أمام محاولات الكسب الحرام تضاءلت الأخلاق وبلغت الجرأة بمعدومي الضمير إلي حد ترويج سلع بالصوت والصورة علي المواقع الالكترونية لمساعدة الطلاب علي الغش مع شرح تفصيلي لطرق استخدامها وعلي الطالب الاتصال بالأرقام المعلنة لتصل إليه البضاعة »دليفري« حتي باب منزله وذلك بديلا للطرق التقليدية للغش باستخدام »البرشامة«، فهذا قلم سحري يختفي ما يكتبه بعد ساعتين ليطعن الطالب في ورقة الإجابة بأنها لا تخصه ليحصل علي الدرجة كاملة وخاصة أنه لم يحرر محضر ضده باستلام الورقة منه فارغة، وهذا »الذراع الثالث« عبارة عن ذراع بالكف يركبه الطالب الغشاش في يده ويغطيه بالقميص ويظهره علي الترابيزة وكأنه يمسك بالقلم ويكتب ويستخدم ذراعه من تحت الترابيزة للاتصال بالمحمول للغش من خلاله، وهناك قلم جاف وساعة يد بشاشة مرتبطة بكارت »ميموري« مسجل عليه المنهج بالكامل ويسهل تصفحه في ثوان، والنظارة الالكترونية المزودة بكاميرا لالتقاط صورة ورقة الأسئلة وإرسالها لشخص يجيب عليها وإعادتها مرة أخري، والآله الحاسبة الخادعة تحمل أرقام المحمول ومن خلال الشريحة التليفونية يرسل الطالب صورة ورقة الاسئلة ثم يستقبل الإجابة والسؤال كيف دخلت هذه الوسائل إلي مصر ومن المسئول عن استيرادها؟! وأمام هذا السطو لتدمير شبابنا قامت وزارة التربية والتعليم بابلاغ وزارة الداخلية وقررت بعض الإجراءات الوقائية منها تنظيم دورات تدريبية للمراقبين لكشف تلك الوسائل ودورات لتفعيل دور المرشد النفسي بالمدرسة لتخفيف قلق الطلاب من الامتحانات وندوات دينية لتوضيح مخاطر الغش والاستفادة من وسائل الاعلام لاعداد برامج تعالج هذه الظاهرة وهذه الإجراءات رغم أهميتها إلا أنها تعد في هذا التوقيت كلاما نظريا جميلا وخيالا في خيال فمتي وكيف ستتم وقد انتهي العام الدراسي وأيام قليلة وتبدأ الامتحانات وللأسف هذا هو منهجنا في كل أحوال حياتنا تقع الكارثة أولا ثم نفكر في كيفية الوقاية منها أو حلها بعد فوات الأوان.. وأنت أيها الطالب الذي تفكر في أي وسيلة للغش قد تنجح في اتمام عملية الغش وقد تحصل علي درجات تؤهلك لما تريده ولكنك لن تستطيع أن تستمر في الغش دون محاسبة من الله تعالي أولا فلن يحالفك النجاح في جميع مجالات حياتك ومن المجتمع وامام نفسك فأنت خائن للأمانة. بعد إرادة الله سبحانه وتعالي الدواء وحده لا يكفي لشفاء المريض فلابد من طبيب كفء يشخص المرض وتمريض ناجح من ملائكة الرحمة إذا لزم الأمر ولذا آلمني كثيرا مشهد شباب الأطباء وهم يرتدون البلاطي البيضاء والكمامة الطبية وينظفون السيارات مقابل 5 جنيهات ويبعون كتبهم مقابل 01 جنيهات للكتاب في منطقة قصر العيني لتوصيل رسالة إلي من يهمه أمرهم ضد تجاهل استجابة الحكومة لاقرار قانون كادر الأطباء وتأمين المستشفيات ولا عزاء لتفعيل القوانين.