ما أقسي آلامنا.. ما أصعب أحزاننا.. ما أطول ساعات انتظار ثأر يشفي غليلنا ويجفف دموعنا ويريح صدورنا.. خيرة شبابنا ورجالنا يسقطون بيد حثالة البشر وأنجس أهل الأرض.. ما أقساها مشاعر تلك التي يعيشها المصريون الشرفاء !! لن أعيد أو أزيد عن شهداء حادث الواحات الإرهابي.. والحزن والحسرة التي تتملك ليس فقط أسرهم.. إنما كل بيت مصري وطني ملتزم بالإسلام الصحيح والمسيحية الحقة.. بعيدا عن الجهلة المتطرفين.. ولن أعلق علي من يفتي او يدلي بدلوه، من يجلس في التكييف ويتابع جهاز التلفزيون يتنقل بين قنواته ما بين فيلم كوميدي يطق معه ضحكاته ثم قناة اخبارية يتابع فيها اخبار الحادث قبل أن يعود ثانية ليطلق الضحكات مع الفيلم الكوميدي.. لكني فقط أتوقف عند بعض النقاط حول الحادث أعرف أن معظمها مثار تساؤلات لدي الجميع استوقفتنا جميعا التسجيلات التي تم تسريبها لإستغاثات بعض الأفراد من قوة الشرطة التي تعرضت للهجوم مساء أمس الأول.. وهذه إما إستغاثات وتسجيلات حقيقية فيبقي السؤال عن من رصدها وسجلها وسربها.. وأي تقنيات حديثة استخدمها في التقاط تلك الرسائل ثم اعادة تسريبها.. والاحتمال الثاني ان تكون تلك التسريبات مفبركة.. ويطل نفس السؤال أيضا عمن فبركها بتلك الدقة وكيف سربها واية اجهزة حديثة استخدمها في هذا ؟.. أضف إلي هذا طريقة تنفيذ الهجوم الغادر والذي بالطبع استخدم فيه أسلحة وتكتيك وفكر ليس عشوائيا ووسائل رصد وتتبع ربما كانت حديثة.. كل هذا بالتأكيد احتاج إلي تمويل وتخطيط من دول وأجهزة أمنية أو مخابراتية تترصد بمصر تأبي لشعبها الراحة والسكون والاطمئنان.. إذن فهي الحرب.. حرب تدار بالوكالة من إرهابيين مأجورين لصالح تلك الجهات التي تمولهم هل أصبح الامر الآن واضحا للجميع.. نحن في حالة حرب.. حرب تطال نارها المصريين جميعا وليس الجيش أو الشرطة فقط.. وأول بدهيات الحرب أن نقف وبكل قوة خلف قواتنا التي تخوضها.. قواتنا الذين يخرجون في كل مأمورية وهم متأكدون أنهم قد لا يعودون.. حرب تحرم أباء وأمهات وزوجات وأبناء من أعز الناس لديهم.. حرب يخوضها ابطالنا بكل قوة وجسارة وشجاعة وإيمان بالله والوطن.. وإصرار علي الثأر لرفقاء سلاح ودرب سقطوا شهداء.. وإذا كان هؤلاء الرجال يتساقطون شهداء حتي يهبوا لنا الحياة.. فما أقل من أن ندعمهم ونشد أزرهم.. أن يفطن كل منا للفخاخ التي ينصبها ذيول الأعداء من شائعات وتسريبات هدفها الاول والأخير بث حالة اليأس والإحباط.. أولا بين أفراد الشعب.. وثانيا في نفوس أبطالنا في ساحات المواجهات.. ولندرك انها ليست حربا عادية.. ومواجهات صريحة.. لكنها مواجهة بين أسود وفئران.. بكل تأكيد تلك الأسود لا يعيها إبدا إبادة الفئران.. لكن الأخيرة لديها القدرة علي الهروب في أي جحر.. والتخفي في أضيق وأقذر الأماكن.. وهذا ما يرهق الأسود حتي تطال تلك الفئران وبما أننا - كما قلنا - في حرب.. فلها أصولها في نشر بياناتها وأحداثها.. لا يترك الأمر سداحا مداحا.. من ينشر معلومات مغلوطة.. وأرقاما غير دقيقة.. وتصريحات وتصورات وسيناريوهات من بنات أفكار رواد المقاهي.. فتساعد تلك العشوائية في زيادة حالة البلبلة والنيل من الروح المعنوية.. لابد من ضابط ورابط بل وعقوبات لمن يتبرع من نفسه ويفتي فيما لا يعنيه.. سواء بوسائل الإعلام او مواقع التواصل الإجتماعي أو ماشابه مرة أخري.. ياسادة إنها الحرب.. وعلينا أن ندعو الله أن ينصر جنده من أبطالنا ورجالنا.. ثم نلتزم التزاما لا لبس فيه بقواعدها واصولها.. حفظ الله أبطال مصر.. وكتب لهم النصر علي أعدائه وأعدائهم وأعداء البشرية كلها