مع اقتراب حلول عيد الاضحي المبارك يضع المواطنون ايديهم علي قلوبهم خوفا من ارتفاع اسعار اللحوم اكثر مما هي عليه الآن.. فالارتفاع في الاسعار حاليا ينذر بان عيد الاضحي وهوالمعروف بعيد "اللحمة " قد يمر دون شراء لحوم او اضاحي.. وما يزيد الخوف لدي المواطنين هواختفاء الشوادر التي كانت بمثابة طوق النجاة من جشع وطمع الجزارين.. مسلسل ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء بجميع انواعها سواء كانت كندوز او بتلو او ضأن او المشتقات من كبدة ومخ وحلويات لازال يعرض عرضا مستمرا... فالاسعار لا تزال مرتفعة داخل محلات الجزارة وهذه الاسعار المرتفعة جعلت البسطاء يقاطعون اللحوم مقاطعة اجبارية ، فالميزانية لم تعد تحتمل شراء كيلو لحم واحد طوال الشهر. وعلي ارض الواقع خلال جولة داخل المحلات بعدد من المناطق في بولاق الدكرور وفيصل والدقي ، تظهر سمة مشتركة بين جميع المحلات وهي " قائمة الاسعار " ، فالقوائم مطبوع عليها اسعار. زادت بمعدل اربعة جنيهات للكيلو عن اسعار شهر رمضان ، فكيلو الكندوز وصل سعره الي 62 جنيها بعد ان كان ب 58 جنيها ، وبلغ سعر كيلو الضأن 65 جنيها في حين كان يباع في شهر رمضان ب 61 جنيها ، اما البتلو فيستحق ان يقاسم بلا فخر الطماطم في صفة مجنونة ، ولانه مذكر فسنقول " يامجنون يابتلو " ، فالكيلو ب 85 جنيها ، وخلال الجولة اتضح ان الشوادر والتي كانت تسمي بشوادر الغلابة اختفت في ظروف غامضة فبعد ان استطاعت هذه الشوادر ان توفر لحوما حمراء طازجة بسعر 35 جنيها خلال شهر رمضان واقبل عليها المستهلكون لشرائها واكدوا جودتها وحلاوة مذاقها لانها قادمة حية من الخارج ومذبوحة بمجزر العين السخنة إلا انها لم تستمر طويلا كما يقول فارس الجزار صاحب احد هذه الشوادر ان الجزارين احسوا بالخطر فور ظهر الشوادر واعلنوا الحرب عليها وبدأوا في تقديم شكاوي الي مديريات الطب البيطري باننا نبيع لحوما غير طازجة رغم ان موافقات اقامة الشوادر خرجت من مديرية الطب البيطري بالجيزة ، وهذا يدل علي رغبة الجزارين في احتكار سوق اللحوم حتي يتلاعبوا في الاسواق وفي الاسعار وفي ميزانية المستهلك .وكالعادة عند البحث عن اي سبب لهذا الغلاء في اللحوم ، تظهر لك اتهامات متبادلة بين الجزارين والمربين ، ويحاول كل طرف ان يلقي بالتهمة في ملعب الآخر ، فيقول عمرو محمد - جزار - ان ارتفاع أسعار الرءوس الحية الصغيرة , وكذلك مبالغة التجار والمربين في الاسعار أدي إلي زيادة أسعار اللحوم، مؤكدا ان الاقبال ضعيف جدا علي شراء اللحوم البلدية مما ادي الي حدوث ركود في سوق اللحوم ، بينما يقول احمد سليم - جزار - انه بالرغم من انخفاض سعر مكونات الاعلاف بنسبة 04٪ حيث انخفض طن الذرة من 0081 الي مابين0001 و0021 للطن وفول الصويا من0063 إلي 0072 للطن فإن اسعار اللحوم تواصل الارتفاع ويعود السبب الرئيسي في ذلك الي المربين , فالجزارون يشترون الذبائح من المربين باسعار خيالية ولان المربي لا يظهر في الصورة فإن الاتهامات يتم توجيهها الي الجزارين بانهم سبب الغلاء بجشعهم وطمعهم فنحن نشتري كيلو اللحم حية من المربين بالفيوم ب21 جنيها للكيلو للجاموسي و23 جنيها لكيلو اللحم البقري بالاضافة الي مصاريف الشحن والنقل والذبح "بالسلخانة" وايجار المحلات والضرائب وغيرها من المصاريف التي يتحملها الجزار بمفرده فما بالك بكم نبيع كيلو اللحم ومكسبنا لم يتجاوز جنيهين في الكيلو الواحد. ويحاول المربون كما فعل الجزارون الدفاع عن انفسهم فيقول محمد حجاج احد المربين وصاحب مزرعة لتربية العجول ان الجزارين هم الذين يتحكمون في الاسعار يرفعونها كما يريدون , اذن هم المسئولون عن هذا الارتفاع الجنوني في الاسعار ويتطرق قائلا: ان مصر لم تحقق الاكتفاء الذاتي من اللحوم إلا في أوائل التسعينيات عندما وصل مشروع البتلو إلي أوج عظمته لكن مع اهماله عانت مصر من فجوة كبيرة في استيراد هذه اللحوم, بالاضافة لثبات مساحة الرقعة الزراعية وعدم وجود المراعي ومحدودية الارض الزراعية والبديل هو منح قروض للمربين بفوائد بسيطة لتمويل مشروع البتلو في صورته الجديدة وتشجيع تربيته من اجل توفير اللحوم بالاسواق وزيادة المعروض ومن ثم انخفاض الاسعار، ويضيف هاني محمود احد المربين ان الكثير من المربين تحملوا خسارة فادحة بسبب امراض الحيوان وارتفاع اسعار الماشية الصغيرة مما اضطرهم إلي التوقف عن تسمين الماشية. وابدي المواطنون انزعاجهم من الارتفاع المستمر في الاسعار ، وتقول ميرفت الكومي ربة منزل انها لم تقم بشراء لحوم منذ اكثر من 3 شهور معتمدة في غذائها علي البدائل سواء كانت دواجن او اسماك رغم ارتفاع اسعار هذه البدائل ولكن قضي اخف من قضي ، وتطالب ميرفت بعودة الشوادر مرة اخري بعد ان اثبتت فعاليتها في محاربة غلاء لحوم الجزارين ووفرت لحوما تناسب محدودي الدخل ، وقال عطية يوسف موظف انه يجب تكثيف الرقابة علي الاسواق لمنع جشع وطمع الجزارين ، كما ينبغي علي الاغنياء مشاركة الفقراء في حملات المقاطعة لان مقاطعة القراء وحدهم لا تفيد ، فعندما تأتي المقاطعة من جميع فئات المجتمع سيضطر الجزارون الي العودة الي الاسعار الطبيعية .