أكد حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية أن نتائج الانتخابات في جولة الإعادة تؤكد أن مصر فرض عليها خياران لا يعبران عن شخصية مصر ولا عن ثورتها وأن الشعب وجد نفسه أمام اختيار إعادة انتاج النظام السابق أو اختيار شريك في الثورة أراد الانفراد بها وحصد مكاسب السلطة منها وحده بعيدا عن باقي الشركاء.. جاء ذلك خلال لقائه بوفد مركز كارتر لمراقبة الانتخابات بحضور نائب ولاية جورجيا الأمريكية جيسون كارتر وعبد الكريم الارياني رئيس الوزراء اليمني الأسبق ومروان المعشر نائب رئيس مركز كارنيجي ونائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق وعدد من أعضاء حملته مساء أول أمس الاثنين . تناول اللقاء الذي عقد بأحد فنادق وسط القاهرة المستجدات السياسية علي الساحة واستعراض رؤية صباحي لها ولتفاعلات المرحلة خاصة في ظل المؤشرات شبه النهائية لنتائج الفرز لجولة الإعادة التي ترجح إعلان فوز مرشح الإخوان د. محمد مرسي . وأكد حمدين أن الرئيس المقبل سيكون رئيسا ضعيفا بحكم هذا الاتجاه في الرأي العام الذي اختار أحدهما رفضا للآخر وبحكم نص الإعلان الدستوري المكمل الذي قلص صلاحيات الرئيس.. مؤكدا معارضته لنص الإعلان الذي يشير لتغول المجلس العسكري وهيمنته وهو الأمر الذي لا بد من الوقوف ضده . وقال حمدين إنه يسعي لبلورة تيار شعبي منظم يقود معارضة شعبية قوية تمنع تحول مصر لدولة علي هوي الإخوان وترفض استمرار عسكرة مصر.. مؤكدا أن من أرادوا الثورة وسعوا لها عليهم استكمالها وأن ذلك سيكون عبر حشد الجهود وتوحيد الصفوف في أطر تنظيمية شعبية تستعد للانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة.. مشيرا أن هناك حوارا متصلا مع كافة شركاء الثورة والقوي الوطنية وجزء من هذا الحوار اتصالات مع د. محمد البرادعي ومؤسسي حزب الدستور . وأضاف صباحي أن ما يدعو له هو تيار واسع منظم يكون حزبيا الكرامة والدستور حجري أساس فيه لكنه لن يقتصر عليهما وسيتسع ليشمل كل القوي المدنية والثورية ورموزا وطنية وشخصيات عامة من المنتمين إلي التيار اليساري والقومي والليبرالي مثل الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بقيادة د. محمد أبو الغار وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي بقيادة عبد الغفار شكر وائتلافات الشباب والحركات الثورية.. مشيرا الي أن تحالف كل هذه النخب والقوي مهم في اطار بناء تحالف سياسي واسع وقوائم انتخابية موحدة للانتخابات المقبلة لكن الأهم هو بناء قواعد اجتماعية وشعبية للتيار الجديد بشكل منظم متوقعا أن يكون حلفاؤه في هذا التيار ممن صوتوا له ولغيره من مرشحي الثورة في قطاعات الفلاحين والعمال وصغار الموظفين والطبقة الوسطي وقطاعات من الطبقة العليا في مصر والحرفيين وأن يكون حلفاؤه سياسيا هم كل القوي الرافضة لهيمنة الاسلام السياسي والرافضة لهيمنة المجلس العسكري أو إعادة انتاج النظام السابق . ونفي حمدين خلال اللقاء ما يقال عن اصطفاف القوي المدنية خلف المجلس العسكري قائلا أن هذه القوي تعارض كلا من الطرفين بنفس القدر وأنها حاولت الاصطفاف مع الإخوان كشركاء في الثورة من قبل لكن طمع تيار الاسلام السياسي في السلطة أفشل تلك المحاولات وربما تجد القوي المدنية أحيانا هدفا مشتركا يحققه لها المجلس العسكري بقراراته مثلما يجري الآن بالعودة لأن يكون الدستور أولا كما طالبت تلك القوي . وقال حمدين أن هناك احتمالا لصدور حكم قضائي بحل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وأن هناك محاولات للاستقرار علي مقترح توافقي لتشكيل الجمعية.. رافضا انفراد المجلس العسكري بالقرار في هذا الشأن . وأضاف صباحي أنه رغم معارضتنا المبدئية الواضحة لاصدار الاعلان الدستوري المكمل إلا أنه ينبغي الإشارة إلي أن المادة 60 مكرر منه تمثل ضمانة للحفاظ علي مدنية الدولة في الدستور المقبل . وأوضح حمدين أنه يكن احتراما وتقديرا خاصا لدور الجيش كمؤسسة وطنية في تاريخ مصر الحديث منذ ثورة 23 يوليو لكنه يدرك أن هناك فارقا جوهريا بين ثورة الضباط الأحرار وثورة الجماهير الأحرار وأنه مع أن يكون للجيش المصري دور وحيد ومحدد وهو حماية أمن البلاد وحدودها دون أن يكون له أدني علاقة بالشأن الداخلي والتدخل في السياسة الداخلية وأن المؤسسة العسكرية عليها أن تكون مؤسسة في إطار الدستور الجديد للبلاد وليس لها صلاحيات فوق المؤسسات المنتخبة.. رافضا أن يتم إعادة إنتاج أوضاع تجعل مصر شبيهة بالنموذج التركي . وتوقع صباحي أن يكون الرئيس الجديد رئيسا مؤقتا مشيرا لأن مصيره سيكون بيد الجمعية التأسيسية وما تقرره من نصوص في الدستور وأنه ما لم يكن هناك نص واضح في باب الأحكام الانتقالية بالدستور الجديد يؤكد استمرار الرئيس لحين انتهاء مدته فإن الأرجح سيكون إعادة انتخاب رئيس جديد بعد إقرار الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة . وأشار حمدين بعد إعلان النتائج شبه النهائية لجولة الإعادة أن الرئيس الجديد سيكون رئيسا ضعيفا ولا التفاف شعبيا حقيقيا حوله كما يتبدي من تقارب الأصوات بين المرشحين.. مشيرا أنه يثق في أنه جري ما وصفه بالتزوير الناعم في بعض النتائج لرفع نسبة المشاركة التي لا يمكن أن تكون أعلي من نسبة المشاركة في الجولة الأولي.. وأضاف أن المصريين ومن كانوا في الميادين فرحوا بأنهم نجحوا في اسقاط شفيق كي لا تهان الثورة ودماء الشهداء لكن أغلبهم كان يرغب لو تمكن من إسقاط مرسي معه.. مؤكدا أن المتابع لنتائج الانتخابات البرلمانية وبعدها انتخابات الرئاسة يدرك كم خسر الاخوان في تلك الشهور القليلة.. متوقعا أن يكون البديل الثالث الذي يسعي لتأسيسه منافسا حقيقيا وجادا في الانتخابات المقبلة خاصة إذا أحسن تنظيمه .