أيضا إلى أنه لو كان استمر نظام «مرسي» فترة أطول لنزعوا من قلوب المصريين كل شعور بالوطنية. ومع اختلاف وتباين رؤى خبراء الأمن حول إعلان جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن قتل المقدم محمد مبروك، فإن الأمور قد تتضح خلال أيام قليلة، خاصة بعد أن علمت «البديل» أنه تم القبض على مرتكبي الجريمة، مع تردد أنباء غير مؤكدة أنهم ربما ينتمون إلى السلفية الجهادية.