لم تهدأ نار الاسعار التي أمسكت بجيوب المواطنين, فأتت علي ما فيها, ولم يبق سوي الشكوي ومع حلول عيد الاضحي المبارك يزداد الإقبال في الأحوال العادية علي شراء اللحوم بمختلف أنواعها وشتي ألوانها.. إلا أن الأمر يبدو مختلفا هذا العيد, خاصة في المناطق العشوائية, حيث غالبية المواطنين من محدودي ومعدومي الدخل, والذين لا يجدون قوت يومهم إلا بشق الأنفس. ففي منطقة السلخانة بمدينة طنطا يجلس الكرشانية وباعة العفشة وسط إقبال المواطنين عليهم خاصة في المناسبات وتحديدا في عيد الأضحي المبارك والمعروف لدي غالبيتهم بعيد اللحمة وتعتبر منطقة السلخانة بطنطا منتجع اللحمة ولذلك كان ل الاهرام جولة قبل حلول العيد, نرصد فيها آراء المواطنين حول التضحيات والأضحيات, وأنواع اللحوم في ظل اكتواء الجيوب بلهيب الأسعار الذي لا يرحم البسطاء منهم, كما نلقي الضوء علي حال الجزارين والباعة بهذه المنطقة الغنية بالبروتينيات. يؤكد عبد الله احمد جزار أن ارتفاع أسعار اللحوم أثر علينا نحن الجزارين بالسلب, خاصة مع قدوم عيد الأضحي المبارك, والذي كنا نبيع فيه كثيرا ونكسب فيه اكثر, مشيرا الي أنه علي الرغم من أنه لم يتبق سوي أيام معدودة علي العيد فإننا لم نذبح سوي رأس واحدة كل ثلاثة أو أربعة أيام عكس الأعياد السابقة. وتؤكد ام سمر بائعة عفشة ان بضاعتها تلقي رواجا علي مدي العام كله, ويزداد الإقبال عليها في الأعياد والمناسبات, وأن زبائننا من الغلابة والمطحونين الذين يريدون أن يذوق أبناؤهم رائحة اللحمة دون أن يعرفوا شكلها, ولذلك فهم يلجأون إلينا ليشتروا العفشة والطحال والكرشة, نظرا لارتفاع أسعار اللحوم البلدية والتي وصل سعرها إلي60 جنيها وأكثر, في حين أن سعر كيلو العفشة لا يتجاوز12 جنيها. ويضيف محمد رمضان موظف بالتربية والتعليم وكان يقف أمام بائعة العفشة, قائلا: إنني ألجأ إلي شراء الكرشة والممبار بدلا من اللحمة حيث إن راتبي لا يكفي لشراء5 كيلو لحمة وعندي من الابناء6 غير امهم وحماتي المسنة..ويضيف بسخرية قائلا: من أين لي بثمن اللحمة فأشتريها ؟! أما الحاجة أم محمد أرملة وتعول5 أفواه فتقول: إن معاش الضمان الاجتماعي الذي تحصل عليه وقدره100 جنيه لا يكفي لإطعام اولادها عيش حاف علي مدي الشهر, ولا نذوق طعم اللحمة إلا من أصحاب الأضاحي والصدقات. في حين تؤكد أم عمرو ربة منزل أنها تلجأ إلي شراء هياكل الفراخ( بعد نزع اللحم عنها وبيعها بانيه) لعدم قدرتها علي شراء اللحمة. وتشير سعاد رزق موظفة بمديرية الصحة بطنطا إلي أنها تلجأ إلي اللحوم المجمدة قائلة: كلها لحوم والسلام