ذكرت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” على موقعها الإلكتروني اليوم أن الرئيس المصري المخلوع الذي يخضع للاستجواب وولديه اللذين تم نقلهما إلى سجن في القاهرة، بمثابة انتصار للمعارضة المصرية، وأضافت أن الحكام العسكريين لمصر يبدون وكأنهم يستجيبون للضغط العام المتزايد للمطالبة بمشاهدة الرئيس السابق خلف القضبان. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن النائب العام أمر بحبس مبارك وابنيه لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق فيما بدا وكأنه استجابة لضغوط الشارع. وأعلن التلفزيون المصري أن جمال مبارك الذي كان منذ 6 أشهر قد تزوج استعدادا لتولي السلطة، تم نقله إلى سجن طره مع أخيه الأكبر علاء بعد قرار النائب العام. كما أن مبارك يجري التحقيق معه في مستشفى بشرم الشيخ بعدما تردد أنه قد أصيب بأزمة قلبية، إثر بدأ التحقيق في مقر إقامته. وأضافت الصحيفة: فيما تواجد بعض تعاطف مع مبارك إلا أن الغضب العام أكثر بكثير من ذلك التعاطف، ، ففي الجمعة الماضية تجمع عشرات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير للمطالبة بتقديم الرئيس السابق وأسرته للمحاكمة باتهامات تتعلق باستغلال المال العام لمصالحهم الشخصية. وكان مبارك وأسرته رهن الإقامة الجبرية في منتجع شرم الشيخ منذ أجبر على ترك السلطة يوم 11 فبراير بعد انتفاضة شعبية. وأغضبت فكرة إقامة مبارك في فيلا فاخرة المصريين، وبدأوا مؤخرا يوجهون غضبهم نحو المجلس العسكري الذي سيحكم مصر حتى إجراء انتخابات جديدة. وأمضى رئيس المجلس المشير حسين طنطاوي سنوات وزيرا للدفاع في عهد مبارك، وترددت كثير من الاتهامات للمجلس بحماية مبارك من المحاكمة ومنحه وقت لعدم التمكن من تتبعه ولإخفاء حساباته البنكية والأصول التي يملكها. وبثت قناة العربية السعودية تسجيلا صوتيا أنكر فيه مبارك تورطه في أي فساد أو إساءة استخدام سلطاته لأغراض شخصية، وهو التسجيل الأول منذ خلع مبارك ولم يفعل سوى أنه زاد من غضب المصريين. وبمجرد سماعهم للأخبار صباح اليوم ابتسم كثير من المصريين بفخر معبرين عن سعادتهم فبعد 30 عاما من حكم مبارك كان من الصعب تصديق اعتقاله هو وابنيه. ويقول عبد الله الطالب في جامعة عين شمس “مبارك خلف القضبان، لا يمكنني حتى تخيل ذلك.. أرغب في رؤية صورة كي يكون لدي دليل” وقالت فاطمة، البائعة الجائلة في القاهرة: “أتمنى من الله أن تسرع التحقيقات ونحصل علي العدالة السريعة”. كثيرون اعتبروا أن مرض مبارك كان محاولة فقط للهرب من التحقيق. ويمثل احتجاز مبارك ونجليه نصرا للمصريين خاصة المعارضة العلمانية التي جددت الاحتجاجات للضغط نحو تلك النتيجة. فالإخوان المسلمين أعلنت مشاركتها الجمعة الماضية بينما لم تدعم الاحتجاج الأسبق قبل ذلك بأسبوع وكان ذلك الاحتجاج هو الذي مهد الأرض لتجمعات أكبر. ومع تحقق أحد أكبر مطالب المصريين، قد يتم توجيه التركيز للمعركة المقبلة والانتخابات في سبتمبر ونوفمبر.