صيحات التحذير والإنذار تصدر منذ وقت غير قصير من المنظمات العالمية التالية: منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة برنامج الأغذية العالمي منظمة »اوكسفام« الخيرية الدولية المعهد الدولي لبحوث الغذاء الصندوق الدولي للتنمية الزراعية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابع للأمم المتحدة. وتتخلص هذه التحذيرات في ان ظاهرة التغيرات المناخية ستؤدي إلي أزمة في المواد الغذائية وارتفاع كبير في أسعارها. وكنت أتوقع، بمناسبة عيد الفلاح هذا الشهر، ان يتعهد المسئولون عندنا بسد الفجوة في الإنتاج المحلي من القمح، وخاصة ان تناقص موارد المياه وانكماش الأرض الزراعية والجفاف والأعاصير والفيضانات والقحط وانبعاثات الغازات التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض واستخدام المزروعات في إنتاج الوقود الحيوي لتخفيف الاعتماد علي البترول.. كل ذلك يؤثر في حجم الإنتاج الزراعي العالمي. ومنذ عام 0102 نشهد انخفاضا في إنتاج المحاصيل الزراعية في العالم، وخاصة القمح بمقدار 41 مليون طن بينما يتزايد الطلب علي القمح بمقدار 21 مليون طن، وبمعدل زيادة 2٪ سنويا. ومنذ يوليو عام 8002 وأسعار المواد الغذائية ترتفع في السوق العالمي بما لا يقل عن 81٪ وفي عام 0102 ارتفعت الأسعار العالمية للقمح بنسبة 4.02٪ مما يؤدي إلي تضخم فاتورة الغذاء. والمؤسف ان مصر، التي اخترعت الزراعة وكانت توفر الطعام لسكان بلدان البحر المتوسط أيام الامبراطورية الرومانية، هي الآن الدولة الأكثر استيرادا للقمح في العالم! وقد ارتفع استيرادنا للقمح من 5.5 مليون طن، حتي عام 5002 إلي عشرة ملايين طن في عام 0102(!). ومعلوم ان أي دولة مصدرة للقمح في العالم سوف تمتنع عن تصدير ما نحتاجه من القمح في حالة حدوث جفاف لديها يؤدي إلي نقص الإنتاج، لأنها ستعطي الأولوية لسد احتياجات مواطنيها. فهل ستظل حكوماتنا تعتمد علي الخارج في توفير القوت اليومي الضروري؟ وهل يظل رغيف الخبز تحت رحمة أي تغيرات مناخية في الدول التي تصدر القمح إلينا أو تحت رحمة غضب حكومة الدول المصدرة من مواقفنا وسياساتنا.. ومرهونا برضائها عنا؟! وأين الأمن الغذائي الذي يحررنا من الاعتماد علي السوق العالمي ومن الخضوع لسوق القمح الأمريكي أو الروسي أو الكندي أو الاسترالي أو الأرجنتيني أو الفرنسي؟ ولماذا لا نرفع شعار »العودة إلي الأرض« ونعلن عن انطلاق ثورة خضراء جديدة واستصلاح مساحات جديدة من الأرض لزراعة القمح وتطوير قطاع الزراعة ورفع ميزانية مراكز البحوث الزراعية لاستنباط سلالات جديدة عالية الإنتاجية من القمح.. تقاوم الجفاف والحرارة. ألا يوفر الإنتاج المحلي نفقات كثيرة مثل النقل البحري والبري والصوامع.. والفاقد.. الخ.. والأهم.. ألا يحمي استقلالنا وحرية إرادتنا. كلمة السر: تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطعام