غداً تمر الذكري 132 علي وفاه مؤسس دوله الجزائر المناضل السياسي والمكافح والفيلسوف والمحارب عبد القادر الجزائري هو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي. إعتبره الفرنسيون 'يوغرطة الحديث'. خاض معارك ضد الاحتلال الفرنسي للدفاع عن الوطن وبعدها نفي إلي دمشق وتوفي فيها عبد القادر عالم الدين، الشاعر، الفيلسوف، السياسي والمحارب في آن واحد.اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر. وتوفي يوم 26 مايو 1883 بدمشق دولة عبد القادر وعاصمتة المستقلة: لبطولة الاميراضطرت فرنسا إلي عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية 'دي ميشيل' في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلي أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلي الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: 'يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، علي رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذي!!'. وكان الأمير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالةو كان قد أسّس قبلها عاصمة وذلك بعد غزو الجيش الفرنسي لمدينة معسكر في الحملة التي قادها 'كلوزيل'، وضع الأمير خطة تقضي بالانسحاب إلي أطراف الصحراء لإقامة آخر خطوطه الدفاعية وهناك شيد العاصمة الصحراوية، تكدمت. وقد بدأ العمل فيها بإقامة ثلاث حصون عسكرية، ثم أعقبها بالمباني والمرافق المدنية والمساجد الخ، وهناك وضع أموال الدولة التي أصبحت الآن في مأمن من غوائل الغزاة ومفاجئاتهم. وقد جلب إليها الأمير سكانا من مختلف المناطق من الكلغوليين وسكان آرزيو ومستغانم ومسرغين والمدية. في منفاة بدمشق: استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلي عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلي دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الأمير عبد القادر دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية علي احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلي اليوم إلي جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر وفاتة: وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 ه / 23 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلي الجزائرعام 1965 ودفن في مقبرة العالية في مربع الشهداء الذي لا يدفن فيه إلا الشخصيات الوطنية الكبيرة كالرؤساء.