وزير التعليم: نستهدف التخفيف عن كاهل أولياء الأمور وتحقيق أكبر قدر من التحصيل الدراسي للطلاب    منها تعديل الزي.. إجراءات وزارة الصحة لتحسين الصورة الذهنية عن التمريض    «مدبولي»: مصر تعمل على تطوير البنية التحتية التكنولوجية وفتح أسواق للشركات الناشئة    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتفقد مشروعات العلمين الجديدة    مصر تشهد ارتفاعا ملحوظا فى أعداد السيارات الكهربائية    محاكمة إسرائيل.. العالم ينتظر قرار «العدل الدولية»    أستاذ قانون دولي: قرارات «محكمة العدل» ستكون ملزمة للجميع.. ولا يجوز الطعن عليها    لافروف يكشف تفاصيل المفاوضات بين بوتين وشي جين بينج    فتح: رسائل الرئيس السيسى في قمة المنامة لم تكن كلامية ولكن فعل حقيقي (فيديو)    VAR دقة أكثر مقابل روح اللعبة!    الأهلي يصل ملعب رادس لمواجهة الترجي    مصير تاليسكا من المشاركة ضد الهلال في نهائي كأس الملك    10 محافظات تسجل ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة.. تصل ل45 مئوية.. عاجل    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث مروري بالفيوم    السكك الحديد تعلن تشغيل قطارات إضافية بمناسبة عيد الأضحى المبارك    كورال ذوي الهمم يٌبدعون في اليوم العالمي للمتاحف بالإسكندرية    فصائل فلسطينية تعلن استدراج قوة للاحتلال.. وقتل 5 جنود وإصابة آخرين    أعراض الذبحة الصدرية عند الرجال والنساء، وما هي طرق علاجها؟    عزة مصطفى: عادل إمام شخصية وطنية.. وكل الشرائح العمرية تحب أعماله    الوالدان يستحقان معاملة خاصة.. الأزهر يناقش حقوق كبار السن بملتقى المرأة الأسبوعي    19 صورة لاكتشاف نهر بجوار الهرم الأكبر.. كيف بنى المصريون القدماء حضارتهم    «الصحة» توجه نصائح هامة لمرضى الجيوب الأنفية للحماية من التقلبات الجوية    حصاد تريزيجيه مع طرابزون قبل مواجهة إسطنبول باشاك شهير فى الدوري التركي    المعارضة الإسرائيلية: على جانتس الاستقالة اليوم    مذكرة قواعد اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي 2024.. لا يخرج عنها الامتحان    بالخطوات.. طريقة الحصول على نتيجة الشهادة الابتدائية 2024    وزير التعليم: لدينا 46 ألفًا و994 طفلًا من ذوي الهمم.. و159 ألفًا و825 بمدارس الدمج    أخبار مصر.. غدا طقس شديد الحرارة ورياح والعظمى بالقاهرة 38 درجة    خالد المولهي: جميع الفرق الإفريقية تخشى الأهلي داخل أو خارج أرضه (خاص)    برج الثور.. حظك اليوم السبت 18 مايو: عبر عن أفكارك    تاني تاني.. تغيير جلد ل غادة عبد الرازق وأحمد آدم    كوكا يقود تشكيل ألانيا أمام سامسون سبور في الدوري التركي    رسميًا.. إشبيلية يعلن رحيل مدربه بنهاية الموسم    «معلومات الوزراء» يعلن أجندة وبرنامج عمل مؤتمره العلمي السنوي بالتعاون مع جامعة القاهرة    العلاج على نفقة الدولة.. صحة دمياط تقدم الدعم الطبي ل 1797 مواطن    معلومات عن متحور كورونا الجديد FLiRT .. انتشر أواخر الربيع فما أعراضه؟    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الاحتلال بثكنة راميم    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح    هل مواقيت الحج والعمرة ثابتة بالنص أم بالاجتهاد؟ فتوى البحوث الإسلامية تجيب    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    طلاب الإعدادية الأزهرية يؤدون امتحاني اللغة العربية والهندسة بالمنيا دون شكاوى    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    رئيس جامعة بنها يتفقد الامتحانات بكليتي الحقوق والعلاج الطبيعي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفاصيل الكاملة لمؤامرة اقتطاع «كردستان» من العراق
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 25 - 09 - 2017

بعد المخطط الشيطانى الذى أعدته أمريكا وحلفاؤها لغزو العراق عام 2003 وبعد أكذوبة الأسلحة النووية التى جعلوا منها ذريعة للنيل من العراق، وبعد إعدام الرئيس صدام حسين المدافع عن وحدة وسلامة بلاده يعانى العراق حاليًا من الخراب والدمار والتنظيمات الإرهابية والاقتتال الطائفى والعرقى وصولًا إلى الهدف المنشود الذى سعت إليه أمريكا بمساعدة غربية وصهيونية وهو تقسيم العراق وعزله عن أمته من خلال زرع دولة كردية فى إقليم كردستان. فهل يسمح أحرار العراق بتقسيم بلدهم؟ هل يقدرون مع أشقائهم العرب خطورة تلك المؤامرة؟ هل هم واعون بفداحة وآثار هذا المخطط الذى أعده سلفا أعداء العراق وفى مقدمتهم إسرائيل؟
إقليم كردستان
يقع إقليم كردستان العراق فى شمال البلاد يحده من جهة الشرق إيران ويحده تركيا من جهة الشمال، وسوريا غربا وبقية مناطق العراق جنوبا، وهو إقليم يتمتع بحكم ذاتى وعاصمته محافظة أربيل التى تخضع لحكومة الإقليم وتخضع وفق الدستور العراقى الجديد إلى الحكومة المركزية فى بغداد وتخضع له محافظات ثلاث هى دهوك وأربيل والسلمانية ويقطن تلك المحافظات العرب والتركمان والسريان والكلدان والآشوريون إضافة إلى جنسيات تركية وإيرانية وآسيوية مختلفة ومعظم سكانه من المسلمين مع وجود أقليات دينية أخرى كالمسيحيين والأزيديين والشبك والكاكائيين والغجر وغيرهم، وتعتبر اللغة الرسمية هى الكردية والعربية، كما أن العملة الرسمية بالإقليم هى الدينار العراقى ويبلغ عدد سكانه ما يقارب 6 ملايين نسمة تقريبًا، وبرغم أن هذا الإقليم قد نجا من حالة الفوضى التى عصفت بالعراق بعد سقوط الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003 إلا أن الإقليم ما يزال بمثابة منطقة مغلقة بسبب ما يحيط به من دول غير متعاطفة وغير راضية عن إقامة الدولة الكردية ومنها تركيا وإيران وسوريا ثم الدول العربية إضافة إلى وجود مناطق حول الإقليم مازال متنازعًا عليها بين حكومة الإقليم وحكومة العراق المركزية ومنها كركوك الغنية بالنفط.
ويعود إنشاء إقليم كردستان العراق إلى معاهدة الحكم الذاتى التى وقعت فى مارس عام 1970 والتى نجمت عن اتفاق بين المعارضة الكردية والحكومة العراقية بعد سنوات من القتال الذى استمر طويلا حتى بعد انتفاضة تلك المناطق ضد الرئيس صدام حسين حتى أنشئت بالشمال منطقة حظر للطيران بعد حرب الخليج الثانية الأمر الذى جعل تلك المنطقة ملاذًا آمنًا لعودة اللاجئين الأكراد الذين اشتركوا فيما بعد فى محاربة القوات الحكومية العراقية التى غادرت الإقليم فى أكتوبر عام 1991، وبرغم التهدئة فقد ظل الإقليم تابعا للعراق حتى مجيء القوات الأمريكية وغزوها العراق عام 2003 وتمكنها من التخلص من الرئيس صدام حسين ليشكل الغزو الأمريكى نقطة تحول فى أمور العراق والعراقيين عندما شهد تغيرات سياسية وأمنية مع انهيار الجيش العراقى وتعيين حاكم مدنى له وبدء أمريكا بمساندة القوى الغربية وإسرائيل من تنفيذ مخطط التقسيم ومكافأة المعارضة العراقية ورموزها بالخارج والتى ساعدت على تسهيل غزو العراق ثم مكافأة أكراد إقليم كردستان على ما قدموه من عون لوجيستى ومعنوى واستخباراتى للقوات الأمريكية لتسهيل غزوها العراق بوعد الأكراد بمساندتهم فى إقامة دولتهم والتى بدأت بتدعيم حكمها الذاتى وإقراره بالدستور العراقى الذى أقر عام 2005 بإشراف أمريكى، وبسبب الغزو الأمريكى انهار العراق عسكريا واقتصاديا وتسبب سوء إدارته من جانب الأمريكان فى تدخل الإيرانيين والأتراك فى شئونه الداخلية ومنها بث روح المذهبية والعرقية وسرقة مقدراته وثرواته وآثاره، والأخطر من ذلك هو تنفيذ باقى المخطط بوصول التنظيمات الإرهابية وسيطرتها على الكثير من الأراضى العراقية كتنظيم القاعدة ثم تنظيم داعش الإرهابى الذى حول العراق إلى الدمار والخراب والفوضى طوال فترة عهد حكومة المالكى التى عينها الأمريكان ووصولا إلى حكومة حيدر العبادى التى مازالت تواجه هذا الإرث الثقيل وسعيها المتواصل إلى بناء مؤسسات الدولة العراقية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والأمنية وتطهير العراق من الإرهاب والفساد ومحاولة استعادة العراق معافى إلى الحاضرة الدولية.
وبالرجوع إلى العام 2005 نجد أن العراق وبعد لملمة جراحه من الغزو الأمريكى وتحرره من حاكمه الأمريكى بريمر فإنه قد شهد مع حكومة المالكى التى باركها الأمريكان ميلاد الدستور الجديد الذى حدد منطقة كردستان العراق ككيان فيدرالى تابع للعراق وليتمتع الإقليم بحكم ديمقراطى برلمانى مع حكم برلمانى إقليمى يتكون من 111 مقعدًا وليتم تعيين مسعود البرزانى رئيسا له، وقد أصبح هذا التاريخ هاما بالنسبة لأكراد إقليم كردستان عندما جدد حلمهم الطويل منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وهو إقامة دولتهم التى شهدت خلال المائة عام المنصرمة الكثير من الحروب والثورات ومنها ثورة برزانى 1960 : 1970 ثم الحرب الكردية العراقية الثانية ثم اتفاق 1970 الذى لم يدم طويلا ثم الحرب العراقية الإيرانية وحملة الأنفال وغيرها وصولا إلى الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 الذى كان بمثابة نقطة التحول الكبرى فى حياة الأكراد وحلمهم بمساعدة الأمريكان والغرب على إقامة دولتهم، فما هو سر تلك العلاقة بين أمريكا والأكراد.
أمريكا وأكراد العراق
وترجع تلك العلاقة برغم قدمها إلى العام 1973 وفق موسوعة الويكيبديا عندما قدمت أمريكا اتفاقا سريا مع شاه إيران محمد رضا بهلوى لبدء تمويل المتمردين الأكراد سرا ضد حكومة بغداد من خلال وكالة الاستخبارات الأمريكية وبالتعاون مع الموساد الإسرائيلى لتنشط بعدها العمليات العسكرية الكردية لصالح الحركة الكردية حتى تم عقد اتفاقية عام 1975 بحضور صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة فى حينه وبحضور شاه إيران تم خلالها تنازل العراق عن نصف شط العرب لصالح إيران مقابل طرد الأكراد وتوقف مساعدة الإيرانيين لهم مع سيطرة الحكومة العراقية على الشمال ليتجدد القتال مع الأكراد مرة أخرى عام 1977 وحتى 1979، وهى حروب شهدت حرق الكثير من القرى الكردية ثم اندلاع الحرب الإيرانية العراقية وخلالها شهدت المناطق الكردية هجومًا كبيرًا من القوات العراقية بعد تشكيلها ما يسمى بحملة الأنفال واتهام القوات العراقية والرئيس صدام بالإبادة الجماعية للأكراد وما أشيع عن استخدام الأسلحة الكيميائية وتوظيف الرئيس صدام مجاهدى خلق الإيرانيين لقتال الأكراد.
وخلال حرب الخليج الثانية لعب أكراد العراق دور هام فيها عندما انضمت الأحزاب الكردية واتحدت ضد الحكومة العراقية والجيش العراقى خلال الحرب، وفى ربيع العام 2003 لعبت القوات العسكرية الكردية والمعروفة باسم البشمركة التى تم تدريبها على أيدى الموساد الإسرائيلى دورا رئيسا بالإطاحة بالحكومة العراقية، وعندها قام الإعلام الأمريكى والغربى عبر الإعلان بإنشاء تعاطف دولى لقضية الأكراد أمام المجتمع الدولى، كما أن أمريكا التى أشرفت على إخراج الدستور الجديد قامت بتعيين جلال الطلبانى زعيم حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى رئيسًا للدولة العراقية، وتعيين مسعود البرزانى قائد الحزب الديمقراطى الكردستانى رئيس لحكومة كردستان كما أن أمريكا كانت من أوائل الدول التى أقامت لها تمثيلًا دبلوماسيًا وإقامة جامعة أمريكية فى إقليم كردستان، ولا يخفى على أحد بأن الأكراد بعد الغزو الأمريكى قد دعوا لإعادة الهيكلة السياسية والجغرافية لضم مزيد من الأراضى إلى المحافظات الثلاث والادعاء بمساندة أمريكية بأنها مناطق كردية ومنها مناطق فى نينوى وكركوك وديالى وهى مناطق تحتوى بجانب المحافظات الأخرى على غالبية الثروات العراقية، ومن دلائل العلاقات الأمريكية مع كردستان هو أن إقليم كردستان لم يتعرض لأى حوادث اعتداء أو قتل لأى جندى من قوات التحالف منذ غزو العراق عام 2003، كما أن أمريكا لم تسمح بعد سقوط الموصل فى أيدى داعش عام 2014 بدخول الإرهابيين إلى منطقة أربيل التى تعتبرها أمريكا خطًا أحمر لا يسمح لأحد بتجاوزه وعندها قامت أسراب من طائرات التحالف بقيادة أمريكا بضرب تنظيم داعش وبما لم تقم به الإدارة الأمريكية فى باقى الأراضى العراقية، ولا يخفى على أحد أن أمريكا بالتعاون مع إسرائيل قد قاموا بتدريب قوات البشمركة وتزويدها بكافة الأسلحة المتطورة خلال السنوات الماضية مع إنشاء قواعد أمريكية بها لإمكانية استخدامها ضد إيران فى وقت ما، وما تزال أمريكا تمد الإقليم بالأسلحة المتطورة دون الرجوع للحكومة المركزية فى بغداد تسعى أمريكا إلى بناء قوات منظمة للإقليم تكون حليفة لها ويمكن تطويرها بشكل متكامل وفق مقتضيات ومتغيرات المرحلة المقبلة.
جرائم «بول بريمر»
يعد بول بريمر الذى عينه الرئيس الأسبق جورج بوش حاكمًا مدنيًا للعراق عام 2003 أول من نفذ مخطط تغيير تضاريس العراق السياسية والعسكرية والاقتصادية والتشريعية من خلال قراراته المصيرية التى اتخذها خلال فترة حكمه للعراق والتى استمرت إلى 13 شهرًا تمكن خلالها من استكمال المهمة التى قام بها أكثر من 130 ألف جندى لغزو العراق، وهى قرارات كلفت العراق الكثير من الويلات ومنها ويلات التقسيم التى نشهدها الآن ومنها ما يتعرض له الآن العراق من فوضى وتنظيمات إرهابية وخراب ودمار ومضاعفات بسبب تبعات قراراته الخطيرة التى سببت للعراق الأزمات والانهيارات، ومنها أنه المسئول عن حل الجيش العراقى وإلغاء أجهزته الأمنية والاستخباراتية لتدمير قدرات العراق الدفاعية والأمنية كهدف استراتيجى أمريكى كان الهدف منه وما يزال حفظ أمن دولة إسرائيل وضمان تفوقها العسكرى والاقتصادى على الدول العربية، كما أنه المسئول عن حلول التنظيمات الإرهابية التى تم التخطيط والسماح بانتشارها ووفودها إلى العراق وسوريا ودول المنطقة لتنفيذ مخطط التقسيم تحت مفهوم الشرق الأوسط الجديد الأمر الذى أدى إلى سقوط الموصل والكثير من الأراضى العراقية فى أيدى داعش الإرهابى، كما أنه هو المسئول بقراراته إلى العمل على ضرب اقتصاد العراق وضرب الصناعة الوطنية وسرقة الأموال والثروات والآثار العراقية وتهريبها مع العملة الصعبة والمقدرات العراقية إلى الخارج، كما انه أول من دبر لنشر الطائفية وتأجيج نار الفتنة والانقسام عند الأكراد و تأليه الشيعة والسنة وضرب وتعقب البعثيين وسجن وتعذيب الأبرياء بالسجون والعمل على تقسيم الشعب العراقى إلى طوائف وقوميات متناحرة بما لم يشهده العراقيون من قبل , وبكلمة وداع فياضة اختتم هذا الأمريكى الصهيونى فى مذكراته مهمته التى وصف فيها العراق بعد كل ما فعله بها وبشعبها بأنها قطعة من قلبه ستظل باقية فى أراضيها الممتدة بين النهرين وبين جبالها المهيبة وشعبها الرائع وغيرها من الأسباب والعلاقات التاريخية التى تدل على تلك العلاقة التاريخية التى حان قطافها عبر الخيانة الآن بسعى أكراد العراق لإقامة دولتهم وتقسيم العراق بمساعدة المتآمرين ومنهم بعد أمريكا كانت إسرائيل فما هى تلك العلاقة.
إسرائيل وحكومة كردستان
برغم سرية العلاقة بين هذين الكيانين فإنها وبما لا يخفى على أحد كانت علاقة تآمر على العراق وعلى سوريا وعلى كافة الدول العربية من خلال العلاقات التجارية والعسكرية والاستخباراتية وإقامة سفارة إسرائيلية فى إقليم كردستان بما يدل على قدم العلاقة وقدم التآمر التى تمكن الأمريكان من تطويرها وتطويعها لصالح إسرائيل بعد الغزو الأمريكى للعراق بجعل الكثير من تلك العلاقات علنيا ومنها العلاقات العسكرية والتدريبات التى قامت بها إسرائيل لإنشاء قواعد متطورة يمكن النفاذ منها لضرب القواعد النووية الإيرانية ومساندة التمرد الكردى ضد العراق فى ستينات وسبعينات القرن الماضى وحتى الآن، وتورط أكراد كردستان العراق فى العملية الجوية الإسرائيلية التى قامت فى بداية ثمانينيات القرن الماضى لضرب المفاعلات النووية العراقية، كما أن هزيمة الجيش العراقى وتفكيكه يعتبر بمثابة الهدية الأمريكية الكبرى لإسرائيل وضمان تفوقها العسكرى الأبدى على العرب لتقوية المركز الاستراتيجى لإسرائيل، فلا النفط ولا الديمقراطية ولا حقوق الأقليات التى تتشدق بها أمريكا ولا ديكتاتورية صدام وغيرها من الأكاذيب كانت السبب الرئيس فى غزو أمريكا للعراق بل كان الهدف الأساسى من ورائها هو توسيع مجال التفوق الإسرائيلى لمئات السنين المقبلة وهو المخطط الذى تحيكه أمريكا الآن فى العراق وسوريا الآن بعدان نجحوا بمساعدة الموساد الإسرائيلى فى خلق تحالفات مع الأكراد ودعمهم فى مراحل معينة وعلى غرار ما يحدث الآن مع قوات الشعوب الديمقراطية فى سوريا ,ومن دلائل ذلك أيضا انه فى الوقت الذى يرفض فيه برلمان وحكومة العراق والدول الإقليمية والدولية فكرة الاستفتاء والتقسيم الذى تصمم عليه حكومة إقليم كردستان فان إسرائيل وحدها تؤيد تلك الخطوة وإعلان نيتنياهو تأييده لمساعى الأكراد نحو إقامة دولتهم وبما يعبر عن عمق العلاقات القوبة والمصالح القذرة القائمة بين الطرفين وبما يضر بمصالح الأمة العربية، وإذا كانت هذه المواقف لبعض القوى الدولية غير معلن تجاه نوايا الأكراد فى إجراء الاستفتاء والتقسيم فما هى المواقف المعلنة من جانب الدول الإقليمية والدولية بخصوص إقبال الأكراد على تحدى الدول وإجراء الاستفتاء.
مواقف رسمية
أولًا الموقف العراقى الرسمى من الاستفتاء: فى الوقت الذى يصر فيه إقليم كردستان بقيادة البرزانى على إجراء الاستفتاء فى هذه المرحلة الصعبة التى يمر بها العراق وما يشهده من اضطرابات أمنية وعرقية وطائفية وسياسية وما يشهده العراق من ضعف وتمزق وتشرذم وانشغاله بتطهير المناطق العراقية من تنظيم داعش الإرهابى، ترى الحكومة المركزية فى بغداد فى هذا الأمر خرقا واضحا للدستور العراقى الذى أقر من قبل بالحكم الذاتى للإقليم المرتبط بالحكومة الاتحادية العراقية الأمر الذى قابله البرلمان العراقى الذى اجتمع الأسبوع معلنا رفضه التام لإجراء الاستفتاء وتفويض حيدر العبادى باتخاذ كافة التدابير اللازمة للحفاظ على وحدة البلاد وفقا للدستور، كما استخدم البرلمان ضغوطه على الأكراد وأعلن بأغلبية ساحقة إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم من منصبه لدعوته المشاركة فى الاستفتاء مما يمكن أن يؤجج الحروب والصراعات بالمنطقة التى يمكن أن يخسر من خلالها الإقليم مكتسباته التى حصل عليها مقابل دفعه الثمن غاليا.
ثانيًا: موقف أمريكا والغرب المعلن: أقر البيت الأبيض رسميًا من خلال بيانه الصادر مؤخرا برفضه إجراء الاستفتاء ورأى فيه خطرًا كبيرًا يمكن أن يقوض الجهود المحلية والدولية تجاه محاربة تنظيم داعش وتطهير كافة الأراضى العراقية وتحقيق الأمن والاستقرار فى المناطق المحررة، كما رأت الإدارة الأمريكية فى نية حكومة كردستان إجراء الاستفتاء فى بعض المناطق المتنازع عليها بمثابة العمل الاستفزازى الذى يمكن أن يؤدى لزعزعة الاستقرار فى المنطقة، وأعلنت الإدارة الأمريكية فى الوقت نفسه وفى حالة عدم إجراء الإقليم للاستفتاء يوم 25 من سبتمبر الجارى قيامها بالجهد المطلوب والوساطة فى الحوار لتقريب وجهات النظر بين أربيل وبغداد وتحقيق مكتسبات جديدة للإقليم كما سبق أن قدمت أمريكا بمساعدة انجلترا وفرنسا وألمانيا مقترحات هامة وبديلة للاستفتاء إلى حكومة إقليم كردستان دون أن تحصل من الإقليم على الرد على تلك المقترحات، وفى الوقت الذى كانت تنتظر فيه أمريكا الرد من مسعود البرزانى أعلن الإقليم من خلال اجتماع برلمانه الذى انعقد مؤخرا وأقر بإجراء الاستفتاء فى موعده وبحضور 68 من أعضائه البالغ عددهم 111 عضوًا ليقوض البرلمان جهود المجتمع الدولى ويعارض الحكومة المركزية فى بغداد ويصر على إجراء الاستفتاء داخل الإقليم وخارجه.
أمريكا تسعى من خلال تدخلها فى عملية الاستفتاء إلى الحفاظ على حلفائها الإقليميين ومنها علاقتها بتركيا والبلدان العربية الرافضة للتقسيم ولهذا فإن أمريكا تأخذ فى عى الاعتبار مصالح الجانب التركى الرافض لإقامة دولة كردية وبما يهدد الأمن القومى التركى وإمكانية قيام الأكراد الآخرين ومنهم أكراد تركيا للمطالبة بإقامة دولة وكيان كردى أخر يمكن أن يطوق تركيا، ولهذا فإن أمريكا وعبر موقفها المعلن قدمت الكثير من المقترحات والمساعدات لثنى إقليم كردستان عن إجراء الاستفتاء، كما أن المجتمع الدولى ممثلًا فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن قد أقر عبر قياداته مؤخرا بعدم دستورية وإجراء الاستفتاء وتفضيل الحوار لحل الأمور العالقة بين الإقليم وبين الحكومة المركزية فى بغداد من أجل التوصل إلى حل سلمى بين الطرفين، وبرغم المناشدة الدولية بإلغاء الاستفتاء فإن البرزانى ووفق ما خطط له يصر على إجراء الاستفتاء فى موعده ويقيم الاحتفالات والمهرجانات بعد تكليفه المفوضية العليا للانتخابات إجراء الاستفتاء داخل وخارج الإقليم وبرغم ما أعلن الخارجية الأمريكية بعدم تأييد الاستفتاء فإن ذلك لا ينجى أمريكا من تورطها فى هذا المخطط الرامى إلى تقسيم العراق، وإلا فمن أين يأتى البرزانى بتلك القوة التى يعتمد عليها لإجراء الانفصال وبخاصة أمام الرفض التركى والإيرانى والسورى ورفض البلدان العربية بل ورفض الحكومة المركزية فى بغداد ليصبح إصرار أكراد كردستان بالانفصال ليس له سبب قوى واحد غير الاعتماد على الفيتو الأمريكى المؤيد والمخطط من قبل لفكرة التقسيم، وإذا كان الموقف الأمريكى يسعى لترضية حلفائه فى تلك الأزمة فإنه يسعى أيضا لترضية حكومة كردستان ومكافأتها على ما قدمته لأمريكا وحلفائها طوال السنوات الماضية فإن الموقف الغربى المتجسد فى مواقف فرنسا وانجلترا وألمانيا لا يختلف كثير عن الاتجاهات والنوايا الأمريكية عندما جاءت مواقفهم تجاه الاستفتاء مترددة وسلبية ولا يمكن أن يبنى عليها العراقيين والعرب الآمال لتجنب وضمان عدم وقوع المحظور.
الموقف التركى من التقسيم: كانت العلاقة بين تركيا وإقليم كردستان مبنية على المصالح المتبادلة بين الطرفين ولكنها فى مجملها كانت علاقات متغيرة وتميزت بالتوتر بسبب محاربة تركيا لأسباب سياسية وقومية حزب العمال الكردستانى التركى الساعى إلى إقامة دولة كردية تهدد الكيان التركى، كما ترى تركيا خطورة كبيرة من جراء وإمكانية انفصال كردستان عن العراق وتكوين دولة كردية يمكن أن تدفع أكراد المنطقة الآخرين فى تركيا وسوريا وإيران الأمر الذى يهدد تركيا، ولهذا فقد أعلن الرئيس أردوغان مؤخرا وعبر الإعلام إمكانية اتخاذ تركيا موقف متشدد من إقليم كردستان وقد بدا ذلك مليا من خلال الاجتماع الذى عقده مجلس الأمن القومى التركى مؤخرا وأصدر بالإجماع قرارات صارمة تحذر من إجراء الاستفتاء ومن مغبة عواقبه، وسيرى البرزانى بوضوح قرار تركيا القوى تجاه إقبال الإقليم على الانفصال وهو موقف متشدد من جانب تركيا ويأتى متشابه مع الموقف الإيرانى الرافض الاستفتاء لأن التعامل الإقليمى مع الأكراد قبل الاستفتاء لن يكون هو نفس التعامل بعد إجراء الاستفتاء حيث يتوقع محاصرة الدول الإقليمية ودول الجوار لإقليم كردستان وعزله عن محيطه الخارجى مما ينذر بوقوع حرب جديدة ضد هذا الإقليم.
الموقف العربى من الاستفتاء: جاءت المواقف العربية كلها رافضة لهذا الاستفتاء ومساندة فى الوقت ذاته للحكومة العراقية للحفاظ على وحدة الأراضى العراقية وضمان سلامتها واستقرارها، وقد رفضت الجامعة العربية الاستفتاء وشددت على بقاء العراق موحدة وفيدراليا متعدد المكونات والأعراق ورأت أنه الأجدى للعراق والأكراد والأمة العربية، وقد دعا الأمين العام بالجامعة العربية أحمد أبو الغيط الثلاثاء الماضى إلى تذكية الحوار بين الفصائل الكردية والحكومة العراقية حفاظا على مكتسبات الدستور الذى شارك الجميع فى صياغته بالحفاظ على وحدة العراق وتماسكه واستقراره وإعطاء المرحلة الحالية التكاتف من أجل محاربة الإرهاب والعمل من جانب الأكراد على تطهير الأراضى العراقية وضمها للعراق الموحد وليس بالعمل على ضمها إلى أراضى الإقليم والحفاظ على مكتسبات الفيدرالية، فى الوقت الذى رفض فيه أيضا المجلس الوزارى للجامعة العربية رفضه لفكرة الاستفتاء المزمع إجرائه يوم 25 من سبتمبر الجارى.
فهل ستنجح الضغوط الإقليمية والدولية والعراقية لوقف نوايا حكومة كردستان من الإقدام على إجراء الاستفتاء والسعى نحو الانفصال؟ أم أن البرزانى وحكومته مصرون على نوايا إقامة الدولة الكردية وعندها فلا عزاء للشعب العراقى ولا عزاء للأمة العربية إذا ما تمكن هذا الكيان من إقامة دولته المزعومة على غرار دولة إسرائيل التى تم زراعتها من قبل فى جسد الأمة العربية وقلب فلسطين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.