ليس هناك ما يمكن قوله تبريرا لما تشهده القاهرة وبعض المحافظات من أعمال إرهاب خسيسة سوي أن ما يحدث ما هو إلا محصلة طبيعية لحالة التردد والبطء إلي درجة العجز الذي يتسم به أداء حكومة الدكتور حازم الببلاوي. كل الشواهد تؤكد أن هذا الأداء ليس علي مستوي متطلبات التصدي لمخطط الارهاب الاخواني. من المؤكد أن جنوح رئاسة هذه الحكومة وبعض أصحاب النفوذ فيها إلي عدم حسم الأمور.. كان سببا في هذا التفاقم الذي وصلت إليه المواجهة مع جماعة الإرهاب الاخواني. إن هذا التوجه السلبي أدي إلي تصاعد الطمع الإخواني إلي درجة أن يصل بهم خيالهم المريض إلي إمكانية عودة حكمهم الأغبر رغما عن إرادة الشعب. هذا الضعف الذي كان عنوانا لتعامل هذه الحكومة مع جماعة الإرهاب الإخواني منذ تسلمها المسئولية بعد ثورة 30 يونيو شجع أذنابها علي التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم الإرهابية انتقاما من الشعب الثائر عليها. سلوك حكومة الببلاوي ليس نابعا من سوء نية ولكنه تفعيل لمبدأ أفكر وأفكر وأفكر ثم ينتهي الأمر إلي عدم اتخاذ القرار الواجب. لم يكن خافيا أن ضعف الحكومة الببلاوية إنما يعود إلي أن طبيعة بعض أعضائها تميل إلي إرضاء الخارج المتآمر علي حساب مصلحة هذا الوطن. ان تصرفاتها التي تكشف قصر نظرها والنقص في الإدراك السياسي تمثلت في تصريحات بعض رموزها التي يُستشف منها العجز وعدم الجرأة والقدرة علي التصدي. جاء هذا الموقف المتخاذل في الوقت الذي تخوض فيه قواتنا المسلحة وأجهزة الأمن الوطنية معركة حامية ضد هذا الارهاب الاخواني علي أرض سيناء. في هذا المجال لا أحد يمكن أن يتغاضي عما كانت تحدثه التصريحات الإنهزامية - سواء من رئيس الوزراء او نائبه المسئول عن الاستثمار- من اثر مدمر علي الروح المعنوية لرجال الامن في حربهم داخل المحافظات ضد الارهاب الاخواني. من ناحية أخري فإنه يبدو ان هذا الذي يجري تفعيل لاعتقاد مستحيل بامكانية ان تعود الجماعة - المشلوحة عن حكم مصر بأمر الشعب- إلي رشدها وبالتالي تنضم إلي الصف الوطني الذي لا تعترف به أصلا. كان هذا الفهم القاصر وسوء التقدير وراء عملية التلكؤ المتعمد في عدم الاستجابة للتوجهات الشعبية باعتبار الجماعة الخائنة العميلة جماعة إرهابية. صحيح أن حكومة الببلاوي غامرت أخيرا وأصدرت قرارا بإرهابية الجماعة.. الا أن ذلك لا يمنع القول بانه جاء متأخرا أربعة شهور مثله مثل الكثير من الإجراءات التي كان يجب عليها اتخاذها. كل الدلائل ومسيرة الأحداث تؤكد أن روح ثورة 30 يونيو القائمة علي الاقدام والحمية الوطنية ولا تعرف الخوف.. كانت وراء معجزة إسقاط الحكم الإرهابي الإخواني. هذه الروح لم تكن وللأسف ضمن اهتمامات هذه الحكومة التي جاءت بها.