قال حمدين صباحي – المرشح السابق لرئاسة الجمهورية – أنه يتوقع أن يكون الرئيس القادم مؤقتا وأن مصيره بيد الجمعية التأسيسية وما تقرره من نصوص فى الدستور ، وأنه ما لم يكن هناك نص واضح فى باب الأحكام الانتقالية بالدستور الجديد يؤكد استمرار الرئيس لحين انتهاء مدته ، فإن الأرجح سيكون أن يعاد إنتخاب رئيس جديد بعد اقرار الدستور واجراء الانتخابات البرلمانية خلال عام. وأضاف خلال لقاءه بوفد مركز كارتر مساء الاثنين بأحد فنادق وسط البلد أن نتائج جولة الإعادة تؤكد أن مصر فرض عليها خياران لا يعبران عن شخصيتها ولا عن ثورتها، وأن الشعب وجد نفسه أمام اعادة انتاج النظام السابق أو اختيار شريك فى الثورة أراد الانفراد بها وحصد مكاسب السلطة منها وحده بعيدا عن باقى الشركاء، مؤكدا أن الرئيس المقبل سيكون ضعيفا ولا التفاف شعبى حقيقى حوله كما يتبدى من نتائج الانتخابات وتقارب الاصوات بين المرشحين بحكم هذا الاتجاه فى الرأى العام الذى اختار أحدهما رفضا للآخر، وبحكم نص الاعلان الدستوري المكمل الذى قلص صلاحيات الرئيس ، مؤكدا معارضته لنص الاعلان الذى يشير لتغول المجلس العسكرى وهيمنته وهو الأمر الذى لا بد من الوقوف ضده. وأشار حمدين إلى أنه واثق من ما وصفه بالتزوير الناعم فى بعض النتائج لرفع نسبة المشاركة التى لا يمكن وفقا للمشاهد والمراقبة لجولة الاعادة أن تكون أعلى من نسبة المشاركة فى الجولة الأولى، مضيفا أن المصريين فرحوا بإسقاط شفيق كى لا تهان الثورة ودماء الشهداء، لكن أغلبهم كان يرغب لو تمكن من اسقاط مرسى معه، لافتا إلى أن الاخوان خسروا كثيرا ما بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية متوقعا أن يكون البديل الثالث الذى يسعى لتأسيسه منافسا حقيقيا وجادا فى الانتخابات المقبلة خاصة إذا أحسن تنظيمه. وأكد على سعيه لبلورة تيار شعبى منظم يقود معارضة شعبية قوية تمنع تحول مصر لدولة على هوى جماعة الاخوان وترفض استمرار عسكرة مصر، قد يكون حزبا الكرامة والدستور حجري أساس فيه لكنه سيتسع ليشمل كل القوى المدنية والثورية ورموز وطنية وشخصيات عامة من المنتمين إلى التيار اليسارى والقومى والليبرالى مثل الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى وحزب التحالف الشعبى الاشتراكى وائتلافات الشباب والحركات الثورية ، مشيرا إلى أهميةوجود قوائم انتخابية موحدة وقواعد شعبية له. ونفى ما يقال عن اصطفاف القوى المدنية خلف المجلس العسكرى ، قائلا أن هذه القوى تعارض كلا من الطرفين بنفس القدر، وانها حاولت الاصطفاف مع الاخوان كشركاء فى الثورة من قبل لكن طمع تيار الاسلام السياسى فى السلطة أفشل تلك المحاولات ، وربما تجد القوى المدنية أحيانا هدفا مشتركا يحققه لها المجلس العسكرى بقراراته مثلما يجرى الآن بالعودة لأن يكون الدستور أولا كما سبق وطالبت تلك القوى . وقال حمدين أن هناك احتمال لصدور حكم قضائى بحل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الحالية ، وأن هناك مشاورات تجرى للاستقرار على مقترح توافقى بمعايير وتشكيل الجمعية التأسيسية ، رافضا انفراد المجلس العسكرى بالقرار، ومؤكدا على مبدأ لا هيمنة ولا اقصاء لأى طرف، مضيفا: رغم معارضتنا المبدئية الواضحة لقرار الاعلان الدستورى المكمل إلا أنه ينبغى الاشارة إلى أن المادة 60 مكرر منه ورغم كل القلق المشروع منها إلا أنها قد تمثل ضمانة للحفاظ على مدنية الدولة فى الدستور المقبل . وقال حمدين أن المؤسسة العسكرية فى إطار الدستور الجديد للبلاد يجب ألا تكون لها صلاحيات فوق المؤسسات المنتخبة ، رافضا أن يتم اعادة إنتاج أوضاع تجعل مصر شبيهة بالنموذج التركى . حضر اللقاء النائب عن ولاية جورجيا الأمريكية جيسون كارتر، وعبد الكريم الاريانى – رئيس الوزراء اليمنى الأسبق – ، ومروان المعشر- نائب رئيس مركز كارنيجى ووزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الأسبق بالأردن -، وسان فاندنبرج – الباحث بمركز كارتر-، وروبرت مالى – مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية. ومن جانب أخر، قدم حمدين مساء الاثنين واجب العزاء فى وفاة ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز للسفير السعودى بالقاهرة أحمد عبد العزيز قطان وعدد من مسئولى السفارة وممثلى المملكة العربية السعودية خلال العزاء الذى أقامته السفارة السعودية بمسجد آل رشدان بمدينة نصر حيث قابل خلاله عدد من المثقفين والشخصيات العامة المصرية الذين رحبوا به واحتفوا بتجربته فى إنتخابات الرئاسة ونتائجها الشعبية حيث دارت بينهم حوارات حول الوضح الراهن وتطورات المرحلة المقبلة على هامش العزاء، كما التقى بالأنبا باخوميوس -القائم بأعمال البابا شنودة -وعدد من قيادات الكنيسة والمرشد السابق لجماعة الاخوان مهدي عاكف الذين حضروا لتقديم واجب العزاء. وعقب انتهائه من تقديم العزاء التقى صباحي بعدد من القيادات السياسية والوطنية ومنهم الأديب الكبير بهاء طاهر والاستاذ عبد الله السناوى والكاتب الصحفى جمال فهمى والاعلامى حسين عبد الغنى والدكتور عمرو حلمى ويحيى قلاش وعدد آخر من الشخصيات العامة للحوار حول الوضع الراهن وذلك بأحد مقاهي حي الزمالك وسط ترحيب شديد من الشباب ورواد المقهى.