أحقا مصدومون.. بلي إنهم موتورون، عجزت حروفي وقبرت بنفسي أهاتي وتشتت أفكاري وضاعت مني تراكيب جملي وكلماتي، ، حزن عميق بقلبي الذي اعتصره الألم وكانت الحسرة هي شعور مرافق طوال ليلتين طويلتين أتابع بكبت مقهور وتعجب مبتور مايحدث في مصر الحبيبة التي يستبيح الخونة والعملاء المرتزقة كل مقدساتها في تخريب ممنهج وتجريف فكري متعمد من وسائل وبرامج الإعلام علي حكم البراءة لمبارك.. ومن خلال ردود فعل البشر وكأن الطير يأكل من فوق رؤسهم.. ماذا لحق بكم يا سادة !! علي ماذا تعولون وتولولون وتهرتلون.. أم أنكم بالفعل منكوبون !!! ولكن ليست الصرعة والنكسة في الحكم بالبراءة علي من أفسد مصر وغيبها عن العالم من حولها، فشهداء ثورة 25 يناير ليسوا هم من قامت الثورة بسببهم فقد نزل المصريون إلي الميادين ضد القهر والظلم والفساد والتجبر والتوريث، لكل مقدرات هذا الوطن، فكثيرة هي الأسباب والمآسي والمظالم التي اندلعت الثورة بها، من قلب المشاعر اليائسة والبائسة لمصر ولأبنائها في وطن عز علي مغتصبين وسارقين خيراته أن يتركوا ملايين البشر تقتات ولو حتي علي الفتات الذي يبقي من خلف مخالبهم وسرقاتهم وسطوتهم فلم يتركوا حتي لملايين البؤساء ما يغني من جوع ولا وزر، بل وببجاحتهم في الترأس لمناصب الدولة بالبرلمان والحكومة !!!! وكانت الثورة علي ما هو أكثر ألما وفجعا في سيطرة الفساد وقتل الأخلاق ووأد الفضيلة وسحق التربية وانعدام الضمير وانتكاس المثل وانحدار السلوك وانحطاط الأهداف وفجر الهوي وضياع الانتماء، ، 36عاما من الفساد. نعم يا سادة كل ذلك كان نتاج 36 عاما من الفسوق والإفساد فعلي ماذا تتباكون الآن، وأنتم وقد تركتم جرائم المبارك ونظامه الساطعة أمام العالم كله في التقاريرالدولية في تذيلنا المراكز المتدنية في كل المناحي والمجالات الحياتية الداخلية و الدولية، الطبية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية.. فعلي ماذا أنتم تراهنون والرهان خاسر !!! فالبينة علي من أدعي !! وكيف لكم أن تفقدوا البوصلة لاتجاه مساركم !! أما كان استشهاد الشباب إلا لتغير مصر والوصول إلي حال أفضل؟ فلما تتركون الهدف الرئيس ، ، تركتم كل البراهين الساطعة وانجرفتم وراء محاكمة هي بالحق عادلة ولكن لا يوجد براهين وأدلة تدين الرجل فالحكم القضائي ولا تعليق عليه ولكن الحكم السياسي هو ما كان أجدي بكم أن تنتهجه هذه النخبة التي نكبتنا وجرتنا إلي هذا المصير المشؤم !! تنويم النخبة وأتساءل مرة أخري: هل هي استمرار لحالة التنويم المغناطيسي الذي أصاب النخبة التي هي النكبة بعينها !! وكأن انتظارهم لمحاكمة مبارك في قتل المتظاهرين هو طوَّق النجاة من المصائب والكوارث التي تتسارع للنيل من هذا الوطن المكلوب !! فكم هي السذاجة التي لا وصف لها إلا بالجنون وكمال المجون من تصور أن يستطيع أي قضاء بالعالم الحكم دون وجود أدلة مادية تثبت التورط بالقتل أو التحريض عليه !! تركتم يا سادة القضايا التي قامت الثورة من أجلها !! تركتم يا سادة البراهين الواضحة وذهبتم لقضية قتل المتظاهرين !!! تركتم الفساد الذي تسرطن في المجتمع فاكتسح كل عفيف، تركتم شقاء وبؤس الملايين من الشخوص المطحونة تحت خط الفقر، ، تركتم الملايين من أطفال الشوارع.. تركتم الجهل الذي غطي الرؤوس وأعمي القلوب والبطالة التي قضت علي تطلعات الشباب، تركتم المليارات المنهوبة من مصر والمهربة للبنوك بدول أوربا وأمريكا و وتركتم المرض والفيروسات والسرطانات التي حصدت أرواح الآلاف !!تركتم ملايين المصريين المنكوبين في شرفهم بل وأعراضهم نتاج التدني والفجر الأخلاقي نتاجا لكل الظروف المحيطة بهم وما كان مصاحبا لذلك النظام الفاسق الفاجر الغاشم... فإلي أي مدي ستتابعون ذلك العته والسفهه والخبل؟؟.. أم أنتم بالحق تائهون مغيبون في عالم قد يكون مسكونا ومنتظرا الحكم المرهون علي ذلك المبارك المسجون !!!! توالت عناوين الأخبار تباعا وكأنها طبول الحرب تدق بناقوس مضطرب، لا بل وكأننا بعثنا من قبورنا ليوم القيامة وفي حالة الزهول والتخبط !! عجبت منكم ياأهل وطني !!! الغالبية تتعجب من الحكم وكأنهم كانوا ينتظرون الإعدام لمبارك !! وكأن الجمع غير متيقن من عدم وجود أدلة وبراهين ساطعة أمام القاضي ليحكم في قتل المتظاهرين !! صمتت كل الأفواه فجأة وكأنالصاعقة نزلت عليهم، ولم يعد في مقدورها إلا الاستغراب علي حكم مبارك !!!، ، نعيب علي الزمان والعيب فينا وما للزمان عيب سوانا.. ونشكو ذَا الزمان بغير ذنب.. ولو نطق الزمان لنا هاجانا...بالفعل هم الشخوص بنفس الوجوه المنافقه الكاذبه ونفس الخزعبلات الفكرية التي يزج بها الي الشعب ولكن بعد ما مر علينا خلال ما يقارب من اربع سنوات عجاف اعتقد أو أستطيع أن أجزم أن الشعب أصبح يعي تماما ما يجري من حوله ويتابع هؤلاء الاعلاميين المخبولين وأصحاب الأحزاب الكرتونية الذين كل أفعالهم هو اجتماعاتهم في وجود قنواتهم الفضائية لتتصدر تصريحاتهم الصحف والمجلات، متوهمين أنهم الثوار الذين!! ويالعجب العجاب وهم بذات أنفسهم لم يقدروا حتي علي تكوين تحالفات قوية كانت تنافس بشرف مع الإخوان، فهم لأنانيتهم وحب الظهور في شاشات التلفاز لم يضحوا بلقب رئيس حزب أو أمين حزب لكل منهم فاعتقدوا أنهم مناضلون بالأسطر التي يخرجونها من اجتماعاتهم ويلقونها أمام الميكروفونات علي هيئة بيان يكون التحذيرات من مرض شلل الأطفال لها رونق وصدي أكبر منه رغم حفظها عن ظهر قلب.. صدقا ياله من نضال !!! الحمدين. وعلي رأس الأبطال البطل الأغر ذلك الحمدين الذي يطالب السيسي بتحديده موقفه من الثورة !! بل ذهب الرجل الذي كان مرشحا للرئاسة إلي الاعتراض علي حكم القضاء، نفس القضاء أيها الحمدين هو من أخرج ابنتك براءة من النصب !!!! ولكن لا مانع من الضحك ولو قليلا علي الحالة البارانودية التي تصاحب تكهناتك الخرقاء بل أحيانا علي تعليقاتك المفتعلة و المكررة والتي حفظها الشعب عن ظهر قلب فما وجب عليك محاولة التجديد في العرض الإعلامي أيها الرجل العاقل !!! تغير أنت. ولكن صدقا وللإنصاف فالجميع يعلم ومتيقن من أن التغير لا بد أن يبدأ من كل شخص وفي نفسه أولا ولكن هنا أيضا تقع المعضلة برغم المعرفة إلا أنه مازال الشعب يقع في فترة التخبط والانتظار وكأنه ينتظر معجزة إلهية أو كأنه ينتظر أن يصحوا بيوم من الأيام يجد مصر من الدول العظمي بقدرة قادر !! بالفعل أحبائي ان الله قادر علي كل شيء، ولكن إلي متي سنظل في أحلام اليقظة دون تحريك ساكن للتغير !!! كلنا شاركنا بالفساد ومن يردد غير ذلك فعليه مراجعة نفسه، فالاعتراف بالخطأ بداية الإصلاح، ومن منّا بدون خطيئة فليقذفني بحجر، ، هي الحقيقة التي نغفل عنها كلنا بل لن أضاين أوأهادن من يتفزلك ويتجبر بأنه حارب وعلا صوته كمعارض في عصر مبارك فيستخف بعقول البسطاء من المصريين ويتفاخر بأنه كان يعارض وينتقد سياسات مبارك فيجعل ذلك منه علي حسب تصوره واعتقاده بأنه حامي حمي الديار المصرية والبطل الأغر !! ولكن أنا ها هنا أعلنها بكل صراحة ومكاشفة: مهلا سيادة الإعلامي أو السياسي أو الثوري صاحب الصوت الحنجوري ولتكف عنا بصيحاتك التي تروج بها لشهرة زائفة مؤقتة فكم هم من الآلاف أمثالك وقبلك سلكوا نفس أفعالك ولكن كم منهم واراهم التراب ولم يتذكرهم أحد.. بالفعل حققوا ثروات وأموالا طائلة ولكن كم من كل ذلك الركام ترك بصمة أو حتي جملة لتنير الطريق وتكون ملهمة لشباب هذا الوطن الجريح ، فلن نخدع في تمثيلك الدرامي المسرحي و نبراتك الرنانة وتعبيراتك الأدبية البليغه فكفي أيها السفسطائي المخادع فكلنا نعلم أن التسبيح بحمد ولي النعم كان دائماً هو الصفة المشتركة بين البشر منذ بدء الخليقة والي الآن. وان اختلف في الشكل والأسلوب.. فقديما كان حاشية الملك والبلاط وكان هناك شعراء الحاكم يبررون ويبلورون كل تصرف يصدر عنه وبالعصر الحديث كان الإعلام مليئا بالطبالين والزمارين والمسبحين بحمد ولي نعمتهم، وهيهات فان حجرالرحي الثقيل يدور ويدور ويأخذ كل شيء بطريقه وما كنت أنت وغيرك إلا أدوات لإكمال البانوراما اليومية للصراع الحقيقي بين قوي الخير والشر.. ونحن جميعا كنا في نطاق المنظومة الفاسده شئنا أم أبينا.. ولكن السؤال الذي لم يجد له جواب إلي الآن : هل نستفيق من دوامة الماضي ونلتفت للبناء معا وهل من ادّعي أنه عارض النظام البائد قدم من الجهد والعمل ليشارك في بناءكيان سليم شريف منضبط ومستقيم ليغير ويصلح ما أفسده من ادعي أنه كان يعارضهم !!! فليجيب كل منا بصدق ولنستعد وننفض عنا التيه والضياع والتشتت فكفانا ولنخرج من هذا النفق المظلم ولنكن علي يقين بأن الله عز وجل يراقبنا أما إن لم نكن نحن هذا الجيل الواعي والمثابر، فلنحذر التحذير الإلهي الشديد 'وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ' [محمد: 38]. استقيموا يرحمكم الله لنعرف كم هي مصر عظيمة لبقاء وجودها في وسط كل ذلك الهراء والغثاء..