تحتدم المعارك الأربعاء بين قوات الزعيم الليبي معمر القذافي والمتمردين قرب اجدابيا دافعة بالسكان إلى الفرار من هذه المدينة المحورية في شرق ليبيا. وأكد فرج (25 سنة) احد المقاومين إن المعارك حالت دون عودته إلى مدينته التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل الثوار على نظام العقيد القذافي. وقال فرج الذي يرافقه أشخاص آخرون في سيارة عائدة إلى بنغازي “عدنا أدراجنا بسبب القصف”. وأضاف “هناك قصف ورأينا النار تشتعل في بعض المنازل”. وعلى بعد 15 كلم والى الشمال على طول الساحل في ضواحي اجدابيا كانت عائلة تفر أيضا من المدينة. وبينما بدا الرعب على زوجته وأبنائه صرح رب العائلة لفرانس برس “غادرنا المدينة بسبب المعارك، تملكنا خوف شديد ولا نستطيع البقاء”. وارتفع عمود من الدخان فوق المدينة وسمع مراسل فرانس برس قصفا متقطعا. كذلك قال حامد القبائلي الفار أيضا من اجدابيا إن الوضع “سيئ جدا”. وأضاف “أنهم يقصفون بصواريخ غراد على المنازل”. وأكد إن المعارك تدور في مدخلي المدينة الشرقي والغربي بينما يسيطر الثوار على مدخل المدينة المؤدي إلى طبرق (شرق). وأكد مرافقه مفتاح الشيخ انه شاهد شقيقين اعدما بالرصاص في اجدابيا الثلاثاء. وقال “غادرنا المدينة لأننا خائفون” مؤكدا “لم يبق الكثير هناك وليس في المدينة كهرباء ولا غاز”. وأفادت مجموعة من المقاتلين المتمردين المتمركزين على بعد تسعة كلم من مدخل اجدابيا إن هناك 11 دبابة متوقفة في مدخل المدينة الشرقي. وأكد جمعة سليمان احد المتمردين “عندما نحاول التقدم يطلقون النار علينا بأسلحة ثقيلة — دبابات ورشاشات — بينما ليس لدينا سوى بنادق كلاشنيكوف”. وقال متمرد آخر يدعى عياد جاب الله إن هناك مقاتلين جرحى قرب مدخل المدينة لكن لا احد يستطيع الاقتراب منهم. وأضاف “كلما حاولنا الاقتراب منهم أطلقوا النار علينا”. واحتلت قوات القذافي اجدابيا الأسبوع الماضي في هجوم على المتمردين الذين كانوا يسيطرون على شرق البلاد منذ شهر، قبل أن يهاجموا بنغازي معقل الثورة. لكنها توقفت قبل الوصول إلى بنغازي بسبب الغارات الجوية التي شنها الطيران الفرنسي السبت في بداية عملية يقوم بها ائتلاف دولي طبقا للقرار 1973 لمجلس الأمن الدولي. وانسحبت قوات القذافي بعد ذلك إلى اجدابيا. وقال احد المتمردين الاثنين إن قوات القذافي “تمركزت بدبابات هجومية في اجدابيا” مؤكدا إن المدينة “مليئة بالمدنيين ولا يمكننا أن نهجم”.