قال.. صديقي وهو معروف بعدائه وكراهيته للنساء: كيف تتصور الحياة بدون المرأة؟ قلت: جحيم..!! قال: ولكني أتصورها.. جنة ونعيما!! قلت: الحياة بدون المرأةحياة خالية من العاطفة والأمل.. جامدة لا نبض فيها ولا حركة.. لا لهفة فيها ولا رغبة.. حياة يشملها الركود والملل.. أن المرأة هي التي تبعث في الحياة الأمل واللهفة.. وتوقظ العواطف.. وتحرك القلوب.. قال: المرأة مصدر الشقاء.. والباعث علي الشر.. قلت: وهي أيضا مصدر السعادة.. والباعث علي الخير.. إنها قادرة علي أن تضفي علي الحياة المتعة والبسمة والرضا.. وقادرة علي أن تحولها الي تعاسة وشقاء.. قادرة علي أن تملأها بالنور.. وقادرة علي أن تحيي في القلوب الأمل.. وهي في اشد حالات اليأس.. وإن تبعث الطمأنينة في النفوس وهي في أقصي درجات الضياع والخوف.. قال: ياليتني استطيع فهم المرأة حتي اتقي شرها!! قلت: أن سر جاذبية المرأة يكمن في غموضها.. ولولا هذا الغموض لما تعلق بها الرجل.. وقضي عمره محاولا فهمها.. وحل لغزها.. وقراءة أفكارها.. وكشف خباياها وأسرارها.. أن المثير في المرأة أنها مخلوق غامض.. يلعنها الرجل ثم يركع تحت أقدامها طالبا الصفح والمغفرة.. يهجرها ويشعر بالوحدة والضياع وهو يعيد عنها.. يقتلها ويذرف الدمع حزنا عليها!! ولو كانت المرأة واضحة بسيطة لا غموض فيها لما استهوت الرجل.. ولما تقرب إليها واهتم بها.. وبقاؤها لغز محير يجعل للحياة طعما ومذاقا.. ويدفعه الي السعي والبحث.. وماذا تكون الحياة لو لم يكن فيها هذا الغموض المثير الجميل..؟؟ ونهض صديقي عن مقعده فجأة وهو ينظر في ساعته.. وقال.. لابد ان انصرف الآن.. لقد تأخرت علي زوجتي! قلت: ولماذا أنت متلهف هكذا لرؤيتها.. ألم تقل ان المرأة هي مصدر الشقاء والباعث علي الشر؟ قال وعلي وجهه ابتسامة غامضة: ومع ذلك أحبها ولا أطيق الحياة بدونها..!!