بعد قليل.. وزير التعليم يفتتح المعرض السنوي لطلاب المدارس الفنية بالقاهرة    جامعة القناة تكرم الطلاب الفائزين بمسابقة القرآن الكريم والمشاركين في "إبداع 12" ومجتازي الدورة الإذاعية    رئيس جامعة بني سويف يرأس اجتماع مديري الكليات    سعر الذهب اليوم الثلاثاء في مصر يتراجع مع بداية التعاملات    "حديد عز" تثبت سعر الطن بالأسواق خلال مايو المقبل    بعد عودة بروتون ساجا.. أرخص 5 سيارات سيدان موديل 2024 بمصر    القاهرة الإخبارية: بعض طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك يستولون على قاعة هاميلتون    واشنطن: لا نؤيد تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن ممارسات إسرائيل في غزة    الأهلي يختتم تدريباته اليوم استعدادا لمواجهة الإسماعيلي.. اليوم    "العب مثل الرجال".. مدحت شلبي يعلق على اشتباك محمد صلاح ويورجن كلوب    "لتحقيق نجاحات".. حسين لبيب يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك بشأن زيزو وعواد    "بيطلع لسانه للجميع".. ميدو يفتح النار على عضو اتحاد الكرة ويصدمه بسبب الأهلي    تأجيل محاكمة المتهمين بخطف شاب من داخل مطعم الجيزة ل29 يونيو    حملات أمنية لضبط حائزي ومتجري المواد المخدرة والأسلحة النارية    خلال 24 ساعة من ضبط 10798 مخالفة مرورية متنوعة    "رقبتي ليك يا صاحبي" أحمد السقا يوجه رسالة إلى كريم عبد العزيز    لليوم الثاني على التوالي.. طلاب النقل بالقاهرة يؤدون امتحانات المواد غير المضافة للمجموع    أسترازينيكا: لقاح كورونا يسبب أثارا جانبية مميتة| فما مصير من تلقي اللقاح؟    خبير دولي يؤكد أهمية زيارة رئيس مجلس الرئاسة في البوسنة والهرسك إلى مصر    أمير الكويت يزور مصر على رأس وفد رسمي رفيع المستوى اليوم    مؤسسة ساويرس تقدم منحة مجانية لتدريب بحارة اليخوت في دمياط    "صدى البلد" يحاور وزير العمل.. 8 مفاجآت قوية بشأن الأجور وأصول اتحاد عمال مصر وقانون العمل    وزير الري يؤكد أهمية دور البحث العلمي في التعامل مع تحديات المياه    وزير المالية: مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة يؤكد قدرة الاقتصاد المصرى على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية    وزير الإسكان: 131 ألف حجز ل1747 قطعة أرض بالطرح الرابع لبرنامج «مسكن»    «تمويل التنمية الأمريكية» تدرس تمويل استحواذ «أكتيس» على محطة رياح جبل الزيت    بروتوكول تعاون بين كلية الصيدلة وهيئة الدواء المصرية في مجالات خدمة المجتمع    اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات الاشتراك في مشروع العلاج بنقابة المحامين    الأرصاد تكشف موعد ارتفاع درجات الحرارة (فيديو)    مصادر: من المتوقع أن ترد حماس على مقترح صفقة التبادل مساء الغد    سفير فنلندا في زيارة لمكتبة الإسكندرية    النبي موسى في مصر.. زاهي حواس يثير الجدل حول وجوده والافتاء ترد    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    البنتاجون يكشف عن تكلفة بناء الرصيف المؤقت قبالة ساحل غزة    "أسترازينيكا" تعترف: آثار جانبية قد تكون مميتة للقاح فيروس كورونا    طريقة عمل السجق بالبطاطس بمكونات سهلة وطعم شهى    حسام موافي في ضيافة "مساء dmc" الليلة على قناة dmc    هل يرحل مارسيل كولر عن تدريب الأهلي؟    اليوم.. استئناف فتاة على حكم رفض إثبات نسب طفلها للاعب كرة شهير    اليوم.. الحُكم على 5 مُتهمين بإزهاق روح سائق في الطريق العام    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة شرق مخيم جباليا شمال غزة    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. أحمد شمس الدين الحجاجي الأستاذ بجامعة القاهرة:أدعو إلي تأسيس الحزب الملكي الديمقراطي
مصر في حاجة إلي رجل يملك ولا يحگم
نشر في الأخبار يوم 16 - 04 - 2011

انكسرت مصر ىوم كسرت الملكىة ..و الملكىة تمثل أسطورة مصر فى تارىخها القدىم والحدىث عذاباتنا وأشواقنا مختلطة.. وأكثر مشاكلنا لا تخفي ، لا علينا ولا علي أحد.. تشخيصها أوتشريحها لا يحتاج إلي المزيد.. الذي نحتاجه الآن وغداً هو مصابيح تنوير ومشاعل استنارة.. كفانا وقوفا وبكاء علي الأطلال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لابد أن نتحرك وفي كل اتجاه علي طريقة (قدر لرجلك قبل الخطو موضعها) نبحث عمن يحمل مصباحا.. عن اضاءة ساطعة باهرة.. عن رأي جاد ورؤية واضحة.. عن حل واقعي بعيدا عن التهويمات والعواطف والكلام الإنشائي الذي أصابنا بالتخمة..
في هذه المحاورة يعلن فيها أستاذ جامعي قدير أطروحته، وقد اشتعل رأسه شيبا من الثقافة والسياسة والمجتمع وقضاياه داخل أجواء الحرم الجامعي وخارجه أيضا، لديه من الخبرة العلمية والعملية الكثير والثمين، شاهد وعايش عشرات التجارب العالمية في العديد من مختلف بلدان العالم شرقا وغربا.
إنه الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة.. يعلن رؤيته باختصار شديد جدا في كلمتين.. حل مشاكلنا يتجلي في النظام الملكي للحكم.. ملك مصري يملك ولا يحكم.. والهدف هو أن تغل يد الحاكم، فقد لاقينا الأمرين من (الرئيس)الذي يجمع في يده كل السلطات ويتحول إلي (فرعون) ومعه (هامان) و(قارون).. يدعو إلي تأسيس حزب ملكي ديمقراطي وقد بدأ خطواته الجادة في هذا الاتجاه.. الذي يبدو أنه سيثير علامات استفهام شتي، يطفئها الدكتور الحجاجي في هذه المحاورة المثيرة للجدل الإيجابي.
كيف تنظر إلي الثورة الآن بين الفعل المضاد والاستمرارية واللحظة الراهنة والمستقبل المنظور؟.
بالتأكيد هي ثورة غير مسبوقة، لكنها ثورة لم تحقق أهدافها، وليس من السهل ذلك، ودور المجلس العسكري دور خطير جدا وهو حماية الأمة، واختراع امكانيات جديدة لكي يصبح جيشنا أقوي الجيوش في المنطقة العربية، بل ومنطقة الشرق الأوسط كلها، الجيش يدافع عني لكن لا يحكمني، ومازالت ثورة 52 يناير تواجه مأزقا من أخطر المأزق، فالقيادة التي توجه البلد تملك من الحكمة ومعها الخوف من الحركة السريعة التي لا يمكن لثورة أن تكون دون حركتها الثورية السريعة القادرة علي الحركة مما ادي إلي كثير من المواجهات التي تحدث داخل ربوع مصر كلها، فالتغيير بطئ حتي في المؤسسات التي لا يمثل التغيير فيها أي خطر، مثل الجامعات المصرية التي أصبحت تمثل تخلفاً علمياً بقيادات سلبت السلطة من أعضائها واعجزتهم عن القدرة علي الحركة والإبداع فالثوار يجب أن يحكمهم ثوار أولاً ومن بعدها يأتي دور الحكماء، وهذا لم يحدث.
لقد أدي تردد الحركة لأن يجد أعداء الثورة وقتا لتهريب أموالهم وحرق الوثائق المهمة التي تكشف الفساد وضياع الادلة علي فسادهم، والاخطر من ذلك أن القوة المخربة التي ساهمت في خراب كل مؤسسات الدولة في عهد حسني مبارك هي نفسها التي فتحت باباً للفتنة الطائفية، وتركت هذه الفتنة تستفحل دون أن يوضع حل سريع لها، وأنا أعرف وعلي يقين ان هذه الفتنة المصنوعة والمفتعلة لن تستمر، فقد تغير وجه مصر في فجر يوم 52 يناير1102 ومازال يتغير، حتي اننا لا نستطيع أن نحدد الشكل الذي ينتهي إليه هذا التغير
ليس للثورة قيادة، ولم يكن لها منذ الشرارة الأولي؟
أصلا.. ليس في مصر قيادات كان ينبغي أن تؤهل، لأن حسني مبارك أجهض بل ضرب كل القيادات، وحين نذهب إلي أبعد من ذلك تاريخيا، نجد جمال عبدالناصر لم يترك لفرد أن يكون قائدا، ومات عبدالناصر وليس عندنا إلا نائبه، وكان من الممكن أن يقيله في أية لحظة، ثم مات السادات ولم يكن لدينا أحد يمكن أن يقود مصر إلا نائبه حسني مبارك، وانتهي مبارك وليس له نائب، وليس في مصر شخصية يمكنك أن تلعب دورا، لقد فرغ البلد من قيادته. فمن الطبيعي أن يصبح بلا قيادة، في أجواء الثورة ظهر د. البرادعي ظهر مطالبا بالتغيير، لكن النظام القديم دمر الرجل وتاريخه، أما عمرو موسي فهو رجل حسني مبارك، ولم يصنع شيئا عظيما طوال وجوده كأمين للجامعة العربية فهو يمسك العصا من المنتصف، انه يريد عشر سنوات تمهيدية بل يريد أن يحكم مصر بدون برلمان، وأن يملك كل السلطات والصلاحيات في يده، لا أقول لك اختر هذا أو ذاك، لدينا طابور طويل من المرشحين، فليتقدم من يشاء، والشعب هو الذي يختار
ما الآليات التي تستمر بها الثورة؟
ليس بالضرورة أن تستمر اذا تحققت أهدافها، إن هدفها الآن تغيير النظام من أوله إلي آخره. حتي الآن النظام ككل لم يتغير. خذ مثلا: الجامعة لم تتغير، فأكثر قياداتها كانوا أعضاء في أمن الدولة والمخابرات، حتي وزير التربية والتعليم لم يستطع حتي الآن أن يتخذ قرارا بالانتخابات داخل الجامعة، نحن في ثورة ومع ذلك لا يستطيع اتخاذ القرار بإقالة مجالس العمداء.
ما الذي يحول دون ذلك؟
شيء في نفسه وفي ذهنه. أو في ذهن الحكومة أو ذهن المجلس العسكري للقوات المسلحة.. ما هو؟ لا أعرفه! إن كثيرا من أساتذة الجامعة ساهموا في صنع النظام البائد، لا يوجد عميد في جامعة مصرية قبل 52 يناير إلا وتم تعيينه بناء علي رغبة أمن الدولة وبناء علي رغبة الحرس الجامعي، ولو تعلم أن مظاهرات 4891 بجامعة القاهرة كانت من أجل إلغاء الحرس، ومن المفارقة أنها ولدت قيادات للدولة ضد المظاهرات(!) منهم علي سبيل المثال (فتحي سرور) رئيس البرلمان السابق مع عدد كبير ممن صاروا رؤساء للجامعات، حاولوا ضرب المظاهرات، وقد استخدمتهم الدولةلأنهم أظهروا اخلاصهم لها.
مظاهرات 4891
لماذا تتوقف كثيرا وتستشهد كثيرا بمظاهرات 4891في الجامعة؟.
في عام2891 عدت من أمريكا بعد أن قضيت عدة أعوام في تدريس الادب العربي هناك، وقدت مظاهرة من أعظم المظاهرات في جامعة القاهرة في 12 نوفمبر 4891، كانت مظاهرات منظمة بدقة واستطاع أكثر من شخص وقف ضدها أن يحصل علي مناصب في الدولة منهم د.فتحي سرور ود. حلمي نمر وبعض الأساتذة الذين أصبحوا فيما بعد إما رؤساء او نواب رئيس جامعة او عمداء واذكر احد المدرسين المساعدين الذين كانوا يعملون بالمخابرات ضدي أصبح عميدا الان يشار إليه بالبنان، وقوومت من أكثر من تنظيم وكانت التهمة إني قادم من أمريكا ولم يكن يعنيني ما يقال، فقد جئت من أمريكا مفلسا وكثير من أصدقائي يعلمون ذلك فقد كنت أستاذا محترماً هناك، وقد فكرت ان ننقل هذه المظاهرة الي المناطق الشعبية في بولاق الدكرور وبين السرايات والجيزة لتصبح ثورة ولكن المناخ العام لم يكن مهيئا لذلك والتنظيمات السياسية مفككة ، تألموا لان شخصا قدم من الغرب في حوالي عامين إستطاع أن يحرك جامعة القاهرة فوقفت قوي كثيرة ضدي، هذ المظاهرات أعطت وعيا للحكومة بضرورة أن تبطش بالطلبة والأساتذة الشرفاء، مع انها كانت تهدف إلي حرية الطلاب ومعايشة مشكلاتهموإطلاق حرية انتخابات الاتحادات الطلابية، ومنع الحرس واخراج أمن الدولة من الجامعة بعد أن وطنته الدولة، وكنت قائدا لهذه المظاهرات، وقد خاطبت الرئيس السابق برسالة طلبت فيها أن يتحول من رئيس جمهورية إلي زعيم بمعني أن يقترب من الناس ويعيش معهم وبينهم، كنه كان كل يوم يتحول إلي موظف مستبد داخل الدولة. حتي انه زور أول انتخابات رئاسية تمت في عهده، واقتنعت تماما بأنه يجب أن نتحول إلي النظام الملكي الديمقراطي علي طريقة النظام البريطاني، الملك يملك ولا يحكم.
ديكتاتورية الحكام الثلاثة
النظرة إلي حكامنا الثلاثة (عبدالناصر، السادات، مبارك) إما نظرة بيضاء أو سوداء، لماذا؟
الديكتاتور هو الديكتاتور، مهما صنع فهو كذلك!
ألم نشارك نحن الشعوب في صناعة الطغاة؟
هل كنت تملك أن تقاوم عبدالناصر وسجونه، لقد قضي علي الاخوان المسلمين والشيوعيين في وقت واحد، اذن أنت قتلت اليمين واليسار، والسادات ضرب مجموعة بمجموعة في لعبة خطيرة جدا، ونسي ان (الاسلام السني) لا يمكن أن تملكه، فليس فيه (خوميني) الناس فيه أصحاب رأي، واستمر حسني مبارك يلعب نفس اللعبة لصالحه هو شخصيا، أحيانا يتفاهم مع الأحزاب مثل حزب التجمع فيحوله إلي أداة من أدواته، ثم تلاعب بالاخوان يقاومهم ويقاومونه، وعندما سمح لهم بالتمثيل البرلماني (88 عضوا) لم يسمح لهم بأن يفعلوا شيئا حتي ان الناس وجهوا اللوم القاسي لهم، فماذا يفعل الاخوان أمام مبارك ورجاله، لم يستطع أحد أن يقول لا!.
كيف تقرأ معالم الخريطة الحزبية المصرية الآن، اذا جاز لنا أن نقول أن لدينا أحزابا؟!
الآن مصر تتكون من جديد وأكبر خطأ أن الشباب يبني نفسه بأكثر من ائتلاف والمفروض أن يكون ائتلافا واحدا هو 52 يناير، حزب الوفد الآن في أزمة لكن يجب أن تتغير قياداته، أما حزب التجمع فقد فقد ذاته من زمن، وعليه أن يعيد تشكيله ليس باسم التجمع ولكن باسم الحزب الشيوعي المصري، فالشيوعية قائمة وموجودة،و(تروتسكي) لايزال قويا في أمريكا، والشيوعيون الأمريكيون تروتسكيون، وكذلك في مصر عليهم أن يتحركوا، والاخوان موجودون وسيتواجدون أكثر كحزب وكتنظيم، وأنا ضد الدعوة بحل الحزب الوطني ، لأنه انتهي وحده، وثمة أحزاب أخري تتشكل الآن، لكن علي كل حزب أن يكون له مبادئ، الأحزاب القائمة لا مبادئ محددة لها.
هل توافق علي أحزاب دينية.. اسلامية ومسيحية؟
لا أرفض أي حزب، اذا كانت الناس تريده، مصر لن تكون دولة دينية أبدا، أي حزب ديني لن يحصل علي أكثر من 01٪ أو 51٪، لأن مصر بلد التسامح لا التعصب، ومصر ليست ايران ولن تكون.. ما نراه من (بلطجة) سببه الكبت والقهر عبر ستين عاما، الناس أعطت أصواتها للاخوان عام 5002 لأن الاخوان هم الذين كانوا يقاومون حسني مبارك ونظامه، كانوا هم القوة الفاعلة، مع الأخذ في الاعتبار الحركات الأخري مثل (6 ابريل) و( حركة كفاية) وغيرهما، والتيارات الدينية لا تخيفني ولا تقلقني علي الاطلاق، أجلس دائما مع الناس وأصحاب التيارات اسلامية ومسيحية فلا أجد أبدا هذا التشدد الذي يتحدثون عنه، لكن هنا شيئا خطأ في مسألة الحقوق. كل هذا سينتهي في ظل الدعوة إلي الملكية المصرية.
إنها شهوة الرئاسة
في الأجواء الراهنة.. تجري حوارات كثيرة تاركة الجزئيات المهمة التي يمكن أن تدفع إلي تماسك مصر أليس كذلك؟.
الحديث الذي يشغل الصفوة هو: ما شكل الجمهورية؟ من رئيس الجمهورية القادم ؟ البعض يري أن تكون مصر جمهورية رئاسية ، أي أن يقبض رئيس الجمهورية كل السلطات في يده، ويري أخرون أن تكون جمهورية برلمانية ، وأصحاب هذا الرأي غير قادرين علي التأثير في القوة المسيطرة علي القيادة الحالية حتي أن لجنة تغيير الدستور لم تناقش المادة الخاصة بسلطة رئيس الجمهورية في الوقت الذي كثر فيه الطامحون لرئاسة الجمهورية، وقد استرعي إنتباهي »عمرو موسي« وهو يتحدث عن رئاسة الجمهورية ويمن علينا بأنه سيقبلها إذا طلب منه الشعب ذلك وإنه سيرشح نفسه إذا كانت الجمهورية رئاسية وأن تسبق انتخابات مجلسي الشعب والشوري، أي ان يصبح رئيساً للجمهورية في يده كل الإختصاصات المطلقة دون رقابة من أحد هذه الشخصية القوية معروفة بقوتها المسيطرة ولا تقل قوة عن قوة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ولكن بلباس ناعم، وبهذا يمكن أن تتكرر الحلقة من رؤساء جمهورية أصحاب سلطة مطقة لا يمكن كبحها أو إيقافها إلا بثورة أخري مثل ثورة 52 يناير وقد نحتاج الي وقت طويل لبناء هذه الثورة التي قد تأخذ سنوات وسنوات وقد تنجح أو لا تنجح .
أسماء كثيرة مطروحة و الطامحون كثيرون وكل يوم تخرج علينا الصحف بأسماء كثيرة حتي ان هناك طابوراً طويلاً يتربص بمصر ليحصل أي منهم علي منصب رئاسة الجمهورية؟
لا شك أن رئاسة الجمهورية سلطة ضخمة تدفع بشهوة الكثيرين إلي الطموح بامتلاك هذه السلطة المستبدة. إن الحكم مسئولية شاقة جدا وأمانة يجب ألا نعطيها بأيدينا الا لمن يستحقها وألا نعطيه الحق في ان يتحكم في هذا الوطن
يملك ولا يحكم
والحل...؟
أري ان الحل الأن في بناء ملكية دستورية في ملك يملك ولا يحكم ، أن يكون رمزاً لمصر . مجرد رمز ، وان يختاره الشعب بالانتخاب الحر، و أن يكون البرلمان هو السلطة الفعلية القادرة علي إختيار رئيس الوزراء سواء كان بأغلبية حزب في البرلمان أو بائتلاف برلماني، وأن تكون مدة البرلمان أربع سنوت وبعده يعاد الانتخاب، ليس هذا فقط، ولكن أن تكون هناك إنتخابات حرة في كل محافظة لاختيار محافظيها، وكذلك إنتخاب رؤساء مجالس المدن والقري وأن يكون صاحب السلطة فيها هو المجلس النيابي المحلي المنتخب بالإرادة الحرة، ولقد طالبت منذ عام 9891 بتكوين حزب ملكي برلماني علي النظام الإنجليزي يكون الملك فيه يملك ولا يحكم، والتقيت برئيس مجلس الشوري السابق المرحوم الدكتور مصطفي كمال حلمي وبعد أن إستمع الي بإنصات أبلغني بأن هذا غير دستوري فالدستور المصري لا يسمح بإقامة حزب ملكي مع العلم بأن عضو اللجنة التأسيسية للحزب الملكي ليس له الحق في أن يرشح نفسه ليكون ملكاً وأن الذي يقبل ترشيحه للملك يكون ممن إستطاع أن ينجح في ان تنتخبه محافظة من المحافظات ليكون محافظا عليها أو أن يكون مقبولا من أكثر من ربع عدد البرلمان، فنحن نريد نظاما هادئا لا يدفع الي البلطجة و تدمير وحدة مصر وأظن ان المسلمين والمسيحيين وجميع أبناء مصر شباناً و شيوخا العاملين والمهمشين فيها بحاجة الي النظام الملكي الدستوري لملك يملك ولا يحكم، ليس تاجراً ولا جامعا للمال والسلطة ولا مدلس سياسة.
مصر ملكية بطبعها
ما كل هذه الثقة في الملكية؟ وما دلالتها؟ وما جذورها؟ ولماذا هذا الإصرار؟.
مصر ملكية بطبعها والاسطورة المصرية في كل عقائدها ارتبطت بالملك ولا يجب ان نتصور ان فرعون كان مستبداً ففرعون ممثل للارض وممثل للنيل يوم ان يختل فرعون في تحقيق العدل يختل الوطن، ومن ثم فاسطورة مصر اسطورة ملكية تجعل الملك الرمز الأسمي للعدل ، الذي يقسم حين يتولي الملك ب»الماعت« وهو الإله الذي يمثل العدل والحق ، الإله الذي ليست له صورة فالأسطورة المصرية القديمة بنيت علي العدل حتي إنه حين اختلف الإله حورس والإله ست في من له الحق أن يحكم مصر قامت محكمة من الألهة لتقرر ذلك، فالعدالة هي التي بنيت عليها الأسطورة المصرية، فمصر لم تنس أسطورتها، لقد كسرت مصر يوم ان كسرت فيها الملكية، بل لقد دمرت مصر حين فقدت ملكيتها وإستعادت مصر قوتها حين إستطاع بعض الولاة ان يكونوا لأنفسهم قوة تعادل الملوك مثل ما حدث للدولة الطولونية والدولة الإخشيدية ، أما ما حدث في عصر الدولة الفاطمية فهي تمثل أزهي فترات العدل في العصور الوسطي والحكم فيها أقرب الي أسطورة مصر القديمة ، عاش فيها المسلمون من سنة وشيعة ومسيحيين ويهود في ظل العدالة التي عاشتها مصر في عصر ما يمكن أن يسمي بالملكية المصرية ، وبعدها جاءت فترات إضمحلال وخيبة أمل ولم تتوقف هذه المرحلة الا مع الفترة القصيرة من حكم علي بيك الكبير، وحين وقف ليستقل بمصر كانت مصر كلها معه والذي يجب ان نعرفه انه منذ علي بك الكبير حتي هزيمته وقفت شخصية مصر بقوة متميزة داخل الدولة العثمانية واستطاعت ان تأخذ استقلالها الداخلي وكانت قوتها لا تمد حتي دخل نابليون بونابرت، ثم إنتهت لتبدا الملكية المصرية في عصر محمد علي.
لقداستقرت الملكية استقراراً كاملاً في وجدان الشباب المصري وحين قاموا بثورة 2591 سكت الكثيرون عنها وعن الحديث فيها، فكان عبد الناصر يحمل احلام الوطن والمستقبل فتنازل المصريون عن الملكية تنازلاً مؤقتاً وفي حقيقة الامر عبد الناصر كان ملكاً ولكنه لم يستطع خلق الحس الجماعي الذي يخلق الديمقراطية وما حدث كلنا نعرفه، واستفاد السادات بعدها من فترة عبد الناصر وسمح بتكوين الاحزاب فانفجرت روح الديمقراطية واتسعت لكن معظم هذه الاحزاب لم تكن ممثلة لهذا الشعب وهذا الوطن لذا كانت الصورة باهتة والتطور بطئ ولا يمكن ان يستمر إلا بأن يتحول النظام الجمهوري في مصر إلي نظام ملكي.
لكني كمصري معاصر أنفر من ان اكون »مملوكا«؟
انت لن يملكك أحد، الذي يملكك الآن وغدا هو رئيس الجمهورية، يتحكم فيك كيف يشاء، لكن الملك في النظام الملكي مجرد رمز، والملك سيكون مجرد رمز مثل الملكة اليزابيث في انجلترا، إن اية اسرة مالكة تبدأ بشكل ديمقراطي انتخابي، الملكة الاولي في المانيا وجدت بالانتخاب، وفي انجلترا كانت الملكية بالانتخاب من الصفوة، وكذلك انتخاب محمد علي في مصر اختارته الصفوة ودفعت ثمن ملكه، وكذلك في السعودية.
ربما يتساءل البعض هل يمكن أن تكون الملكية بالانتخاب؟
بلي.. فمعظم الملكيات بالانتخاب مثل الملكية الألمانية وبعض بدايات الملكيات الاوروبية وحتي ملكية الأسرة العلوية في مصر، فقد حكم محمد علي مصر برأي الشعب وبواسطة الشعب ودفع الشعب ثمن ملكيته لمصر، وإني لأتمني أن تكون مصر دولة ملكية دستورية لا علاقة لها بملكية اسرة محمد علي السابقة و لا بالنظام الجمهوري اللاحق لها.
البرلمان هو الذي يحكم
المشكلة اننا نعاني دائما : في الجمهوريات استبداد، في الملكيات استبداد، في الخلافة استبداد؟.
انا مع النظام الملكي الديمقراطي، الملك يملك ولا يحكم. نقيم انتخابات حرة ينتخب فيها المحافظ ورئيس مجلس المدينة وعمدة القرية، بعد أن تتم هذه الانتخابات من هؤلاء الناس يمكن للمصريين ان ينتخبوا الملك لمرة واحدة، يملك ولا يحكم، هو وأسرته، وابنه يكون ولي العهد، ويستمر الملك خمسين سنة، وبعدها نجري استفتاء علي الملكية.
إذا كنا تعبنا وهرمنا من حكم استمر ثلاثين عاما، فما بالك بالحكم المؤبد أضعافا مضاعفة؟
لن نتعب.. لسبب، لأن الذي يحكم في الحقيقة هو البرلمان، وما الملك إلا مجرد رمز.
وما الفرق بين الملك ورئيس جمهورية محددة سلطاته ويكون مجرد رمز، ما قيمة الملك هنا؟
نحن لا نآمن ألا يتغير بعد حين، بالتفاهم مع آخرين، أو أن يجري استفتاء ليحكم، ثم نجد انفسنا امام ديكتاتور وطاغية من جديد، النظام الملكي يحول بينه وبين أن يحكم
»الملكي« تحت التأسيس
هل تريد أن (تغل) يد الحاكم بهذه الدعوة؟
تماما.. فالبرلمان هو الذي يحكم كل خمس سنوات.
علمت أنك بدأت خطواتك الفعلية لتشكيل الحزب الملكي الديمقراطي يتبني هذه الدعوة؟
نعم.. انا أشكل الحزب وادعو اليه منذ سنوات، ورغم ما قاله لي المرحوم د. مصطفي كمال حلمي وقد تقبل الفكرة ، لكنني كنت مؤمنا بقيام الثورة، واعلنت ذلك في محاضراتي بالجامعة والندوات التي اشارك فيها، واذكر ايضا ان قال لي احد المثقفين ان حسني مبارك يتمني ان يكون يملكاي قلت نعم لكنه لا يتمني ان يكون ملكا لا يحكم، ولو تحقق ذلك فسيموت لانه يريد الملك والحكم معا، الناس الان تعرف انني اشكل حزبا ملكيا وتشجعني علي ذلك، وسأتقدم بطلب الي المجلس العسكري لتأسيس الحزب الملكي الديمقراطي الاتحادي، إن في الدستور فقرة تقول ان نظام الحكم في مصر ديمقراطي. لماذا يمنح الدستور ما يجعل الرئيس مستبدا ايضا؟ اسأل لماذا كل هذه السلطات و(احنا قرفانين)من الرؤساء ومن قيادتهم طوال ستين عاما، لماذا ندخل هذه الدوامة، وكلمة ديمقراطي لم تحدد لا جمهوري ولا برلماني، بمعني ان نظام الحكم في مصر يمكن ان يكون ملكيا ديمقراطيا. وهذا ما جعلني اتحمس اكثر للتقدم يطلب تأسيس الحزب الملكي الديمقراطي، والدستور الحالي يؤيد ذلك واصحاب القرار الآن يعلمون جيدا ان من المحتمل ان يكون في مصر نظام حزب ملكي ديمقراطي
الملكية قادمة قادمة
هل انت مستعد لعواصف شتي حول الدعوة الي »الملكية«؟
انا مستعد لمناقشة اي رئيس حزب يريد ان يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية واسأله: ايهما تفضل ان تكون في دولة رئيسها ملك يملك ولا يحكم، أم تكون رئيس جمهورية تحكم فقط؟.
نعم أتحسب كل شيء.. الملكية قادمة.. ليس شرطا انا الذي أؤسسها لكنها الاجيال المقبلة انا مؤمن ان النظام المصري القادم هو النظام الملكي الديمقراطي وفي ضوئه لن نخاف ابدا..!.
ما سبب استيقاظ هذه الحلم الآن؟
لقد جاءت ثورة 52 يناير و أسقطت الظلم والاستبداد وكشفت النظام العفن الذي حكم مصر طويلاً، واشعر الأن أنه قد أن الاوان لتعود مصر ملكية ولنعلن عن حزبنا الملكي سواء استطعنا ان نحقق هذا في عام أو أكثر او لم نستطع ولكن علي الاقل أن نحدث شعبنا عن الديمقراطية والحكم الحر ونعيده الي أسطورته عن العدل و حق الإنسان في الحياة و في حكم نفسه وأن يعود الي تراثه القديم وإلي المعاصرة الحديثة في ملكية ديمقراطية معاصرة تستطيع أن تبني الانسان وتمنحه حريته وكرامته بملك هو إبن من ابناء الشعب يملك ولا يحكم و لكن يكون أبناء الشعب هم الحاكمون.
هل تتوقع تحقيق حلمك بين الحقيقة والخيال.. بين الممكن والمستحيل.. بين التصور والتصديق.. بين الحلم والواقع؟
أنا لا احلم بالمستحيل ولكني اعرف ان الامة المصرية يجب ان تقف في هذا الوجود برمزها الملك الذي يملك ولا يحكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.