المهزلة مستمرة في شارع 62 يوليو، الذي يربط وسط عاصمة مصر المحروسة بمدينتي الجيزة والسادس من أكتوبر.. شماعات باعة الملابس المستعملة، التي تحتل جانبي الشارع بدءا من مسجد »السلطان أبو العلا« وحتي مستشفي الجلاء لأمراض النساء والولادة، ازداد عددها فزحفت تحت إشراف وحماية البلطجية، لتشغل نهر شارع الجلاء في منطقة الاسعاف بعد أن احتلت الأرصفة.. وأصبح من المحتم علي المشاة الذين يضطرون إلي السير في هذا الشارع، مشاركة السيارات والموتوسيكلات والميكروباصات في استخدام الشريط الضيق الذي يسمح بالكاد بمرور سيارة واحدة، والتعرض للأذي والمهانة والبهدلة!! وفي غياب شرطة المرافق، وشرطة المرور، تزداد حالة الشارع البائس بشاعة، عندما ينضم إلي هذا المشهد عدد من عربات الكارو المحملة بالفاكهة، التي تجرها الحمير، وما ينتشر تحتها من زبالة وفضلات، وروث يحوم فوقه الذباب!! أحد أصحاب المحال في شارع 62 يوليو، قال لي إن مجموعة من البلطجية تفرض سطوتها علي المنطقة، وتقوم بتأجير الأرصفة، والمواقع لباعة الملابس وعربات الفاكهة، تحت سمع وبصر رجال شرطة المرافق، ومسئولي الحي الذين يحصلون بطبيعة الحال علي مقابل مالي ليغمضوا أعينهم ويسدوا آذانهم!! ويمضي الرجل في الكلام فيقول بمرارة: عليه العوض ومنه العوض.. البلد تاهت، ولا أحد يعرف إلي أين تتجه بنا المركب.. وأصحاب المحال الذين يتضررون من هذه الفوضي تعبوا من الشكوي، بالإضافة إلي وقف الحال الذي يهدد معظمهم بالإفلاس، بعد الغياب الكامل للأمن وانعدام الانضباط!! معقول؟.. معقول يا مدير الأمن؟.. معقول يا أباطرة الأحياء؟.. معقول يا سعادة محافظ عاصمة مصر المحروسة؟!!