وزير التموين: طالبت بزيادة السكر التمويني من 12.6 إلى 18 جنيها    المصيلحي يكشف سبب حذف 20 مليون بطاقة تموينية وعدم إضافة المواليد    وزير الدفاع الصيني: منفتحون على إجراء اتصالات عسكرية مع واشنطن ونعمل بكل قوة لمنع استقلال تايوان    الأونروا تعلق عملها في رفح وتنتقل إلى خان يونس    عمرو السولية: معلول ينتظر تقدير الأهلي وغير قلق بشأن التجديد    الزمالك يدافع عن شيكابالا بسبب الأزمات المستمرة    الأرصاد تحذر من طقس اليوم ثاني أيام الموجة شديدة الحرارة    أول تعليق من كريس إيفانز عن صورة توقيعه على صاروخ إسرائيلي متجه ل غزة (صور)    اعتقال 22 محتجا خلال تظاهرة داعمة للفلسطينيين في متحف بروكلين بنيويورك    11 تصريحا من وزير التعليم بشأن امتحانات الثانوية العامة.. ماذا قال؟    «خبرة كبيرة جدًا».. عمرو السولية: الأهلي يحتاج التعاقد مع هذا اللاعب    أحمد موسى: الدولة تتحمل 105 قروش في الرغيف حتى بعد الزيادة الأخيرة    براتب 50 ألف جنيه شهريا.. الإعلان عن فرص عمل للمصريين في الإمارات    أنشيلوتي: لست مغرورًا.. وحققنا لقب دوري الأبطال هذا الموسم بسهولة    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    جريحان جراء غارات إسرائيلية عنيفة على عدة بلدات لبنانية    أستاذ اقتصاد: «فيه بوابين دخلهم 30 ألف جنيه» ويجب تحويل الدعم من عيني لنقدي (فيديو)    متغيبة من 3 أيام...العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة في قنا    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا    عيار 21 بالمصنعية بكام الآن؟.. أسعار الذهب اليوم الأحد 2 يونيو 2024 بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    رئيس اتحاد الكرة السابق: لجوء الشيبي للقضاء ضد الشحات لا يجوز    بالصور.. البابا تواضروس يشهد احتفالية «أم الدنيا» في عيد دخول المسيح أرض مصر    الشرقية تحتفل بمرور العائلة المقدسة من تل بسطا فى الزقازيق.. فيديو    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    الفنان أحمد عبد القوي يقدم استئناف على حبسه بقضية مخدرات    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    حظك اليوم برج السرطان الأحد 2-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم مركبتي توك توك بقنا    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    سعر الموز والعنب والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 2 يونيو 2024    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    أخبار × 24 ساعة.. أكثر من 6000 ساحة لصلاة عيد الأضحى بالإضافة للمساجد    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش يقرر ادارة البلاد 6 أشهر وحل مجلسى الشعب والشورى وتعطيل العمل بالدستور
نشر في الشعب يوم 13 - 02 - 2011

أعلن المجلس الاعلى للقوات المسلحة انه سيتولى ادارة شئون البلاد لمدة انتقالية تمتد لستة شهور قادمة او انتهاء انتخابات مجلسي الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية.
وقال المجلس في البيان رقم خمسة - والذي أصدره الاحد - انه تقرر ايقاف العمل بالدستور الحالي.
كما قرر المجلس حل مجلسي الشعب والشورى.
وكرر المجلس تعهده الالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي وقعت عليها مصر.
بيان القوات المسلحة بتعطيل الدستور
واشار المجلس الى ان المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة هو من يمثل المجلس في الفترة القادمة أمام كافة الجهات داخليا وخارجيا.
وقرر المجلس الاعلى للقوات المسلحة تشكيل لجنة لتعديل بعض مواد الدستور وتحديد قواعد الاستفتاء عليها.

وأكد المجلس مجددا على تكليف حكومة الدكتور أحمد شفيق بالاستمرار فى عملها لحين تشكيل حكومة جديدة.

نص البيان
انطلاقا مما سبق وبالبناء عليه، ورغبة في تحقيق نهضة شعبنا فقد أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة القرارات الآتية.

أولا: تعطيل العمل بأحكام الدستور.

ثانيا: يتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد بصفة مؤقتة لمدة 6 أشهر أو انتهاء الانتخابات في البلاد وانتخاب رئيس الجمهورية.

ثالثا: يتولى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة تمثيله أمام كافة الجهات في الداخل والخارج.

رابعا: حل مجلسي الشعب والشورى.

خامسا: يتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إصدار مراسيم بقوانين خلال الفترة الانتقالية.

سادسا: تشكيل لجنة لتعديل بعض المواد بالدستور وتحديد قواعد الاستفتاء عليها من الشعب.

سابعا: تكليف وزارة الدكتور أحمد محمد شفيق بالاستمرار في أعمالها لحين تشكيل حكومة جديدة.

ثامنا: إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية.

تاسعا: تلتزم الدولة بتنفيذ المعاهدات والمواثيق الدولية التي هي طرف فيها.

إدارة الجيش لشئون البلاد لن تطول
من جانبه، أكد الفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء أن فترة تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد لن تطول بأى شكل من الأشكال حيث أنه من المقرر أن يتم خلال الفترة المقبلة تعديل بعض مواد الدستور وإجراء إنتخابات لمجلسى الشعب والشورى ثم إنتخابات رئاسة الجمهورية.

وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن تعطيل الدستور لايلغيه وانما يعنى أنه باق ولكنه معطل إلى تعديل بعض المواد فيه.

شفيق يجتمع بالوزراء
وعقد مجلس الوزراء اجتماعا اليوم الأحد برئاسة الفريق أحمد شفيق لاستعراض ومناقشة عدد من التقارير الداخلية الهامة وذلك في ضوء بيان المجلس الاعلى للقوات المسلحة للحكومة والمحافظين بتسيير الاعمال مؤقتا لحين تشكيل حكومة جديدة.

واستعرض المجلس تطورات الاوضاع الداخلية والجهود المبذولة لتحقيق الامن والاستقرار في البلاد واعادة الحياة الى طبيعتها اضافة إلى استعراض جهود الوزارات المختلفة لتوفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية والمواد الاساسية وضبط الاسواق.

مبارك فى شرم الشيخ
من ناحية أخرى، أعلن شفيق أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك موجود حتى الآن فى شرم الشيخ.

جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقده رئيس مجلس الوزراء وحضره ممثلو وكالات الأنباء والصحف والقنوات الفضائية المصرية والعربية والعالمية.

أنت ورّطتني أنت وأمك
وفى سياق متصل، نقلت صحيفة القبس الكويتية ما قالت انه تفاصيل الساعات الأخيرة قبل رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك.. وأشارت إلى خلافات جرت بينه وبين قادة الجيش مشيرة أنه تم وضعه تحت رقابة أثناء إلقاء خطابه.. وأنه في صباح الجمعة تناولت عائلة الرئيس الإفطار وقامت بعدها قرينة مبارك بإعداد حقائب الرحيل والتي بلغت 8 حقائب مملوءة بهدايا ونياشين حصل عليها من الدول الأخرى فيما جرت مشادة بين الرئيس ونجله جمال اتهمه فيها بأنه ووالدته كان السبب في توريطه.. وادعت الصحيفة أن مبارك قال لنجله بالحرف "أنت ورّطني، أنت وأمك، لقد قضيتما على تاريخي في مصر"، فيما لم تكشف عن المصادر التي استقت منها هذه المعلومات.. وأشارت الصحيفة أن مبارك أصيب خلال الأسبوع الماضي بحالة إغماء أثناء جلوسه مع عائلته وأن مطالبه من الجيش تلخصت في خروج كريم. وإلى نص ما جاء في الصحيفة:

أكدت مصادر أن كلمة مبارك الأصلية كانت تتضمن فقط الإشارة إلى الأحداث، وتكرار تقديم العزاء إلى أسر ضحايا ثورة 25 يناير، وبعض العبارات التي يذكّر فيها المصريين بما قدمه لمصر طوال حكمه، ومشاركته في نصر أكتوبر واثبات عدم خضوعه لأي ضغوط خارجية، ومن ثم قراره بتفويض نائبه بصلاحياته.

إلا أن قيادات الجيش في اجتماعها المستمر من دون حضور مبارك، أصرت على تضمين كلمته قرارات واضحة واعترافا ب‍‍"الخطأ" كنظام حكم، مقابل ضمانات بالمحافظة على سلامته، وعدم أهانته، وخروجه بشكل كريم كقائد أعلى للجيش يدينون له بالولاء.

وأضافت المصادر أن المفاوضات بين دائرة الرئيس المدعومة من سليمان وجهاز المخابرات، ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي، فضلا عن قوات الحرس الجمهوري التي تأتمر بأمر الرئيس فقط ولا تخضع للجيش من جهة، وبين قيادات الجيش بقيادة رئيس الأركان الفريق سامي عنان، حول تفويض سليمان بصلاحيات الرئيس، حيث كان المجتمعون في المجلس الأعلى اجمعوا على عدم موافقتهم على تولي سليمان، بحكم عدم قبول الشارع له، كما طالب قادة الجيش بإقالة حكومة احمد شفيق وتشكيل مجلس عسكري يدير البلاد لفترة محددة تشهد إجراء انتخابات برلمانية ورئاسة حرة ونزيهة.

وقد أعرب قادة الجيش لوزير الدفاع الذي دعوه لحضور الاجتماع عن ضيقهم مما تؤول إليه الأمور، وإنهم مازالوا على موقفهم بعدم اللجوء إلى القوة، وإنهم على موقفهم بتلبية المطالب المشروعة للشعب. تفادي مواجهة دموية.

وقد رفض مبارك معظم مطالب قادة الجيش بما عرف عنه من إصرار وعناد كبيرين. وهذا الخلاف كان سيؤدي إلى مواجهة دموية بين الجيش وقوات الحرس الجمهوري التي لا يستهان بعددها وعتادها. حتى القوات الجوية.

وقد تولى طنطاوي التفاوض بين الطرفين والوصول إلى صيغة توافقية تلبي مطالب قادة الجيش في كلمة مبارك، مقابل الموافقة على تفويضه لسليمان، وبقاء حكومة احمد شفيق.

وأدى هذا الخلاف إلى إعادة تسجيل كلمة مبارك، ومن ثم تسجيل سليمان، وقد لاحظ الملايين المشاهدين "المونتاج" الذي اجري على الكلمة، واندفاع شخص يرتدي بدله مدنية نحو مبارك فور انتهائه من قراءة الكلمة، وان زاد عليها بضع كلمات مرتجلة غير مؤثرة في المضمون، فضلاً عن ملاحظة انشغاله عدة مرات خلال قراءة الكلمة بالنظر إلى أشخاص، غير معروف من هم، كانوا في مواجهته. هذا التخبط وهذه الخلافات دعت كثيراً من المراقبين إلى وصف الكلمة بالركاكة والضعف نظراً لإعدادها على عجل.

وأضافت المصادر إن تولي اللواء رضا حماد قائد القوات الجوية قراءة البيانين اللذين صدرا عن المجلس الأعلى، وليس المتحدث باسم وزارة الدفاع، أعطى رسالة لم يلحظها الكثيرون بأنه حتى القوات الجوية التي ينتمي إليها مبارك متحدة مع بقية قادة أفرع الجيش في موقفها.

كشفت مصادر مطلعة ل "القبس" القصة الحقيقية لليوم الأخير الذي أمضاه الرئيس حسني مبارك (الجمعة) قبل أن يحسم موقفة ليلا، ويعلن التنحي الكامل عن السلطة، وأكدت إن سجالا حادا جرى بينه وبين كل من قرينته سوزان ونجله جمال، محملا إياهما المسئولية عن مجمل حالة التدهور الحاصلة في وضعه. المصادر أوضحت إن الأسرة كاملة (بمن فيهم زوجتا ابني الرئيس وأحفاده) التقوا لتناول طعام الفطور صباح الجمعة، وعلى الفور أشرفت السيدة سوزان على جمع أغراض زوجها الشخصية، وكلفت (خادمتين خاصتين بها، وتنتميان إلى إحدى دول المغرب العربي) بالتعجيل في جمع المقتنيات الشخصية للرئيس والتي تضم هدايا. قيمة وثمينة تلقاها الرئيس وزوجته من ملوك ورؤساء دول عربية وأجنبية، وذلك في ثماني حقائب كاملة.

مشادة مع جمال
وحدث خلاف شديد بين مبارك ونجله جمال، إذ قال له الوالد بالحرف الواحد "أنت ورّطني، أنت وأمك، لقد قضيتما على تاريخي في مصر". أضافت المصادر أن مبارك كان في حالة نفسية يرثى لها، وبعدها اجتمعت الأسرة بأكملها وغادروا القصر في ثلاث سيارات، متوجهين إلى مطار ألماظة القريب من القصر، حيث استقلوا الطائرة الرئاسية وتوجّهوا إلى شرم الشيخ.

حالة إغماء
يذكر أن الرئيس المخلوع كان قد تعرّض لحالة إغماء أثناء جلوسه مع عائلته الأسبوع الماضي.. وكان مطلبه من رجال المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تلبية جميع مطالبهم هو المحافظة على خروجه الكريم من الحكم.

تفاصيل ال 48 ساعة الأخيرة قبل السقوط
أما صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، فقد كشفت من جانبها تفاصيل ال 48 ساعة الأخيرة قبل خلع مبارك وإجباره على التنازل عن الحكم.. وقالت الصحيفة أنه "بعد أسبوع من الإشارات المتقاطعة والمحادثات المتوترة، تلقت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أخباراً جيدة في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء الماضي، بعد أن نما إلى علم مسئولي ال(سي آي إيه) والبنتاجون بخطة الجيش المصري الرامية إلى التخفيف فوراً من الصلاحيات الأساسية التي يمتلكها الرئيس مبارك، وإنهاء الفوضى والاضطرابات التي هزت البلاد على مدار أكثر من أسبوعين.

وكان من المنتظر أن تتكشف ملامح الخطة يوم الخميس فيما يتعلق بمصير الرئيس مبارك، إما بمغادرة منصبه، أو القيام بنقل السلطة. ولم تكن هذه السيناريوهات ذات طبيعة تأملية، بل كانت معلومات مؤكدة وسيناريو تم وضعه بعناية، على حسب ما أوضح أحد المسئولين الحكوميين الأميركيين الذي كان على دراية بخطة الجيش.

لكن الرئيس المصري، بحسب الصحيفة، قرر في آخر لحظة تغيير النهاية. وفاجأ الكثيرين من مساعديه بخطاب، لم يَطَّلِع عليه آخرون، بدا فيه عازماً على التشبث بمنصبه. وهو الخطاب الذي أثار غضب ودهشة كافة مسئولي البيت الأبيض، وأثار سخط جحافل المحتجين في شوارع القاهرة وجعل البلاد تقترب من الفوضى، طبقاً لما ذكره العديد من المسئولين الحكوميين الأميركيين في مقابلات سردوا خلالها تسلسل الأحداث في ال 48 ساعة الأخيرة من حكم الديكتاتور المخلوع .

وأضافوا قائلين إن الجهود التي بذلها مبارك للبقاء في منصبه لم تضمن له في نهاية المطاف إلا الخروج بشكل متسرع ومخز من الرئاسة. وفي غضون ساعات من الخطاب الذي أدلاه مبارك في وقت متأخر من مساء يوم الخميس، واجه مسئولو الجيش المصري الرئيس الذي فقد مصداقيته بإنذار: إما أن تتنحى طوعاً، أو أن تُرغَم على ذلك.

وقالت في هذا الشأن اليوم صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن خطاب مبارك الجريء، الذي وصفه بعض المسئولين الأميركيين بأنه كان أقرب للوهم، كان حيلة أخيرة في ملحمة شهدتها مصر وواشنطن على مدار الثمانية عشر يوماً الماضية. وقد زادت وانخفضت احتمالية مغادرة الرئيس مبارك لمنصبه بالتناوب، في الوقت الذي بدأ يعمل فيه بهدوء الدبلوماسيون والضباط العسكريون الأمريكيون مع نظرائهم المصريين، بحثاً عن حل سلمي لأسوأ اضطرابات تشهدها البلاد في ستة عقود.

وبحلول منتصف الأسبوع الماضي، مع استمرار توافد الحشود في القاهرة، وحدوث إضرابات عمالية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، أكدت الصحيفة أن قادة عسكريين ومدنيين كبار توصلوا لاتفاق واضح مع مبارك بشأن شكل من أشكال نقل السلطة. وقد تم وصف تفاصيل تلك الخطة في مقابلات أجريت مع ستة مسئولين حكوميين أميركيين سابقين وحاليين، كانوا على دراية بها. وقد أصرت معظم المصادر على عدم الكشف عن هوياتها، من أجل التحدث عن مناقشات السياسة الداخلية للإدارة الأميركية وكذلك التبادلات الدبلوماسية التي جرت مع المسئولين المصريين.

ثم مضت الصحيفة تقول إن الاتصالات بين كبار المسئولين المصريين والأمريكيين قد أصبحت متفرقة على نحو متزايد في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، في الوقت الذي بدأ يشكو فيه نواب الرئيس علناً من التدخل الأمريكي في شئون القاهرة. لكن بدأ يعلم بعدها مسئولو المخابرات والجيش في الولايات المتحدة عن تفاصيل الخطة التي وضعها قادة الجيش المصري، وهي ثمة شيء بين خروج متفاوض عليه وانقلاب ناعم، للتخفيف من معظم، إن لم لكن كل، ما يمتلكه مبارك من صلاحيات.

وقد بدأ تنفيذ الخطة يوم الخميس، مع إقدام قادة من الجيش على إخبار المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية بأن مطالبهم الأساسية على وشك أن تُنَفَّذ وأن تتم الاستجابة لها. وبعدها، تم عقد اجتماع نادر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، ثم خرج متحدث عسكري ببيان يؤكد على ما يبدو على فرض الجيش سيطرته على الحكومة. وشدد البيان كذلك على حقيقة المسؤولية التي تتحملها القوات المسلحة، والتزامها بحماية الشعب، وحرصها في الوقت ذاته أيضاً على حماية البلاد.

وهو البيان الذي انتزع صرخات التهليل من مئات الآلاف من المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير، بقلب القاهرة، متأهبين لسماع بيان يؤكد رحيل الرئيس مبارك. وهو ما جعل ليون بانيتا، مدير السي آي إيه، يخرج بعدها بساعات في واشنطن، ليقول إن هناك تقارير ترجح تزايد احتمالية إقدام مبارك على التنحي هذا المساء. ورغم عدم تأكيده لتلك المعلومة، إلا أن اثنين من المسئولين الأمريكيين المطلعين على الشئون الاستخباراتية قالوا إن البرقيات السرية للوكالة استمرت في الإشارة إلى احتمالية نقل مبارك صلاحياته لنائبه، عمر سليمان، في ذلك اليوم.

ثم تحدثت الصحيفة عن حالة الاستياء التي هيمنت على الرئيس أوباما ومعاونيه خلال متابعتهم للخطاب الذي أدلى به مبارك مساء يوم الخميس على التلفزيون الحكومي المصري، وهو ينتقد التدخل الأجنبي ويشير إلى قائمة من الوعود خلال الأشهر المقبلة. وقال مسئولون أمريكيون وخبراء معنيون بشئون الشرق الأوسط، قاموا بتحليل الخطاب، إنه كان حالة من سوء التقدير غير العادي من جانب الرئيس مبارك.

ونقلت الصحيفة عن مسئول حكومي أمريكي كان يتابع الأحداث عن كثب، قوله: انخفض دعم الجيش لمبارك باندفاع. وكان الجيش على استعداد أن ينتظر ليرى ردة فعل الشعب على خطاب مبارك. وقد حاول عمر سليمان في وقت متأخر من مساء يوم الخميس، بعد التحاقه بالقادة العسكريين، أن يكون على الحياد. وبحلول نهاية اليوم، كان من الواضح أن الوضع "لم يعد مقبولاً". وقد أُخبر مبارك يوم أمس الجمعة بأن عليه أن يتنحى، وفي غضون بضع ساعات، كان في طريقه إلى منتجع شرم الشيخ.

25 يناير اليوم الذي بدأ فيه نهوض مصر
يأتى هذا، فيما أكد الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" في مقاله المنشور في صحيفة "الإندندنت" صباح اليوم أن ميدان التحرير بعد إعلان قرار مبارك بالتنحي بدأ الناس فيه فجأة الغناء والضحك وكذلك البكاء والصياح والصلاة وتقبيل الأرض والرقص لفرحتهم بالتخلص من حسني مبارك واصفا هذا الوقت بأنه "لحظة سخية"، وقال أن شجاعة الشباب هي التي خلصت مصر من الديكتاتور، مؤكدا أن الشباب قد ذرفوا الدموع أمامه مما أغرق ملابسهم بمائها.

وأشار إلى أن الفرص جائت وكأنها كانت قد تم اختناقها في عهود الديكتاتورية والقمع والذل مؤكدا أن ما حدث بمصر سيظل معروفا للأبد بأنه "ثورة 25 يناير" لأنه اليوم الذي بدأ فيه نهوض مصر، وسوف تظل هذه الرواية هي رواية الشعب الناهض إلى الأبد.

مضيفا، لقد نهض العجوز أخيرا وترك السلطة ليس لابنه وإنما لمجلس القوات المسلحة وهو ما حارب من أجله المصريين جميعا ممن يرغبون الديموقراطية وهو ما مات البعض من أجله، لافتا إلى أن الجنود كانوا سعداء بما حدث بدليل تحول وجه الضباط الشباب للفرحة بعد إعلان التنحي مؤكدين قول المتظاهرين طوال اليوم لهم بأنهم أخوه.

وأشار إلى أن المصريين قد حققوا المستحيل من خلال قوة الإرادة والشجاعة في مواجهة الشرطة ومبارك ومن خلال النضال للإطاحة بالديكتاتور، ما هو أكثر من الكلام والفيس بوك، وكذلك من خلال القتال بالحجارة ضد أسلحة الضباط وقنابلهم المسيلة للدموع والرصاص الحي، وقد أنهوا ما يقرب من 60 عام من القمع والاستبداد منهم 30 عاما في حكم مبارك.

ولفت "فيسك" إلى أن العرب المهانين عنصريا من الغرب والذين يعاملهم الإسرائيليين، الذين رغبوا في استمرار حكم مبارك الوحش، على أنهم متخلفون تركوا الخوف ونهضوا وأطاحوا برجل الغرب الذي يعتبرونه قائدا معتدلا سيحقق لها المصالح مقابل مليون ونصف دولار سنويا.

لقد انتهينا وأصبحنا وحيدين!
وفى سياق ذى صلة، قال تسفي مازائيل السفير الصهيوني الأسبق بمصر، إن تل ابيب الآن وبعد انهيار نظام الرئيس حسني مبارك، باتت في أزمة إستراتيجية كبيرة، وأصبحت "وحيدة"، لكنه قال إنه من الصعب التكهن بمصير معاهدة السلام الموقعة منذ عام 1979 والتي حافظ عليها الرئيس المخلوع رغم الدعوات الشعبية بإلغائها في مناسبات عدة.

وقال إن "الأوضاع الإستراتيجية لإسرائيل باتت في وضع كارثي"، في أعقاب قرار مبارك بالتنحي عن الحكم تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، وتابع "الآن نحن نمر في مشاكل عصيبة ومأزق كبير بعد مبارك"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام صهيونية.

وأضاف "لقد انتهينا لن نجد أحدا آخر يقود مصر بصورة طبيعية وعملية مرة أخرى بعد مبارك"، في إشارة إلى أنه من الصعب أن تجد الدولة الصهيونية في المستقبل رئيسا مصريا يمكن أن تحتفظ معه بعلاقات على نفس المستوى من العلاقات مع الرئيس المخلوع.

واستدرك قائلا "أعتقد أن وقتا طويلا سيمر قبل أن تنتخب حكومة ديمقراطية في مصر، الحكومة المعروفة لمدة 30 عامًا انتهت، والآن سينهار البرلمان لأن الشعب لن يقبل ببرلمان مؤسس على الخداع والتزوير، أرى أن الجيش سيبقى ممسكا بزمام الأمور لفترة طويلة".

وعبر مازائيل عن مخاوفه من أن انضمام جماعة "الإخوان المسلمين" إلى أي حكومة مستقبلية، "مما يزيد الأمر تصعيدا واختلاطًا"، لكنه أكد أن الجيش سيضمن عدم صعود "الإخوان" إلى سدة الحكم"، علما بأن الجماعة أكدت أنها لن تقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأعرب عن اعتقاده بأنه "من الصعب في هذه الأثناء أن نتكهن بمصير معاهدة التسوية بين إسرائيل ومصر"، واصفا وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي بأنه "وزير جيد، لكن الأوضاع الإستراتيجية قد تتغير".

وأبدى السفير الصهيوني الأسبق لدى مصر مخاوفه في نهاية الأمر، قائلا إن "الجيش المصري سيحافظ على معاهدة التسوية، لكن لا ندري ما هو التصعيد القادم، ولا نستطيع أن نقدر ماذا سيجري هناك".

احتفالات في غزة
وشهد قطاع غزة أجواء احتفالية مساء الجمعة، بعد الإعلان عن تنحي الرئيس المصري، فيما اعتبرت حركة 'حماس' ذلك بمثابة انتصار للثورة المصرية. وشارك مئات الفلسطينيين في مسيرات عفوية في أرجاء متفرقة من القطاع، بعد إعلان نبأ تنحي مبارك، رددوا خلالها هتافات مؤيدة لثورة الشعب المصري.

ووزع فلسطينيون حلويات في الشوارع وتبادلوا التهاني، فيما سمع إطلاق نار في أرجاء متفرقة احتفاءً بالمناسبة.

ويتهم الفلسطينيون في قطاع غزة الرئيس المصري بالمساهمة في حصار قطاع غزة، والتضييق على الأنفاق التي تستخدم لتخفيف أعباء الحصار على القطاع.

وأعلنت حركة "حماس" مباركتها ما وصفته ب"بداية انتصار الثورة" مؤكدة تأييدها للمنجزات التي تحققت.

وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، "تنحي الرئيس المصري هو إعلان بداية انتصار الثورة المصرية"، مشدداً على وقوف حركته إلى جانب الثورة ودعم مطالبها.

وقال أبو زهري، "نهنئ الشعب المصري بهذه النتائج ونعتبر أنها انتصار لإرادة وتضحيات الشعب المصري، وأنها تمثل بداية عهد جديد في مصر والمنطقة عموماً".

وحث المتحدث باسم حماس، القيادة المصرية الجديدة على اتخاذ قرار فوري برفع الحصار عن غزة، وفتح معبر رفح من الجانب المصري، والسماح بحرية التنقل وبدء الإعمار.

ورأى أن "ابتهاج غزة بهذا الانجاز لا يقل عن فرحة الشعب المصري، لأن هذا الرجل (مبارك) كان عنواناً رئيسياً في حصار غزة، والتآمر على العدوان عليها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.