خرج علينا رمضان بمسلسلات لا تمت للمجتمع المصري الذي ندعيه، ونزعم انه لازال كالأربعينات، وان شيئا لم يحدث في تركيبة الأسرة المصرية، ولازلنا نكذب ونكذب، حتي جاءت المشاهدات لترصد واقعا حيا أننا لم نعد كما كنا عليه بالأمس القريب بل وان الفن مرآة المجتمع، اذن فلماذا المفاجأة من الصورة. ودعوني أقترب من المرأة المصرية لأهمس في أذنها، ألست سعيدة بما أنجزته، أو ليس هذا نتاج مرحلة من دفن الرأس في الرمال، والجري الدءوب خلف قنوات الطبخ، والمشايخ، وكأن الزواج انحصر في لقمة هنية تكفي مية واقرب طريق إلي قلب جوزك معدته، وجري يا ولية الجلبية وطولي الطرحة شوية، فكانت النتيجة سعارًا خارج البيت، اشخاص مختلفون، زيجات عرفية، زواج ثانِ وثالت و'صحبية' كمان لو تطلب الأمر، وأصبحت المرأة مخيرة ما بين غض الطرف والإستمرار زوجة علي الهامش يالا نعيش ونربي العيال، وبين انها تخرج من بيتها إلي ويلات المجتمع وقهره. وتناست المرأة ان الله حينما خلق ادم خلق له حواء لكي تؤنس وحدته، وتكون له عونًا وسندًا، جنبًا إلي جنب، لم يخلقها للإمامة او داعية إسلامية، لم يخلقها للطبخ وتربية العيال، بل رحمة منه لإسعاده. تركيبة الرجل خليط صعب كل له مقاديره، وكل امرأة تعلم جيدًا خيوطها وأدواتها، لكن عليها إدراك الحقيقة قبل فوات الاوان.