من المسئول عن نظافة، وتأمين، وإنضباط شوارع عاصمة مصر المحروسة التي أصبحت الفوضي طابعا مميزا لها؟! هذا السؤال يحيرني، ولا أجد له إجابة شافية وافية عند كل الذين وجهته إليهم!! واحد قال لي إن شرطة المرور هي المسئولة عن إرتباك السير.. وآخر قال لي إن هيئة المرافق مسئولة عن المياه والإنارة وبرك المجاري، وصيانة الأرصفة وأرض الشوارع.. وثالث قال لي إن المجالس المحلية مسئولة عن الاشغالات، وتراخيص الهدم والبناء.. ورابع قال لي إن المحافظ هو الرأس الكبير، وهو المسئول عن كل »السبهللة« و»البهدلة« التي تعاني منها القاهرة الصابرة!! انني أشعر بالألم والمرارة عندما أسير في شارع 62 يوليو الذي كان في الزمن الجميل من اهم معالم القاهرة، وأصبح الآن من أسوأ شوارعها وأكثرها قذارة!! في بداية الشارع، من ناحية شارع الجلاء، موقف غير قانوني للميكروباصات تقف فيه السيارات في صفين متجاورين في انتظار ركاب.. والنتيجة تكدس السيارات التي تريد الدخول إلي الشارع و»ربكة« ما بعدها »ربكة«.. ثم صف طويل من عربات الكارو المحملة بالبطيخ والبرتقال، والتفاح والخيار.. وكل عربة بجوارها حمار»!!«.. وبعد ذلك حدث ولا حرج عن محلات وشماعات الملابس القديمة، التي احتلت الأرصفة، ونصف نهر الشارع أيضا.. واللي مش عاجبه يخبط راسه في أقرب حيط!! سألت أحد باعة الملابس: »تفتكر الناس تمشي فين«؟. قال بمنتهي التلقائية والثقة : »يا باشا إحنا واقفين بفلوسنا«!! أنا متأكد من أنه صادق فيما قال.. ومع ذلك لم أسأله لمن يدفع الفلوس؟!