حسنا حدد وزير التضامن الدكتور جودة عبدالخالق والحكومة سعر أردب القمح ب083 جنيها فهذا اقتراب من تحقيق العدالة الاجتماعية لمزارعي هذا المحصول الاستراتيجي الرئيسي وكم نتمني ان يلحق بهذا القرار قرارات توفر التقاوي المنتقاة لأصناف القمح عالية الانتاج بأسعار غير مغالية، وتوفير الأسمدة اللازمة في الجمعيات التعاونية بأسعار لا غلو فيها أيضا مع القضاء علي السوق السوداء فيها. وكم نتمني ان يصدر سعر ضمان للذرة يتناسب مع تكاليف انتاجه، صحيح ان متوسط انتاجية فدان الذرة يزيد علي متوسط انتاجية القمح بحوالي طن كامل لكن تكاليف زراعة المحصول عالية، وليسترشد وزير التضامن بآراء قسم الذرة بمعهد المحاصيل والجمعيات التعاونية، لكن الأهم ان تشتري الحكومة ممثلة في وزارة التضامن الذرة اللازمة للخلط في رغيف الخبز، وقد صرح الدكتور جودة عبدالخالق مرارا بأنه سيفعل الخلط بنسبة 01٪ ذرة و09٪ قمحا إن ذلك يشجع المزارعين علي زراعة مليوني فدان علي الأقل في كل موسم، خاصة ان خلط الذرة بالقمح يحسن القيمة الغذائية للرغيف ويحسن شكله ايضا بما يحتويه الذرة من نشا ومعادن وألياف وزيوت وقد نفذ ذلك بنجاح وزير التموين الأسبق الدكتور أحمد جويلي، علي ان تجري عملية الخلط آليا في المطاحن ولا تسلم أجولة دقيق القمح ودقيق الذرة منفصلين للمخابز وقد ادخلت بعض المطاحن إن لم يكن كلها أجهزة الخلط الآلي الذي يحقق التجانس الكامل للدقيق كله، كما يهتم الدكتور جودة عبدالخالق الآن بتنشيط تحديث الخبز بانشاء المخابز الآلية الكبري ونود في ذلك ان نشير إلي عدة ملاحظات: أولها أن الخبز المنتج حتي الآن من المخابز الآلية ردئ إلي حد كبير فهو مفرور ورقيق جدا وابيض. نحن لا نريد خبزا ابيض يفقد فيه الرغيف ما يحتويه الردة من فيتامين »أ« إننا نريد رغيفا بلديا، قمحه 28٪ مع الذرة لينتج رغيفا بلديا وليس رغيفا من البلاستيك، وثانيها الاهتمام الشديد ليس فقط بالدقيق وإنما بالخميرة والملح وقد اثبت كاتبنا الكبير مكرم محمد احمد في دراسة ممتازة نشرها في الاهرام منذ أربع سنوات أورد فيها ما حدث لمنظومة الخبز من فساد وجشع امتد إلي كل مكونات الرغيف ومنها الخميرة والملح وهما مادتان لا يستهان بهما لاننا نعرف موقع الخميرة من جودة الرغيف ونعلم الغش البشع الذي حدث في الملح خاصة ملح السياحات الملوث والضار بالصحة، ولعل من مقومات التحديث في صناعة الخبز أمران ضروريان أولهما تعميم السيور التي يتحرك عليها الخبز بعد خروجه من الفرن لكي تنال حقها من التهوية قبل التعبئة وايضا الكف عن الاعتماد في المخابز علي الصبية، أو الذين لا عمل لهم فقد آن الأوان لإنشاء مدارس صناعية ضمن قطاع التعليم الفني الصناعي لصناعة الخبز يتعلم فيها التلاميذ كل ما يتعلق بمكونات الخبز وتصنيعه بحيث تنشأ علي الأقل سريعا مدرسة في كل محافظة، ثم لا يكون العمل في المخابز جميعا آلية وغير آلية عامة وخاصة إلا لخريجي هذه المدارس. لكن الأهم من كل ذلك يا دكتور جودة وأنت من علمائنا الذين يؤمنون بحق الشعب في أن يأكل رغيفا يليق به وبوطنه وبتاريخه لذلك أرجو وأنت بصدد تعديل أو تصحيح منظومة الخبز أن تخلصنا من المفهوم المتردي للرغيف البلدي، رغيب الشعب الذي يعتمد عليه 79٪ من المواطنين بوصفه »الرغيف المدعوم« هذا الوصف الذي ارتبط بدمج وزارة التضامن مع التموين فصار وكأنه »صدقة« تمنحها الحكومة لفقراء مصر. إن الرغيف البلدي ظل رغيفا لكل المصريين الاقطاعيين والرأسماليين والحرفيين والموظفين علي طول الزمن شأنه شأن الرغيف الوطني لكل أمم العالم ولذلك كان الرغيف البلدي ممتازا في شكله وطعمه ومكانه علي كل الموائد، نود مع المنظومة الجديدة للخبز ان يتأكد هذا المفهوم لترتفع القيمة المعنوية للخبز وما أحرانا بعد ثورة 52 يناير وشعاراتها العظيمة الخبز والكرامة والعدالة الاجتماعية أن تؤتي ثمارها بأن يجد المصريون في عهد وزير العدالة الاجتماعية رغيفا بلديا/وطنيا.. يليق بمصر وشعب مصر.