أسعار الدواجن والبيض اليوم 28 مايو.. ارتفاع جماعي وأرقام صادمة    حدث ليلا.. إسرائيل تحت النار واشتباكات برفح الفلسطينية وكوريا الشمالية تدق طبول الحرب    طقس اليوم 28 مايو.. هبوط بدرجات الحرارة وأمطار رعدية بهذه المناطق    «زي الجاهز».. طريقة عمل مارشميلو في البيت بألوان مختلفة    «جريفيث»: لا يوجد مكان آمن في غزة.. والهجوم على رفح الفلسطينية غير مقبول    حظك اليوم برج الجدي الثلاثاء 28-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هند البنا: جنود الاحتلال الإسرائيلي يعانون من اضطرابات نفسية بسبب حرب غزة    «الأزهر للفتوى» يوضح المواقيت المكانية للإحرام كما حددها النبي    هند البنا: المجتمع الإسرائيلي يعاني من مشكلات نفسية واجتماعية    السبت.. مجلس أمناء الحوار الوطني يواصل اجتماعاته    اليوم.. وزير الكهرباء يفتتح محطة رياح خليج السويس بقدرة 252 ميجا وات    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28 مايو في محافظات مصر    محمد رمضان يعلق على أحداث رفح الفلسطينية    يتم إعلانها «اليوم».. تاريخ جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية    مدير المستشفى الكويتي برفح: أُجبرنا على الإغلاق بعد مصرع اثنين من العاملين    هل يجوز الحج بالتاتو المؤقت؟ دار الإفتاء تجيب    تعرف على ترتيب جامعة المنيا في تصنيف الجامعات عالميا    ترتيب هدافي الدوري السعودي بنهاية موسم 2023- 2024    عاجل - وكيل الأمين العام للأمم المتحدة: حذرنا من أن عملية رفح ستؤدي لمذبحة ولقد رأينا العواقب    السيطرة على حريق التهم مخزن أدوات كهربائية في ميت غمر بالدقهلية (صور)    حمدي فتحي: أتمنى انضمام زيزو لصفوف الأهلي وعودة رمضان صبحي    بشير التابعي: الأهلي يعيش في حالة استقرار مالي وإداري عكس أي نادِ آخر في مصر    شوبير: الشناوي هو أقرب الأشخاص لقلبي    عضو مجلس الزمالك: إمام عاشور تمنى العودة لنا قبل الانضمام ل الأهلي.. ولكن!    مصطفى شوبير: «رايح معسكر المنتخب وأنا الحارس رقم واحد في مصر»    مدرب الألومنيوم: ندرس الانسحاب من كأس مصر بعد تأجيل مباراتنا الأهلي    دويدار مهاجما إدارة الزمالك: «هذه الأخطاء لا يقع فيها مراكز الشباب»    نقابة الأطباء: قانون تأجير المستشفيات الحكومية يتسبب في تسريح 75% من العاملين    عيار 21 يسجل رقما جديدا.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم بالصاغة بعد الانخفاض    مفاجأة كشفتها معاينة شقة "سفاح التجمع" في مسرح الجريمة    نتائج السادس الابتدائي بالعراق 2024 الدور الأول    غرق طالب أثناء استحمامه فى ترعة «السوهاجية» ب سوهاج    الحكومة: زيادة تدريجية بأسعار الكهرباء لتجنب الإثقال على المواطنين بزيادات يصعب تحملها    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024    إستونيا: المجر تعرضت لضغوط كبيرة لتفسير عرقلتها مساعدات الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا    ذاكرة الكتب.. بعد حادثة مصرع «رئيسى».. «هل إيران جمهورية إسلامية أم سلطنة خمينية»؟    محمود فوزي يرحب بدعوة مدبولي لإشراك الحوار الوطني في ملف الاقتصاد    «دير البرشا» تستقبل بطلات «كان» بمظاهرة حب    وزير الصناعة: بدأت الآن على مسار تصنيع السيارات الصديقة للبيئة (فيديو)    خبير: ملايين المصريين بحاجة إلى دخول عالم الذكاء الاصطناعي    «من حقك تعرف».. هل تتنازل الزوجة عن قائمة المنقولات الزوجية عند طلب الخلع؟    اتصالات النواب تكشف مفاجأة بشأن رابط شوف صورتك بعد سنوات    إدارة المقطم التعليمية تستقبل وفدا من مؤسسة "حياة كريمة"    الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تستعد لإقامة احتفالية بمناسبة عيد دخول السيد المسيح أرض الكنانة    عدد أيام إجازة عيد الأضحى المبارك 2024    4 أعراض للإصابة بمرض الربو، تعرف عليها    فوائد مذهلة لتجميد الخبز قبل أكله    ياسمين رئيس أنيقة بالأسود وفنانة تحتفل بعيد ميلاد ابنة شقيقتها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية يكشف لمصراوي أبرز تحديات العمل الأهلي في مصر    هل وصل متحور كورونا الجديد إلى مصر؟.. رئيس اللجنة العلمية يوضح    «صحة القليوبية»: رفع درجة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى المبارك    رئيس جامعة المنيا يشهد ختام فعاليات المُلتقى السنوي الخامس للمراكز الجامعية للتطوير المهني    اليابان تدعو لتوخى الحذر بعد أنباء عن إطلاق كوريا الشمالية صاروخ    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية المتنقل ‫    أخبار 24 ساعة.. وزير الأوقاف: إجمالى المساجد المجددة منذ تولى الرئيس السيسي 12 ألفا    تعرف على فضل وحكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    هل يجوز تعجيل الولادة من أجل السفر لأداء الحج؟.. أمينة الفتوى بدار الإفتاء تجيب    «الشيوخ» يناقش سياسة الحكومة بشأن حفظ مال الوقف وتنميته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زلزال التخوين يضرب تحالف 'رابعة' الإخواني!!

في الأسبوع الأول من يوليو 2013 كانوا مجتمعين في محيط مسجد 'رابعة العدوية' تحت راية ما يسمي ب 'بالتحالف الوطني من أجل دعم الشرعية'، وكانت قبلة الوجوه في الصلاة إلي بيت الله الحرام في مكة المكرمة، لكن كانت العقول والقلوب تصلي إلي أكثر من قبلة.. فمنهم من كانت قبلته العاصمة القطرية الدوحة، ومنهم من كانت قبلته جبال أفغانستان وباكستان حيث الملاذ الآمن للملا عمر وأيمن الظواهري وغيرهم من قيادات الجهاد.. ومنهم من كانت قبلته تركيا ينتظر منها الأمل والمدد، ومنهم من ولي وجهه شطر البيت الأبيض الأمريكي ينتظر منه الغارات العسكرية التي تضرب قوات الجيش المصري وتعيد محمد مرسي إلي قصر الاتحادية، وبين هؤلاء جميعاً كان مجدي أحمد حسين وأتباعه من حزب 'العمل الجديد' وكانت قبلتهم طهران حيث المدد القادم من آيات الله.. واختلفت المشارب والتوجهات ولم يتوقف الكثيرون أمام المعارك الكلامية والمشاجرات الفكرية التي تطور بعضها إلي تراشق بالكلمات واللكمات، فهذا يرفض الأغاني والموسيقي الوطنية لأن المعازف من الشيطان، وكان كلام هؤلاء قولاً واحداً: 'إما نحن وإما المعازف الحرام'، واختار 'الإخوان' المعازف واختار هؤلاء أن يتوجهوا إلي اعتصام 'النهضة' حيث الجماعات الإسلامية الأكثر التزاماً من وجهة نظرهم!!
وقبل أن يمضي أسبوع واحد من الاعتصام في 'رابعة العدوية'، كان الواقع يشير إلي أن 'الإخوان' جمعوا الشامي علي المغربي والسمك علي اللبن والتمر الهندي، وأرادوا أن يخرجوا منهم بوجبة واحدة دون النظر إلي أضرار هذه الوجبة وما قد تحدثه من اضطرابات معوية، وليت أضرارها قد توقفت عند الاضطرابات المعوية، ولكن يبدو أن خليطاً آخر دخل في تركيبة المعتصمين فأحدث لعقول بعضهم اضطرابات عقلية ونفسية.. فقد اختلفوا وتناحروا - سراً - داخل مركز القيادة في اليوم الواحد أكثر من مرة، وتشاجروا علنا مرات ومرات علي مدار أيام الاعتصام، فهذا يقول لقد اجتمعنا تحت راية الشريعة والشرعية ولا يجوز لجماعة 'الإخوان' أن ينزعوا هذه الراية من أعلي منصة الاعتصام ليضعوا بدلاً منها رايات الديمقراطية الكافرة – حسب تعبيرهم – لأنها مخالفة لما اتفقوا أن يجتمعوا عليه.. بينما رأي 'الإخوان' أن الشرعية لن تعود دون التدخل الغربي والأمريكي فوجهوا رسالتهم بما يهواه الغرب وكتبوا لافتاتهم باللغة الإنجليزية وأرسلوا بياناتهم عبر 'الجزيرة' بذات اللغة.. !!!
وبين الديمقراطية الكافرة والشرعية الإسلامية، حاول مجدي أحمد حسين وأتباعه في حزب العمل الجديد 'الاستقلال حاليا' أن يخاطب آيات الله في طهران بما تعشقه آذانهم، وأن يرسل رسالة لأصحاب البركة والمدد في 'قم' الإيرانية فأصدر بيان 'الاستقلال' الذي يؤكد فيه أن الحل في مقاومة أمريكا وإسرائيل، وطبع بيانه، وعند ظهور أول ورقة منه بين المعتصمين، سالت دماء مندوب مجدي أحمد حسين بعد أن أشبعه 'الإخوان' ضرباً وركلاً، وبدأت أول ملامح 'التخوين' فقال بعضهم إن مجدي حسين وأتباعه يقودون مؤامرة ضد المعتصمين تستهدف استعداء الغرب والولايات المتحدة ضد 'الإخوان' ليكون تأييدهم في صالح 'الانقلابيين' حسب قولهم، وطار مجدي حسين إلي غرفة عمليات 'رابعة' شاكياً ومعه المضروب باكياً، وانتهي الأمر ظاهرا باعتذار إخواني مسح الدماء التي سالت، لكنها لم تمنع دماء أخري نزفها الممثل المعتزل وجدي العربي أحد رموز الاعتصام عندما ألمح في قوله إلي ضرورة مراجعة الموقف والتفكير في البحث عن آلية أخري غير الاعتصام، وعندها هاجمه بعضهم وكادوا أن يحطموا رأسه للقضاء علي ما تحتويه من فكرة تضرب عزيمة المعتصمين الصامدين المرابطين حسب أوهامهم!!
وكان الخلاف الأبرز داخل الاعتصام بين مدرستين: الأولي تري أن المقاومة يجب أن تكون سلمية بالمعني الحقيقي لكلمة سلمية.. أما المدرسة الثانية فكانت تري أن الحل هو الجهاد.. الجهاد.. الجهاد يا سلامة.. وقال هؤلاء إن معهم في الصفوف أسود جماعات الجهاد و الجماعة الإسلامية، و'حازمون'، والقبائل العربية المسلحة تنتظر الإشارة، وقوات الأخ عبد الحكيم بلحاج في ليبيا، تنتظر اللحظة التي ينشغل فيها الجيش بالمعارك الداخلية، والإخوة في سيناء يحاولون فتح ثغرات في باطن الأرض لنقل المجاهدين من غزة، وآخرون في الجنوب يستعدون للحظة الحاسمة التي تنتقل فيها قوات المجاهدين من أفريقيا.. وفي النهاية كانت الغلبة لصيحة الجهاد.. الجهاد يا سلامة، وكانت أحداث الحرس الجمهوري، وأحداث المنصة، وأحداث رمسيس وغيرها.. وقد بدا هذا الاتجاه واضحاً من بداية الاعتصام في الأسبوع الأخير من يونيو علي لسان صفوت حجازي، وكان لدي أجهزة الأمن أكثر من دليل علي هيمنة النظرية الدامية علي عقول القيادات الفاعلة في الاعتصام، وكان الدليل الأول هو الاتصال الهاتفي الشهير الذي أكد فيه صفوت حجازي لحازم صلاح أبو إسماعيل أن الإخوة في الاعتصام يحملون أسلحتهم وأنه شخصياً يحمل سلاحه المرخص، ومن يقترب من القصر الرئاسي في 30 يونيو فسيكون مصيره الذبح وقطع الرقبة، ثم ظهرت 'كتائب الردع' بتدريبات الإحماء والعصي الخشبية والمعدنية، وانطلقت من بريطانيا وباكستان وأفغانستان فتاوي الجهاد والاستشهاد ودعاوي قتل ضباط الجيش والشرطة، ومن منصة 'رابعة' انطلقت تهديدات طارق الزمر وعاصم عبد الماجد، ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي، وكان مجدي أحمد حسين رئيس حزب 'العمل الجديد' 'الاستقلال حاليا' الموالي لإيران بالمرصاد لكل من يدعو إلي فتح قناة حوار مع الجيش، وسرعان ما كان يقف ويدعو للصمود لأن محمد مرسي سيعود خلال ساعات، مؤكداً لهم أن العميد طارق الجوهري قائد تأمين منزل مرسي اتصل به وأخبره بأهمية الصمود 48 ساعة وسيعود مرسي.. ونشر مجدي حسين في صحيفته وموقعه الإلكتروني وفي صفحته علي الفيس بوك الأخبار التي تقود 'الإخوان' إلي مزيد من الصمود أو بمعني آخر إلي التصعيد والتهلكة.. فتارة يسوق لهم أنباء تنظيم 'ضباط النخبة' الذي شق صفوف الجيش استعداداً للحظات الحاسمة التي يهاجم فيه مقر قيادة القوات المسلحة ويلقي القبض علي الفريق أول عبد الفتاح السيسي ومن معه ويأتي بهم لمحاكمتهم علي منصة 'رابعة'.. وتارة أخري يأتي لهم بالنبأ اليقين عن الرصاصات التي اخترقت جسد عبد الفتاح السيسي وأعجزته تماماً وحالت بينه وبين العودة إلي الخدمة.. وتارة ثالثة يخبرهم عن عائلات الصعيد التي منعت أولادها من التوجه إلي الخدمة.. وأبشروا يا 'إخوان' الجيش والشرطة إلي انهيار، والانقلاب يتهاوي، والسيسي يحتضر.. ودوبلير السيسي يقود الجيش.. إلي آخر ذلك من أخبار كانت عناوين رئيسية لصحيفته المطبوعة التي لا يعرف أحد من أين أتي بأموال طباعتها بكميات لا تقل عن الخمسين ألف نسخة في العدد الواحد رغم أن الصحيفة كانت تخلو من الإعلانات وهي المصدر الوحيد للتمويل، وكان حزبه فقيراً قبل 30 يونيو 2013؟!!
وفي اعتصام السمك لبن تمر هندي.. ظهر علي المنصة محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة دون أن يفكر أحد من قيادات الاعتصام في البحث عمن وراء هذا الشاب الذي أطل برأسه فجأة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ومعه الأموال التي جمعت حوله رموز السلفيين ليؤسس حزب 'الفضيلة'، ومعه مساعد وزير الداخلية السابق اللواء عادل عبد المقصود عفيفي، وشقيقه القيادي السلفي محمد عبد المقصود، وعدد كبير من القيادات السلفية التي تصارعت وتبادلت اتهامات التخوين قبل أن يخرج الحزب إلي النور، ومن ثم انقسم الجمع إلي فريقين اتهم كل منهم الآخر بالخيانة، فخرج اللواء عادل عبد المقصود ومن معه ليؤسسوا حزب 'الأصالة' السلفي اعتراضاً علي ما وصفوه بأفكار العنف التي يعتنقها محمود فتحي، بينما كانت وظيفة عادل عبد المقصود عفيفي السابقة في جهاز الشرطة سبباً في تخوينه.. وبقي محمود فتحي وزمرته في حزب 'الفضيلة'، وظل كل منهما علي طرفي نقيض، حتي جاء الاعتصام وجمع المتناقضات التي ضمت 'الفضيلة'، وخصمه 'الأصالة' وغيرهم من أحزاب الجبهة السلفية!!
ومن المتناقضات في إناء السمك واللبن والتمر الهندي المسمي باعتصام 'رابعة' كان حزب 'الوطن' السلفي الذي جمع بعض المنشقين عن حزب 'النور' السلفي أيضاً، وكان 30 يونيو فارقاً بينهما إذ انحاز حزب 'النور' إلي الجيش وانضم تحالف 'الوطن' إلي 'الإخوان' رغم أن عادل عبد الغفور رئيس حزب 'الوطن' ومؤسسه كان يشكو مر الشكوي من 'الإخوان' الذين وضعوه في منصب مساعد رئيس الجمهورية بلا صلاحيات، ودخل إلي رئاسة الجمهورية وخرج منها بنصيب المخيط من الماء !!
وكان بعض المعتصمين يتساءل عن قيادات حزب 'الوطن' وحقيقة توجهاتهم.. فكما قلنا كانوا في البداية مع حزب 'النور' وخرجوا منه ليحاول بعضهم الاندماج مع حزب 'العمل الجديد'، لكن ولاء مجدي أحمد حسين لشيعة إيران – حسب الظاهر- كان عائقاً بين التحالف معه، لكنهم عادوا واندمجوا معه في تحالف آخر كان يقوده حازم أبو إسماعيل و ضم حزب 'الراية'، 'والوطن'، و'الفضيلة' وغيرهم، ثم انتقلوا جميعاً إلي أحضان 'الإخوان' ليصبحوا مكوناً من خليط السمك واللبن والتمر هندي المعروف باسم 'تحالف دعم الشرعية' أو تحالف 'رابعة' !!
أما عناصر تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية فهؤلاء لهم تقلبات وتحولات متناقضة ولا تعرف لهم براً من بحر.. فقد عرف بعضهم طريق التيار الإسلامي من بوابة التنظيم الإخواني قبل عام 1979، ثم انشقوا عن 'الإخوان' بعد إن اتهموا قياداتها بالتقاعس عن الجهاد وموالاة السلطة ومهادنة أجهزة الأمن، وأجمع المنشقون أمرهم علي تأسيس 'الجماعة الإسلامية' في وجود تنظيم إخواني شبابي بذات الاسم تابع لجماعة 'الإخوان'، وجمعت الجماعة الإسلامية في صعيد مصر بين ناجح إبراهيم عبد الله 'الإخواني السابق'، وعاصم عبد الماجد 'اليساري الأسبق'، وكرم زهدي وأسامة حافظ وغيرهم، وجاء أكتوبر 1981 لتظهر الجماعة الإسلامية كأحد فصائل تنظيم الجهاد الذي كان يضم ضابط المخابرات الحربية المقدم عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر ومحمد عبد السلام فرج وخالد الإسلامبولي، ومعهم الشيخ عمر عبد الرحمن قائداً فكرياً، ونفذوا عملية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات في السادس من أكتوبر 1981، وبعدها بيومين كانت مجموعة الصعيد تقوم بعملية يائسة لاقتحام مديرية أمن أسيوط وعدد من المواقع الأمنية، وانتهت العملية بمقتل عدد كبير من الضباط والجنود والقبض علي عاصم عبد الماجد وناجح إبراهيم عبد الله وآخرين وتمت محاكمة الجميع في قضيتي اغتيال السادات وتنظيم الجهاد ليدخلوا السجون ولا يخرج بعضهم منها إلا في السنوات الأخيرة من حكم مبارك بعد أن أقروا بما فرضه عليهم جهاز مباحث أمن الدولة من مراجعات فكرية أعلنوا خلالها نبذ العنف والالتزام بالدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. بينما تمسك آخرون بموقفهم وظلوا في السجون حتي سقط نظام مبارك، ليخرجوا من وراء الأسوار إلي مقاعد السياسية وينقسم أبرز القيادات بين حزب 'البناء والتنمية' الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، والحزب الإسلامي الذراع السياسية لإحدي جماعات الجهاد!!
وقبيل 30 يونيو 2013 كانت الخلافات قد تسللت إلي صفوف الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، وخرج عن صفوفهم عدد كبير من القيادات، وجاء اعتصام 'رابعة' لتصبح الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد وحزبيهما مكوناً من مكونات خليط السمك واللبن والتمر الهندي في اعتصامي 'رابعة' و'النهضة'، وينصهروا جميعاً في بوتقة 'الإخوان'.. لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وكانت البوتقة مصابة بالشروخ والتصدعات التي أفسدت الطبخة التي أرادها 'الإخوان' فلم تنجح الجماعة في إخراج تحالف جامع مانع يضم 'الإخوان' مع فصائل من السلفيين وفصائل من الجهاديين، وحزب 'العمل الجديد' الموالي لإيران، وعناصر متفرقة من 'حازمون'، 'والقاعدة'، وعناصر أخري من فسلطينيين يحملون الجنسية المصرية ويحتفظون بولائهم لحركة 'حماس'، وسوريين لا تفرق بين الإخواني منهم أو العلوي أو الشيعي، وبين كل هؤلاء كانت عناصر موالية لأجهزة الأمن والاستخبارات من عدة دول تعبث بالاعتصام والمعتصمين!!
وجاء 14 أغسطس 2013 لتتحطم البوتقة ويتم فض الاعتصام في 'رابعة' و'النهضة'، وتبعثر السمك واللبن والتمر الهندي بين قطر وتركيا وليبيا ولبنان وغزة وبريطانيا وأرجاء من مصر، وذهب آخرون إلي السجون بعد أن تم القبض عليهم.. وكانت القيادات البارزة المتناحرة في صدارة الهاربين عدا المقبوض عليهم، وكان القبض علي هؤلاء أول باب لاتهامات التخوين التي تسللت إلي صفوف 'الإخوان' بصفة خاصة، وظهرت التساؤلات التي تبحث عن إجابة وكان منها ما يلي:
- كيف تم القبض علي المرشد العام لجماعة 'الإخوان' الدكتور محمد بديع رغم أن الذين يعرفون موقعه عدد محدود من عناصر الجماعة، وهم خاصة الخاصة.. فمن الذي أبلغ أجهزة الأمن عن موقعه؟!!
- كيف توصلت أجهزة الأمن إلي مواقع عناصر قيادية مهمة في الجماعة مثل عصام العريان وأسامة ياسين ومحمد البلتاجي؟!
- لماذا ذهبت قيادات إخوانية بارزة إلي مطار القاهرة الدولي ليتم القبض عليهم هناك رغم أنهم من الوجوه المعروفة ورغم أنهم من المطلوبين في قضايا كبري ومنهم حسام الميرغني مسئول المكتب السياسي لجماعة 'الإخوان' الصادر بحقه حكم بالإعدام غيابيا.. ومن قبله ألقت أجهزة الأمن في مطار القاهرة القبض علي صلاح سلطان ومراد محمد علي قبل هروبهم خارج البلاد؟!!
- كيف سافر عدد كبير من عناصر وقيادات ما يسمي بتحالف دعم الشرعية إلي قطر ولبنان وتركيا عبر مطار القاهرة الدولي، رغم أنهم كانوا من قيادات الاعتصام في 'رابعة' و'النهضة'؟ وهل يصدق عاقل أن الرشاوي المالية فتحت لهم ثغرات في الإجراءات الأمنية التي تخضع لهيمنة جهات أمنية سيادية عليا وليست الشرطة وحدها؟!
- لماذا وافقت أجهزة الأمن في مطار القاهرة علي سفر مجدي أحمد حسين رئيس حزب الاستقلال 'العمل الجديد سابقا' عدة مرات إلي إيران وتركيا ولبنان، بعد فض اعتصام 'رابعة'، رغم أنه كان يقوم بالتحريض علناً علي إحراق أقسام ومراكز الشرطة، كما دعا إلي قتل ضباط الشرطة ونشر صوراً متضمنة أسماءهم وعناوينهم وأرقام هواتفهم، بل والأدهي من ذلك أنه سب وأهان قيادات الجيش وفي مقدمتهم المشير عبد الفتاح السيسي، وأساء إلي زوجات ضباط الشرطة؟!! وقد شكل مجدي حسين وحده لغزا كبيراً لدي 'الإخوان' إذ أن أجهزة الأمن منعت سفره إلي تركيا بعد أن أثيرت حوله الكثير من الأقوال ولكنها سمحت في ذات اليوم بسفر نجله بدلاً منه، وفي مرة تالية منعته من السفر إلي لبنان لتسمح في ذات الوقت بسفر أحد تابعيه بدلاً منه؟!!
- لماذا رفض النائب العام المستشار هشام بركات فتح التحقيق في البلاغات المقدمة ضد مجدي أحمد حسين، رغم أن منها بلاغاً من جهاز الأمن الحربي يتهم مجدي حسين بنشر أخبار ومعلومات كاذبة عن القوات المسلحة المصرية من شأنها الإضرار بالأمن القومي للبلاد، وبلاغاً آخر من وزارة الداخلية بشأن قيام مجدي حسين بالتشهير بزوجات ضباط الشرطة بنشر أخبار كاذبة ومعلومات غير صحيحة تمس الحياة الخاصة والأعراض؟!!
- ما هي الحصانة التي يتمتع بها قيادي معروف في حركة 'شباب ضد الانقلاب' وتجعله يتجول في قلب القاهرة ويذهب إلي مقر حزبه ليصدر البيان تلو الآخر يهدد فيه ويتوعد ضباط الشرطة والجيش دون أن يتم القبض عليه.. والأدهي من ذلك أن أجهزة الأمن وافقت علي سفره من مطار القاهرة إلي بيروت وعاد سالماً غانماً، مع أن أعضاء ذات الحركة ينقسمون ما بين مسجون بحكم قضائي أو محبوس علي ذمة قضية أو هارب من عدة قضايا؟!!!
- لماذا تم استثناء عناصر وقيادات إخوانية من التحقيقات والمحاكمات ومن قرارات التحفظ علي أموالهم رغم ارتكابهم لذات الافعال التي كانت سببا في سجن غيرهم، ومن بين هؤلاء محامي إخواني كبير كان يوماً ما من رجال الشرطة؟!!
- لماذا لم يتم استثناء عدد كبير من قيادات 'الإخوان' من قرارات التحفظ علي أموال عناصر وقيادات الجماعة؟ ولماذا تأخر قرار التحفظ علي جميع شركات خيرت الشاطر وحسن مالك وسعودي لفترة تقترب من اثني عشر شهراً.. كانت تكفي للتغلب علي أية إجراءات تهدد هذه الشركات؟!!
- لماذا صدرت تعليمات عليا تغل يد الجهاز المركزي للمحاسبات عن فحص أموال الأحزاب المشاركة في التحالف الإخواني؟!! ولماذا لم تتخذ الجهات المختصة أي إجراء قانوني ضد الأحزاب التي تحرض قياداتها علي قتل ضباط الجيش والشرطة جهاراً نهاراً؟!!
- لماذا لم يرد مجدي أحمد حسين رئيس حزب الاستقلال 'العمل الجديد سابقاً'، وأحد قيادات التحالف الإخواني، علي الاتهامات التي يتم نشرها علي الفيس بوك بأيدي مقربين له وقيادات سابقة في الحزب وجريدته 'الشعب الجديد' والتي تتهمه صراحة بالحصول علي تمويل من إيران، كما تتهمه بتوزيع أموال الحزب في صورة مرتبات كبيرة علي قيادات وشخصيات بعينها في الحزب والجريدة؟!!
وهناك الكثير والكثير من الأسئلة الحائرة داخل صفوف 'الإخوان' والتي تندرج تحت عنوان واحد هو 'التخوين' ولا شيء غير التخوين.. وتتصاعد هذه الاتهامات يوماً بعد يوم لتضرب الصف الإخواني في مقتل!!
وأخيراً وليس آخراً جاء عبود الزمر ليفجر اتهامات جديدة ويطلق رصاصات قاتلة تجاه قلب التحالف الإخواني ويعلن في مقال نشره في صحيفة 'المصريون' بتاريخ 23 يونيو 2014 تحت عنوان 'الأسير لا يقود والجريح لا يقرر' أن ولاية محمد مرسي قد انتهت من الناحية الشرعية والقانونية!!
وتسبب هذا المقال في زيادة الخلافات داخل التحالف الداعم لجماعة 'الإخوان' فانضم الكثيرون من أعضاء الجماعة الإسلامية والتحالف إلي رأي 'الزمر' لما له من مكانة لديهم فقد كان قائداً لهم وله من وجهة نظرهم جهاده وصبره داخل السجون وثباته علي المبدأ، حسب قولهم!!
أما الجماعة الإسلامية وعلي رأسها رفاق عبود في تنظيم الجهاد، ومنهم ابن عمه طارق الزمر وصفوت عبد الغني، فقد أعلنوا في بيان صدر عن الجماعة في اليوم التالي، الثلاثاء، 'أن مقال الشيخ عبود الزمر عضو مجلس شوري الجماعة يعبر عن وجهة النظر الشخصية له، أما الموقف الرسمي للجماعة، فلا يعبر عنه سوي البيانات الرسمية الصادرة عنها!!
وقال طارق الزمر القيادي في الجماعة الإسلامية وابن عم عبود وصديقه المقرب موجهاً كلامه إلي عبود عبر الفيس بوك: رغم علمي بأنك كنت علي يقين من فشل الإخوان في الحكم، وهو ما كتبته في عدة مقالات أيامها، وكان من أهم ما جاء فيها هو انكفاء الإخوان علي ذواتهم، وعدم التفاعل الصحيح مع مقتضيات الدولة والحكم، إلا أني لا يمكن بحال أن أقبل تخريجك الحالي للموقف'. !!
و قال مجدي سالم، أحد رفاق الزمر و نائب رئيس الحزب الإسلامي، والقيادي بتحالف دعم الإخوان: 'ليس هذا عبود الذي أحببناه إنا لله وإنا إليه راجعون'.، 'المبدأ والموقف أغلي من كل الأشخاص' !!
أما غيرهم فقد انهال علي عبود الزمر بوابل من السباب والشتائم واتهامات الخيانة والعمالة لجيش مصر '!!!!'.. لاحظوا أن عبود الزمر ضابط سابق في المخابرات الحربية!!!
غير أن عبود الزمر لم يكتف بهذا وكتب مقالاً ثانياً مساء الخميس 26 يونيو 2014 واصل فيه الهجوم علي جماعة 'الإخوان' وتحت عنوان : 'نواصل ولا نتراجع' استأنف الزمر هجومه علي 'الإخوان' وقال: '.. سألت بعض إخواني فقالوا إن الدكتور محمد مرسي كان يعلم تماماً أن الجيش وضعه أمام خيارين إما أن يجري الاستفتاء طواعية وإما العزل من الوظيفة وتعجبت كيف تركوا الدكتور مرسي في هذه الحالة حتي يؤول به الحال إلي السجن وكان الأولي بمن حوله أن يجبروه علي الاستفتاء وقاية للوطن من ردة الفعل التي وقعت بعد العزل وأضرت بمصر كثيرا وحملت الشباب الأعزل مسئولية كفاح لا تجب عليه، وأضاف الزمر: '.. نذهب إلي المشهد الثاني الخطير وهو مشهد رابعة فبأي دليل شرعي تم ترك الآلاف من الرجال والنساء والأطفال دون أن يؤمروا بالخروج من المكان قبل المداهمة ثم ما هو الدليل علي الحث علي الثبات بالصدور العارية تحت صدمات النيران وماهي المصلحة العليا التي تحققت من هذا المشهد نرجو التوضيح'.. !!!
وبعد المقال استقبل عبود الزمر المزيد من الاتهامات بالخيانة والعمالة للجيش مرة ثانية، لكن مقاله أحدث أثراً كبيراً داخل عقول الكثيرين الذين شرعوا بالفعل في مراجعة مواقفهم!!
وامتدت اتهامات التخوين لتصل إلي معاقل الهاربين في تركيا وقطر، فقد أثاروا الشكوك حول تصرفات بعضهم البعض.. حيث كان هناك تساؤل عن دوافع تأسيس ما يسمي ب 'التجمع المصري' وما جدواه في وجود 'تحالف دعم الشرعية'، وارتبط هذا السؤال بقرار إطلاق قناة فضائية جديدة من تركيا وتساءل البعض عن مصدر تمويل هذه القناة، وقالوا إنها ستكون بداية لشق الصف وتوزيع الجهود دون فائدة؟!!!
وفي تركيا ظهرت صفحتان باسم 'التحالف الوطني لدعم الشرعية بتركيا'.. وجاءت الأولي يوم 31 مايو 2014 والثانية بعدها بيوم مع التناقض في المحتوي بين الاثنين فقد أنكرت الصفحة الأولي علي التحالف أن يشارك في توزيع الفيديوهات الفاضحة وطالبوا بوقف الشتائم وحملات التشهير بالأعراض، وخرج محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة الهارب في تركيا ليكتب علي ذات الصفحة متسائلاً عن أصحابها وعن المسئولين عنها، مع أن محمود فتحي من قيادات التحالف في تركيا ويقيم مع الكثير من القيادات في منطقة واحدة في اسطنبول.. أما الصفحة الثانية فقد سارت علي نهج الشتائم والسباب والتشهير بالأعراض !!!
وفي تركيا أيضا ظهرت خلافات علي السطح بين قيادات أحزاب التحالف التي وافقت بعض قياداتها علي العودة إلي مصر للمشاركة في الانتخابات البرلمانية لأنهم غير مطلوبين في أية قضية.. بينما أنكر آخرون عليهم هذا واتهموهم بما لذ وطاب من اتهامات!!
.. وسوف تكشف الأيام القادمة عن المزيد والمزيد بعد أن ضرب زلزال التخوين أركان تحالف 'رابعة' المعروف باسم 'التحالف الوطني لدعم الشرعية' !!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.