صدق أو لا تصدق.. لقد ساهم التحالف الإخواني المعروف باسم 'التحالف الوطني لدعم الشرعية' في نجاح ثورة الثلاثين من يونيو 2013، التي أسقطت حكم 'الإخوان'، ثم قدم دعماً كبيراً لخارطة الطريق، وقبل هذا وذاك ساهم في افشال جميع مخططات 'الإخوان' وأعاد الجماعة الإخوانية إلي نقطة الصفر.. وكانت 'رابعة' هي كلمة السر ومفتاح النجاح !! وتعود بداية القصة إلي الأيام الأولي من شهر يونيو 2013 التي شهدت استعدادات مكثفة من جماعة الإخوان لمواجهة الاحتجاجات الجماهيرية المنتظرة، وكان من بين هذه الاستعدادات وضع خطة مناسبة لحماية الفريق الرئاسي الإخواني، واستقر رأي الجماعة علي تنظيم اعتصام جماهيري كبير في محيط قصر الاتحادية الرئاسي، لتأمين محمد مرسي وقيادات 'الإخوان'، وكان من المقرر أن يعود الفريق الرئاسي إلي قصر الاتحادية عقب الخطاب الذي يلقيه محمد مرسي في مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات في السادس والعشرين من يونيو 2013، ويظل داخل القصر تحت حماية ما لا يقل عن نصف مليون من المعتصمين، وبهذا تفشل أية محاولة لعزله ويقف 'الإخوان' وحلفاؤهم حصناً منيعاً في مواجهة أية محاولات للوصول إلي قصر الاتحادية!!! وقد لقي هذا الرأي قبولاً واستحساناً داخل الصف الإخواني.. وكان من المقرر أن تنتهي فعاليات 30 يونيو في ميدان 'رابعة' ثم تنتقل الحشود الجماهيرية إلي قصر الاتحادية في الأول من يوليو 2013.. أو في حالة أي طارئ يهدد الشرعية – حسب قولهم - لكن فجأة تغير كل هذا وتدخلت قيادات في التحالف الإخواني ونجحت في إقناع قيادات 'الإخوان' بأن محيط مسجد 'رابعة العدوية' هو المكان المناسب للاعتصام، لأن الجيش سيقوم بمهمة حماية الرئيس والفريق الرئاسي وكبار المسئولين في الدولة، ولن يحتاج الرئيس محمد مرسي سوي الدعم الجماهيري لشرعيته.. وعندما وجهت قيادات إخوانية سؤالاً إلي أحد أعضاء مكتب الإرشاد حول مخاوفها من أي تغيير مفاجئ في موقف الجيش، ضرب القيادي الإخواني الكبير علي بطنه وقال بالحرف الواحد: 'من ناحية الجيش حط في بطنك بطيخه صيفي.. طبعاً الجيش معانا'.. وبالمناسبة فإن عضو مكتب الإرشاد هذا لم يتم القبض عليه حتي تاريخ كتابة هذه السطور!! وكان القيادي الإخواني الكبير يستند في كلامه هذا علي معلومات قدمتها عناصر وقيادات في التحالف الإخواني تقول: 'إن الجيش علي قلب رجل واحد خلف الرئيس محمد مرسي، وأن الحرس الجمهوري سيتولي حماية الفريق الرئاسي من اية مخاطر حتي لو كانت من داخل الجيش'!! وقد نجحت عناصر في التحالف الإخواني في إقناع قيادات 'الإخوان' بعد عزل مرسي في الثالث من يوليو بأن الحرس الجمهوري يحمي الفريق الرئاسي، مؤكدة أن حالة الانشقاق تسيطر علي الجيش، وتستعد تشكيلات داخل الجيش 'ضباط النخبة' للتحرك والقبض علي وزير الدفاع - في ذلك الوقت - الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وأعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وظل هؤلاء يقدمون مثل هذه المعلومات إلي جماعة 'الإخوان' حتي صدق 'الإخوان' أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي تعرض لمحاولة اغتيال داخل الجيش، وقد اسفرت المحاولة عن وفاته أو علي الأقل أعجزته عن الحركة وأصبح خارج نطاق الخدمة، حسب نص المعلومات التي نشرها أحد الإعلاميين المحسوبين علي 'الإخوان' في ذلك الوقت، وتم نقل هذه المعلومات في نص التعليمات الدورية إلي 'الإخوان' داخل السجون، فأقاموا الأفراح والليالي الملاح، وانتظروا إعلان النبأ رسمياً حتي طال بهم الانتظار، وبدأ الشك يتسرب إلي نفوسهم فتمت معالجة هذا الشك بشائعة دوبلير السيسي، وتم نشر حكاية مدرب الرقص الذي يقوم بدور السيسي في إدارة شئون الحكم، كما نشطت عناصر بعينها في ترويج مثل هذه الشائعات عبر قناة الجزيرة ومواقع وصفحات الإنترنت، وكانت آخر معلومة تم نشرها في إطار الخطة التي نفذتها قيادات في التحالف الإخواني لتضليل 'الإخوان' هي معلومة أن السيسي – إن كان حياً - لن يترشح لانتخابات الرئاسة، وان المرشح المؤكد هو اللواء مراد موافي رئيس المخابرات السابق، وتم نشر هذه المعلومة بالفعل علي صفحات الفيس بوك الإخوانية قبل أيام من إعلان المشير السيسي عن ترشحه لمنصب الرئيس!!! وهكذا سار الحال طوال أيام الاعتصام في 'رابعة' وما بعد فض الاعتصام، وساهم هؤلاء في اسكات اي صوت يدعو للتفاوض مع الجيش وفض الاعتصام سلمياً والخروج من 'رابعة' لأن التفاوض يعني إعادة الإخوان للحياة السياسية، وهذا إن تم يدمر الفرصة السانحة لهؤلاء ليكونوا البديل الإسلامي '!!!!!' علي الساحة بدعم شيعي كبير في إطار مخطط نشر التشيع السياسي – وليس التشيع الديني - داخل مصر!!! واستمرت هذه الفئة داخل التحالف في وضع الخطط الفاشلة بعد فض اعتصام 'رابعة'، ومنها خطة اقتحام ميدان التحرير والسيطرة علي الميادين الكبري في 6 أكتوبر 2013، وخطة ثورة 25 يناير الثانية في عام 2014، وخطة 6 اكتوبر 2014، وسمعنا عن 'أيام الحسم'، وثورة 'الغضب الثانية'، وعن عودة مرسي غداً وبعد ثمانية وأربعين ساعة، وسقوط الانقلاب في رمضان ثم في عيد الفطر ومن بعدها العودة المنتظرة في عيد الأضحي، لتنتقل الوعود إلي رمضان من العام الذي يليه وعيد الفطر التالي ثم جاء عيد الأضحي ومليونيات 'عيدنا النصر' التي لحقت بما سبقها، وما سيلحقها من فعاليات يقوم بها أعضاء التنظيم الإخواني المخترق !!! وبعد أن نفذت عناصر التحالف مهمتها بالتعاون مع عناصر إخوانية خرقت سفينة 'الإخوان' وعبثت في دفة القيادة بدأ بعضهم في القفز من السفينة، والمضحك أن أحد مكونات التحالف، قدم نفسه كبديل عن جماعة 'الإخوان' كي ينجو بحزبه من الحظر والحل والتجميد فكتب من سجنه الذي دخله مؤخراً مقالا يقول فيه بالحرف الواحد: ' ومن ناحية أخري فإن تخطي مرحلة الإخوان كتنظيم تاريخي لن تحدث بالوسائل الأمنية، بل هذه الوسائل تطيل في عمر المدرسة الإخوانية.. ' وأضاف: 'فإذا لم يظهر حزب أو حركة أو جبهة تكون مقنعة للشعب، فلن نتخطي مرحلة الإخوان حتي وإن وضعوا جميعًا في السجون، لأن مآلهم أن يخرجوا منها، وينبغي أن يخرجوا منها' !!! وأكد القيادي الكبير البارز واللامع والملمع إعلاميا في التحالف الإخواني أن حزبه تخلي عن المطالبة بعودة مرسي للحكم، وانتقد أسلوب 'الإخوان' في إدارة الأزمة عقب عزل مرسي، وقال: 'إن هذا الأسلوب يعكس أنك تخشي منهم، أو لا تزال تضعهم في حسابك، وهذا السبب الأخير هو الحقيقي، واضاف: 'وهكذا فإن عامًا وثلاثة أشهر علي السقوط من الحكم دون مراجعة المواقف، يعني أن الإخوان الذين قبلوا الوصول للحكم بموافقة أمريكية، لا يزالون يسعون للعودة بموافقة أمريكية، وهذا أمر مروع. إن 15 شهرا من الصمت تكفي لإخراج الإخوان من سدة القيادة التاريخية، حتي وإن نصحوا القواعد باستمرار المظاهرات، التي تركز علي رفع صور مرسي.. والمطالبة بعودته، وهو شعار لا يصلح لحشد وإيقاظ وتحريك الأمة، لأنه أصبح شعارا حزبيا، وترتبط الديمقراطية بالقضيتين الوطنية والاجتماعية'.. انتهي نص كلماته التي نشرها في مقال تتصدره صورته وهو يرفع شعار 'رابعة'، وكان صاحب هذه الكلمات هو ذاته الذي وقف علي منصة 'رابعة' أيام الاعتصام يدعو للصمود لمدة 48 ساعة، لأن العميد الجوهري اتصل به هاتفيا وأبلغه بعودة الرئيس مرسي في حالة الصمود 48 ساعة فقط.. !!! وحول مؤامرات التحالف الإخواني ضد 'الإخوان' انقل لكم النص الحرفي لما كتبه أحمد المغير، المعروف بلقب رجل خيرت الشاطر في صفحته علي الفيس بوك في الذكري الأولي لفض اعتصام 'رابعة'، حيث قال بالحرف الواحد: '.. معلومة جديدة أول مرة تعرفوها إن مكان الاعتصام النهائي أصلا مكنش في رابعة وإنما أمام قصر الاتحادية التجميع والحشد عند رابعة الغرض منه كان التدخل الفوري في حالة حدوث أي طارئ عند قصر الاتحادية ثم التوجه للقصر يوم 1-7-2013 بعد انتهاء فعاليات 30-6 وكان ده القرار المتخذ قبلها باسبوع لكن فجأة وبدون سبب مفهوم تم تغيير القرار بعد ان تدخل احد القيادات بدعوي وجود تطمينات من قبل الجيش ان الامور هدأت ومش محتاجة تصعيد 'ما قيل لنا'، لا داعي للذكر ان حدوث 'الانقلاب واعتقال' د.مرسي كان هيبقي شبه مستحيل بوجود نصف مليون واحد حول القصر'.. وأضاف المغير، أنه أثناء الفترة الأولي للعتصام بدأ د.أسامة يس بالتواصل مع الشباب لتجميع أفكار ثورية أحدها كانت خطة مجموعة من الشباب للذهاب للتحرير لتحريره من البلطجية والاعتصام فيه وكانت الخطة تشمل نقل أعداد ضخمة خلال فترة قصيرة باستخدام حلول مبتكرة بالاضافة الي التعامل مع بلطجية التحرير بعد رصد تجمعاتهم وشقق السلاح الخاصة بيهم، لاقت الفكرة استحسان الجميع خاصة ان التواجد الامني كان ما زال ضعيف هناك وأبلغنا د.أسامة ان الخطة ستوضع موضع التنفيذ لكن فجأة تم الغاء الموضوع بعد تدخل ناس من 'اخوانا اللي فوق' وطبعا مش محتاج اشرح اهمية التحرير بالنسبة 'للانقلاب' ولا أذكر ان بعض مش كل 'اخوانا اللي فوق' معتقل وان البعض الآخر فضل مطلق السراح طول الوقت دون ان يمس بكلمة ومن غير ما يكون مطارد او ملاحق'، وقال المغير 'إنه تم وضع عدة سيناريوهات ممتازة للحسم متوفر كل الامكانيات لتنفيذها وكان الشباب بيضغط لتنفيذها وفي وقت الفترة الاولي للانقلاب اللي مكنش رسخ لسة أقدامه، وتم رفض جميع الخطط والامتناع عن دعمها وقيل لمؤيديها نفذوها انتوا احنا ملناش دعوة بيها' انتهي نص كلام أحمد المغير المعروف بلقب رجل خيرت الشاطر وقد نقلناه حرفيا كما نشره علي صفحته!! واكتفي بهذا القدر من المعلومات، وأقول لأصحاب شعار 'رابعة' يكفيكم مندوب جمال مبارك 'مندوب الحزب الوطني الحاكم في عهد مبارك' الذي تسلل إلي قمة الهرم القيادي في التحالف المعروف باسم 'تحالف دعم الشرعية'، وظل، وسيظل قريباً من مركز صناعة القرار الإخواني أينما حل وارتحل بين مصر وقطر وتركيا، واستطاع ببراعة تامة أن يتلاعب بدفة القيادة الإخوانية دون أن يتم اكتشاف حقيقته، ولم ولن ولن ولن يعرفه 'الإخوان'.. ولم ولن ولن ينجح التنظيم الإخواني المخترق في تحقيق أي وهم من أوهامه !!!!