»سؤال آن الآوان إن احنا نسأله.. يعني إيه مصر بالنسبة لك؟» » سؤال إجاباته بقت غامضة وغير محددة.. ومعانيها متضادة.. وتفاصيلها غريبة.. والتعبير عنها مش حقيقي في أغلب الأحيان»!. » مصر إيه بالنسبة لكي أو له.. عايزين كل واحد مننا يقعد مع نفسه علي انفراد ويصارح نفسه بحقيقة علاقته بمصر.. مش مهم هي أو هو مين.. أو بينتمي لمين.. أو ديانته إيه أو بيشتغل إيه.. أو حالته المادية إيه.. أو ساكن في كمبوند أو في العشوائيات.. أو كنت ست أو كنت راجل.. أو كبار السن أو الشباب». » مصر دلوقتي عايزة تعرف هي إيه بالنسبة لنا احنا يا حضرات المصريين.. مصر بتسأل عن موقعنا منها.. وموقفنا منها ورؤيتها لها، وما نتمناه لها من خير، أو ما نضمره لها - للأسف - من شر»! »الوقت حاسم.. و»الاستفتاء الشعبي اليوم علي حقيقة حبك لمصر.. إخلاصك لمصر.. إيمانك بمصر.. استعدادك للتضحية من أجل مصر.. الاستفتاء صار لزاما أن تُعلن علينا نتيجته.. وأن نحلل ونفسر معطياته ومخرجاته.. فلا يمكن أن ندفن رءوسنا في الرمال وندفن معها نتائج الاستفتاء المصري»! »مصر في مفترق طرق.. وأرضها وسماؤها وخيرها ومواردها لا تحتمل بطء انتظارك علي محطة الهوية، أو انتظارك لركوب قطار الحركة الوطنية، أو حتي رغبتك في فصل عجلات القطار حتي لا تتحرك عرباته»! »علي فكرة لقد صرنا نُعبّر لمصر عن حبنا فقط باللسان وليس من القلب - ولا حتي للأسف من العقل- حب مصر صار كلمات جوفاء لا تتجاوز فعل القول إلي الفعل.. ولا يرتجف لمعني العشق فيها منك الجسد.. ولا تتسارع نبضات القلب.. ولا تذوب منك المشاعر.. ولا نسمع منك تراتيل الشكر لله علي وجودك منها وفيها.. صار الكلام يستدعي كلام.. والكلام يحرض كلام.. والكلام يجادل كلام.. والكلام ينافق كلام.. ومع كتر الكلام وجرح الكلام ضاع التعبير.. وغاب المعني»! »في مصر ناس بتموت شهيدة حب ترابها.. وناس هتموت نتيجة نقص كيلو سكر.. في مصر أمهات بتزغرد وهي بتودع ابنها شهيد مصر علي نعشه.. وفي مصر عيلة بتولول علي نقص الزيت من علي رفوف السوبر ماركت.. في مصر شباب واقفة في عز ضهر الصحرا وشمسها ونارها ونهارها بتعمر وتبني، وفي مصر شباب سهران نص الليل بيكتب انتقاداته ويبث حقده لمصر علي مواقع التواصل الاجتماعي من سريره.. في مصر ناس شدت حزام بطنها ضد الكباب.. وفي مصر ناس بتندب حظها علي نقص استيراد أكل الكلاب.. في مصر ناس بتسيب بيوتها باللي فيها في مواجهة جرائم بشعة للإرهاب.. وفي مصر ناس بتاجر بقوت الشعب وبتضارب علي سعر الدولار.. في مصر ناس بتقول » يارب مصر».. وفي مصر ناس بتقول » خراب» يا مصر.. في مصر ناس بتؤمن ببلدها ومستقبلها وأجيالها.. وفي مصر ناس بتحبط في بلدها ومستقبلها وشبابها.. في مصر ناس عايشة جواها وبتكره اسمها وسيرتها.. وفي مصر ناس عايشة بعيدة عنها بحكم ظروفها تتمني تتمرغ وتبوس ترابها.. في مصر ناس نفوسها غاضبة.. لا تعرف الحب ولا الطهر ولا الرضا.. وفي مصر الناس تؤمن بالحب والجمال والرحمة وتدمن الرضا.. في مصر ناس تكره نفسها ومصرها وجذورها.. وفي مصر ناس بتحب نفسها وغيرها ومصرها ومصريتها». »الآن حدد موقفك من مصر وحبها وإيمانك بها وعشقك لترابها.. علشان مافيش وقت»! • مسك الكلام.. »علي فكرة للناس الناسية أو عاملة ناسية.. ديه مصر.. مصر المحروسة المحفوظة بإذن الله».